إذا كانت القراءة من غير مس المصحف كأن يقرأ من ذاكرته فالصحيح إن شاء الله أنه يجوز له قراءته من غير وضوء، لكن الأولى طبعا أن يكون على وضوء لأنه جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم [كرهت أن اذكر الله عز وجل على غير وضوء] وذلك لما جاءه أحد الصحابة فسلم عليه فذهب النبي إلى جدار فضرب به يديه ومسح وجهه متيمماً ثم رد السلام وقال [إني كرهت أن اذكر الله على غير وضوء] ولا شك أنه الأولى أن يكون ذلك عند قراءة القرآن. لكن لا يعني ذلك أنه لا يجوز للإنسان أن يذكر الله عز وجل على غير وضوء لقول السيدة عائشة [كان رسول الله يذكر الله على كل أحواله] .
أما بالنسبة لمس المصحف فقد أجمع عامة السلف على أنه لا ينبغي أن يمس القرآن إلا طاهر كما جاء في حديث عمرو بن حزم عندما كتب له النبي صلى الله عليه وسلم: [وألا يمس القرآن إلا طاهر] ومعنى [إلا طاهر] المتوضئ وليس الطاهر بمعنى البريء من النجاسة لأن الإنسان لا يبرأ إلا بالتطهر وأما الطاهر حقيقة فهم الملائكة. قال الله تعالى: {بأيدي سفرة كرام بررة} فالسفرة الكرام البررة وهم المطهرون.