لقد رد الله سبحانه وتعالى على الكفار الذين ينكرون البعث بأنه قادر على إعادتهم وهو أهون عليه، فهل هناك فعل هين على الله وهناك فعل أو شيء دون ذلك؟
الجواب:
ليس هناك شيء مستصعب على الله تبارك وتعالى، ولكن هذا تمثيل للبشر بأن إعادة الخلق ليس مثل بدأه، وإنشاء الشيء لأول مرة قد يكون أصعب من إعادته في المرة الثانية، وذلك أن الكفار كانوا يستعظمون أمر البعث، فإنهم يرون نشأتهم الأولى لكن النشأة الثانية لم يروها، يقولون {أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد } يعني بعد أن اختلطت ذراتنا بتراب هذه الأرض وأصبحنا جزء منها، حيث لا يمكن أن نقول هذا جسم فلان وهذا جسم فلان يبعث مرة أخرى، كما تقول العرب (ضل السمن في الطعام) يعني لو أنت أحضرت قطعة سمن ووضعتها في طعام كبير وغليت هذا، ثم قالوا لك اخرج هذه القطعة مرة أخرى، لن تستطيع ذلك فقد ضلت فيه، وهكذا استعظم الكفار هذا. فأخبرهم الله تبارك وتعالى بأن هذا هين عليه قال {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة} {زجرة} نفخة {فإذا هم} كل الناس {بالساهرة} وهي وجه الأرض.