الثلاثاء 15 شوّال 1445 . 23 أبريل 2024

شرح حديث: مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع

السؤال:

أرجو شرح الحديث الذي رواه البخاري عن أبى بكر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم [مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء].

 

الجواب:

الرسول صلى الله عليه وسلم يصور حال المؤمن والكافر، فالمؤمن يكثر بلاءه مثله كمثل الخامة من الزرع، والخامة تعني فروع صغيرة ممتدة، كالقمح أو الشعير فهذا من أين تأتيه الريح تجدها شديدة، فالنبي شبه المؤمن بذلك بمعنى أن البلاء يميله ويتعبه.

أما الكافر فهو كالأرزة، والأرزة هي الشجرة التي تزرع في لبنان وهذه الشجرة تكون صلبة منذ أن تنبت من الأرض، فهي لا تنثني مهما تأتيها الريح ولا تميلها لا يمين ولا يسار ولا تقع إلا دفعة واحدة، فالرسول صلى الله عليه وسلم شبه الكافر بهذا بأنه منيع قوي، وجسمه صحيح، ومن الممكن أن لا يرى في حياته كلها أي نوع من أنواع البلاء والمرض، ثم يأتيه الموت دفعة واحدة..

فالمؤمن دائما كما يقال مبتلى يأتيه المرض والفقر والبلاء، أما الكافر فتجده في راحة من الأمر، كما قال تبارك وتعالى {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين} فيكون قصمه مرة واحدة فيذهب.