السبت 22 جمادى الأولى 1446 . 23 نوفمبر 2024

ماذا يفعل السائل إذا كان ليس من طلاب العلم ولا يستطيع الترجيح بين الآراء؟

السؤال:

إذا كان المستفتي يسأل أهل العلم وكل واحد منهم يفتيه بخلاف الآخر وهو لا يعرف أين الحق هل هو مع هذا أم مع هذا. واحد يحلل وآخر يحرم. فماذا يفعل خصوصاً إذا كان السائل ليس من طلاب العلم ولا يستطيع أن الترجيح بين الآراء؟

 

الجواب:

ينبغي أن يأخذ من هذه الأقوال ما يطمئن قلبه إلى أنه الحق، ويتجرد من الهوى ولا يأخذ من أقوال العلماء ما يوافق هواه، والله سبحانه وتعالى أمرنا بسؤال أهل العلم ولكن إذا اختلفوا علينا بما أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم: [استفتي قلبك وإن أفتاك المفتون].

من ناحية أخرى عليك بترك الشبهات، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه] ومن باب ترك الشبهات دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإذا كان أمر فيه شبهة، ورجل قال لك هذا حلال لكنك تجد فيه شبهة، فاترك هذا الذي فيه شبهة وابق على الصحيح البائن.

الخطوة الثالثة من المرجحات هي أن يفرق السائل بين الناس، فهناك عالم يتق الله تبارك وتعالى، وآخر يكون على فسق أو على فجور أو على معصية ظاهرة، كذلك هناك عالم يكون من أهل العلم، وآخر ليس من أهل العلم، فينبغي للإنسان أن يختار وأن يحتاط لدينه حتى تبرأ ذمته عند الله سبحانه وتعالى. وكما قال بعض أهل العلم: لو اتبعت الرخصة أو زلة كل عالم لم يبق عندك دين. وعليه فينبغي للإنسان أن يتقي الله تبارك وتعالى وأن يأخذ من أمور الدين ما يغلب على ظنه أنه الحق ويرجع إلى تقوى الله ومخافته.