جاء في الحديث الصحيح ما معناه أن الصحابة أكلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إنا نجد في أنفسنا شيئاً لأن يخر أحدنا من السماء خير له من أن يتلفظ به. فقال صلى الله عليه وسلم: [ذلك صريح الإيمان] كما جاء في حديث آخر: [إن الله يتجاوز عن عباده ما حدثوا به أنفسهم ما لم يصرحوا بذلك] لقد أشكل عليّ فهم هذين الحديثين لأن ما تعلمناه من عقيدة أهل السنة أن ما في القلب سواء كان اعتقاد القلب أم عمله شرط في صحة الإيمان فيجب ألا يأتيه الشك فكيف يتفق كلام الصحابة مع ذلك الأصل نرجو إيضاح المقصود من قول الصحابة بذلك.
الجواب:
أولاً كلام الصحابة (إنا نجد في أنفسنا شيئاً لأن يخر أحدنا من السماء خير له من أن يتلفظ به) هو شيء من قذف الشيطان ووسواسه، يلقي شيء في الصدر، وقول النبي صلى الله عليه وسلم [ذلك صريح الإيمان] يعني رفضه وبيان أن هذا الكلام في غاية السوء وإن الواحد منهم يتمنى أن يموت ولا يتلفظ مجرد التلفظ، من تشكيك الشيطان للمؤمن في ربه في خالقه في الجنة في النار. يقول الصحابي أنا لا أستطيع أن أقول هذا لأنها أمر كبير أن أهوى من السماء أهون على من أن أتلفظ بها لا أن أعتقدها.
فالنبي قال [ذلك صريح الإيمان يعني] يعني رفض الوسواس هو صريح الإيمان، فإذا قبلت ما قاله الشيطان لك وما ألقاه في صدرك من التشكيك كفرت حتى لو ما تكلمت به. فالكفر يكون بالقلب. أما حديث [إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم يصرحوا به] فمن رحمة الله وسبحانه وتعالى أنه لا يحاسب الإنسان على حديث النفس والخواطر التي يلقيها الشيطان في قلبك.