السبت 22 جمادى الأولى 1446 . 23 نوفمبر 2024

الحلقة (132) - سورة النساء 114-121

الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلي وأسلم على عبد الله الرسول الأمين، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهديه وعَمِلَ بسنته إلى يوم الدين.

 وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- : {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:114], {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء:115], {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا}[النساء:116], يُخْبِرُ الله -تبارك وتعالى- أنَّ الكلام الذي يتكلم به الناس لا خير في كثير منه قال: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} النجوى هي الحديث السِّرِي بين اثنين أو أكثر قال -جلَّ وعَلا- وذلك أنَّ أكثر الناس قد يخوضون في كلام كثير ويتكلمون يتناجون في أمور كثيرة يخبر الله -تبارك وتعالى- أنَّ هذا كثير مِن هذه النجوى لا خير فيه.

قال-جلَّ وعَلا- : {إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}[النساء:114], أي كلام يُسِرُّ به الناس بعضهم لبعض لكنه بالخير صدقة، الصدقة هي كل نفقة تعطى  للفقير أو المسكين أو أي باب مِن الأبواب التي يحب -تبارك وتعالى- الإنفاق فيها وسمى الإنفاق مال على هذا النحو صدقة؛ لأنه مِن الصِّدق أو التصديق, مَن صَدَّقَ صاحبه في الدين ومِن تصديقه لموعود الله -تبارك وتعالى- بالجزاء في الآخرة, {أَوْ مَعْرُوفٍ} أي معروف ما ولو كان هذا المعروف كل الخير كل ما أمر الله -تبارك وتعالى- فهو المعروف وذلك لأنَّ الله -تبارك وتعالى- عرفنا إياه –سبحانه- وحببنا فيه, وذلك لأنَّ كل الفطر السليمة  العقول المستقيمة تتعرف عليه وتأنس له وتحبه  بعكس المنكر فإنه تشمئز منه قلوب أهل الخير وأهل الإيمان وأهل التقى وكذلك نَكَّرَه الله -تبارك وتعالى- وقَذَّرَهُ وقَبَّحَهُ لنا فسُمى منكرًا لنا, والمعروف أيضا اسم واسع أيسره إماطة الأذى عن الطريق, بشاشة في وجه المسلم لا تحقرن مِن المعروف شيئا ولو تلقى خادم بوجه طلق, فمجرد طلاقة الوجه عند لقاء أخيك المسلم هذا مِن المعروف فكلمه عامة شاملة تشمل كل هذا تسبيحة, تحميدة, تهليلة كل هذا مِن المعروف أمر بهذا, {أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}, التفريق بينهم وإزاله الشرور منهم وإرجاع المتخاصمين إلى المودة وإزالة الشحناء بين الناس, {إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}, بهذا المعنى التوفيق بين المتخاصمين.

 قال-جلَّ وعَلا- : {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}, مَن فعل شيء مِن هذا الخير, {ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}, لا يريد بذلك إلا ابتغاء مرضات الله, {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}, وعد مِن الله -تبارك وتعالى- أنَّ العبد الذي يقوم بشيء مِن ذلك له أجر عظيم عند الله -تبارك وتعالى- {أَمَرَ بِصَدَقَةٍ} حَث غيره على الصدقة, حث غيره على فعل مِن أفعال المعروف قام بالإصلاح بين الناس واشترى وقتًا واشترى جهدًا في هذا الأمر يقول الله -تبارك وتعالى- مَن فعل شيء مِن هذا الأمر هذا كلامه نجوى, لكن مَن فعله ابتغاء مرضات الله, {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}, فهذه الآية حَث مِن الله -تبارك وتعالى- لعباده أنْ يبذل الخير ولو بالكلمة كثيرًا مِن الناس يُفْني وقته وجهده في نجوى الآية لا يستفيد منها ولا تعود بنفعها إليه, لكن مَن تناجى تكلم سرا مع بعض مَن يجلس معهم على أي أمر مِن هذه الأمور أمر بصدقة أمر بالمعروف أصلح بين الناس وكان يريد بذلك وجه الله -تبارك وتعالى-, قال -جلَّ وعَلا- : {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ}, والله الذي بين إنه هو الذي {أَجْرًا عَظِيمًا}, على كلامه الطيب  هذا في  هذه المواضيع .

ثم قال-جلَّ وعَلا- : {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115], هذه الصورة المقابلة {مَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ}, يشاقق الرسول أي يذهب في شِق غير شِق النبي -صلى الله عليه وسلم- أي يتخذ طريق آخر غير طريق النبي -صلى الله عليه وسلم-   {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ}, هذا معنى وكذلك يشاققه يعانده لأنَّ المشاقة هي المعاندة والمحاربة وذلك أنَّ الذي يعاند ويحارب ويعادي يكون في شِق قد جعل نفسه في شِق في ناحية والنبي في ناحية, {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى}, بعد أنْ بيَّن له الله واتضح له الهدى وعَلِمَ أنَّ رسول الله حقًا وصدقًا وأنَّ هذا هو الهُدى وأنَّ هذا هو الصراط.

 قال-جلَّ وعَلا- : {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}, يلتحق يترك طريق أهل الإيمان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ويذهب إلى طريق آخر ,قال -جلَّ وعَلا- {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى}, أي جعله الله -تبارك وتعالى- يتخذ هذا الطريق الذي تولاه أخذه فتكون هذه عقوبة لهم مِن الله -تبارك وتعالى- أي لا يرده الله عن هذا الغَيّ يمده فيه, {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} أي أنَّ الله يمده في غوايته التي أثرها وذهب إليها, {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى},  فيدفعه الله -تبارك وتعالى- إلى طريق الشر, {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ}, فهذا الطريق الذي تولاه نظنه أنه خير فإذا به نصليه إلى جهنم عياذا بالله , {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ}, الصِّلِي هو بالإدخال فيها والاحتراق بها أي نحرقه في جهنم عياذا بالله, هذا المصير هو ما يصير إليه الأمر وينتهي فيه نهاية في غاية السوء لا يوجد سوء أكبر مِن هذا السوء أنْ تكون عاقبة أنْ يسقط في النار سقوطًا لا خروج منه عياذا بالله, قيل كذلك أنَّ هذه الآيات نزلت في رجل مِن المنافقين كان يهجوا النبي -صلى الله عليه وسلم- ويكتب شعرًا في المسلمين وهو في المدينة وينسبه لغيره وأنه كان مِن كذلك من أصحاب الحادثة السابقة  أي حادثة بني أُبيرق الذين سرقوا المتاع واتهموا به غيرهم ونزل فيهم الآيات السابقة, ثم أنه لم افتضح أمره واكتشف أمره لحق بالمشركين ذهب إلى مكة ملتحقَا بالمشركين وللأسف كذلك نزل على امرأة بغي من بغاياهم فلما هرب على هذا النحو ونزل على هذه المرأة الزانية وحط رحله عنده جاء حسن بن ثابت -رضى الله تعالى عنه- وواجه بشعر و شعر حسان يذهب بالآفاق في كل مكان فهذه البغية لما وصلها أنَّ حسان قال شعرًا في صاحبه هذا الذي نزل بها ولما افتضح على فضيحتها جاءت فحملت متاعه وألقته أي خارج منزله ما آتيتني بخير إنما آتيتني بالشعر حسان أي شيء الخير الذي فضحتني به والقته كذلك, فانظر المآل والخسران هلك خاسر عياذا بالله هذه سورة على كل حال ليس عبرة إنما هو بعموم الرفض لا بخصوص السبب فإنَّ كل مَن يشاقق الرسول يقول : {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ}, ومن يشاقق الرسول مِن أي أحد كل أحد يشاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه ويحاربه ويكون في جهة غير جهته وبطريق غير طريقه {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّي}, هذا في كل وقت وحين, {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّي},  عقوبة له مِن الله-تبارك وتعالى- قول الله:  {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّي}, أمر شديد جدًا وذلك أنَّ الله يطمس على بصيرته ويجعله يحب الطريق الذي سار فيه ينطلق فيه عياذا بالله عقوبة شديده ثم قال: {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ},  هذا آخر المطاف, {وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.

 ثم قال جلَّ وعَلا: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ  ضَلالًا بَعِيدًا}[النساء:116], هنا يُبيِّن الله تبارك وتعالى هذا الذي إذا شاق الرسول وأخذ طريق غير طريق النبي فأشرك بالله تبارك وتعالى اعلى الذنوب التي لا يغفرها الله تبارك وتعالى لمن مات عليه هو الشرك به قال جلَّ وعَلا : {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}, هذا ذنب لا يغفره الله -تبارك وتعالى- لِمَن تاب عليه, {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}, به والشرك بالله تبارك وتعالى هو أنْ يجعل لله نِد كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سُئِل أي الذنب «أعظم أنْ تجعل لله ندا» والله لا ند له ولكن الجعل هنا معناه الاعتقاد الجعل أنْ تعتقد أنَّ لله ند سواء كان هذا الند في صفة مِن صفات الله- تبارك وتعالى- ,ظن أنَّ هناك مَن يخلق مع الله, أو يرزق مع الله, أو يحي مع الله, أو يميت, أو له صفة مِن صفات الرَّب -تبارك وتعالى- ,وكذلك مَن ظن أنه مع شيء مِن التصريف مع الله, التصريف كله لله تبارك وتعالى الله خَلَقَ خَلْقَهُ مِن العدم وهو المتصرف في خَلْقِهِ إحياءَ وإماتة, اعزازًا واذلالًا, إغناءً وافقارا, هدايةً وإضلالًا, كل تصريف الكائنات  كلها إنما هي لله -تبارك وتعالى- لا يملك أحد مع الله -تبارك وتعالى- التصريف لا يملك لأحد  لنفسه نفعه ولا ضر إلا بمشيئة الرَّب وإذنه -سبحانه وتعالى-.

 الأمر الآخر العباد التي أراد الله -تبارك وتعالى- منع خلقه أنْ يجعلوها له كالقيام بين يديه, الركوع بين يديه, السجود له, دعاؤه -سبحانه وتعالى-, خشيته, محبته, محبة أُلوهيته, محبة الرَّب كل مَن صَرَفَ شيء ذلك لغيره أشرك بالله -تبارك وتعالى- مَن مات على شيء مِن الشرك فهذا لا يغفره الله, {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}, أي مَن مات على ذلك, أما دون الموت فإنَّ كل ذنب يفعله العبد إذا تاب منه تاب الله -عزَّ وجل- عليه و لو كان شِرك.

كما قال -تبارك وتعالى- : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر:53], {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ}[الزمر:54], فَمَن أناب إلي الله -تبارك وتعالى- ثم رجع إلي الله قبل الموت وتاب مِن أي ذنب كان مِن شِرْكِهِ, مِن كفره, مِن قتله للأنبياء, مِن فعله أي فعل مِن الجرائم فإنَّ الله -تبارك وتعالى- يتوب عليه, لكن إذا مات على الشرك فإنَّ هذا قد حكم عليه بالخلود في النار ولا مغفرة لذنبه هذا, {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}.

ثم قال-جلَّ وعَلا- : {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}, {يَغْفِرُ}, يسامح ويستر -سبحانه وتعالى- {مَا دُونَ ذَلِكَ}, ما دون الشِّرك, {لِمَنْ يَشَاءُ}, وما دون ذلك ذنوب كثيرة؛ فما دون الشرك مثلا قتل النَّفْس التي حَرَّمَ الله -تبارك وتعالى- إلا بالحق, السرقة, الزنا, شرب الخمر, ترك شيء مما أوجبه الله -تبارك وتعالى-, كلا هذه المعاصي التي هي دون الشِّرك كبائر الذنوب غير الشرك فهذه المعاصي التي هي دون الشرك مِن الكبائر الذنوب غير الشرك فهذا أمره الله -تبارك وتعالى- , {لِمَنْ يَشَاءُ}, إذا أراد الله -تبارك وتعالى- أنْ يغفره لِمَن يشاء مِن عباده  يغفرها -سبحانه وتعالى- ثم قال -سبحانه وتعالى- لم لا يغفر الشرك قال :{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا}, الذي يشرك بالله هنا تعليل وبيان بعدم لم لا يغفر الله -تبارك وتعالى- الشرك قال : {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا}, هذا ضلالا بعيد جدا بعيد جدا وذلك أنَّ الشرك ظلم عظيم أي كيف يجعل المخلوق الذي هو المشرك يجعل مع الله إله آخر, رب آخر, هل هناك رب خالق رازق غير الله -تبارك وتعالى-, هذا الكون كله كل ما سِوَى الله هذا خَلْق واحد وحدة تامة في الخلق مِن الذرة الصغيرة إلى المجرة العظيمة وِحْدِة كاملة في الخَلق خلقه إلى يوم واحد لا ليس هناك مَن يدعى أنه خلق شيء مع الله -تبارك وتعالى- {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ}[سبأ:22], لا يوجد أحد مع الله -تبارك وتعالى- خَلَقَ ذرَّة صغيرة لا الملائكة, ولا الإنس, ولا الجن, ولا كل شيء يخلق ذرة الله خالق كل شيء ثم الله -تبارك وتعالى- هو المتصرف في كل شيء -سبحانه وتعالى- فإنَّ هذا الخلق العظيم ثباته وبقاؤه بإمساك خالقه -سبحانه وتعالى- {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}[فاطر:41], كيف يكون لهذا الإله الذي خَلَقَ هذا الخَلْق شبيه, نظير, نِد, في أسمائه في صفاته! كذلك كيف يكون لهذا الإله الذي خَلَقَ هذا الخَلْق كله وأداره ونظَّمه وأحكمه على هذا النحو كيف يكون له شريك يُعطى ما يُعطى الرب -تبارك وتعالى- ,يُخاف منه كما يُخاف مِن الله, يُحَب كما يُحب الله, يرجى كما يرجى الله, يسأل كما يسأل الله -تبارك وتعالى-, يجعل إله مع الله والحال أي أنه لا إله غيره لا إله في الوجود حقيقة إلي الله فإذا مَن توجه إلى شمس أو قمر أو نجوم أو بشر أو مَلَك يدعوه يطلب منه ويعبده, يعطيه ما يعطى الرب -تبارك وتعالى-, {ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا}, هذا ابتعد عن الحق ابتعاد بعيد جدًا.

 ثم قال -جلَّ وعَلا- : {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا} [النساء:117], {لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا}[النساء:118], أي ما الذي يدعوه هؤلاء المشركون مِن دون الله -تبارك وتعالى-! قال-جلَّ وعَلا- : {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا}, آلهة كانوا يعتقدون أنها إناث وهم يكرهون الإناث ومع ذلك عبدوه مِن دون الله وجعلوها ند لله -تبارك وتعالى- قالوا: اللات والعزى وإنْ تدعون في الحقيقة, {إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا}, هذه الأصنام التي يدعونها كانت الشياطين تدخل في أفواجه وتحدثهم منها وإنْ يدعون في حقيقة الأمر إلا شيطان متمرد مِن الجِنِّ إبليس وأعوانه مديد متمرد أي إنه عاتي عن أمر الله -تبارك وتعالى- قد عتى وعصى وخَرَجَ عن أمر الله -تبارك وتعالى- لعنه الله هذا إبليس الأول بمعصيته وكفره لعنه الله, طرده مِن رحمته فهذا الملعون المطرود مِن رحمة الله يعبد ويجعل شريك لله -تبارك وتعالى- ويتخذ إله مع الله ويخاف منه كما يخاف مِن الله ويرجى كما يرجى الله ويُدْعَى كما يُدْعَى الله وهو عدو لهذا الإنسان طلال بعيد أنْ يتخذ الإنسان عدوه ليس صديق ولا حبيب بل إله يألهه, يعبده, يقدسه, يطلب منه يرجوا نفعه, يخاف مِن ظلمه هذا أمر بعيد جدًا في الضلال {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا}, {لَعَنَهُ اللَّهُ}, الله خالق السموات والأرض وقال أي هذا الملعون: {........لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا}[النساء:118], أي أنه عاتي فيه عتو شديد وأنه قد قال لله : {لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا}, أي والله لآخذن مِن عبادك يا رب نصيب مفروض لي, أتباع لي آخذهم إلى جهنم وذلك أنه قال لله -تبارك وتعالى- قال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[ص:82],{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[ص:83],أقسم بعزة الله -تبارك وتعالى قال : {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[ص:82],{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[ص:83], فهذا الملعون الذي قال لله -تبارك وتعالى- هذا القول بأنه سيتخذ مِن الناس نصيب مفروض, يأخذ العدد الأكبر ويجعله تابعًا له كما قال -تبارك وتعالى- في الآية عنه الأخرى قال لله : {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ}, الذي هو آدم, {........لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء:62], إلى أنْ تحكم علَىّ بالموت ظللت حيا إلى يوم القيامة, {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا}, احتنكن أي ألبس الحَنَكَة والحَنَكَة التي هي اللجام الذي يوضع في حَنَكِ الدابة الذي تقاد به, {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا}.

  قال -تبارك وتعالى- : {اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا}[الإسراء:63], {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}[الإسراء:64], {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ........} }[الإسراء:65], هنا يُبيِّن الله -تبارك وتعالى- ضلال مَن أشرك بالله -تبارك وتعالى- وذلك أنَّ الشرك بالله إنما هو أتخذ الشيطان إله يعبده مِن دون الله والحال أنَّ هذا الشيطان ملعون مِن الله مطرود مِن رحمته وإنه عدو لهذا الإنسان الذي يتمسك به هذا الإنسان الكافر المشرك ويتخذه ربًا له والهًا له مِن دون الله وقال الشيطان: , {........لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء:118], {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ} خلق الله قال -جلَّ وعَلا- : {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}[النساء:119], أي  تعهد وأخذ العهد والميثاق على نفسه أن يفعل هذا فيمن يتبعه قال : {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ} ثم أتبعهم الضلال هو إخراجهم عن طريق الهدى, {وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} أماني كثيرة, أماني قد تكون بالسعادة, أماني بالمغفرة أماني كثيرة, يفعل الإنسان الآن الإجرام والشرك وهو عنده أماني بأنْ يكون مِن أهل الجَنَّة وأنْ يكون مِن أهل السعادة, والحال أنه مِن أهل الشقاء ولأمنينهم بكل الأماني الباطلة سواء كان في الدنيا أو كان في الآخرة {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ} الأنعام وذلك للتأكيد, {فَلَيُبَتِّكُنَّ} التبتيك التغطية يقطعن آذان الأنعام قيل يقطعن آذان الأنعام أي إشعار بأنها للإِله فيجعلهم يوجهون الأنعام التي خلق الله -تبارك وتعالى- مِن الإبل والبقر والغنم بدلا أنْ تكون لله وقربة ولنفع الناس إباحة مِن الله -تبارك وتعالى- لا, توجه لتذبح للأصنام وهذا أشر الأنواع, أو تبتيك آذان الأنعام تشويهها وتغيير خلقها.

{فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}[النساء:119], خلق الله أي سآمرهم حتى يغيروا خَلْق الله بأي نوع مِن التغيير كتشويه كتبديله وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه مِن تغيير خلق الله -تبارك وتعالى- الوشم قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والواصلات والمستوصلات والمتفلجات للحسن المغيرات خلَقَ الله» فجعل هذا النوع مِن الزينة المشوهة والمُدَلِّسَة هذا مِن تغيير خَلْقِ الله, قال: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}, ثم قال -جلَّ وعَلا- : { وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ}, الذي يتخذ الشيطان ولي, ناصر له وحبيب له ومؤيد له يواليه يكون في صَفِّهِ وفي جماعته من دون الله يترك وِلاية الله ويأخذ ولاية الشيطان, { فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}, خسر الدنيا والآخرة والخسران المبين؛ البين الواضح  أي صفقته بَيِّنةِ الوضوح في أنه قد خِسِر, وذلك أنه سيكون مع هذا الشيطان في النار هذا نهاية المطاف ومَن ذهب النار خسر كل شيء بل خَسِرَ نفسه,  {........قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزمر:15], ولا يفيده يوم القيامة أنْ يكون الشيطان نَفْسَهُ معه في النار, كما قال-جلَّ وعَلا- : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ}, يقول لأتباعه وقد جُمِعُوا له كلهم في النار يخرج يصعد لهم على مِنْبَر مِن نار يعلوا ويخطب فيهم,  الله يقول: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ}, أي وُضِعَ أهل النار في النار, ودخل أهل الجنة الجنة يقول: {إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ}, {إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ}, الرضوان والفوز بجنته عند طاعته –سبحانه- { وَوَعَدْتُكُمْ}, {فَأَخْلَفْتُكُمْ}, بالأماني بالتغيير, {فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ}, ما كان لي قوة قاهرة, عَسْكَر وجنود يجبرونكم إجبارًا على المعصية, { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي},  لقد سِرْتُم خَلْفِي وفعلت ما أمرتكم به بمجرد دعوتي لكم إلى ذلك, بِوَسْوَسَتِي بفعله لهم أنْ وسوس لهم إلى هذا فاتبعوه, {فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ},  يقول للشيطان: لا تلوموني أنا وتلعنوني وتسبوني أنِّي السبب في إدخالكم النار, {فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ}, أنتم أضعاف العقول ضُلَّلال الأفئدة قد سِرْتُم  خَلْفَ عدوكم, {فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ}, ثم يقول : {مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ}, {مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ}, أي بمنقذكم, الصارخ هو الذي يستصرخ شخص ويصرخ له أنقذني مما أنا فيه, فَمَن يُنْقِذ هذا الصارخ يقول: ما أنا بمصرخكم أي بمنقذكم مما أنتم فيه مِن النار, { وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ}, كذلك لا تستطيعون أنْ تنقذوني مِن النار ما أحد منا مهما تعاونا أنْ ينقذ الآخر مِن النار,{إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} هذا زيادة في الحسرة, هذا لتزيد حسرتهم عندما يعلموا أنَّ الشيطان الذي أغواهم هنا هو معهم ويتنصل مِن غوايتهم ويلقي باللائمة عليهم, فيقول -تبارك وتعالى- : {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}[النساء:119], {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}[النساء:120], يعدهم بكل خير أمامهم, {وَيُمَنِّيهِمْ}, يعطيهم الأماني الكثيرة يكون الشخص في نهاية المطاف وصل الستين والسبعين مِن عمره فأصبح قريب مِن خط النهاية ولكن يعطيه الشيطان مِن الأمانى في البقاء وفي الحياة حتى يجعله لا يفكر بتوبة وبرجوع إلى الله -تبارك وتعالى- فيمنيهم بطول البقاء وطول الحياة والحال أنَّ الأجل دون هذه تحقيق هذه الأماني وكذلك يمنيهم قد يكون مِن أهل الكفر, مِن أهل المعاصي, مِن أهل الغرور وهو على ضلال ولكن يمنية مِن أهل الجنة وكما هي عند اليهود أماني عظيمة مع كفرهم بالله -تبارك وتعالى- وصدهم عن سبيله إلا أنَّ الشيطان يمنيهم بأنهم أهل الجنة وأنهم شعب مختار, وكذلك النصارى مع كفرهم وبُعْدِهِم عن الحق وهم ذاهبون ذاهبون إلى جهنم لكن يمنيهم الشيطان بأنهم أتباع المسيح أتباع ابن الله وأنهم داخلون الجنة وأنهم هم الفائزون, {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}[النساء:120], تغرير بهم, {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} أولئك الموصفون بأنهم هؤلاء المشركون أتباع الشيطان, {مأْوَاهُمْ}, المأوى المستقر المكان الذي يأوي إليه الإنسان ليرتاح لكن النار ليست مكان راحة, {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}, مستقرهم ومكان إقامتهم عياذا بالله, {........وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} [النساء:121], المحيص الهروب ما هرب مكان يستطيعون أن يهربوا منه لا وذلك أنها بئر عميقة لها شفير مِن أعلى ثم أنها بعد ذلك أبوابها مؤصدة, كما قال -جلَّ وعَلا- : {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤصَدَةٌ}[الهمزة:8] مغلقة, {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}[الهمزة:9], أو في عُمُدٍ مُمَدَّدة, فقد أغلقت  إغلاقًا ومُنَعَ  أهلها مِن أنْ يخرجوا منها بأي سبيل, {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ........} }[الحج:22], مِن شدة الغم, {أُعِيدُوا فِيهَا}, بماذا بالمطارق يأتي الملك فيضرب هذا  الهارب بالمطرقة على رأسه فيعود, ثم إنهم يلقوا فيها مسلسلين مقيدين عياذا بالله فهذا الذي قد رُبِطَ بالسلاسل, {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}[الحاقة:30]{ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}[الحاقة:31]{ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ}[الحاقة:32] أدخلوه في هذه السلسلة فمَن كان هذا حاله كيف له أنْ يخرج مِن نار الرَّب -تبارك وتعالى- {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا}[النساء:121] مهرب يخرجون منه.

 نقف عند هذا, والحمد لله ربِّ العالمين, واستغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب.