الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 . 22 نوفمبر 2024

الحلقة (201) - سورة الأعراف 54-56

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شُرُور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يَهْدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يضلله فلا هادي له، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عَبْدُهُ ورَسُولُه.

وبعد كنا قد وقفنا في الحلقة الماضية عند قول الله -تبارك وتعالى- : {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}[الأعراف:53]، جاءت هذه الآية في نِهاية هذا الفَاصِل مِن هذه السُّورة؛ سورة الأعراف، بعد أنْ قَّصَّ الله -تبارك وتعالى- علينا مآل أَهْل النار وأَهْل الجَنَّة، والحديث الذي يدور يوم القيامة بَيْن أَهْل الجَنَّة وأَهْل النار، وبَيْن أَهْل الأعراف وبَيْنَ أَهْل النار تارة، ثم بَيْنَ معهم؛  أي مع أَهْل الجنة، ثم خِطَاب أهل النَّار لأهل الجنة، ثم قال الله -تبارك وتعالى- بأنَّه قد أَعْذر إلى هؤلاء قال -جلَّ وعَلا- : {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[الأعراف:52]، وهو هذا القرآن الذي جاءهم في هذه الدنيا، أَنْذَرَهُم الله -تبارك وتعالى- فيه على لِسَان عبده ورسوله محمد -صلوات الله والسلام عليه- بهذا الكتاب المُنَزَّل عليه كلام الله -تبارك وتعالى-، ثم قال -جلَّ وعَلا- : {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ}، ماذا ينتظر الكفار؟! إلا تأويل هذا القرآن أي حصول ما أخبار هذا القرآن، الأمر الذي يُخْبِر به القرآن يقع كما أَخْبَرَ الله -تبارك وتعالى- به، قال : {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}، وهو يوم القيامة ووقوع هذه الأخبار، {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ}، أي في الدنيا، {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}، اعتراف منهم في وقت لا ينفع فيه الاعتراف، {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}، ثم يَبْحَثُون عن مَخْرَج يقولون : {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}، أي عند ربنا لَعَلَّهُ أنْ يَصْرِفَ عنَّا هذا العذاب أو أنْ نَتَحَوَّلَ إلى أمرٍ آخر، {فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ}، أي إلى الدنيا، {فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}، قال -جلَّ وعَلا- : {قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ}، انتهى الأمر، الفُرْصَة إنَّما كانت مرةً واحدة فقط لا تكرر، {قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ}، أَعْظَمُ الخَسَارة خَسَارة النَّفْس، {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}، في الدنيا مِن آلهتهم الباطلة.

ثم شَرَعَ الله -تبارك وتعالى- في فَاصِل جديد مِن هذه السورة، يُبَيِّن لعباده -سبحانه وتعالى- آياته، يُعْرِّفُهم -سبحانه وتعالى- بِنَفْسِه، يُعَرِّفُ الله -تبارك وتعالى- العباد مَن هو الله الذي يُخَاطبهم -سبحانه وتعالى-، فيقول لهم -جلَّ وعَلا- : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[الأعراف:54]، هذه آية عظيمة جدًا، يُخَاطِب الله -تبارك وتعالى- فيها الخَلْق كلهم -سبحانه وتعالى-، يُعْلِمَهم بِنَفْسِهِ، يُعَرِّفهم بِنَفْسِهِ -سبحانه وتعالى-، فيقول : {إِنَّ رَبَّكُمُ}، أي أيُّها الُمَخاطَبُون؛ والخِطَاب هُنا للناس كافة، ربُّكم الرَّب بمعنى الخالق اَلمُدَبِّر الإله السَّيِّد الذي لا سَيِّد غيره -سبحانه وتعالى-، {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ}، الله اسم عَلَم على ذات الرَّب -تبارك وتعالى- عَرَفَهُ خَلْقُهُ كلهم بهذا الاسم، لم يَتَسمَّ به غيره -سبحانه وتعالى-، {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، يُعَرِّف الله -تبارك وتعالى- عباده بِنَفْسِهِ عن طريق خَلْقِهِ، فيقول الذي خَلَقَ السماوات والأرض، السماوات كل ما عَلَانَا والأرض ما تَحْتَنَا، كل هذا الخَلْق ما نَرَاه ما عَلَانَا وما هو أسفل مِنَّا، {السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، مِن أيَّامِ الأسبوع، وهذه الأيام الله أَعْلَمُ بمقدارها -سبحانه وتعالى-، فهل هي أيَّام كأيَّام الأرض؟ دورة الأرض حَوْلَ نَفْسِها مرة واحدة هذا يوم الذي هو اليوم والليلة أم أنَّها أيام أخرى، كما قال -جلَّ وعَلا- : {........ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}[الحج:47]، فتكون الأيام عند الله -تبارك وتعالى- مقدارها غير اليوم الأَرْضِي؛ الذي على الأرض، أو أنَّها أيام مَخْصُوصَة، فإنَّ هُنَاك أيام مخصوصة ولها كذلك زَمَن مخصوص يَمْتَدّ أكثر مِن هذه، كما قال -تبارك وتعالى- : {........ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}[المعارج:4]، {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا}[المعارج:5]، وهذا اليوم هو يوم القيامة، فهذا يوم واحد لا تَغْرُب شمسه خمسين ألف سنة ممَّا نَعُد على ظَهْرِ هذه الأرض، على كل حال هذه أيام مِن أيام الله -تبارك وتعالى- أيام الخَلْق، وهي سِت أيام خَلَقَ الله -تبارك وتعالى- فيها أيام الأسبوع، بدأ الله -تبارك وتعالى- الخَلْق في يوم الأحد وانتهى منه في يوم الجمعة، وفي يوم الجمعة خُلِقَ آدم -عليه السلام-، وفيه أَسْجَدَ الله -تبارك وتعالى- أي سَجَدَ الملائكة له، وفيه دَخَلَ الجَنَّة وفيه أُخْرِجَ مِن الجنَّة، وهو أفضل يوم مِن أيام الأسبوع عند الله -تبارك وتعالى-، وهو في الجنّة يوم المَزِيد.

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، ثم استوى؛ الاستواء في اللغة استوى على؛ بمعنى ؛ عَلا وارتفع، هذا حَسَب اللغة واستوى و؛ بمعنى ساوى، نقول اسْتَوَى الماء والخَشَب بمعنى أصبحا في مستوى واحد، واستوى إلى ؛ عَلا وارتفع، كما قال ابن عَبَّاس في قول الله -تبارك وتعالى- : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ........}[فصلت:11]، واْسِتَواءُ الله -تبارك وتعالى- كسائر أفعاله وكَسَائِر صفاته أمور لاَئِقَة بذات الله، صفات لائقة بذات الله -تبارك وتعالى- لا نَعْرَف كَيْفِيِّاتِها، فالكَيْفِيَّة غير مَعْلُومَة لنا وإنْ كان المعنى مَعْلوم، لكن الكَيْفيَّة غير معلومة، لأنَّ ذات الله -تبارك وتعالى- لا نَعْلَمها، ولذلك في الحديث المشهور عند الإمام مالك وأَعْنِي بالحديث القصة المشهورة أنَّ سائلًا سأله (قال له الرحمن على العَرْشِ استوى كيف استوى؟ فقال له الاستواء معلوم والكَيْفُ مَجْهُول والسُّؤَال عِنْدَه بِدْعَة)، أي السؤال عن الكَيْفِيَّة، لم يسأل عن كَيْفِيِّةِ اتصاف الله -تبارك وتعالى- بالصفة سائلٌ قَطّ قبل ذلك هذا ابتداع، وإلا لو كانت الكَيْفِيَّات مِن الأمور التي تُعْلَم بالدين لَعَلَّمَها النبي ولَسَألَ عنها كذلك الصَّحَابة، فقالوا مثلًا الله يَتَكَلَّمُ كيف يَتَكَلَّمُ؟ الله يَرَى كيف يَرَى؟ الله يَسْتَوِي كيف يَسْتَوِي؟ الله يَنْزِل إلى السماء الدُّنيا كما قال نَبِيُّنَا : «يَنْزِلُ ربُّنَا كل ليلة إلى سماء الدنيا»، كيف فالكَيْفيَّات غير معلومة، وإنما المعنى أي أصل المعنى معلوم، ولكن حقيقة اتصاف الله -تبارك وتعالى- به فهذا لا يَعْلَمُهُ إلا الله -تبارك وتعالى-، لأنَّه لا يَعْلَمُ لحقيقة إلا الله -سبحانه وتعالى-، شاهد أنَّ الاستواء هو كسائر صفات الله -تبارك وتعالى- نُؤْمنِ به ولا نَعْرِف كيفيته، فاستواء الله -تبارك وتعالى- على عَرْشِهِ لا شك أنَّ هذا فعل يليق بذات الرَّب -تبارك وتعالى-، وقد مَدَحَ الله -تبارك وتعالى- به نفسه في سَبْع آيات من القرآن، هذه الآية واحدة مِن هذه السبع آيات.

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، والعَرْش مَخْلُوق مِن مَخْلُوقَاتِ الله -تبارك وتعالى- فوق السماوات، وقد جاء ذِكْره أنَّه فوق السَّماء السَّابِعَة، فوقه الكُرْسِي؛ كُرْسِي الله -تبارك وتعالى-، وقد جاء الكُرْسِي في آية الكُرْسِي، قول الله -تبارك وتعالى- : {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ}، وجاء في الحديث أنَّ السماوات والأرض في الكُرْسِي كحَلَقَة في فَلَاةِ أنها أصغر كثيرًا مِن الكُرْسِي، والكُرْسِي في العَرْشِ كحَلَقَة كذلك في فَلَاةِ، وقد جاء أنَّ العَرْشَ لا يَقْدُرُ قَدْرُهُ إلا الله، فلا يَعْرِفُ أبعاده ومِقْدَارَه إلا الله -سبحانه وتعالى-، هذا الله وحده هو الذي يَعْلَمُ ذلك، لا يُعْلِمُ حتى الملائكة؛ ملائكة الله -تبارك وتعالى- بل وحَمَلَة العَرْشِ أنفسهم لا يعلمون مِقْدَار عَرْشِ الله -تبارك وتعالى-، فالذي يَعْلَمُ ذلك ويَقْدُرُه هو الله، قال النبي : «والعَرْش لا يَقْدرُ قَدْرُهُ إلَّا الله»، أي لا يَعْلَمُ مقدار سِعَته ومقدار عَظَمَته إلا خالقه -سبحانه وتعالى-، العَرْش سَقْف هذه المخلوقات، والله -تبارك وتعالى- مستوٍ فوق هذا، استواء فِعْل يليق بذاته -سبحانه وتعالى- وهذا مَظْهَر لِقَهْرِ الله -تبارك وتعالى- فوق عباده، وأنهَّ هو فوق العباد كلهم، وأنَّ الخلق جميعًا تحته -سبحانه وتعالى-، وهو ربهم وقاهرهم -سبحانه وتعالى- العلي الأعلى -سبحانه وتعالى-، فالله أكبر مِن كل مخلوقات وهو العَلِيُّ الأعلى -سبحانه وتعالى-، وهو المُسْتَوِي على عَرْشِهِ، وعَرْشه فوق سَبْع سماوات -سبحانه وتعالى-، فهذا تعريف أنَّ هذا ربكم، أي يا أيُّها الخَلْق هذا ربكم، {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}، الليل يَغْشَى النهار، الليل بِظُلْمَتِهِ يَغْشَى النهار بضوئه على هذه الأرض الصغيرة التي نعيش عليها، هي أرضٌ كبيرة بذاتها ولكن بالمقارنة مع بَقِيِّة الخَلْق هي شيء قليل جدًا، قَطْرَة في مُحْيط كبير، حَبَّة ذَر كَنَمْلَة صَغِيرة أو حَبَّة رَمْل صغيرة في صحاري شَاسِعَة لا نهاية لها، فالليل والنهار هو ليلنا ونهارنا يَسِيرُ على هذه الأرض, الليل يَرْكُض وراء النهار، ويَفِرُّ منه النهار كأنَّ فرَار النهار مِن الليل، الليل يأتي بظلمته فَيَفِر أمامه النهار بضوئه، ثم يتعاقبِان على هذا النحو.

فالله يقول : {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}، الطَلَب هو السَّعْي والرَّكْض وراء شيء، كما تريد أنْ تقول مثلًا فلان مَطْلُوب أو الطَّلب جارٍ عليه، أي الناس يسعون إلى القبض عليه والحصول عليه، فصَوَّر الله -تبارك وتعالى- جَرَيَان الليل خَلْفَ النهار كأنَّه أمرٌ مطلوب له وهذا وهذا يتعاقبان على هذه الأرض، آية عظيمة مِن آيات الله -تبارك وتعالى-، ونِعْمَة كُبرى مِن نعمه -سبحانه وتعالى-، فإنَّه لا حياة للمخلوقات والموجودات على ظَهْرِ هذه الأرض إلا بهذا التعاقب، لولا هذا التعاقب لليل والنهار لمَا قامت حياة، فلو أنَّ أرضنا نهارٌ دائم لاحترق هذا الجانب الذي تجاه الشمس؛ احترق تمامًا، وتَجَمَّد الجانب الآخر إذن فَسَدَت الحياة، بل لو أبطأ هذا قليلًا لاحترقنا في الصيف، وتجمدنا في الشتاء، ولأصبح أكثر الأرض الموجودة الآن غير صالحة لِأنْ يَسْكُنها الإنسان أو أنْ يعيشها الحيوان، ولو كانت السُّرعة أسرع مِن هذه لحصلت تبديلات هائلة جدًا لا تَصْلُح بها الأرض، هذا نِظَام دقيق، {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}[الرحمن:5]، حَسَبَ الله -تبارك وتعالى- يحسب هذا حِسَابًا دقيقًا وقد ضَبَطَهُ -سبحانه وتعالى-، فهو العزيز العليم –جلَّ وعَلا-، {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}، أي سَعْيًا حثيثًا اثني عشر ميل للدقيقة ركض الأرض الليل خلف النهار.

{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}، الشمس هي نَجْمُنا السَّاطِع الوَهَّاج والتي مِنها ضوئنا ومنها نَسْتَمِد حياتنا، لولا وجودها في هذا المكان وإرسال ضوئها ودفئها لنا لمَا عِشْنَا على هذه الأرض، والقَمَر هذا قَمَرنا، بَهْجَتُنَا؛ بهجة هذه الأرض، وسرورها وحياتها، فإنَّ دورته حولنا حِسَاب للشهور والأيام، جمال في هذه السماء، جاذبيته للمياه في مَدّ البحار وجَزْرِها بها حياتنا، فهذا قمرنا وهذه شمسنا، يُذكِّرنا الله -تبارك وتعالى- مِن جملة هذه النجوم التي حولنا وهي بالمليارات المليارات، قال : {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ}، كذلك ثم النجوم، قَدَّم الله الشمس والقمر لالتصاق حياة الإنسان وحياة أهل الأرض بهما، والنَّجوم وهي ما سِوَى الشمس والقمر، كذلك الشمس والقمر هو مِن مفردات هذه النجوم، قال -جلَّ وعَلا- {مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}، التَّسْخِير التَّذْلَيل، وذلك أنَّ كلًا منها يسير في فَلَكٍ لا يتعداه، بأوقات محسوبة لا يتعداها، حتى هذه الكُوَيْكِبات الصغيرة كُتْلَة صغيرة مِن الحَجَر تَسِير كذلك بسرعات وفي مداراتٍ مُحَدَّدة غاية التحديد، فقال مُسَخَّرَات؛ مُسَخَّرَات في أَفْلَاكِهَا، مُذَلَّلات لكم تُؤَدِّي خدمة مُعينة ولها نَفْع معين في مكانها، ولابد أنْ تكون في مكانها هذا لِيَتِّم هذا النفع الذي قَدَّرِهُ الله -تبارك وتعالى-، قال : {مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}، أمره الكَوْني القَدَرِي -سبحانه وتعالى- الذي لا يَخْرُجُ عنه شيء، فالله -تبارك وتعالى- إذا أراد شيئًا أنْ يقول له كُنْ فيكون وكل هذه المخلوقات هي قائمةٌ بأمره -سبحانه وتعالى-، {مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}، أَمْره هو لا أَمْرَ غيره -جلَّ وعَلا-، ثم قال -جلَّ وعَلا- : {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}، أَلَا أي فاعلموا، ألَا الإعلامية أي اسمعوا أيُّها الخلق أيُّها المخاطبون، له لا لغيره -سبحانه وتعالى- قَدَّم هنا المعمول على العامل، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ}، الخَلْقُ له، الخَلْق كل هذا الموجود إبرازًا مِن العَدَم وتقديرًا وصُورةً كل هذا لله -تبارك وتعالى- ثم الأمر، أي خَلَقَ، أَخْرَج المخلوق هذا أخرجه مِن العَدَم إلى الوجود، أعطاه صُورته وهَيْئَتَهُ ومِقْدَاره، ثم أعطاه الله -تبارك وتعالى- الأمر الإلهي الذي يَسير به، ولا يخرج شيء عن أمره قَطّ، أي حَرَكَة وأي سُكون في هذا الكون كله إنما هو بأمره الكوني القَدَرِي، فلا يحرك مخلوق حركة إلا بِأمره ولا يُسكِّنُها إلا بأمره -سبحانه وتعالى-، ولا يَتَكلَّم مُتَكَلِّم كَلِمَة إلا بأمره الكَوْنِي القَدَرِي -سبحانه وتعالى-، فلا يقع في ملكه إلا ما يشاءه وما يُقَدِّرُه وما هو بهذا الأمر الكَوْنِي القَدَرِي، لا يقع في مُلْكه إلا ما شاء، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}.

وكذلك كما لله -تبارك وتعالى- الأمر الكَوْنِي القَدَرِي الذي لا يَخْرُج عنه شيء، {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}[آل عمران:83]، فكذلك اعلموا أنَّ له الأمر الشَّرْعِي الديني، فهو الذي يأمر عباده بما شاء، فهو الذي إذا قال اعبدوني له الحق في هذا، وإذا قال أقيموا الصلاة، آتوا الزكاة، إذا أَحَلَّ، حَرَّم، كل هذا الأمر له وحده -سبحانه وتعالى- وليس لغيره –جلَّ وعَلا- {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، البَرَكَة هي الزِّيَادة والنَّماء والخيرُ الكثير، {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، زاد خيره -سبحانه وتعالى- وَبِره، فما مِن نِعْمَة في السماء ولا في الأرض إلا منه -سبحانه وتعالى-، {تَبَارَكَ اللَّهُ}، عَظُمَ خيره وفضله -سبحانه وتعالى- على عباده، {رَبُّ الْعَالَمِينَ}، الله رَب العالمين، المقصود بأنَّه رَب العالمين ربهم، سيدهم، إلههم، مولاهم، مَلِكُهُم، -سبحانه وتعالى- المُتَصِّرف فيهم، والعالمين؛ العَالَمُون جمع عَالَم، والعَالَم كل نوع أو فَصِيل مِن الخَلْق يتصف في صِفَات واحدة، الملائكة عالم والإنس عَالَم والجِنّ عَالَم والسماوات عالم، ثم إذا دخلنا إلى التَّفْصِيل كذلك نقول الجِبَال عَالَم والبِحَار عَالَم والمحيطات عَالَم، هذه كلها عَوالِم، الله -سبحانه وتعالى- ربُّ كل هذه العَوَالِم -سبحانه وتعالى-، {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

ثم بعد هذه الآية العظيمة التي يُعَرِّفُ الله -تبارك وتعالى- عباده به عن طريق بيان مخلوقاته -جلَّ وعَلا- وأعماله، قال -جلَّ وعَلا- : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف:55]، لا يبقى إلا توجيه العباد إلى عبادة الرَّب -جلَّ وعَلا-، ثم أعظم باب في أبواب العبادة دعائه؛ دعاء الله -تبارك وتعالى-، فقال : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف:55]، {ادْعُوا}، أَمْر مِن الله -تبارك وتعالى- لعباده أنْ يدعوا ربهم، والدعاء هو العِبَادَة، أَشْرَف أنواع العِبَادَة هو الدُّعاء، وذلك أنَّه يُظْهِر حاجة العبد وغِنَى الرَّب، ويُبيِّن إيمان مَن يدعو بأنَّ مَن يدعوه قادر على أنْ يُعْطِيه، أنْ يَمْنَعَ عنه، أنْ يَحَقِقُ سُؤْلَهُ، {ادْعُوا رَبَّكُمْ}، ربكم؛ خالقكم، بارئكم، سيدكم، إلهكم، الله -سبحانه وتعالى-، {تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، التَّضَرُع التَّذَلُل، حال كونكم ذَلِيْلِين له، مُتَذلِّلين له -سبحانه وتعالى-، فلا شَكَّ أنَّ العبد في مقام الذُّل وذلك أنه المربوب المقهور المُنْعِم عليه الذي خَلَقَهُ إلهه ومولاه، والذي هو في حاجة إلى هذا الرَّب في كل لحظة، في كل نَفَس، لا قِيَام له إلا بإلهه ومولاه -سبحانه وتعالى-، {تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، فإذا كان بِتَذلل فالله -سبحانه وتعالى- هو الرَّب العزيز العليم -سبحانه وتعالى-، {وَخُفْيَةً}، الخُفْيَة الاستتار، وهذا أكمل صورة مِن صور الإيمان أنْ يكون العبد داعٍ لله -تبارك وتعالى- مُسْتَتِرًا عن النَّاس، ليس فيه رِيَاء، ثم مُتَذَلِّل له -سبحانه وتعالى- لا يدعو وهو شامخٌ بأنفه، مستغنٍ عن الطلب... لا، يدعو وهو ذليل لأنَّ هذا أمر جِبِلِّي خَلْقِي، احتياج المخلوق إلى خَالِقِهِ احتياج جِبِلِّي خَلْقِي وذلك أنَّه لا يَنْفَكّ عن هذا الفقر، فالإنسان فقير فَقْر ِجِبِلِّي لله -تبارك وتعالى-، كل مخلوق؛ بل كل مخلوق مِن العَرْشِ العظيم إلى أدنى المخلوقات هي مفتقرة إلى إلهها ومرلاها افتقار جبلي، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر:15]، إذن الطريق هو الدعاء، {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ........}[الأعراف:55]، باستتار، {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، إنَّه الرَّب -سبحانه وتعالى- الإله لا يحب المعتدين، وهذا توجيه إلى كذلك الدعاء ألا يكون في الدعاء اعتداء، الاعتداء في الدعاء صور كثيرة، منها أنْ يَطْلُبُ الإنسان أنْ يكون في غير جِنْسه كأنْ يَطْلُب أنْ يكون مَلَك، أنْ يُعْطَى صِفَة الرَّب -تبارك وتعالى-، أنْ يُعْطَى الأمور الخاصة التي خَصَّ الله -تبارك وتعالى- بها بعض عباده، كَمَن يدعو أنْ يكون مِثْل الرسول، أنْ يُؤْتَى مِثْل ما أُوْتِي الرُّسُل، هذا تَعَدِّي، كذلك أنْ يكون الإنسان في مَقَام الذَّنب ويَطْلُب مِن الله -تبارك وتعالى- مَقام الفَضْل والإحسان، أنت في مقام الذنب ينبغي أنْ تَدْعُو بمغفرة الذنوب، وبالنجاة من النار، أمَّا مَقَام أنْ يُنْزِلَك الله -تبارك وتعالى- مَنَازِل الصِّدِّيقين وأنت لست عاملًا بذلك هذا مِن العُدوان، كذلك الاقتراح على الله -تبارك وتعالى- في الدعاء بما لا ينبغي، كما سَمِع أحد الصَّحَابة ابنه يقول : اللهم إني أسألك البيت الأبيض في الجنة، فقال له:  أي بُنَيْ سَل الله -تبارك وتعالى- الجنة واستعذ به مِن النار، قد سَمِعْت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «يأتي أقوام يعتدون في الطهور والدعاء»، فإنَّ دعاء البيت الأبيض في الجنة هذا نوع مِن التَّعَدِّي في الطَلَب مِن الله -تبارك وتعالى-، {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف:55]، في كل أمر وبخصوص هنا المعتدين في الدعاء، فادعوه تَذَللًا وادعوه خفاءً ولا تعتدوا في الدعاء.

{وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}، هذا كذلك مِن أسباب قَبُول الُّدعَاء، {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}، الفَسَاد ضد الإصلاح، والله -تبارك وتعالى- أَصْلَحَ هذه الأرض خَلْقًا -سبحانه وتعالى-، ثم فِعْل العباد إذا كان موافق لأمر الله -تبارك وتعالى- كان إصلاحًا، لأنَّ الله -تبارك وتعالى- لا يأمرُ إلا بالخير، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ........}[النحل:90]، فكل ما أَمَرَ الله -تبارك وتعالى- به العِبَاد فهو مِن الإصلاح، سواء كان في عبادة بين أَمْر الله -تبارك وتعالى- أنْ تكون مِن العَبْد للخالق الإله، كالصلوات والصوم ، أو مُعَامَلة بين العِبَاد بعضهم بعض كالصِّدْق والبِر وصِلَة الرَّحِم والإحسان إلى الوالدين والإحسان إلى الخَلْق، كذلك كل تَنَاوُل ما في هذه الحياة وكيف يُتَنَاوَل ما في الأرض مِن شيء؟ ما حلالها؟ ما حرامها؟ اتِّباع شريعة الرَّب -تبارك وتعالى- هو صَلَاح هذه الأرض، والخروج عن هذه الشريعة أي أمر الله -تبارك وتعالى- إفساد في الأرض، فأعظم هذا الخروج الشرك بالله -تبارك وتعالى-، ادِّعَاء أنَّ لله ولد، ادِّعَاء أنِّ هناك إله معه، تَنْصِيب ما يقوم مَقَام الرَّب في أنْ يُدْعَى ويُطْلَب منه، أنْ يُنْسَب له صفات الرَّب -جلَّ وعَلا- مِن خَلْق أو رِزْق أو إحْيَاء أو إمَاتَة وإدخال جَنَّة وإنْجَاء مِن النَّار، هذا أعظم فساد، الشِّرْك أعظم الفساد، ثم بعد ذلك أي عَمَل مُخَالِف لأمر الرَّب -تبارك وتعالى- فهذا مِن الفَسَاد، فكل ما نَهَى الله -تبارك وتعالى- عنه، كل خروج عن أَمْرِ الله -تبارك وتعالى- فِسْق وفَسَاد، {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}، بالمعاصي، الخروج بالمعصية بَدءًا مِن الشِّرك الذي هو أعظمها ونهاية بأدنى معصية مِن الظُّلْم هو إفساد، قال -جلَّ وعَلا- : {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}، بعد أنْ أَصْلَحَهَا الله -تبارك وتعالى- خلقًا وفطرًا، وذلك أنَّه إمَّا إفْسَاد مُبَاشِر وإمَّا بعد ذلك أنْ يقع الفَسَاد بسبب المَعْصِيَة، كما قال -تبارك وتعالى- : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ........}[الروم:41]، فيوقع الله -تبارك وتعالى- الآفة في الأرض بسبب ذنوب الناس، كما قال النبي -صلوات الله والسلام عليه- : «ولا يفشوا الزِّنَا في قوم إلا ابْتُلُوا بالأمراض التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا»، فإذا فَشَت المعصية فإنَّ الله -تبارك وتعالى- يَبْتَلِيهم بأمراض، وهذا مِن وقوع الفساد في الأرض لم تكن هذه موجودة قبل ذلك.

{وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}، ثم قال -جلَّ وعَلا- : {........ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف:56]، {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا}، أي حال كَوْنِكُم خَائِفِين طَامِعِين، خَوْفًا مِن العقوبة وذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- هو الرَّب العزيز القوي الغَالِب، الذي لا يَغْلِبُه أحد، الذي يُؤاخِذ بالذنب، ثم هو الرَّب الرَّحْمَن الرَّحِيم -سبحانه وتعالى- الوَدُود الغفور، فادعوه خائفين مِن أي عقوبته، كذلك طامعين في رحمته وجنَّتِه -سبحانه وتعالى- أي كونوا بين هذا وهذا، {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا}، ثم قال –جلَّ وعَلا- : {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، تَبْشِير وتَذْكِير بأنَّ رحمته -سبحانه وتعالى- قريبة ما هي بعيدة مِن المُحْسِنِين؛ فَاعِلِي الإحسان، والإحسان هو أنْ يُؤتى بالأمر حَسَن، والسَّير على مِنْهَاج الله -تبارك وتعالى- هو الإحسان، ورحمة الله قريب مِن هذا، فإنَّه لا يسير إنسان في طريق الإحسان والإيمان بالله -تبارك وتعالى- وعَمَل الحق، إلا وتتنزل عليه رَحَمَات الله -تبارك وتعالى- مِن الهِدَايَة والتوفيق والتثبيت والتوفيق مِن الحَسَنَة إلى أختها وهكذا، فرحمة الله -عزَّ وجلّ- قريب مِن عباده المحسنين، نَسْأَل الله -تبارك وتعالى- أنْ نكون منهم.

نَقِف عند هذه الآية ونُكمل -إنْ شاء الله- في الحلقة الآتية، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.