كيف التوفيق بين قول الله تعالى {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} وبين قوله عليه الصلاة والسلام [حفت الجنة بالمكاره] ما المكاره المقصودة بالحديث؟
الجواب:
قول الله تعالى {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} جاء بالمنافقين الذين كرهوا تشريع الله تبارك وتعالى، كالأمر مثلا بموالاة المؤمنين ومعاداة الكفار هم كرهوا هذا، والجهاد في سبيل الله وغيرها من الأمور الأخرى التي شرعها الله تبارك وتعالى، هؤلاء أحبط الله أعمالهم الصالحة، فصلاتهم وصيامهم وإنفاقهم يمحى عليهم {قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم}، كذلك جهاده مع الرسول عندما يخرج في غزوة لكن ليس له من الأجر شيء لأنه يخرج وهو كاره.
أما قول النبي [حفت الجنة بالمكارة] تعني أن المؤمن قد يكره المشقة الموجودة في التشريع كراهة بشرية لكنه ليس كاره لأصل التشريع، مثل الصوم، والخروج للجهاد، وترك الأهل والأولاد، والهجرة في سبيل الله وما فيها من مشقات كالحج أيضاً عندما يكون هناك زحام وترمي الجمرات وقت الزحام والحر، وإسباغ الوضوء على المكاره أنت نائم في البر ودرجة الحرارة تحت الصفر وليس عندك نار جاهزة لكي تسخن الماء ولا بد أن تتوضأ، والجنة كذلك طريقها مليء بالشوك ولكي تصل إلى الجنة لا بد أن تمشي على الشوك، فهذه هي المكاره، والمكاره هنا ليست مكاره تشريع، لا إنما مكاره المشقة التي فيها.