السؤال:
هل هناك إسلام سياسي وإسلام غير سياسي؟ وما مفهوم الإسلام السياسي؟ وهل الإنسان المسلم يتعامل بهذا المفهوم؟
الجواب:
دين الله تبارك وتعالى دين كامل يشمل الحياة كلها، كل نشاط للإنسان فيه حكم لله تبارك وتعالى لا يوجد نشاط للإنسان خارج عن حكم الله جل وعلا، فالحلال والحرام، والطعام واللباس والشراب والزينة والطهارة والكسب، والتعامل مع البشر على اختلافهم، والتعامل بينك وبين الكافر، بينك وبين العدو الكافر فهذا الكافر قد يكون محارب وقد يكون مسالم، وقد يكون معاهد وقد يكون مستأمن، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم. كل هذه الأمور الحكم فيها لله تبارك وتعالى، وعلاقة العبد بربه هي العبادة، من الصلاة والصيام والخضوع له سبحانه وتعالى، فالإسلام دين واحد، وليس كما سموه إسلام العبادات، وإسلام العقائد، وإسلام القلوب، وإسلام سياسي.
فتجزئة الإسلام وأخذ جزء منه وترك الجزء الآخر كفر بالله تبارك وتعالى، ومن يقول أنا آخذ بالعبادات فقط، ولا آخذ بالأمور الأخرى فهذا كافر بالله عز وجل.
طبعا هذا نبذ لما يسمونه الإسلام السياسي، فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم يسميها الناس سياسة. لكن هل هذا من الدين أم ليس من الدين؟ هذا من الدين لأن فيها ضوابط حيث يقول الله عز وجل: {إن الله يأمُرُكُم أن تُؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتُم بين الناس أن تحكُمُوا بالعدل إن الله نعما يعظُكُم به إن الله كان سميعًا بصيرًا يا أيها الذين آمنُوا أطيعُوا الله وأطيعُوا الرسُول وأُولي الأمر منكُم فإن تنازعتُم في شيءٍ فرُدوهُ إلى الله والرسُول إن كُنتُم تُؤمنُون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً} وقال الله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} ثم قال في نهاية الآيات {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرج مما قضيت ويسلموا تسليما}.
الفصل بين الدين وبين ما يسمى بالدنيا كفر بالله تبارك وتعالى، لأن الدين الذي أُمرنا به دين واحد، وشأن واحد، وكما نهانا الله تبارك وتعالى أن لا نسجد إلا له، نهانا ألا نطيع إلا إياه.