الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهديه وعَمِلَ بسنته إلى يوم الدين.
وبعد فيقول -تبارك وتعالى- : {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}[الأعراف:155]، {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف:156]، يُخْبِرُ -سبحانه وتعالى- أنَّ موسى -عليه السلام- اختار سبعين رجلًا مِن قومه، وذلك ليقوموا مَقَامَ القوم في الاعتذار عن تلك الجريمة الكبرى التي وقعت مِن سفهائهم، وهي اتَّخاذهم عِجْل مِن ذَهَب سَبَكُوه وفُتِنوا به، فكان له نوع حياة؛ له خُوَار جَسَد، قال -جلَّ وعَلا- عن السَّامِري صانع العِجْل {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}[طه:88]، هذا العجل إلهكم وإله موسى فَنَسِيَ، أي نَسِيَ أنَّ إلهه ها هنا عندنا وذهب ليُكلِّم ربَّهُ في الجَبَلِ، كانت هذه جريمة كُبْرَى وقعت منهم، وقد نَفَذ فيهم أمر الله -تبارك وتعالى- بألَّا يَقْبل توبتهم إلا بأنْ يُقْتلوا، كما قال -جلَّ وعَلا- : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة:54]، قول الله : {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا}، سبعين رجلًا بدل مِن قومه أي اختار منهم سبعين رجل، وذلك ليَصْعد بهم إلى الجبل يسمعوا ويُؤْخذ عليهم عهد الله -تبارك وتعالى- ومِيثاقُهُ ويعتذروا عمَّا كان منهم، قال -جلَّ وعَلا- : {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ}، وذلك أنهم لم يكونوا أهل لذلك بل رَجَفَ الجَبَلُ بهم، والرَّجفة هي الزَّلْزلة الشديدة، فصُعِقُوا فقام موسى مُسْتغفرًا ربَّه -سبحانه وتعالى- وطالبًا منه أنْ يعفوا عنه وعن قومه وألَّا يؤاخذهم بفعل سفائهم، قال أي موسى بعد أنْ أَخَذَت الرَّجفة هؤلاء السبعين الذي اختارهم مِن خِيار القوم وكأنَّهم لم يكونوا أهلًا لهذا الأمر، ولم يكن هؤلاء القوم على مُسْتَوى الإيمان والمسئولية التي يقوموا بها هذا القيام، واختار موسى هؤلاء بحب اجتهاده فيقول الله -تبارك وتعالى- : {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ}، أي لو شئت أنْ تهلكهم قبل هذا لأهلكتهم فإنَّ الأمر؛ أمرُ العباد كلهم بيدك، ولكن ماذا أصنع لو رَجَعت إلى بني إسرائيل وقد هَلَك هؤلاء جميعًا، بما يقابلوني وقد أخذت خيارهم وحَكَمْت عليهم بالقتل في هذا المكان، {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا}، السُّفهاء الذي عَبَدُوا العِجْل فيكون هَلَاكُنا كلنا بفعل هؤلاء السُّفَهَاء.
{إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}، إن هي إلا فتنتك اختبارك وامتحانك لعبادك، فإن الله -تبارك وتعالى- قد امتحنهم بهذا الأمر، حتى يُمَيِّزوا بَيْن الإله الحق الذي لا إله إلا هو الذي أنجاهم بيدٍ قوية، كما جاء في التوراة أنه أنجاهم بيد قوية مِن قوم فرعون، فإنَّ الله -تبارك وتعالى- قد أجرى آيات عظيمة ظهرت لهم بأعينهم، كيف ضَرَب موسى البحر فشَقَّهُ نصفين فكان كل فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم، وأنجاهم الله -تبارك وتعالى- وأَغْرقَ آل فرعون ورَأوا الآيات العظيمة مِن آيات الله -تبارك وتعالى-، التي لا يَقْدِر عليها إلا رَب السماوات والأرض -سبحانه وتعالى-، فكيف يتأتى بعد ذلك مِن هؤلاء القوم أنْ يَظُنُّوا أنَّ إلههم هذا العِجْل الذي لا يكُلِّمهم ولا يهديهم سبيلًا، {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ}، اختبارك وابتلاؤك لعبادك، {تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ}، منهم مَن يَسْقُط في هذا الاختبار، {وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ}، منهم مَن تَشْرَح صدره ويَعْرِفُ يميز بين الحق والباطل، {أَنْتَ وَلِيُّنَا}، مولانا وإلهنا وناصرنُا فالوَلِّي هو الناصر، {فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}، اغفر لنا أي اغفر لهؤلاء السُّفَهاء الذين وقع منهم هذا الفِعْل الشنيع، وكذلك لِمَن سَكَت عن ذلك ولِمَن لم يُنْكِر الإنكار الصحيح في وقته واشملنا جميعًا برحمتك وبمغفرتك، {فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}، والمغفرة هي السَّتر والتغطية أي استر عيبنا وتجاوز عن سيئاتنا.
{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ}، دَعَا هذا الدعاء الجَاِمع أنْ يكتب الله -تبارك وتعالى-، والكتابة هي التقدير والإعطاء والفرض، {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً}، حَسَنة الدنيا مِن الحياة الطيبة والعيش الرَّغِيد والهناء والتمكين في الأرض كل هذا مِن حسنات الدُّنيا، {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ}، أي وأكتب لنا كذلك في الآخرة حَسَنة، وحَسَنة الآخرة رضوان الله -تبارك وتعالى- وجَنَّتُه، {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}، هُدْنَا رجعنا جميعًا إليك، الهُوْد هو الرجوع، {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}، قيل إنَّ مُسَمَّى اليهود مأخوذ مِن هُنَا في أنهم هَادُوا بمعنى أنَّهم رجعوا إلى الله -تبارك وتعالى- وتابوا عن أفعالهم الكبيرة التي وقعت منهم، {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}، إعلان التوبة والرجوع إلى الله -تبارك وتعالى-، فكان جواب الله -تبارك وتعالى- على هذا الدُّعاء مِن موسى -عليه السلام-، قال -جلَّ وعَلا- قال الرَّب الإله -سبحانه وتعالى- : {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}، عَذابي؛ عذابه عُقُوبته -سبحانه وتعالى- في الدنيا والآخرة، أُصِيبُ به مَن أشاء فلا رَادَّ لأمره -سبحانه وتعالى- ولا رَادَّ لعذابه، {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ}، لا يستطيع أحد أنْ يَرُدَّ عقوبة الله -تبارك وتعالى- إذا أرادها بقوم، {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}، رحمة الله -تبارك وتعالى- وَسِعَت كل شيء، أولًا رحمته العامة في كل شيء لا شك أنها وَسِعَتها، لأنَّ كل شيء وُجِدَ فإنَّ هذا الوجود إنما هو برحمة الله -تبارك وتعالى-، فكل شيء موجود وَسِعَتهُ رحمة الله -تبارك وتعالى- بالوجود وبالعناية وبالرزق وبالمكانة التي هو فيها والنظام الذي هو فيه هذا مِن رحمة الله -تبارك وتعالى-، فكل شيء موجود قد رَحِمَه الله -تبارك وتعالى- أول هذه الرحمة رحمة الوجود به.
ثم رحمته -سبحانه وتعالى- الخاصة بأهل الإيمان قال : {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}، سأكتبها؛ سأكتُبُ هذه الرحمة التي يَطْلُبها موسى -عليه السَّلام- والتي طلبها في دعائه قال : {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}، لأهل التَّقْوى وهم الذي يخافون الله -تبارك وتعالى-، لأنَّ التقوى هو الخوف مِن الله -تبارك وتعالى-، وجعل وِقَاية بين العبد وبين عقوبة الرَّب -تبارك وتعالى-، فإنَّ الله -تبارك وتعالى- أهلٌ لأن يُتَّقى لأنَّه يُؤَاخِذ بالذنب ويُعَاقِب به، ولا يُعذِّب أحد عذابه -سبحانه وتعالى- {فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ}[الفجر:25]، {وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}[الفجر:26]، كما أنه الرَّب الرحمن الرحيم -سبحانه وتعالى-، {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}، يخافون عقوبة الله -تبارك وتعالى-، {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}، الزكاة بالمعنى الخاص وهي إخراج هذا الجزء الذي أَمَر -تبارك وتعالى- إخراجه مِن المال في المصارف التي أمر الله -تبارك وتعالى- أنْ تُصْرفَ فيها، والله -تبارك وتعالى- كَتَب هذا على كل قوم، على كل قوم أن يخرجوا جزءًا مِن أموالهم لله -تبارك وتعالى-، ابتلاء منه -سبحانه وتعالى- لعباده ليخرجوا عن دائرة الشُّح والبُخْل، وليبتلي الله -تبارك وتعالى- صَدْق إيمانه فإنَّ الصَّدَقَة مِن التَّصديق ومِن الصِّدق، وهو طُهْرة الزكاة إخراج هذا المال طهرة للنفس مِن شُحِّهَا وبخلها، وكذلك الزكاة بالمعنى العام، الزكاة الطهارة كلها والدين طهارة، الدين كله طهارة مِن الأرجاس والأنجاس وابتعاد عن كل القاذورات، وذلك أنَّ الِّدين هذا رِسَالة أخلاق؛ رسالة خُلُقية، خُلُق كريم مع الله -تبارك وتعالى- ومع الخلْق أجمعين، فهي رسالة أخلاقية تقوم على الصِّدْق والأمانة والعَدْل والإخلاص، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النحل:90]، فالذي يؤتون الزكاة هو الذي يفعلون هذه الزكاة هي الطهارة الكاملة للنفس، {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}، الذين يؤمنون بآيات الله -تبارك وتعالى-، آياته تشمل آياته المُنْزلة على رُسُله وكذلك آياته التي بَثَّها في هذا الكون، آيات عظمته وكبريائه أنه الرَّب رُبُوبيته أنه الرَّب الإله الخالق -سبحانه وتعالى-، الخالق لهذا الخَلْق العظيم القائم عليه المدير له -سبحانه وتعالى-، فكل شيء بأمره -سبحانه وتعالى-، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}، فهذا مِن آياته كذلك، كذلك آياته في التَّصْريف، فإنَّ تصريف الله -تبارك وتعالى- لعباده كُلها آيات، {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}.
ثم أَخْبر -سبحانه وتعالى- بأنَّ هذه الرَّحمة كذلك مستمرة بهذه الشروط، كذلك سواءًا في اليهود أو في غيرهم بعد ذلك الذين يُبْعَث فيهم النبي محمد -صلوات الله والسلام عليه-، قال : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الأعراف:157]، هذا إخبارٌ مِن الله -تبارك وتعالى- بأنَّ رحمة الله -عزَّ وجلّ- هذه الخاصة بشروطها، كذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- سَيَكْتبُها للذين يَتَّبِعُون الرسول النبي الأُمِّي، الرسول النبي صِفة الرسول والنبي محمدٌ -صلوات الله والسلام عليه- رسول مِن الله -تبارك وتعالى- ونبي مُنبَّأ منه -جلَّ وعَلا-، الأُمِّي وهذه صِفَته وذلك أنَّ الأُمِّي هو الذي لا يَقْرَأ ولا يَكْتُبُ، وقد اختار الله -تبارك وتعالى- رسوله الخَاَتم وعبده محمد -صلى الله عليه وسلم- رجلًا أُمِّيًا لا يُحْسِن القراءة والكتابة، ليكون هذا أظهر للبُرْهان أنَّه رسول مِن الله -تبارك وتعالى-، إذ يُنَزِّلُ الله -تبارك وتعالى- عليهم هذا الكتاب العظيم، وهذه العلوم الجَّمَة التي لو اجتمع لها البَشَر فإنهم لا يستطيعون أنْ يبلغوها ولا أنْ يصوغوها، فكيف وهذا النبي أُمِّي -صلوات الله والسلام عليه- دلالة على أنَّها مِن عنده، مِن أنَّ هذا الكتاب مِن عنده -سبحانه وتعالى-، {الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ}، مِن الأُمَّة الأُمِّية كذلك؛ أُمَّة العَرَب، التي لم يكن قد انتشر فيها القراءة والكتابة، وإنما كانت بعمومها أُمَّة أُمِّية لا تُحْسِنُ القراءة والكتابة، {الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ}، أن هذا الرسول النبي الأمي قد أَنْزَل الله -تبارك وتعالى- صِفته عندهم في التَّوْراة المُنْزَلة على موسى، والإنجيل المُنْزَل على عيسى -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-؛ على رُسِل الله أجمعين، فقد أَنْزَلَ الله -تبارك وتعالى- في التوراة صفة النبي -صلوات الله والسلام عليه-، وكذلك في الإنجيل وعلى لسان موسى ولسان عيسى، الذي قال مُبشِّرًا مِن بعدي برسول اسمه أحمد فذَكَرَ لهم صفته وذَكَرَ لهم صفته وصفة قومه، كل هذا في التوراة والإنجيل بنصوصه وإلى يومنا هذا، ولذلك قال حَبر اليهود وعالمهم المُعَاصر للنبي -صلى الله عليه وسلم- الصَّحابي الذي آمن بالنبي ورآه بعد أنْ عَلِم برهانه، قال له (والله يا رسول الله إنَّي لأعرفك أكثر مِن ابني)، وذلك لاكتمال الصِّفَات الموجودة في التوراة وانْطِبَاقها على النبي محمد -صلوات الله والسلام عليه-، فتكون المعرفة أكثر مِن معرفة الأبناء.
{الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ}، كتابة واضحة كما قال -تبارك وتعالى- في بيان صفته قال : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ........}[البقرة:146]، والإنسان المُخَالِط لأبنائه لا يَخفى عليه أبناؤه، فكذلك كان أَحْبَار أهل اليهود الصادقين لم يَخْفَ عليهم شأن النبي -صلوات الله والسلام عليه-، لكن مِنْهم مِن هُدَاه الله -تبارك وتعالى- فآمن ومنهم مَن صَدَّ وكفر، كان مِن هؤلاء حُيَي ابن أخطب رأس اليهود في بني النَّضير، والتي تقول ابنته صَفيَّة أُم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- أنَّ عمَّها قال يومًا لأبيها أهو هو؟ بعد أنْ ذهب يومًا؛ يوم أنْ نَزَل النبي في قُبَاء، ذهبا ليستطلعا الخبر ثم رجعا في آخر النهار مُنْكَسِرَيْن، تقول صفية فرأيت عَمِّي يقول لأبي أهو هو؟ أي أهو النبي الذي أُخْبِرنا به، فقال إي والله هو هو، قال فما صنيعك به؟ أي عَمِّها يقول لِحُيَي بن أخْطَب أبيها، قال عداوته والله ما بَقِيت، أي لابد أنْ أُعَاديه ما بَقِيت وقد فَعَلَ، فهذا قد عَرف أنَّه هو، هو النبي المُرْسَل مِن الله -تبارك وتعالى- والمكتوب في التوراة، لكن لم يشرح الله -تبارك وتعالى- صدره للإيمان به.
فأَخْبَرَ -سبحانه وتعالى- بأنَّ رحمة الله هذه الخاصة قال : {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}، {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ}، هذا مِن صفته، {وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ}، وهذه صِفَة عُظمى وكُبْرى للنبي -صلوات الله والسلام عليه- فإنَّه لم يَأْمُرُ إلا بمعروف، ممَّا تعرفه كل القلوب التَّقية البَارَّة، أي قلب بَارّ تَقِّي على وجه الأرض لا يمكن أنْ يُنْكِر شيء ممَّا أمر به النبي -صلوات الله عليه وسلم-، أَمَرَ بالصَّدْق، بالعفاف، بالصِّلَة، بَبِر الوالدين، بَحِفْظ الجار، بالإحسان إلى الخَلْق، هذا بعد الإيمان بالله -تبارك وتعالى-، والإيمان بالله -تبارك وتعالى- وتعظيمه وإجْلَاله وعبادته وحده لا شريك له، فليس في شيء ممَّا أمره النبي أمرٌ يَسْتنكِره قلب نَقِّيٌ طاهرٌ قَطّ، الذي يأمرهم بالمعروف هذه صفته؛ وينهاهم عن المُنْكَرِ، كذلك كل ما نهَىَ النبي عنه -صلوات الله والسلام عليه- فإنَّما هو عن شيء يُنْكِره كل قلبٍ سليم وكل فِطْرة طيبة، فلا تجد شيء مما نَهَى عنه النبي نَهَى عن الكَذِب، عن الزِّنا، عن السَّرقة، عن اللواطة، عن العقوق، عن كل دَنَس وكل قذر وكل إثم وهذا ِصفَة عظيمة، هذا رجلٌ أتى لا شك أنَّ هذا مِن دلائل نُبُوَّته أنَّه لم يَأَمر قَطّ إلا بمعروف، ولم ينهَ قَطْ إلا عن مُنْكر، الذي {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ}، وهذا إخبارٌ مِن الله -تبارك وتعالى- وإيذان بأنَّ هذا النبي سَيَرْفَع الآصار والأغلال التي كانت على بني إسرائيل، فإنَّ الله -تبارك وتعالى- قد عاقبهم بأنْ حَرَّمَ عليهم بعض الطيبات عقوبة، كما قال -جلَّ وعَلا- : {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ ........}[النحل:118]، فحَرَّم الله -تبارك وتعالى- ما قَصَّ على النبي مِن قبل، وقد أخبر -سبحانه وتعالى- أنَّه كان ممَّا حَّرم الله -تبارك وتعالى- عليهم {........ كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}[الأنعام:146]، فهذه قد كانت بعض الطَّيِّبات مِن الشُّحُوم حُرِّمت عليهم وهي مِن الطَّيبات، لكن هذه كانت عقوبة لهم مِن الله -تبارك وتعالى-.
فأَخْبَرَ الله موسى بأنَّ النبي هذا إذا جاء فإنَّه سَيَنْسخ هذا الأمر وهو أنْ يُحِلُ لهم كل الطَّيبات، وهكذا لا يُوجَد طَيِّب في الأرض إلا وقد جاء النبي بإباحته -صلوات الله والسلام عليه-، والطيِّب طَيِّب في ذاته وهو ما زادت منافعه على مضاره غير الخبيث، الخبيث ما تَزِيدُ مضاره على منافعه، كما وَصَفَ الله -تبارك وتعالى- الخمر والميسر قال : {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}، فالخَمْر قد تكون فيها بعض المنافع ولكن مضارُها أكثر مِن منفعتها ولذلك جاء النَّص بتحريمها، ولذلك كل ما هو موجودٌ على الأرض كل ما زادت مضاره فخبيث، وكل ما زادت منافعه فطَيِّب، فجاء هذا النبي يُحِلُ كل الطيبات، ولا يوجد شيء مِن الطيبات هناك نَصٌ بتحريمه قَطّ، {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}، جمع خبيث والخبيث هو الضَّار السيء، الذي يُورثُ ضَرَر سواء كان هذا الضرر في الجِسْم أو في النَّفْسِ جاء الشرع بتحريمه، فأعظم هذه الخبائث التي جاءت الميتات والَّدم ولحم الخنزير هذا مِن المأكولات، وكذلك الخمر مِن المشروبات هذه أُمُّ الخبائث، وكل ما يندرج تحت هذا مما يُزِيلُ العقل كالمُخَدِّر أو يُفَتِّرهُ، كما جاء في قول النبي : -صلى الله عليه وسلم- النبي نهى عن كل مُسْكِر ومُفَتِّر وقال «كُل مُسْكِرٍ خمر وكل خَمْرٍ حرام»، فما يُزِيلُ العقل أو يُضْعفه أو يُضْعف القوى أو يهدها ونحو هذا فهذا كله مِن الخبائث، وقد جاء الدين بتحريم ذلك، {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، الوَضْع هو الإزالة، أي أنَّه يُزِيلُ ويَنْسَخُ عنهم؛ عن هؤلاء الذين يؤمنون به ويتبعونه إصْرَهم، الإصر هو الحِمْل الثقيل، وذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- أخذ اليهود بكثير مِن الأحْمَال الثقيلة في كثير مِن الشَّرائع، في الطَّهَارات، في التوبة، لا تُقْبل التوبة إلا بقتل أو بنفي، فجاء هذا النبي -صلوات الله والسلام عليه- فأزال الله -تبارك وتعالى- به كل الأحمال الثقيلة، التي حَمَّلَهَا الله -تبارك وتعالى- اليهود، والنصارى حملوا حِمْل اليهود لأنَّ شريعتهم واحدة، {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، الأغلال القيود جمع غِل وهو القيد، القيود التي قَيَّدهم الله -تبارك وتعالى- بها، كألَّا يُقْبَل مِنْهم في الطَّهارة إلا الطهارة المائية، لا تُقْبل منه طهارة تُرَابية ولذلك يجب عليه أنْ يَحْمل مائه الذي يتطهر به أينما ذَهب، فهذا شيء من الشِّدة، {وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}.َ
ثم قال -جلَّ وعَلا- : {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، إعلان مِن الله -تبارك وتعالى- أنَّ الذين آمنوا بهذا الرسول وعزَّرُوهُ؛ قَووه، قَووه التعزير التَّقْوِية وشَدّ الأزر، {وَنَصَرُوهُ} أي قاموا معه ليَغْلب عدوه فوقفوا معه ونصروه، {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ}، القرآن والوحي الذي أُنْزِل مع هذا النبي -صلوات الله والسلام عليه-، قال -جلَّ وعَلا- : {أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، أولئك إشارة لهؤلاء الذين آمنوا بهذا النبي هم المفلحون، والمُفْلِح هو الذي فَازَ بمطلوبه الأكبر، ولا مطلوب أكبر مِن النَّجاة مِن النار ودخول الجنة، فهذا هو المُفْلِح، المُفْلِح مَن أَنقَذَهُ الله -تبارك وتعالى- مِن النار؛ هذه العقوبة الكبرى، وأدخله الجنة وهذه هي جائزة أهل الإيمان بالنبي محمد -صلوات الله والسلام عليه-، {أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ثم وجَّه الله -تبارك وتعالى- بعد هذا؛ بعد هذا الحديث الذي كان مِن الله -تبارك وتعالى- لموسى، وإخباره بما سيكون عليه الأمر، وأنَّه سَيُرْسِل نبي هذه صفته وأنَّ الذين سيؤمنون به مِن قومه وكذلك مِن قوم عيسى سيكون هذا مآلهم في النِّهاية؛ وهو الفَلَاح، قال -جلَّ وعَلا- مُخَاطِبًا رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}، أَمْرٌ مِن الله -تبارك وتعالى- لرسوله أنْ يقول يا أيُّها الناس؛ خِطَاب للجميع، ليس للعَرَبِ وحدهم ولا لليهود وحدهم الذي جاءهم خِطَاب الله هُنا في هذا، ولا للنصارى وحدهم وإنَّما للناس جميعًا، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، قل يا محمد يا أيها الناس؛ نادي الناس جميعًا، {إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}، أَعْلِن لهم هذا، إنِّي أي محمد -صلوات الله والسلام عليه- رسول الله، الذي اختاره الله -تبارك وتعالى- مِن البشر ليرسله إليهم جميعًا، {إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}، وهذا مما اختص الله -تبارك وتعالى- به محمدًا على سائر الأنبياء والمرسلين -صلوات الله والسلام عليه-، وذلك أنْ يرسله إلى الجميع؛ إلى كل الأُمَم، وهذا لم يَحْصُل لنبي قبله -صلوات الله والسلام عليه-، فموسى قد كان في بني إسرائيل فقط رسول إليهم، وعيسى كذلك أُرْسِل إلى بني إسرائيل كما جاء قوله : {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}، وفي الإنجيل (لم أُرْسَل إلَّا إلى خِرَاف بَيْتِ إسرائيل الضَّالَة)، هذا كلامه ذلك في الإنجيل، وكذلك الرُّسُل كل رسول كان يُرْسَلُ في قومه، وجاء نبينا محمد -صلوات الله عليه وسلم- ليُرْسَلَ إلى الناس جميعًا -صلوات الله والسلام عليه-، وهذه السورة مَكِيَّة، فلم يَقُل النبي هذه الدعوة بعد أنْ تمكن في المدينة وأصبحت له قوة وجيوش، ثم أَعْلَنَ بعد ذلك انتقاله مِن دَعْوة العرب إلى دعوة غيرهم ليتشكك في ذلك المبطلون، بل أَعْلَن بأنَّه رسول الله إلى الناس جميعًا وهو في مكة، في فئةٍ قليلةٍ مُسْتضْعَفة كل الاستضعاف، كما وَصَفَ الله -تبارك وتعالى- ضَعفهم إذ ذاك، قال : {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ ........}[الأنفال:26]، ببَدْر، فهذه السُّورة قد نَزًلَت قبل بَدْر، بل قبل هِجْرة النبي -صلوات الله والسلام عليه-، وفيها يُعلن الله يقول الله -تبارك وتعالى- للنبي أَعْلِن في الناس جميعًا {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}، أي أنا رسول هذا المَلِك، رسول الله الذي له مُلْك السماوات والأرض يَمْلِكها الله -تبارك وتعالى-، السماوات كل ما عَلَانا والأرض ما تحتنا فالله يملكها؛ يملكها ذاتًا، لأنه هو الذي أخرجها مِن العدم، ويملكها تصريفًا فإنَّ الله -تبارك وتعالى- هو الذي يُمْسكها، {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ........}[فاطر:41]، ثم يُمْسك كذلك الله -تبارك وتعالى- أمر خلقه كله بيده، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}، الأمر الكَوْنِي القَدَري في كل مخلوقاته له -سبحانه وتعالى-، {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، لا إله؛ لا مَعْبودَ للخلق جميعًا إلا هو -سبحانه وتعالى-، {........ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[الأعراف:158].
لنا عودة -إنْ شاء الله- إلى هذه الآية، في الحلقة الآتية -إنْ شاء الله-، أقول قولي هذا وصلى الله على عبده ورسوله محمد.