نَّ الحمد لله نحمده ونستهديه ونستغفره, ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا, مَن يهده الله فلا مضل له ومَن يضلله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله وبعد.
يقول الله -تبارك وتعالى- : {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:160-162], هذه الآيات مِن سورة النساء يُخْبِرُ الله -تبارك وتعالى- أنه بسبب الظلم الكبير الذي ارتكبه أهل الكتاب مِن اليهود فإنَّ الله -تبارك وتعالى- {عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ}, وهذا الظلم الذي أنواع الظلم الكثيرة ذكرها الله -تبارك وتعالى- في هذه السورة فبدءًا بقوله -تبارك وتعالى- : {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً .........}[النساء:153], هذا مِن مخازيهم ومِن تعنتهم على رسولهم موسى -عليه السلام- قال -جلَّ وعِلا- : {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}, هذا ظلم آخر قال -جلَّ وعَلا- : {فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا}, قال -جلَّ وعَلا- : {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ} وقد أخبر -سبحانه وتعالى- أنه رفع فوقهم الطور, ثم أنهم نكثوا عهد الله -تبارك وتعالى- مع أنَّ هذا العهد قد أُخِذَ عليهم والجبل فوق رؤوسهم, وكذلك وقال -جل َّوعَلا- : { وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا }, باب بيت المقدس, فدخلوا على أستاهم وبدلًا مِن أنْ يقولوا حِطة, اللهم حُطّ عنا ذنوبنا قالوا حِنْطَة, {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ }.
{ وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ}, بصيد السمك , فاعتدوا وتحايلوا على ذلك, فعاقبهم الله -تبارك وتعالى-, ثم قال -جلَّ وعَلا- : {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء:155], أنبياء كثيرة مِن أنبيائهم قتلوهم؛ يحيى, و زكريا, وأنبياء قبل ذلك, ومحاولتهم قتل عيسى -عليه السلام-, ثم اتهامهم الله -تبارك وتعالى- بأنه خلقهم على هذا النحو, أي قد غُلِّفَت قلوبهم, { قُلُوبُنَا غُلْفٌ}, فاتهموا الله -تبارك وتعالى- بأنْ خلقهم على هذا النحو قال -جلَّ وعَلا- : {......... بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء:155] أي لا يؤمنون منهم إلا عدد قليل, {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا}[النساء:156], هذه كذلك جريمة مِن جرائمهم سبهم مريم -عليها السلام- وقولهم : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ },افتخارهم وبأنهم قتلوا عيسى بن مريم مَن؟ رسول الله, قالوا : {إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ }, رسول الله فافتخروا بأنهم مع شهادتهم أنه رسول الله إلا أنهم قتلوه, قال -جلَّ وعَلا- : {......... وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ}, في شأن عيسى, { لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}[النساء:157], {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:158],{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ}, بعيسى عليه السلام{قَبْلَ مَوْتِهِ}, قبل موت هذا الكتابي يريهم الله -تبارك وتعالى- عيسى على حقيقته فيؤمن به, لكن إيمان لا ينفعه لأنه إيمان المُحْتَضَر وهذا لا ينفعه, أو قبل موته قبل موت عيسى عندما ينزل فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويؤذن للصلاة, وكل أهل الكتاب الذين في هذا الوقت يؤمنون به, فَمَن آمن به قبل أنْ يموت, فهذا إيمان ينفعه, ولكن مَن آمن به عند الموت فهذا لا ينفعه, {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ}, أي عيسى -عليه السلام-, {شَهِيدًا}, يكون شهيدًا عليهم فيشهد عليهم؛ على مَن أشرك به وكفر به, هذا يشهد عليهم بالشرك والكفر, ويشهد على مَن آمن به ورآه عيسى كما قال عيسى -عليه السلام- : {........ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة:117], ثم قال الله بعد ذلك : {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا}, ظلم كثير مظالم كثيرة الظلم هنا منكر, أي ليعم هذه المظالم الكثيرة التي وقعت منهم {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ}, هذا, يبيِّن الله -تبارك وتعالى- لمَ حرم عليهم الطيبات! والعادة أنَّ الله -تبارك وتعالى- لا يُحَرِّم الطيبات على أهل الاستقامة لما كان هؤلاء مِن أهل العَوَج فإنَّ الله عاقبهم هذه العقوبة مِن جملة العقوبات, جاءت العقوبات كما ذَكَرَ الله -تبارك وتعالى- : {فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ}, الذين عبدوا العجل أُمروا بأنْ يقتلوا الذين اعتدوا في السبت, {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} للعوج الكثير الذي فعلوه, حَرَّمَ الله -تبارك وتعالى- عليهم هذه الطيبات, {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا}[النساء:160], صدهم الناس عن الإيمان بالرسل, {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}, نهاهم الله -تبارك وتعالى- عنه, {وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}, بالرشاوى الباطلة وقولهم {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}, بالخيانة والسرقة, وأي صورة مِن الصور يرون أنهم يحوزون بها أموال غير اليهودي فهي حلالٌ لهم.
قال -جلَّ وعَلا- : { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}, لما فَصَّل الله -تبارك وتعالى- مِن فضائح اليهود هذا النحو, هنا طبعا تذكيرٌ منه لأهل الإسلام ألا يسلكوا سبيلهم, فيقعوا ويتعرضوا لعقوبة الله -تبارك وتعالى- كما تعرض أولئك, ثم استثنى الله -تبارك وتعالى- منهم أهل الإيمان والصدق فقال: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}, الرسوخ هي الثبات ويعني الثقل في العلم {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}, أي أهل العلم الكامل, الثابتون فيه, الواثقون مما علموا, المؤمنون به في العلم علم الدين, {وَالْمُؤْمِنُونَ}, أي منهم, {يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ}, أي يا محمد, {وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}, يؤمنون بما أنزل إليك, أنَّ الذي أنزل إليك مِن الله -تبارك وتعالى- كما كان الشأن في عبد الله بن سَلَام, فقد كان سيد اليهود في المدينة وقد أسلم مِن أول يوم جاء النبي المدينة واجتمع مع النبي -صلى الله عليه وسلم- (إني سائلك عن ثلاث لا يعملهن إلا نبي), ولما أجاب النبي عن هذه الثلاث قال: (أشهد أن لا إلا الله وأنك رسول الله, ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت , وأنهم إن علموا بإسلامي بهتوني عندك. فخبئني فإذا جاءوا فاسألهم عني) ثم أنه اختفى خَلْفَ النبي -صلوات الله وسلامه عليه-, ثم لما جاء اليهود ناقشوا النبي ساعة وقرأ النبي عليهم القرآن ودعائهم للإسلام, ثم كانوا متباعدين عن الدين فقال لهم النبي ما عبد الله بن سَلَام فيكم ؟ فقالوا سيدنا وابن سيدنا وحَبْرُنَا وعالمنا. فقال لهم: ما رأيكم لو أسلم ؟ لو أسلم تتبعونه ما دام أنكم تعتقدون أنه حَبركم وعالمكم وهو سيدكم أعاذه الله مِن ذلك لما قال لهم النبي ما رأيكم لو أسلم أعاذه الله مِن ذلك, فخرج عبد الله بن سلام مِن خَلْفِ النبي وقال أشهد أن لا اله إلا الله وأنَّ محمد رسول الله فقالوا: شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه قال عبد الله بن سَلَام: هذا يا رسول الله هذا ما كنت أخشى أي كنت أعلم أنهم سيبهتونني فهم قوم بُهْت, فالراسخون في العلم مِن أمثال عبد الله بن سَلام ومخيريق والذين آمنوا بالنبي والذين آمنوا بعد ذلك هؤلاء هم أهل الراسخ في العلم, {وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}.
ثم قال -جلَّ وعَلا- : {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ}, وجاء هنا المقيمين بالنصب على الاختصاص, أي كأن اختصاص إقامة الصلاة, وذلك لأنَّ الصلاة هي أعظم وأشرف ما وضع الله -تبارك وتعالى- مِن العمل لأهل الأرض, {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ}, أخص المقيمين الصلاة, {وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}, الذين يؤتون الزكاة يخرجونها, والزكاة إخراج المال في وجوه التي أمرها الله -تبارك وتعالى-, ثم سمي هذا الإخراج زكاة لأنه طُهْرَة للنَّفْسِ, وطُهْرَة للمال, {وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}, أي مِن هؤلاء {أُوْلَئِكَ}, تشريفًا وتعظيمًا لهم {سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا}, وَعْد مِن الله -تبارك وتعالى- أنْ يؤتي هؤلاء أجر عظيم في الآخرة, وهذا الأجر هو الجنة ورسول الله -تبارك وتعالى-, فهنا بيان أنَّه ليس كل اليهود كانوا متبعين لهذه الجرائم والفضائح, ولكن منهم أهل إيمان وصِدْق وهؤلاء لن يضيع الله -تبارك وتعالى- عملهم, كما قال -صلى الله عليه وسلم- : «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين منهم ذَكر النبي قال ورجل مِن أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي» فهؤلاء يعطيهم الله -تبارك وتعالى- أجرًا مضاعفًا ثم قال الله -تبارك وتعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم : {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }[النساء:163-165], يُخْبِرُ الله -تبارك وتعالى- عبده ورسوله محمد -صلوات الله وسلامه عليه- ويعلن للجميع لهؤلاء المكذبين مِن أهل الكتاب ولكل أحد أنَّ الله هو الذي أوحى إلى رسوله محمد -صلوات الله والسلام عليه-, {إِنَّا} أي الرَّب العظيم -سبحانه وتعالى - وتكلم عن نَفْسِهِ بصيغة الجمع تعظيمًا لِنَفْسِهِ -جلَّ وعَلا- وبإنَّ المؤكدة, {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الوحي هو الإخبار والإعلام بطريق خَفِيّ, والوحي إعلام مِن الله -تبارك وتعالى- إلى رسله بطريق خفي عن طريق المَلَك الذي لا يراه أحد إلا الرسول المرسل إليه, وله صور كصورة الوحي أي تأتي النبي إما أنْ يسمع كلام المَلَك يقول, كما سُئِلَ النبي -صلى الله عليه وسلم- كيف يأتيك الوحي ؟ قال: يأتيني أحيانا مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت ما قال, أي يأتي الوحي صوت قوي جدًا كدق الجَرَس يقول يفصم عني, وقد وعيت ما قال يسمع هذا الكلام, وكل هذا أشد عليه أشد صورة مِن صور الوحي الذي يأتيه هذا, ويقول النبي وأحيانا يتمثل لي المَلَك رجلًا فيكلمني يتمثل مَلَك أي يأتي جبريل بصورة رَجُل ويُكَلِّم النبي كما يكلم رجلٌ رجلًا لا يراه إلا النبي -صلوات الله وسلامه عليه- فهذه مِن صور الوحي التي كانت تأتي النبي -صلوات الله وسلامه عليه- .
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ }, أي يا محمد, {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} أي لست بدعًا مِن الرسل, لست أنت الشخص الوحيد الذي أَوْحَى الله -تبارك وتعالى- عليه مِن كل العالم بل إنَّ الله اختار رسلًا قبلك أَوْحَى إليهم, فهذا رد على هؤلاء الذين اتهموا النبي بأنه ليس رسولًا مِن الله -تبارك وتعالى- أنَّ شأن النبي شأن الرسل السابقين قد أَوْحَى الله إليهم, فقد أَوْحَى الله -تبارك وتعالى- إلى الرسل قبل النبي محمد وليس هذا الوحي وليس هذا الكلام الذي قاله النبي أنا رسول الله يوحى إليّ ليس قولًا لم يقله أحد قبله بل هذا قد وقع هناك رسل قد أتوا مِن قِبَلِ الله -تبارك وتعالى- وأخبروا أنَّ الله -تبارك وتعالى- قد أَوْحَى إليهم وكل رسول أرسله الله -تبارك وتعالى- كان معه مِن الأدلة والمعجزات ما يثبت صِدقه والنبي أعظم هؤلاء الرسل معجزات مِن الله -تبارك وتعالى-, {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ}, وهو أول رسول أرسله الله -تبارك وتعالى- إلى أهل الأرض, {وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}, مِن بعد نوح, {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ}, خليل الرحمن النبي الذي أجمع كل مَن أتى بعده على إمامته وفضله, وذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- جعله إمامًا للناس, {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}, {وَإِسْمَاعِيلَ}, بِكْرُهُ أبو العرب جميعًا قحطانيين وعدنانيين مُضَر وربيعة كلهم يرجعون إلى إسماعيل -عليه السلام-, فهو الذي جعل الله -تبارك وتعالى- كفل نفسه والعرب كلهم مِن نسله وإسماعيل ومنهم النبي محمد -صلوات لله والسلام عليه- {وَإِسْحَاقَ} بن إبراهيم كذلك مِن زوجته الأخرى سارة, إسماعيل مِن هاجر المصرية, وإسحاق مِن سارة, {وَيَعْقُوبَ} بن إسحاق وهو إسرائيل {وَالأَسْبَاطِ} أولاد يعقوب, {وَعِيسَى}, آخر نبي مِن أنبياء بني إسرائيل مِن نَسْلِ داوود -عليه السلام- أي أُم عيسى -عليها السلام- مريم مِن نسل داوود, وهو عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم, {وَأَيُّوبَ} مِن أنبياء بني إسرائيل {وَيُونُسَ وَهَارُونَ} وهو أخو موسى -عليه السلام- وسليمان, {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} أي خص الله -تبارك وتعالى- الزبور بالذِّكْرِ وأخبر بأنه آتاه زبورًا أي كتابًا, الزبر هو الكتابة أي كتابًا منزلًا مزبور مكتوب وهذا الزبور ليس كتاب أحكام وإنما هو كتاب أدعية وأذكار وابتهالات إلى الله -تبارك وتعالى- ونظر في الموجودات والمخلوقات وثناء على الله وحمد له, وقد كان داوود -عليه السلام- مِمَن فضله الله -تبارك وتعالى- أنْ أعطاه صوتًا رخيمًا جميلًا مِن أجمل الأصوات في الأرض, ولذلك كان عندما يقرأ في الزَّبُور تقف الطير لسماع صوته وتردد الجبال معه, { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ }هذا مما خصه الله, {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}, كذلك ألان الله له الحديد فكان يثنيه ويصنع منه الدروع دون أنْ يضعه في النار, هذه كرامة له مِن الله -تبارك وتعالى-.
{وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ}, رسل غير هؤلاء قَصَّهُم الله -تبارك وتعالى- النبي -صلوات الله والسلام عليه- كصالح عليه السلام, وهود -عليه السلام-, {وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}, رُسُل أخرى لم يقصهم الله -تبارك وتعال- على رسوله -صلى الله عليه وسلم-, وذلك لأنهم عددٌ جَمّ غفير’ ثم قال -جلَّ وعَلا- : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}, خَصَّ الله -تبارك وتعالى- موسى هنا بالذِّكْرِ وأخبر بأنه كلمه تكليما, الكلام المعروف أي أنه سمع كلام الله -تبارك وتعالى- سمع كلام الله -جلَّ وعَلا- بغير واسطة ففضله الله -تبارك وتعالى- أي بما فضله به برسالاته وبالكلام, كما جاء أيضًا في قول الله -تبارك وتعالى- : {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا}, كان قد وَقَّتَ الله له أربعين يوم ليأتي ليعلمه التوراة وينزل عليه ويوحي إليه وحده بعيدًا عن بني إسرائيل في الجبل قال -جلَّ وعَلا- : {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}[الأعراف:143], قال -جلَّ وعَلا- : {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ........}[الأعراف:144], {اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ}, اخترتك وفضلتك على الناس {بِرِسَالاتِي}, أي الوحي الذي يأتيه {وَبِكَلامِي} أنه سَمِعَ كلام الله -تبارك وتعالى- مباشرة مِن غير واسطة وقد سَمِعَهُ مَرَّات, المرة الأولى عندما رجع بأهله مِن مَدْيَن إلى مصر وفي طُوْرِ سيناء ناداه الله -تبارك وتعالى- {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}[مريم:52], قَرَّبَهُ الله -تبارك وتعالى- منه يناجيه, {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[الشعراء:10], {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ}[الشعراء:11], فناداه الله وَكَّلَمَهُ الله -تبارك وتعالى-, فَكَلَّمَهُ تكليما, فهو نبي مُكَلَّم والذين كلمهم الله -تبارك وتعالى- مِن الرسل والأنبياء ثلاثة فقط, آدم نبي مُكَلَّم , وموسى -عليه السلام- , ونبينا محمد -صلوات الله وسلامه عليه-, فقد سمع كلام الله, سمعه في السماء يوم عُرِجَ به كَلَّمَهُ الله -تبارك وتعالى- مِن غير واسطة جبريل بل إنَّ جبريل وقف عند سِدْرَةِ المُنْتَهَي, وقال لمحمد -صلى الله عليه وسلم- (تقدم فهذا مقام لا يليق لأحد إلا بك وَقِف عند حده, وما منا إلا له مقام معلوم) فيه مقام معلوم لجبريل لا يتعداه في السماء, وتقدم النبي وكلمه الله -تبارك وتعالى- وكان مما كلمه أنْ فرض عليه -سبحانه وتعالى- وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة, فهنا ذَكَرَ الله -تبارك وتعالى- تشريفه لعبده موسى قال : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}, قال جلَّ وعَلا عن هؤلاء الرسل قال : {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}, رسلاً أرسلهم الله -تبارك وتعالى- حال كونهم مبشرين البشارة هي الإخبار بما يَسُرُّ, والنذارة هي الإخبار بما يسر, وهذا هو العمل الأساسي للرسل عملهم الأساسي أنْ يُبَشِّرُوا ما أطاعهم بالجنة مَن أطاعهم اتبع سبيل الله يبشروه بالجنة ومَن عصاهم وكفر بالله -تبارك وتعالى- كذلك ينذرونه بالنار, {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}, قال -جلَّ وعَلا- : { لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } أي أوحى الله -تبارك وتعالى- رسله وأرسل هذه الرسل في الأمم كلها حتى يقيم الحُجَّة على الناس ولا يأتي أحد يوم القيامة ويقول لله ما عرفت دينك ولا عرفت رسالتك, ولم يأتنا شئ مِن عندك يا رب ولمَ تعذبنا وتدخلنا النار! لم نرتكب ما يخالف أمرك, فما كنا نعرف لك أمر فأما وقد جاء الرسول وبلغت رسالة الله, فتنقطع الحُجَّة فلا يستطيع بعد ذلك الكافر أنْ يأتي يوم القيامة أنا والله ما جاني رسول ما عرفت أمر الله -تبارك وتعالى- لا قد جاءك الرسول فتقام عليه الحُجَّة, {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}, يحتج ويقول {مَا جَاءَنَا}, أي مِن نذير وما جاءنا الرسول بل يكون هذا الرسول هذا شاهد جاءكم يسأل نوح, ويسأل هود, ويسأل صالح, ويسأل كل رسول أمام قومه أبلغكم ؟ قال لا, {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف:6], {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ }[الأعراف: 7], الله ما كان غائبا عن الخلق -سبحانه وتعالى- وعن عباده فهذا الله يخبر بأنه أرسل الرسل حتى يقطع العذر لكل محتج ينكر أنْ يحتج يوم القيامة يقول ما جاءنا مِن نذير قال -جلَّ وعَلا- : {........وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[الفتح:7] عقب الله -تبارك وتعالى- على بيان حِكْمَته بإرسال الرسل وأنه حتى لا يحتج محتج يوم القيامة بأنه لم يعرف الحق أنَّ الله عزيز غالب العزة الغلبة لا يغلبه أحد, فَمِن هذا أنه يرسل الرسل ليقيموا الحُجَّة, وبالتالي تسقط احتجاج الكافر يوم القيامة, فالله عزيز غالب لا يغلبه أحد -سبحانه وتعالى- حكيم يضع كل أمر فغير نصابه, ومِن حِكْمَتِهِ -سبحانه وتعالى- أنه لا عذاب إلا بعد البلاغ لابد أنْ يُبَلَّغ شخص وأنْ يعرف ما له وما عليه ولماذا وُجِدَ في هذه الأرض وما الطريق إلى الله -تبارك وتعالى- حتى إنْ كفر بعد ذلك يكون دخوله النار باستحقاق, استحق هذا الدخول.
ثم قال -جلَّ وعَلا- : {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}[النساء:166], لكن هنا إضراب لاتهام هؤلاء الكفرة المجرمين اتهامهم للنبي أنه لست مرسلًا العرب الكفار قالوا: {لَسْتَ مُرْسَلًا} ما أرسلك الله كيف؟ لم يختارك الله عن غيرك ماذا وجد عندك حتى يختارك ؟ {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}[الرعد:43], وكذلك جحد رسالته أهل الكتاب وعندهم الأخبار الصادقة بأنهم رسول الله حقًا وصدقًا اليهود والنصارى جحدوا رسالته, قال -جلَّ وعَلا- إذا جحد هؤلاء : {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ .........}[النساء:166], الله -جلَّ وعَلا- يشهد بأنك رسوله وأنَّ الذين نَزَلَ إليك هو كلامه, {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ}, وشهادة الله -تبارك وتعالى- هذه المقروءة التي جاءت ثم شهادة الله -تبارك وتعالى- بهذه الأمور الكونية القَدَرِيَّة التي أقامها على صِدْق رسوله -صلوات الله وسلامه عليه- أمور كونية قَدَرِيَّة أي آيات كونية قَدَرِيَّة, وكذلك آيات شرعية دينية, وكذلك معجزات, فمن الآيات الكونية القَدَرِيَّة أنَّ الله -تبارك وتعالى- أيده, نصره, أقامه, أعزه, جعل الله كل مواعيد النبي التي وعده تصدق, وكل ما تمناه الكفار وأملوا يسقط, فلو كان هذا مُفْتَرِي على الله -تبارك وتعالى- لو كان النبي افترى على الله كيف يؤيده الله كيف ينصره! الله خالق السموات والأرض يرضى بأنْ يفتري عليه مفتري ثم لا يفضحه ولا يكشفه, لا كل مَن افترى على الله -تبارك وتعالى- مِن المفترين ممَن ادعوا الرسالة وليسوا برسل ممن ادعو الإلوهية وليسوا بآلهة فضحهم الله -تبارك وتعالى- وأظهر مخازيهم وأسقط كلامهم لأنَّ الله لا يمكن أنْ يخلي ويترك مَن يكذب عليه ولا يعاقبه ولا يفضحه, فلو كان محمد وحاشاه -صلوات الله وسلامه عليه- داء يكذب على رب السموات والأرض وخالق السموات, يقول أنا رسول والله أرسلني يأمركم بكذا وينهاكم عن كذا ويظل ثلاث وعشرين عامًا, والله لا يظهر كذبه يستحيل هذا لا يمكن أنْ يكون هذا بل إنَّ الله -تبارك وتعالى- يؤيده وينصره ويقويه ويعزه ويذِلّ أعدائه ويقول له : {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}[الحجر:95], فكل مَن يستهزأ به يهلكه الله فقط يشير إليهم إشارة فيهلكهم الله -تبارك وتعالى- فردًا بعد فرد ويقول سأفعل ويكون, وسيقتل فلان ويكون وسيكون لهذا ويكون أعطيت أي مفاتيح كنوز الأرض ويكون, هذه الأحداث الكونية القَدَرِيَّة التي أيد آيات أدلة واضحات على أنَّ هذا رسوله -صلوات الله والسلام عليه- {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ}, شهادة الله -تبارك وتعالى- أن نازلة هذه في القرآن هذه شهادته وشهادته بآياته الكونية القَدَرِيَّة, ثم بآياته -سبحانه وتعالى- التي أجراها على يد هذا النبي -صلوات الله والسلام عليه- كتابه المنزل الذي تَحَدَّى الله-تبارك وتعالى- الأولين والآخرين, انشقاق القمر, خوارق العادات التي أجريت على النبي وهي بالألوف ,طعام قليل يصير كثيرًا, يضع يده في الماء فينبع الماء من بين أصابعه -صلوات الله والسلام عليه- , لا يتكلم بأمر مِن أمور الغيب إلا, ويكون كما أخبر, فهذه شهادات, {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}[النساء:166].
نقف إنْ شاء الله عند هذه الآية ولنا عودة إليها في الحلقة الآتية إنْ شاء الله, استغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب, وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.