الأربعاء 08 ذو القعدة 1445 . 15 مايو 2024

الحلقة (183) - سورة الأنعام 128-135

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على عبد اللاه والرسول الأمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن إهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ(130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}[الأنعام:128-131].

 يخبر -سبحانه وتعالى- هنا عما سيكون يوم القيامة مع هؤلاء الذي تركوا طريق الرب -تباك وتعالى-، وبينت لهم الآيات وأصروا على التكذيب وإعتزوا بأنفسهم وقالوا كبرًا وعنادًا {قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ}، وردوا رسالة الرب -جل وعلا-، هنا الله -تبارك وتعالى- يصور لنا حالهم يوم القيامة، هم ومن دعوهم إلى هذا الشر والكفر وهو قرنائهم من الجن.

قال -جل وعلا- {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}، يحشرهم يجمعهم الله -تبارك وتعالى- جميعًا، الداعون إلى الشر وإلى الكفر وهم الجن الشياطين، ومن اتبعهم من هؤلاء الإنس الذين لا عقول لهم واتبعوا هؤلاء، {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}، ثم يخاطب الله -تبارك وتعالى- الأساتذة والمعلمين الذين أخذوا هؤلاء إلى طريق الشر، يقول لهم {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ}، يا جماعة الجن من هؤلاء الكفار الداعين إلى الشر، {قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ}، أي قد أضللتهم عددًا كبيرًا من الإنس، إستكثرتم طلبتم الكثرة، يعني إجتهد الجن إجتهادًا هائلًا جدًا في دعوة الإنس إلى الكفر واستطاعوا أن يجلبوا جلبًا هائلًا، يأخذوا معهم عددًا كبيرًا من الإنس ورائهم، فإن أكثر الناس في كل العصور كانوا أتباعا للشياطين، وأما الذين بقوا على الإيمان والهدى في كل العصور كانوا قلة، ويذكِّر الله -تبارك وتعالى- هؤلاء يقول {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ}[يس:62]، هذا الله يخبر المتأخرين ويقول لهم انظروا لقد أضل الشيطان منكم جبلًا، {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ}[يس:60-63]، هنا يقول لهم الله لقد إستكثرتم من الإنس، ثم نجد من العجب والغرابة أن الذي يتولى الإجابة ليس الجن ويقولون نعم، هذا الذي فعلنا وهذا الذي أخذنا على أنفسنا حققناه وهذه جريمتنا... لا، وإنما يتكلم الإنس بكلام يدل على الخيبة والخسارة وهو يطلقونه في إطار الاعتذار ولكنه ليس باعتذار، فيقولون قال –جل وعلا- {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا}، يعني كأنهم يقرون على أنفسهم يقولون {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ}، يعني ليست الجريمة جريمة الجن وحدهم وإنما نحن كذلك، أي أنهم كانوا مجرمين كذلك فقد استمتعوا بما دعاهم الجن إليه، من اللعب من هذه الشهوات والبعد عن طريق الرب -تبارك وتعالى- والكفر، كان استمتاعهم بهذا، والجن استمتعوا بإضلالهم بني آدم، كما جاء (أن إبليس ينصب يضع عرش له على الماء ويأتي بأولاده من أطراف الأرض، وكلٌ يقول بما فعله في قرينه حتى أن يأتي واحدا يقول مازلت به حتى فرقت بينه وزوجه، فيقوم يأخذه -يلمه ويقبله- ويقول له أنت أنت، أنت أنت الابن الحقيقي الذي فعل وفعل، أما الآخرين فيقول لهم لم تصنع شيئًا، يقول لم تغني شيئًا)، فهذا استمتاعهم؛ استمتاع الجن إنما هو بإضلال بني آدم، وإستمتاع الإنس بأنهم ساروا في طريق الضلال واستمتعوا به، وذلك أن الشياطين أحلت لهم وأباحت لهم شهواتهم وملذاتهم فاستمتعوا بذلك، قالوا {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا}، بلغنا الأجل وهو هذا الميعاد الذي أجلت لنا هو يوم القيامة.

عند ذلك يأتيهم جواب الرب -تبارك وتعالى-، {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ}، قال النار مثواكم أنتم وهم, التابع والمتبوع، {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ}، المثوى هي مكان الثواء، ومكان الثواء هي مكان الذي يأوي إليه الإنسان ويثوي فيه، ثوى بالمكان أقام فيه، مثواكم يعني دار إقامتكم، وطبعًا هذا ليس هو مكان إقامة بعد، لأن دائمًا المثوى هو المكان الذي يرتاح الإنسان فيه ويأنس فيه، يضع فيه عصاه ويرتاح، لكن هذه النار؛ النار مثوى منها إقامة، لكن ليست هي مثوى بمعنى أنها مكان للراحة ومكان للثواء، وإنما هو مكان للإقامة الجبرية، محبس حبس، {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ}، أي مكان إقامتكم التي تقيمون فيه وهو النار، {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}، الخلود في لغة العرب هو البقاء الطويل، ومعنى باقون فيها بقاءً طويلًا. استثنى الله -تبارك وتعالى- قائلًا {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}، إلا ما شاء الله إما مما أراد الله -تبارك وتعالى- إخراجه ممن لم يكن على الكفر، وإما إلا ما شاء الله الأمر كله معلق بمشيئته -سبحانه وتعالى-، وإلا فقد أخبر -جل وعلا- بأن بقاء الكفار والمشركين في النار بقاءً لا ينقطع ولا يزول، بل هو بقاء سرمدي ممتد أبدًا لا نهاية له ولا وقت ينتهي فيه عياذًا بالله، {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}، ثم قال -جل وعلا- {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}، ختم الله -تبارك وتعالى- وفي هذا الوعيد وهذه النهاية السيئة لهؤلاء المجرمين بأن هذه حكمته وعلمه -سبحانه وتعالى-، بمعنى أنه أنزل هذه العقوبة فيمن يستحق، فيمن يستحق تماما هؤلاء يستحقون، حكيم يضع الأمور في نصابها، فوضعه للضلال لهؤلاء وجعل هذا المصير لهم, هذا من حكمته -سبحانه وتعالى-، عليم؛ عليم بخلقه عليم من يستحق هذا المصير فيجعله له -سبحانه وتعالى-، {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}.

ثم قال -جل وعلا- {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأنعام:129]، وهذا من حكمته وعدله -سبحانه وتعالى- وعلمه، وكذلك يعني كهذا الأمر في إدخال الداعي إلى الظلم والمتبع له، {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا ........}[الأنعام:129]، نوليهم نجعل فيهم ولاية لهم وولايتهم هذه إنما كانت في الدنيا، كان الشيطان يوالي الإنسان الذي معه، والشيطان يوالي الإنسان بطاعته له وسيره خلفه، {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأنعام:129]، يعني نجعل هذا ولي لهذا فكان الشيطان وليهم، كما قال -تبارك وتعالى- {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ........}[البقرة:257]، فهو ولي بمعنى أنه كان بينهم نصرة ومحبة لكن على الشر، هذا غادر خائن (الشيطان) وهو يجر هذا الإنسان ويعلم المصير الذي سيوصله إليه، وهذا الإنسان جاهل مغرور يتبع عدوه ولا يسمع تحذير الله -تبارك وتعالى- له، كما قال -تبارك وتعالى- {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ........}[الكهف:50]، أفتتخذونه سؤال للتقريع، {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ}، أحباب من دوني، {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}، بئس للظالمين بدلا أن يستبدلوا ولاية الله -تبارك وتعالى- بدل ولاية الله بولاية الشيطان، فيأخذوا الشيطان ولي لهم، فالله -سبحانه وتعالى- يقول {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأنعام:129]، يعني لأنهم كسبوا الشر فإن الله يجعل الشيطان وليه قرينه، {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}[الزخرف:36-37]، عقوبة لهم من الله -تبارك وتعالى-، {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}[مريم:83]، تحركهم تحريكًا إلى الكفر والمعاصي، وكذلك بهذه العقوبة {........ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأنعام:129].

ثم هنا أيضًا يقيم الله -تبارك وتعالى- عليهم الحجة في أنفسهم حتى يشهدوا على أنفسهم بالكفر وأنه لا عذر لهم، يناديهم الله -تبارك وتعالى- في ذلك الموقف العصيب فيقول لهم {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}[الأنعام:130]، {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ}، خطاب من الله -تبارك وتعالى- إلى الجن والإنس في هذا الموقف العصيب يوم القيامة، وهو لإقامة الحجة عليهم وبيان أنه يعني حتى يشهدوا على أنفسهم بالكفر في هذا، ويعلموا أن دخولهم النار إنما هو يعني دخلوها النار عن جدارة بها وإستحقاق لها، {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ}، المعشر الجماعة أي يا جماعة الجن والإنس {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي}، سؤال حتى يقروا به ليس للاستفهام، لا يستفهم الله -تبارك وتعالى- منهم، وإنما يريد أن يقررهم بذنبهم، {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}، فأرسل الله -تبارك وتعالى- الرسل لكل البشر منهم، وإلى الجن هل اختار الله -تبارك وتعالى- منهم رسل من أنفسهم، يعني أنزل عليهم وحي لينذرونهم، أم أن هناك رسل من الإنس يرسلون إلى الجن كما رسولنا -صلوات الله والسلام عليه- محمد، فهو رسول الله -تعالى- إلى الجن والإنس، وقد عرض على الجن ودعاهم إلى الله -تبارك وتعالى-، كما قال -جل وعلا- {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ(29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ}[الأحقاف:29-30]، إلى آخر الآية، فعلى كل حال يقر الجن بأنهم جاءتهم رسل منهم يدعونهم إلى الله -عز وجل-، يقرون بتقرير الله -تبارك وتعالى- لهم، {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي}، يقصون القصص أي يخبرونكم بها، {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، هذا الاخبار من الله –تبارك وتعالى- وهذه التلاوة، يتلون ويقرأون عليكم قصص الرب -تبارك وتعالى- وأمره، ويبينون لكم طريقه.

{يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}، الإنذار التخويف،  يخوفونكم من هذا اليوم، لقاء هذا اليوم، اللقاء باليوم وما يحصل في هذا اليوم من اللقاء بالرب -تبارك وتعالى-، حيث يخاطبهم هذا الخطاب المباشر دون واسطة، ما في وحي هنا يعني إيحاء وإنما بدون واسطة، يسمعون كلام الله -تبارك وتعالى- مباشرة ويردون عليه، ويردون على خطاب الله لهم، {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا}، نشهد على أنفسنا أن هذا قد وقع، جاءنا رسل منك يارب، أخبرونا عن هذا الأمر، حذرونا ولكن هم تناسوا هذا الأمر ورفضوه، {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا}، قال -جل وعلا- {وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}، هنا يذكر الله -تبارك وتعالى- بالذي جعلهم يتركون طريق الرب -تبارك وتعالى-، ويبقون على ما هم فيه من الكفر والتكذيب وهو التغرير بالحياة الدنيا، {وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}، أنستهم، ألهتهم، انشغلوا بها، تعلقت قلوبهم بها ونسوا طريق الرب -جل وعلا-، كل هذا من معاني التغرير، {وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}، فعاشوا لها وتركوا طريق الله -عز وجل-، سميت الحياة الدنيا إما الدنيا من الدنو قبل الآخرة، وإما من الدنائة أنها بالنسبة للآخرة دنيئة حقيرة، لا تساوي شيئًا من الآخرة، {وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}، شهدوا على أنفسهم؛ أقروا أمام الله -تبارك وتعالى-، أدلوا بهذه الشهادة على أنفسهم، {أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}، عرفوا الحق، انذروا به، أيقنوا به، جحدوه وتركوه وكذبوا به.

ثم  يبين الله -تبارك وتعالى- أن فعله هذا بهؤلاء إنما هو بما يستحقون، قال -جل وعلا- {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}[الأنعام:131]، ذلك هذه العقوبة؛ عقوبة الرب -تبارك وتعالى- لهؤلاء المجرمين على هذا النحو، {أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ}، أن الله لا يهلك القرى الكافرة ظالمًا لهم -سبحانه وتعالى-، لا يهلك القرى بدون أن يكون منهم كفر أو يكون منهم تعدي لا، بل ما يرتكبونه من الإثم ومن الكفر الذي يستحقون به عقوبة الرب -تبارك وتعالى-، {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى ........}[الأنعام:131]، جمع قرية، والقرية هي البناء المجموع؛ مجموع بعضه إلى بعض، {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}[الأنعام:131]، لم تأتهم رسالة، يعني غافلون عن أمر الآخرة وأمر الرسالات، بل لابد أن تأتيهم رسالة وتقام عليهم حجة الله -تبارك وتعالى-، ولذلك هؤلاء يقرون على أنفسهم، {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا}، { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا}، ثم يقول الله {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}[الأنعام:131].

ثم قال -جل وعلا- {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}[الأنعام:132]، {وَلِكُلٍّ}، منهم كل واحد، {دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}،  كلٌ سيأخذ درجته حسب عمله، فالكفر دركات في النار، ما كل الكفار في درجة أو في دركة واحدة من دركات النار أو في منزلة واحدة من منازل النار لا، إنما النار دركات بعضها أسفل من بعض -عياذًا بالله-، وكلما كانت الدرجة أو الدركة أسفل كلما كانت أشد حرًا -عياذًا بالله-، كما قال -جل وعلا- عن المنافقين، قال {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}[النساء:145]، أي أشد عذابًا من الكافر، وذلك أن المنافق كافر ثم إزداد جريمة مع الكفر وهو كذبه على المؤمنين وادعائه أنه مؤمن وليس بمؤمن، وبذلك يكون شره أكثر، يصد عن سبيل الله، يطلع على عورات المسلمين، يفعل ما لا يحل ولا يحق له من الاستمتاع بحقوق المسلم، فهذا كافر ومجرم كذلك، ثم الكافر الذي صد عن سبيل الله يزاد في العذاب، كما قال -جل وعلا- {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ}[النحل:88]، {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}، كل واحد من هؤلاء المجرمين الكفار له درجات مما عمل، من عمله فيحاسب، فالذي عمل مئة سيئة ليس كالذي عمل تسع وتسعين، كل يأخذ بسيئته، قال -جل وعلا- {........ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}[الأنعام:132]، ليس الله -تبارك وتعالى- غافلا عما يعمله خلقه -سبحانه وتعالى-، بل هو عليم بكل أعمال خلقه –جل وعلا-، وبالتالي إذا حاسبهم يحاسبهم محاسبة العليم، العليم بدقائق أمور كل فرد فيحاسبه عليها، حتى ما يكون في ذات صدره، خاصية الصدر يعلمها الله -تبارك وتعالى-، {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ........}[البقرة:284]، أظهرته أم أخفيته فلا يعلمه إلا أنت، إلا صاحب الصدر فإن الله -تبارك وتعالى- يعلمه ويحاسبه، {........ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}[الأنعام:132].

ثم قال -جل وعلا- {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ(133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ(134) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}[الأنعام:133-135]، {وَرَبُّكَ}، يا محمد -صلوات الله والسلام عليه-، والخطاب هنا خطاب تحبيب وخطاب تعزيز، ربك بإضافة النبي إلى الله -تبارك وتعالى-، {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ}، مستغني عن كل خلقه -سبحانه وتعالى-، الذي هو في غير حاجة، فالله في غير حاجة إلى الخلق، يعني دعوته هذه دعوة الله -تبارك وتعالى- وتنويعه للخطاب وإعادة الخطاب بعد الخطاب والأمر بعد الأمر والدعاء بعد الدعاء والنداء بعد النداء لهؤلاء، تعالوا تعالوا تعالوا، لماذا تفعل هذا، لماذا ما تفعل هذا، هذا غلط، هذا صح، يعني الرب -سبحانه وتعالى- في هذا البيان المتكرر المنوع لكل أنواع الخطاب، من الوعظ، من الزجر والتهديد، من الوعد والوعيد، من بيان الأمر، من ضحد الباطل، من الإجابة على الشبهة، هذا الخطاب خطاب الله الرحيم البصير بعباده -سبحانه وتعالى-، القرآن ما هو كلمتين، آمنوا، هذا الطريق وإلا لا... لا، وإنما خطاب رحمة بالعباد، انظر كيف يخاطب هؤلاء الكفار المرة تلو المرة تلو المرة تلو المرة بكل الألوان، فالله يبين أنه الغني، هو الغني عن خلقه -سبحانه وتعالى-، لماذا يخاطبهم هذا الخطاب وهو الغني عنهم، {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ}، ثم {ذُو الرَّحْمَةِ}، صاحب الرحمة -سبحانه وتعالى-، وهذا من رحمته، أن ينوع الخطاب على هذا النحو لهؤلاء وعلمًا أنهم مجرمون متنكرون طريق الرب -تبارك وتعالى-، لا يريدونه، مكذبون، ومع ذلك ينوع الله -تبارك وتعالى- لهم الخطاب بهذا التنويع، ويقول لهم تعالوا؛ تعالوا إلى الطريق، احذروا هذا، أمامكم هذه المخاطر.

ثم قال -جل وعلا- {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ}، إن يشأ الله -تبارك وتعالى- أن يذهبكم، ليس هذا على الله بعزيز وليس بممتنع عن الرب -تبارك وتعالى-، فإن إذهاب الخلق في لحظة عين وبدون أي كلفة من الرب -تبارك وتعالى-، {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}، أي أيها الخلق، {وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ}، ينشئ خلقًا أخر غيركم، وهذا هين على الله -تبارك وتعالى-، هين على الله {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}[إبراهيم:19]، {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}[إبراهيم:20]، يعني بممتنع، فهذا ليس ممتنعًا على الله، {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ ........}[الأنعام:133]، من الخلق، {كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ}، أنتم المخاطبون، هذا الجيل المخاطب بهذا القرآن ما كان موجودًا، يعني قبل هذا ما كان موجودا، فقد استخلفه الله -تبارك وتعالى- وخلقه وأنشأه من ذرية قوم آخرين، راح جيل وانتهى وأنشأ الله -تبارك وتعالى-  خلقا أخرا لم يكن موجودًا، {كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ}.

ثم قال -جل وعلا- {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}[الأنعام:134]، تأكيد من الرب -تبارك وتعالى- أن الذي يوعد خلقه سيأتي، إن ما توعدون من هذا الوعيد الشديد؛ النار، وكذلك جنة الله -تبارك وتعالى- ودار السلام التي وعد بها عباده المؤمنين سيأتي، ثم قال -جل وعلا- {........ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}[الأنعام:134]، وما أنتم أيها المخاطبون بمعجزين للرب -جل وعلا-، أي لا تعجزوني بمعنى أنكم لا تفوتوني، ولا يعجز الرب -تبارك وتعالى- أن يقهركم وأن يعيدكم مرةً ثانية وأن يحصل لكم ما يعدكم به –سبحانه وتعالى-؛ يوعدكم به من النار والعذاب، يعني إخراجكم من القبور وإتيانكم إلى يوم القيامة وحسابكم على هذا النحو وادخالكم النار، هذا أمر لا يعجز الله -تبارك وتعالى-، بمعنى أنه لا يفوته ولا يجعله عاجزًا أن يحققه, لا، بل الله -تبارك وتعالى- قادر عليه -سبحانه وتعالى-، قدرةٌ ليست بأي صورة من صور الكلفة، {مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ........}[لقمان:28]، {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، فإعادة الخلق هذا أمر يسير على الله -تبارك وتعالى-، وليس فيه أي كلفة ولا مشقة على الرب -تبارك وتعالى-، {........ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}[الأنعام:134].

ثم خطاب لهم بعد ذلك، وكأنه خطابا أخير، {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ}، قل لهم نادهم وقل لهم {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ}، يعني سيروا في طريقكم الذي اخترتموه واعملوا على تمكنكم في هذا الطريق، أنتم متمكنين فيه وسائرين فيه فاعملوا فيه، على مكانكم الذي إلتزمتموه فسيروا فيه، {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ}، يعني في طريقي الذي تمكنت فيه وسرت فيه، {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ}، تهديد، {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ}، في الدنيا والآخرة، سوف هذا للمستقبل، حرف لبيان ما يحصل في المستقبل، تعلمون وهذا علم رؤية وعلم يقين، {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ}، أنا أم أنتم، من الذي سينتصر في النهاية، سيغلب في النهاية، ثم من الذي سيتحقق وعده ووعيده، أنا أم أنتم، {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ}، عاقبة الدار هنا في الدنيا والآخرة، في الدنيا جعلها الله -تبارك وتعالى- وجعل النصر والتمكين لعباده المؤمنين ولرسوله -صل الله عليه وسلم-، وكذلك عاقبة الدارة عاقبة هذه الدار؛ الدار الدنيا، والدار الآخرة ماذا ستكون عاقبتها الذي هي الآخرة، لمن ستكون هذه العاقبة، لمن ستكون الجنة ولمن ستكون النار، {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ}، ثم قال -جل وعلا- {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، إنه الشأن والحال، الشأن والحال لا يفلح الظالمون، حكم الله -تبارك وتعالى- أن الظالم لا يفلح، الظالم لا يفلح وأظلم الظلم الشرك وهؤلاء مشركون، فإذن لا يفلحون، والفلاح هو الفوز بالمطلوب الأكبر، أفلح بمعنى أنه نال مطلوبه الأعظم، والمؤمن هو الذي سينال أعظم مطلوب وأعظم مرغوب وهو الجنة؛ ويجنب النار، فمن الذي سيفوز الفوز المبين وهذا معنى الفلاح، ستعلمون من؟، أنا أم أنتم، فإذا كان الأمر مختلطا عندكم وتظنون أنكم مفلحون وأن العاقبة لكم في الدنيا وأنه لا بعث يوم القيامة فهذا شأنكم، أي هذه مفاصلة في النهاية، وأقول هذه الآية جاءت في هذا الفاصل من السورة فاصلة للكفار، {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ}، يعني سيروا بطريقكم وأنا سائر بطريقي، وستعلمون من الذي ستكون له العاقبة أنا أم أنتم، {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}[الأنعام:135].

نقف عند هذه الآية، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.