ذكرت في الخطبة السابقة قول النبي صلى الله عليه وسلم [من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة] فهل معنى الحديث أن الجنة يدخلها كل من قال كلمة التوحيد، وإن لم يعمل بفرائض وأركان الإسلام؟
الجواب:
لا. وإنما إذا قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه، وعمل بمقتضاها، ولا يكفي لمن قال لا إله إلا الله بلسانه وواطأها بقلبه أن يدخل الجنة، وهذا لا يقوله إلا أهل الإرجاء، الذين قالوا إن الإيمان هو التصديق بالقلب والقول باللسان فقط، وأما العمل فغير داخل في مسمى الإيمان، ولا يدخل في معنى لا إله إلا الله، ولذلك قال بعضهم لا يضر مع الإيمان ذنب، وهذا غير صحيح. فهناك عمل شرط في صحة الإيمان كالصلاة، وهناك عمل واجب في صحة الإيمان، وهناك عمل مستحب من باب كمال الإيمان كالمستحبات، وهناك واجبات تدخل في واجبات الإيمان ويأتي له تفصيل آخر إن شاء الله.