السؤال:
هل أفعال الرسول وأوامره كلها عبادة؟ أم أن هناك أفعال عبادة وهناك أفعال عادة يعني فعلها النبي بحكم العادة؟
الجواب:
لا شك أن النبي صلوات الله وسلامه عليه من حيث الأساس مشرع، ولكنه كذلك إنسان بشر {قل إنما أنا بشر مثلكم} له أعماله البشرية التي لم يتعبدنا الله تبارك وتعالى بفعلها، بحكم طبيعته وجبلته البشرية، لا بحكم تشريعه صلوات الله وسلامه عليه، كحبه مثلا أنواع من الطعام وكرهه أخرى، وحبه لأنواع من اللباس وكره أخرى، فلا شك أن هذا لا يدخل في باب هذه الأفعال التي تفعل بحكم الجبلة والطبيعة البشرية، مثل حبه صلوات الله وسلامه عليه للحلواء، والدباء، وحبه للبس القميص، وحبه للبس الحبرة، يعني الثوب المخطط، فهل الإنسان إذا لم يحب هذه الأمور مثلاً يكون آثما؟ لا. فهذه قضايا بشرية، لكن المسلم لو أحب ما يحب النبي ونوى بهذا التقرب لله عز وجل لا شك أن له الأجر، لأن النبي أسوة في كل شيء، وخير الهدى هدي محمد صلوات الله وسلامه عليه، لكن ما يأتي به النبي بالأمر هذا لا شك أنه يجب الطاعة فيه كما قال النبي [وما أمرتكم به فأتوا به ما استطعتم]، فإذا قال الرسول أفعل ولا تفعل كان هذا تشريعاً، لا من باب الأمور الجبلية. فإذا قال النبي مثلا [لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء]، وقال [إجعل إزارك إلى ركبتيك فإن أبيت فإلى نصف ساقيك، فإن أبيت فإلى كعبيك ولا تزد فما زاد على الكعبين ففي النار] هذا تحديد وتشريع، ويقول [أعفوا اللحى وحفوا الشوارب] [خالفوا المجوس] [خالفوا المشركين] فهذا تشريع، وعندما قال [كل بيمينك] كان هذا تشريعاً وليس بحكم العادة ومن يخالف ذلك يكون آثماً، فعندما رأى رجلاً يأكل بشماله فقال [كل بيمينك فقال: لا أستطيع.. قالها تكبرا فقال له النبي: لا استطعت] فما استطاع بعد ذلك أن يرفع يده اليمنى إلى فيه قط.. دعا عليه النبي علما بأنه الرحمة المهداة صلوات الله وسلامه عليه لكن في هذا الموقف دعا عليه لأن هذا متكبر على أمر النبي صلوات الله وسلامه عليه فإذا قال: كل بيمينك وإذا قال البس هكذا وافعل هكذا لا شك أن هذه كلها أوامر للتشريع، ولا تدخل هنا في باب العادات بتاتا. وفعل النبي الذي أمر به واجب أيضاً كما قال: [صلوا كما رأيتموني أصلي]، وقال [خذوا عني مناسككم] فهدي النبي في الصلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك، لا شك أنها جانب تشريعي وليس من الجانب الجبلي.