السؤال:
ما حكم الزوج الذي يكره زوجته على إعطائه راتبها كله دون أن يترك لها شيئا، مع العلم أنها تلاقي كل ألوان التعب والمشقة في عملها، هي تريد أن تتوجه بالدعاء إلى الله لأنه زوجها، وإذا ضره شيء ضرها، وإذا حاولت اخذ جزء بسيط يقاطعها ويهددها بالبعد عنها وعن أولادها؟
الجواب:
على كل حال مال المرأة سواء كان من كسبها أو من ميراثها أو هبة من بعض أهلها يكون لها ولا يجوز للرجل أن يتسلط عليه وأن يأخذ شيء منه بغير رضاها، حتى المهر الذي يعطيه لها لا يجوز أن يأخذ منه شيء قال الله تبارك وتعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئا مريئاً} إن طابت نفسها بشيء منه يجوز للرجل أن يأخذه سواء كانت حياتها معه في عقد الزواج وبعد الطلاق أيضا. قال تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا * وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا} فحرمة مال الزوجة أشد من حرمة مال الغير.
فهذا الذي يقول لزوجته اشتغلي ثم ضعي راتبك عندي كأنه يتخذها عبده فهذا حرام ولا يجوز. فالناس كانوا يتخذون العبد ويجعلونه يعمل وخراج العبد لسيده. وهناك بعض الناس يقول أنها تذهب في الوقت الذي هو لي، وبالتالي راتبها من حقي. فهذا نقول له إذا كنت تعتبر أن هذا وقتك ويجب أن تكون مشغولة بك وبأولادك فلا تسمح لها بالعمل.