الإثنين 13 ذو القعدة 1445 . 20 مايو 2024

الحلقة (202) - سورة الأعراف 57-64

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على عبده والرسول الأمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهديه وعَمِلَ بِسُنَّتِهِ إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- : {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[الأعراف:57]، {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}[الأعراف:58]، جاءت هذه الآيات في خِتَام هذا الفَاصِل مِن هذه السُّورة؛ سُورة الأعراف، وهذا الفاصل قلنا أنَّ الله -تبارك وتعالى- شَرَع يُعَرِّف نَفْسَهُ -سبحانه وتعالى- لعباده، في قوله : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ ........}[الأعراف:54]، أَلَا أي له الخَلَق اسمعوا، الله له الخَلْق؛ الخَلْق كله، كل ما سِوَى الله مَخْلوق، والأمر الكَوْنِي القَدَرِي له، كل فِعْل؛ كل حَرَكَة وسُكُون هي بأمره الكَوْنِي القَدَري في هذا الوجود، وكذلك الأمر الشرعي الديني فهو وحده له الأمر، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، ثم وجَّه الله -تبارك وتعالى- عباده إلى عبادته ودعائه، فقال -جلَّ وعَلا- : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ........}[الأعراف:55]، أي حال كونكم مُتَضرِّعين مُتَذلِّلين في خُفْيَة كذلك أي باستتار، هذه أعظم صورة للعُبُودِّية لله -تبارك وتعالى-، الدعاء الذي هو العبادة ثم إذا كان زُلًا مِن العابد للرَّب الإله -سبحانه وتعالى-، ثم إذا كان في خُفْيَة بعيد عن الناس هذا دليل إخلاص، {........ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف:55]، لا تكن معتديًا، {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}، بالمعاصي، {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا}، حال كونكم خائفين منه وذلك أنَّه يُؤَاخِذ بالذنب ويُعَاقِب به، طامعين فيما عنده فهو الرَّب الغني الذي لا حد في غِناه -سبحانه وتعالى-، {........ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف:56].

ثم آية أخرى تُعَرِّف العباد بربهم -سبحانه وتعالى-، آية مِن آياته العظيمة في هذه الأرض، فقال :  {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}، وهو الله -سبحانه وتعالى-، هذه معطوفة هنا على هذه، {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ}، فهو الرَّب الإله {الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا}، تأتي الريح أولًا قبل أنْ يكون في السماء سَحَاب ولا أي شيء، ولكن تأتي الرياح وهي تُبَشِّرُ بالمطر بعدها، فإنَّ الرياح التي تأتي قبل المطر, وقبل  سَحَاب المطر يمكن أنْ يكون قبل هذا بيوم أو يومين، يَعْرِفُهَا أهل الخِبْرة بالمطر، فإذا شَمُّوا هذه الريح المُنْبَعِثَة قالوا سيأتي المطر، وقد يأتي بعدها السحاب في إثرها أو بعد يوم أو بعد يومين، {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا}، فالرياح تُبَشِّرُ بالمطر قبل مجيئه، {بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}، بين يدي قبل، ورحمته هنا رحمته المطر -سبحانه وتعالى- والمطر مِن رحمة الله -تبارك وتعالى-، وهو مِن أعظم رحماته إلى أهل الأرض فَبِهِ حياتهم، فَنُزُول المطر على الأرض حياة لها، إجراء الأنهار، إسكانه في هذه الأرض، حلًا {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، تنظيف هذه الأرض وغَسلها وغَسْل هوائها وغَسل أرضها هذا كله بهذه الرَّحْمَة العظيمة، {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ}، فهو الله -سبحانه وتعالى- هذا فعله -سبحانه وتعالى-، وليس فعلًا خارجًا عن الإرادة أو خَارِجًا عن الحِكْمَة أو خَارِجًا عن التدبير الإلهي، بل هذا هو الرَّب -سبحانه وتعالى- الذي يفعل ذلك، {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا}، إذا جاءت هذه الريح التي يُرْسِلَها الله -تبارك وتعالى-، أَقَلَّت حَمَلَت، {سَحَابًا ثِقَالًا}، ثقالًا بالماء الذي تَحْمِله، السَّحَّابة تَحْمِلُ ملايين الملايين مِن أَطْنَان الماء، تحملها على هذا فيها، ثم الرِّيَاح تحملها وتَسِير به، وقد جَعَلَ الله -تبارك وتعالى- المسير أي هذا الماء العظيم الثقيل في مكانٍ في الأرض أَعْظَم مكان وأَنْسَب مكان، بالنِّسْبَة إلى مُسْتَوَاه في الأرض لم يجعله الله فوق سطح الأرض فيدمرنا في ذهابه ومجيئه، وإنَّما في أحسنِ مكان وأنسب مكان، فيسوقه الله -تبارك وتعالى-، {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا}، حملته وسارت به في َمَسارِها في السماء، قال -جلَّ وعَلا- : {سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ}، سُقْنَاه ونَسَبَ الله -تبارك وتعالى- هذا الفِعْل إليه -سبحانه وتعالى-، وهو الآمر به -سبحانه وتعالى- فهو الذي يَسُوْقُه، وقد جاء في الحديث أنَّ الله -تبارك وتعالى- وَكَّلَ بذلك مَلَكًا، هو الذي يَسُوقُ هذه السُّحب اذهبي إلى هذا المكان واذهبي إلى هذا المكان بأمره -سبحانه وتعالى-، {لِبَلَدٍ مَيِّتٍ}، بلد أرض، مَيِّتَة جافة، وعدم الماء موت لكل شيء، فتكون هذه البلد جَافَّة ميتة {لِبَلَدٍ مَيِّتٍ}.

قال -جلَّ وعَلا- : {فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ}، أَنْزَلَ الله -تبارك وتعالى- به؛ بهذا السحاب الماء على الأرض، ثم قال -جلَّ وعَلا- : {فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}، يُخْرِجُ الله -تبارك وتعالى- مِن هذا الماء النَّازِل مِن كل الثمرات، كل أنواع الثِّمَار، انْظُر هذه المملكة النباتية التي على الأرض كلها مِن هذا الماء، مختلفة الأشكال والأنواع والطُّعُوم والخصائص، كلها بنعمة الله -تبارك وتعالى-، {مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}، بعضها يَعْلَمُهَا الناس وكثير منها مازالوا يجهلون أعداد كثيرة مِن الثمار الموجودة على ظَهْرِ هذه الأرض، قال -جلَّ وعَلا- : {كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى}، كذلك كهذا الإحْيَاء والإخراج يُخْرِج الله -تبارك وتعالى- الموتى، فإنَّ إحياء الأرض الجافة الجَلْدَة التي ليس فيها أي حياة بإنزال المطر عليها، ثم إخراج  هذه الثمار المختلفة منها، طُعُوم وروائح وبَهْجَة وحياة؛ حياة النبات، مِن أرض جَافَّة كانت جَلْدَة، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[فصلت:39]، فهذا إحياء، الله يقول : {كَذَلِكَ}، أي كما أَحْيَا الله -تبارك وتعالى- الأرض الميتة والبلد الميتة بإنزال المطر عليه، يُحْي الله -تبارك وتعالى- الأجساد؛ أجساد الخلَقْ، بعد أنْ يموتوا ويُدْفَنُوا ويَختلطوا بهذا التراب، يَحْيِهم الله -تبارك وتعالى- وينشئهم كما كانوا في هذه الدنيا، {........ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}[الأنبياء:104]، {كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى}، ثم قال -جلَّ وعَلا- {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، أي ضَرَبْنا لكم هذا المَثَل لعلكم تذكرون، وكذلك بيَّنا لكم هذه النعمة لعلكم تذكرون، تَذَكَّروا ربكم خالقكم -سبحانه وتعالى- وقُدْرته عليكم، وأنَّ إخباره حَق وصِدْق -سبحانه وتعالى-.

ثم قال -جلَّ وعَلا- : {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ}، هنا بيَّن الله -تبارك وتعالى- أنَّ الأرض التي يَسُوق الله -تبارك وتعالى- لها الماء تختلف، فيوجد بلد طَيِّب أرض طَيِّبة، ومعنى طِيْبَة هذه الأرض نقاوتها، بُعْدها عن الملح السَّبخ، ليست أرض سَبِخَة وإنَّما هي أرض جيدة، {يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ}، بمجرد ما يَسْقُط عليه المطر يخرج نباته، نباته؛ نبات هذه الأرض، وقد جَعَل الله -تبارك وتعالى- لكل بُقْعَة مِن بِقاع الأرض نباتات خاصة، تَتَأَقْلَم معها وتعيش فيها وتتأقلم بالمناخ الموجود لها، {يَخْرُجُ نَبَاتُهُ}، نبات هذه الأرض، نبات هذا البلد، {بِإِذْنِ رَبِّهِ}، بإذن الله -تبارك وتعالى- أي بمشيئته وأمره -سبحانه وتعالى-، دون عَنَاء وعَمَل مِن الإنسان، بل بمجرد أنْ يَسْقُط المَطَر يخرج الله -تبارك وتعالى- به نبات هذه الأرض؛ الأرض الطيبة، ثم قال -جلَّ وعَلا- : {وَالَّذِي خَبُثَ}، أي مِن الأَرَاضِين والبِلَاد، خَبُثَ أرضه أرض جَافَّة مِلْحَة سَبِخَة، {لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا}، أي لا يخرج نباته إلا نَكِدًا بِمَشقَّة، النَّكَد هو التَّعِب والمَشَقَّة، فتحتاج إلى مُعَانَاة وعَمَل ومشقة مِن الإنسان الذي يُعَالِج الزِّرَاعة في هذه الأرض.

قال -جلَّ وعَلا- : {كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}، كذلك جعلنا هذه أرض جَيِّدة نَقِيَّة وأرض سَبِخَة وأرض تحتاج إلى مُعَانَاة، صَرَّف الله -تبارك وتعالى-، التَّصْريف التَّنْوِيع، نَوَّعَ الله -تبارك وتعالى- هذا لقوم يشكرون، لأنَّ هذا مَدْعاة إلى مَعْرِفة آيات الله -تبارك وتعالى-، فإنَّ النِّعْمَة لا تُعْرَفُ إلا بأضدادها، فالذي يعيش في هذه الأرض الخِصبة ويَرَى نِعْمة الله -تبارك وتعالى-، ما يمكن أنْ يَرَى هذه الخُصُوبَة وهذه النِّعْمَة إلا إذا رأى الأرض هذه السَّبِخَة المتعبة، فلا تُعْرَف الأمور إلا بأضدادها، لا يَعْرِف صاحب النَّظر السليم مِقَدار نور العين إلا بأنْ يَفْقِدَ شيئًا منها، أو يفقدها أو أنْ يرى الأعمى، إذا رأى الأعمى وتَبَصَّرَ عَلِمَ مِقْدَار هذه النِّعْمَة، فالمعاني الذي عانى فقد الأمر ونظر في النعمة وضدها عَرِف مِقْدَار هذه النِّعْمَة، {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}[الأعراف:58]، لأن الذي يَعْرِف تصريف هذه الآيات وتنويعها عند ذلك يتذكر نعمة الله -تبارك وتعالى- فَيَشْكُر الله -عزَّ وجلّ-، وإلا لو جَعَل الله -تبارك وتعالى- كُل الأرض خِصْبَة ما عرفنا هذه النِّعْمَة، ولو جَعَلَ الله -تبارك وتعالى- كل الناس في سَلَامَة وعافية، لم يَخُلق الله -تبارك وتعالى- مَرضًا قَطّ ولا نَقْصًا قَطّ ما عَرفْنَا الصِّحَة، ما عَرفْنَا مِقْدار الصحة ولا مِقْدار السلامة، فلا تُعْرَفُ النِّعم إلا بأضدادها، {كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}.

انتهى هذا الفَاصِل مِن السُّورَة، ثم شَرَع الله -تبارك وتعالى- في فَاصِل جديد مِن هذه السُّورة، يُذَكِّر عباده -سبحانه وتعالى- بأخبار الماضين، ومَوَاقِف الأُمَم مِن دعوات الرُّسُل، وكأنَّ هذه السُّورة؛ سورة الأعراف، تُبَيِّن رِسَالَة الله -تبارك وتعالى- لهذا الإنسان، ومَوْقِف هذا الإنسان مِن رِسَالَة الرَّب -تبارك وتعالى-، الرَّب الإله الرحمن الرحيم الوَدُود الغَفُور -سبحانه وتعالى-، انظر كيف عَاَمل الله -تبارك وتعالى- هذا الإنسان، بَدءًا مِن خَلْقِهِ في السماء وإسجاد الملائكة وما فعل له وما فعل وما فعل...، وانظر موقف الإنسان الظَّلُوم الجَهُول مِن دعوة الله -تبارك وتعالى-، هذا فَاصِل يُبَيِّن ماذا كانت مَوَاقِف الأُمَم مِن دَعَوَات الرُّسُل، الرُّسُل الذين اختارهم الله -تبارك وتعالى- وأَرْسَلَهُم إلى الخَلْق، قال -جلَّ وعَلا- : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[الأعراف:59]، انظر إخبار مِن الله -تبارك وتعالى- بأنَّه هو الله الرَّب الإله الذي لا إله إلا هو خَالِق السماوات والأرض، الذي عَرَّفَنَا هنا بِنَفْسِه، قال : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[الأعراف:54]، وهو الذي قال : {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[الأعراف:57].

الرَّب الذي وَصَف نفسه هُنَا يَقُول أنَّه الرَّب -سبحانه وتعالى- الذي أَرْسَلْت نُوْحًا، {لَقَدْ أَرْسَلْنَا}، يُخْبِر الله عن نَفْسِهِ بنون العَظَمَة هو الذي أَرْسَلَ عبده نوحًا، {........ نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[الأعراف:59]، هذه كل دعوة نوح، وهي دَعْوَة وَاضِحَة صَرِيَحة مَفْهُومة مُخْتَصَرة الدَّليل والبُرْهَان قَائِم عليها، لا يَرُدُّها إلا مُعَانِد مُكَابِر، {يَا قَوْمِ}، ناداهم بهذا النِّدَاء القَريب، يا قومي أنتم أَهْلِي وجماعتي وأنا منكم، {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، أدعوكم إلى عبادة الله، {اعْبُدُوا اللَّهَ}، العِبَادة هذا اسم جَاِمع لِما يُحِبُّهُ الله -تبارك وتعالى- مِن عِبَادِه، مِن خَلْقِهِ، بطاعته، بالسَّيْر في تَشْريعه، اعبدوا الله، ذِلُّوا له، اخضعوا له، سيروا في طريقه، خُذُوا صراطه المستقيم، انظروا ما يأمركم به، هذا معنى العبادة، {اعْبُدُوا اللَّهَ}، ثم {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، ليس لكم إله غيره؛ إله مَعْبُود، ليس لكم معبود تعبدونه غيره لأنَّه هو وحده الذي يَسْتَحِق العِبَادة، فهو خالقكم، بارئكم، رازقكم، مُتَوَلِّي شئونكم، ليس هناك في هذا الوجود مَن يتولى شيئًا مِن ذلك غيره، {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، {إِنِّي}، كلام نوح -عليه السَّلام-، {أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، يوم القيامة، وذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- أي أَنْذَر عباده مِن هذا اليوم، وأخبرهم بأنَّهُم سَيُحَاسَبُون في هذا اليوم على عُمَلِهِم، سيرسل لهم رسالة، يأمرهم بأوامر، أنَّ مَن أطاع هؤلاء الرُّسُل فَلَه الجَنَّة ومَن عَصَاهُم فله النار، قال : {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، أي إنْ خالفتم هذا الأمر الإلهي الذي أنقله لكم، في أُمُور أوضح مِن هذه؟ أمر واضح صريح بَيِّن عليه الدليل عليه البرهان.

لكن انظر الرَّد، ما رَدُّ قومه؟ قال -جلَّ وعَلا- : {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[الأعراف:60]، {قَالَ الْمَلَأُ} الملأ؛ عِلية القوم وأهل الثراء ، سُمُّوا مَلَأ قيل لأنَّهُم يملؤون العين أو يملؤون المكان، وهم الجماعة الكثيرة مِن قومه، الذي يملؤون العين ويملؤون المكان بِثَرَائِهِم وجَاههم وتَمَكُّنهم، {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[الأعراف:60]، إنَّا بالتأكيد، لنراك رؤية أي رؤية عِلْميَّة ورؤية بَصَرِيَّة نراك يا نوح أي في ضلالٍ مُبِين؛ ضلال بيِّن، ضلال عن طريق الحق، أنَّهم يعتقدون أنَّ مَا هُمْ عليه هو الحق وهو الهُدَى وهو النُّور، وما يدعوهم نوح قالوا في ضلال مُبِين، لكن لماذا في ضلال مبين؟ ما هو إلا دعوة ادَّعُوها ظانين أو جاحدين للحق وأنَّ ما هم عليه هو النور والهُدَى المُبِين.

فرَدَّ عليهم نوح -عليه السلام- هذا الرَّد، {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأعراف:61]، {يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ}، ضالتي تَدَّعُوها بأني بها عليها ما في ضَلَالَة، ضَلالَة بالنكرة أدنى ضلالة، أي أدنى خُرُوج عن الحق وبُعْدِي عنه ما هو بي، {........ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأعراف:61]، اعرِفوا موقفي ماذا أنا؟ أنَا رَسُولٌ مِن ربِّ العالمين؛ رَب الخَلَائِق كلها أرسلني إليكم، {وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[الأعراف:62]، مُهِمَّتِي أنْ أُبَلِّغكم رِسَالات ربي، الإبلاغ إيصال الأمر، ورسالات الله -تبارك وتعالى- لأنها تَتْنِزل رِسَالَة تلو رِسَالة، فرسالات الله -تبارك وتعالى- وحيه الذي يأتيني أُبَلِّغُكُم إيَّاه، أي كأنَّ هذه مُهِمَّتِي، {وَأَنصَحُ لَكُمْ}، النَّصْح هو الخُلُوص والصَّفَاء وضِده الغِش، أي لا أغشكم، ما بي غِش، أدعوكم إلى شيء لا ينفعكم، لا يفيدكم، أو أقول لكم يوجد عقوبة، يوجد كذا، يوجد كذا وليس فيه... لا، وإنَّما أنا أَنْصَحُ لكم، نَاصِح لكم أي صافي القلب مُخْلِص النية لا هَدَف لي إلا نَفْعكم، وإلا إبلاغ رسالة الله -تبارك وتعالى- الذي يريد لكم الخير ويدعوكم إليه -سبحانه وتعالى-، {........ وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[الأعراف:62]، أَعْلَم مِن الله ما لا تعلمون وذلك أنَّ الرسل يُوقَفُون على هذا الغيب إيقاف رؤية وإيقاف يقين، فَيُوَقُفون عليه وقوف، فما يوعده الخلق مِن جَنَّة الله -تبارك وتعالى- ومِن ناره ومِن عُقُوبَته يَراهَا الرُّسل رَأْي عين، ويَعْرِفُونها مَعْرِفة يقين، البَشَر المُبَلَّغين لا يكونون على مثل هذا الأمر وإنما يبلغون به، وقد يأخذوه على غير مَحْمَل الجد ويَسْتَخفُّوا به، فيبقى علمهم قاصر أو مُعَمَّى وُمغطَّى، ويبقى وصول الخبر لهم نعم وصلهم الخبر وقد يفهمونه ولكنهم  لا يُقَدِّرُونه، لا يُقَدِّرُون هذا الخبر كما ينبغي، فقال : {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}، مِن شدة عقوبته، وأنْ يُؤَاخَذ بالذنب مُؤَاخَذة عظيمة، وأنَّ هذا حق كائن، وكذلك مِن عَفْوِه ورَحْمَتِه -سبحانه وتعالى-، فَمِن صِفَة الله -تبارك وتعالى- ومِن آثار هذه الصَّفة مما أخبرتم به وأنتم لا تُقَدِّرُونَهُ وتجهلونه، أَعْلَم مِن الله -تبارك وتعالى- عِلمًا لا تعلمونه، ليس لأني أعلم مِن الله ما تعلمون أي أعلم علوم أخفيها عنكم ولا أَبُثُها... لا، فإنَّ الرُّسُل يبثون ويُخْبِرُونَ أقوامهم بكل ما يخبرهم الله -تبارك وتعالى- به، ولكن عِلْمَهُم بالله -تبارك وتعالى- بالرسالة عِلْم يقين؛ هذه واحدة، ثم كذلك قد يطلعهم الله -تبارك وتعالى- ويريهم بعض آياته في الخَلْق القائمة وكذلك  المستقبلة، فقال {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.

ثم قال لهم : {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأعراف:63]، أي ما العجب في أمري! أنْ يكون الله -تبارك وتعالى- قد اختارني وأَرْسَلَنِي إليكم، {أَوَعَجِبْتُمْ}، عَجَب بمعنى أنَّهم رأوا أنَّ هذا أمرٌ مُسْتَنْكَر وغريبٌ، وكيف يُصَدَّق مِثْل هذا؟! ختار الله -تبارك وتعالى- منهم بشرًا فيرسله، وأنْ يكون على هذا النحو هو في نظرهم أقل ممَّا ينبغي وأقَل منهم درجة، مثلًا مقاييسهم بالمال وبالمكانة، قال : {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ}، تذكير مِن الله -تبارك وتعالى- ربكم خالقكم، {عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ}، هذا الذِّكْر يَنْزِل على رجل منكم هو نوح -عليه السلام-، {لِيُنذِرَكُمْ}، لِيُحَذِّركم عقوبة الرَّب -تبارك وتعالى-، {وَلِتَتَّقُوا}، عقوبة الرَّب، تَتَّقُوا؛ تأخذوا وِقَايَة، حِمَايَة، استعداد لهذا اليوم الذي ينتظركم، {وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، ولعلكم تُرْحَمُونَ أي بهذه الدعوة إذا اتخذتم أسباب النَّجاة فيرحمكم الله -تبارك وتعالى- ويَسْلُك بكم طريق النَّجاة، أي ما العَجَبْ في هذا الأمر!.

قال -جلَّ وعَلا- {فَكَذَّبُوهُ}، طَوَى الله -تبارك وتعالى- الصَّفْحَة سريعًا هنا، فقال : {فَكَذَّبُوهُ}، كَذَّبُوه قالوا أنت كَذَّاب، بمعنى أنَّهُم رَدُّوا الصِّدْق الذي جاء به نوح، هذه الدعوة الصريحة الواضحة كَذَّبُوهَا؛ رَدُّوها، فاتَّهَمُوا نوحًا -عليه السلام- أنَّه قد كذب عليهم، قال -جلَّ وعَلا- قال : {فَكَذَّبُوهُ}، قال -جلَّ وعَلا-  : {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ}، الفاء؛ للتَّعْقِيب مُباشرة بعد التكذيب، أنجيناه؛ نَسَبَ الله -تبارك وتعالى- الفِعْل لنفسه فِعْل النَّجاة، وذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- قد حَكَمَ باستئصالهم وإهلاكهم، بعد دعوة نوح -عليه السلام- حيث قال : {........ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}[نوح:26]، {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}[نوح:27]، وأنَّ الله -تبارك وتعالى- قد أَخْبَرَهُ وقال له يا نوح : {........ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[هود:36]، وقال له لا تسأل {وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}، فلمَّا حَكَمَ الله -تبارك وتعالى- باستئصالهم مِن الأرض قال -جلَّ وعَلا- : {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ}، أي أَنْجَى الله -تبارك وتعالى- الذين معه في الفُلْك، الفُلْك السَّفِينَة، وهذا اسم الفُلْك يُطْلَق على المفرد والجمع، فالواحدة فُلْك والجمع فُلْك، {فِي الْفُلْكِ}، في السَّفِيَنة، كما قال -جلَّ وعَلا- : {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ ........}[العنكبوت:15]، التي أَمَرَه الله -تبارك وتعالى- بصناعتها، {........ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}[العنكبوت:15]، جعلنا هذه السفينة آية؛ علامة، على كل هذا، على أولًا موعود الرِّب -تبارك وتعالى-، وعده، إنجائه المؤمنين، إهلاكه للكفار، أنَّ وَعْدَهُ لابد أنْ يكون حقًا -سبحانه وتعالى-، {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا }، الغَرَق مَعْرُوف الموت في الماء، {وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}، كَذَّبُوا بآياتنا بأن رَدُّوهَا وقالوا ليست هذه بحق، قال -جلَّ وعَلا- :  {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ}، هذا وصف الله -تبارك وتعالى- لهم وحكمه فيهم، {إِنَّهُمْ}، أي قوم نوح، {كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ}، عُمْى عن الحق، عُمْى بَصِيرَة وليس عُمْى بَصَر، فقد كانوا مُسْتبصرين وأهل بَصَر بالدنيا، صناعة وعمل ونشاط وجِد، ولكنهم كانوا عُمْي القلوب، فإنَّ هذه الدعوة الصريحة الواضحة البيِّنة؛ دعوة نوح -عليه السلام-، بصراحتها ووضوحها وبَسَاطَتِها لم يتقبلوها، مع حِرْص نوح ونُصْحه لهم على هِدَايَتِهم إلَّا أنَّهم قفلوا قلوبهم عن هذا الأمر، فكان مصيرهم هنا أي أنْ أغرقهم الله -تبارك وتعالى-، قال -جلَّ وعَلا- : {........ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ}[الأعراف:64].

ثم طَوَى الله -تبارك وتعالى- صَفْحَة هؤلاء، كأن الله -تبارك وتعالى- يقول للمخاطبين مِن أُمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، انظروا هؤلاء قوم أُرْسِلَ فيهم نبي، دعاهم هذه الدعوة، كذَّبوا هذا التكذيب، هذه قد كانت نهايتهم، ثم يَشْرَع الله -تبارك وتعالى- في بيان صفحة جديدة من هذا الكتاب الكوني، رسالة جديدة مِن رسالات الرَّب -تبارك وتعالى-، فيقول -جلَّ وعَلا- : {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ}[الأعراف:65].

ونعيش -إنْ شاء الله- مع هذه الآيات، في الحلقة الآتية -إنْ شاء الله-، أقول قولي هذا، و أستغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب، وصلى الله على عبده ورسوله محمد.