الإثنين 13 ذو القعدة 1445 . 20 مايو 2024

الحلقة (216) - سورة الأعراف 200-206

الحمد لله ربِّ العالمين، وأُصَلِّي وأُسَلِّم على عبد الله والرسول الأمين، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهديه وعَمِل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف:199]، {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأعراف:200]، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف:201]، {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}[الأعراف:202]، هذه الآيات مِن آخر سورة الأعراف، أولًا بعد أنْ بيَّن الله -تبارك وتعالى- الحال التي عليها الكفار وأنَّهم في العَماَية والجَهْل، بحيث أنهم عبدوا ما لا يَسْمعُ ولا يُبْصِرُ ولا يُغْنِي عنهم شيئًا، و اتخذوهم أولياء لهم ويستنصرون بهم والحال أنَّ هذه الآلهة لا تَنصُر نفسها فضلًا عن أنْ تَنصُر عابدها، وجَّهَ الله -تبارك وتعالى- رسوله -صلوات الله والسلام عليه- بعد أنْ وصف هؤلاء الكفار، فقال : {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}[الأعراف:198]، قال -جل وعلا- :{خُذِ الْعَفْوَ}، خذ العفو منهم، أي خذ العفو من أخلاقهم أي ما يفعلونه دون إلزامٍ وإكراه، أو خذ العفو لك فاعفوا دائمًا، اجعل العفو هو حظك ونصيبك فأعفوا عن كل مَن أساء إليك، {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}، بالمعروف، ما تعرفه القلوب الطيبة المعروف، أو ما عرَّفه الله -تبارك وتعالى- عباده به بما أنزله عليهم -سبحانه وتعالى-، {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، أَعْرِض عنهم، لا تسافهم، لا تَرُد عليهم، وقد جاء هذا كثيرًا في القرآن، والآيات مكية والحال التي أُمِرَ بها النبي والمسلمون أنْ يَكُفُّوا أيديهم عن الكفار وأنْ لا يردوا إسائتهم بأي إساءة، بل يتركوهم لصنيع الرَّب -سبحانه وتعالى-، هذا في طريق مصانعة شياطين الإنس هؤلاء كيف تكون السيرة والخُلُق معهم.

ثم شياطين الجن قال -تبارك وتعالى- : {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأعراف:200]، هذا مع شياطين الجِن، أي نَزْغ  تَشْعُر في قلبك مِن وسوسة الشيطان فليس لك إلا اللُّجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}، أطلب اللجوء إليه -سبحانه وتعالى-، {إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، سميع لكل عباده -سبحانه وتعالى-، لا يغيب عن سمعه شيء من كلام عباده -سبحانه وتعالى-، عليم بهم -سبحانه وتعالى-، إذن الله معك  فالجأ إليه دائمًا فإنه يُعيذُك -سبحانه وتعالى-.

ثم قال -جلَّ وعَلا- مبينًا أوضاع بني آدم مع شياطين الجن، قال -جلَّ وعَلا- : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف:201]، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا}، أهلُ التقوى، أهلُ مخافةِ الله -تبارك وتعالى-، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا}، هذه علامة لأهل الإيمان وذلك أنَّ الإيمان تقوى، حقيقة الإيمان مَن آمن بالله -تبارك وتعالى- حقًا اتَّقاه أي خافه؛ خاف عقوبته -سبحانه وتعالى-، فعَمِل ما يُجنَّبُهُ هذه العقوبة مِن طاعة الرَّب -تبارك وتعالى- والإيمان به والإنتهاء عمَّا نهى الله -تبارك وتعالى- عنه، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ}، الطائف هو ما يَعرِض ويذهب، سُمِّي هذا لأنَّ الشيطان لا يُرَى, ووسوسته خفية وكأنَّه طيف؛ طيف خيال، يأتي ثم يذهب، طائف مِن الشيطان  أي نَزغٍ مِن نزغاته، فكرة مِن أفكاره، إلقاء مِن إلقاءاته، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ}، طاف بهم الشيطان وألقى شيئًا فيه، {تَذَكَّرُوا}، يعلمون هذا دائمًا، مِن شدة تقواهم ومِن شدة إيمانهم ورفاء أي شفافية إحساسهم، بمجرد أنْ يأتيهم هذا الشيء القليل الطائف القليل مِن الشيطان على الفور تذكروا، عَرفوا أنَّ هذا ليس مِن الهُدَى ولا مِن المعروف ولا مِن الله -تبارك وتعالى-، فعند ذلك على الفور تأتي الذِّكْرَى، والتذكر هنا الاستحضار، استحضار عظمة الرَّب وكبريائه -سبحانه وتعالى- واستحضار طريقه، واستحضار نهاية الأمر والمطاف عنده، فعند ذلك يكون هذا، قال -جلَّ وعلا- : {فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}، بمجرد ما يتذكروا على الفور أي هذا إحساس مُرهف أي أهلُ الإيمان إحساسهم مُرهَف جدًا وصفحتهم بيضاء وشفافيتهم هائلة، فأي طائف مِن الشيطان هذا يكون غباشة، سوادة، أمرٌ على خِلاف الحق الذي هم عليه، فعند ذلك على الفور يعلموا أنَّ هذا صَنيعُ الشيطان ووسوسته ونزغه، فعند ذلك مستبصرين لهذا الأمر الذي يُداخلهم ويأتي إليهم، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف:201]، وإذا الفُجائية، مُبصِرون؛ والمُبصِر أي بَصَر وبَصِيرة، أي كأنَّهم يَروْن هذا الأمر الذي ألقاه الشيطان كأنَّه أمرٌ واضح يُبصِرونه تمامًا، فهم بَصِيُرون بطريق الرَّب، يُبصرون طريقهم؛ دَربهُم، يَعرِفون الحق مِن الباطل، عند ذلك يتعرفوا على هذا الذي ألقاهُ الشيطان.

ثم قال -جلَّ وعلا- : {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}[الأعراف:202]، وإخوانهم؛ إخوان الشياطين، وإخوان غير هذه، الإخوان بالألف والنون هذا للامتلاء والإشباع، فهم الذين بلغت صحبتهم للشيطان صحبة الأخوُّة؛ الأخوة بكل معانيها، فقد تمكن الشيطان منهم ومِن قلوبهم، أُشرِبوا حُبَهُ وطريقه والتزموه لِزام الأخ لأخيه، {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ........}[الأعراف:202]، الإمداد؛ الأطالة، أي يُطيلونهم في الغِوَاية، أي يُخرجونهم مِن غِوَاية إلى أُختِها إلى أُختِها إلى أُختِها إلى أُختِها ....، ويَستطيل معهم الأمر فيسيرون مع الشيطان إلى أبعد مَدَى، والشيطان لا يَقصُر عنهم ، لا يقول انتهى الأمر، يكفيهم ضلال هذا الذي هم فيه، لقد ضلوا بما فيه الكفاية ...لا، فكلما ازدادوا معه ازداد بهم الشيطان سحبًا وجرًا لهم في طريق الضلال، لا حول ولا قوة إلا بالله، نَعُوذُ بالله ونَضْرَعُ إليه، نَعُوذُ بالله ونَضْرَعُ إليه -سبحانه وتعالى- مِن شر الشيطان الرجيم، {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}[الأعراف:202]، لا ينتهون عند حد معهم بالضلال، وإنما يظلون يدفعونهم في الضلال دفع، ويأخذونهم مِن وادٍ إلى وادٍ أخر إلى وادٍ أخر إلى وادٍ أخر ...، وهكذا، وهذا لا يعلمه إلى حقيقة مَن يَعْلَم الكفر والإيمان، مَن عَلِم حقيقة الكفر وعَلِمَ حقيقة الضلال عَلِم َأنَّ الضلال لا حدَّ له، الضلال لا حدَّ له، والشيطان إذا أَخَذَ أصحابه فإنَّه يُضلُّهم ويُضِلُّهم ويَأخُذُهم ويَأخُذُهم مِن ضلَالة إلى ضلالة، ولا يقصر معهم في هذا الباب، نعوذُ بالله، {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}[الأعراف:202]، ومِن ذلك ما قصَّه الله -تبارك وتعالى- مِن حالِ هؤلاء الكفار، الذين بَلَغ بهم الضلال أنْ يتخذوا أصنام يصنعونها بأيديهم ثم يلجأون إليها في حال ضُرهم، ثم هم الذين يَحمون هذه الأصنام ويقفون لها، ومع ذلك يعتقدون أنَّها تنصرهم وتنفعهم، أي نوعٍ مِن الضلال يكون مثل هذا؟! وكذلك مَن اتخذ بشرًا له ربّ يعبده، يطلب منه، يعطيه صفة الرَّب -جلَّ وعلا-، كَمَن يقول لله ولد، والله -تبارك وتعالى- يُبين لهم ويُنزِل لهم أنَّ عيسى عبده وليس رسوله, وليس ابنه كما يَدَّعُونَ, وهم مع ذلك يُصِّرُونَ علي هذا، عيسى عبد الله -تبارك وتعالى-، بل يقولوا لا هو ابنه إلهٌ مِن إله، خالق، رازق، يُحيي ويُميت، مَقَاليدُ الخَلْق هذه بيده، والإنجيل الذي بين أيديهم يستصرخهم ويقول لهم، عيسى يقول لهم أنا عبد الله، وأبي الذي في السماء هو الذي أرسلني إليكم هو يملكني،  هو هو هو هو ...، فيخبرهم بأنه -سبحانه وتعالى- إلهه وربه ومولاه وأنَّه يلجأ إليه، وهم يقولون هذا إلهٌ مِن إله يَخلُق ويَرزُق ويُحْيِي ويُمِيت، ويضعون أرواحهم وأموالهم وإمكانياتهم كلها في هذا الباطل الذي يعتقدونه، وهكذا كل أنواع الباطل، كل أنواع الباطل إذا رآها العبد عرفها، عرف أنَّ الشيطان لا يُقصِّر عند أحد في إضلال أوليائه وإخوانه مِن البشر الذين يأخذهم في هذا الطريق، {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ........}[الأعراف:202]، الغِوَاية؛ طريق الغِوَاية، والغواية هو أنْ يظن أنَّ هناك خير في هذا الأمر والحال أنَّه قد غَوى، وهَوَى به إلى آمال سحيقة من الضلال، {ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}.

ثم قال -جلَّ وعلا- مبينًا حال الكفار وأنَّهم مُعاندون، قال -جلَّ وعلا- : {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا}، انظر هذا نوع كذلك مِن سخافتهم ومِن ضلال عقولهم، {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ}، على أهوائهم، آية دلالة على صِدْقِ هذا النبي كما يقترحونه هم بأهوائهم، {قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا}،لماذا أنت لا تأتِ بالآية؟ لماذا لم تأتِ أنت هذه الآية مِن عندك؟ وكأنَّ هذا النبي هو الذي يملك هذه الآيات، وهو الذي يأتي بها كما يشاء، وهو الذي يتصرف بها ما دام أنه عندهم رسول الله، يقولوا إنْ كنت أنت رسول الله كما تَدَّعي إذن فهذا المَلِك مَلِك السماوات والأرض الذي أرسلك أنت تملك كل شيء، تستطيع أنْ تتصرف كما تشاء، {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا}، لولا أنت اخترت هذه الآية وأتيت بها مِن عندك أنت، قال -جلَّ وعلا- : {قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي}، قل لهم أنا عبد الله، أنا رسوله وعبده، {قُلْ إِنَّمَا}، أنا أي هذا حالي بالحصر، {إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي}، أنا رسوله عبده ليس لي إلا أنْ أَتَّبِع ما يُوحِيه الله -تبارك وتعالى- إليّ، {قُلْ إِنَّمَا}، بالحصر، {أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي}، فقط، فلا أستطيع الآيات ليست عندي، ما هي ملك يدي، ليس لأنِّى أنا رسول الله أستطيع أنْ أفعل ما أشاء، بل أنا أَتَّبِع هذا طريق ومنهج وصراط, أَتّبِع الذي أُمِرتُ به مِن الله -تبارك وتعالى-، {قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ}، هذا القرآن الذي أتيتُ به بَصَائر؛ جمع بَصِيرة، والبَصِيرة هي النور العظيم الذي يُظْهِر الحق فيجعل الإنسان يبٌصِرُه، يُبصِرُه بالبَصَر ويُبصِرُه بالبَصِيَرة التي هي ضوء القلب ونوره، فهذا بَصَائِر تُوضِّح الأمر أكمل توضيح، أي بُرهان عظيم جدًا، بصائر، آيات، نور مِن الله -تبارك وتعالى- تُوضِح الهُدُى مِن الضلال، تُوضِح الصراط، تُعرِّف بالرَّب -تبارك وتعالى- بطريقه، لا تَترُك في الحق لبسًا، هذا بَصَائر وهو مِن ربكم، مِن إلهكم وخالقكم ومولاكم، ليس مِن شيءٍ بعيد عنكم, بل هو مِن ربكم الذي خلقكم، وبالتالي استجيبوا له لأنَّ هذا ربكم، أنتم مخلوقون له، أنتم خلقه، ورزقكم منه وحياتكم بيده وموتكم بيده، فكل شيء بيده.

{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، هِدَاية؛ والهداية ضد الضلال، توضيح، ورحمة؛ كذلك وذلك أنَّه خِطَاب رحيم، خِطَاب الربِّ -تبارك وتعالى- أي ما فقط هو خِطَاب عِزة واستعلاء وبيان وهذا له الحق -سبحانه وتعالى-، لكن كذلك الله يُخاطبكم ويدعوكم إليه ويُبيِّن لكم الطريق ويُحذِّركم مِن مَغبِّة التكذيب، ويُبيِّن لكم فضل الاستجابة بخطاب رحمة، بخطاب رحمة هو الرَّب الرحيم -سبحانه وتعالى-، وإلا كان أنْ يخاطبكم الله -تبارك وتعالى- خطاب إستعلاء فقط، افعلوا وإلا وانتهى الأمر... لا، ولكن الرَّب -تبارك وتعالى- لم يجعل خطابه لعباده على هذا النحو، إفعلوا هذا الذي آمركم به وإلا فإنتظروا العقوبة والعذاب... لا، بل الله -تبارك وتعالى- جعل خطابه خطابًا عظيمًا رفيقًا، يُبيِّن الحق ويدعو عباده الضالين المجرمين كقوله : {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المائدة:74]، {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر:53]، {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ}[الزمر:54]، {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}[الزمر:55]، {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}[الزمر:56]، {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[الزمر:57]، {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الزمر:58]، فهذا خطاب الرَّب؛ خطاب رحمة، بهذا الخطاب الرَّحيم والتذكير يُخاطِبُ الله -سبحانه وتعالى-؛ مَلِك السماوات والأرض، يُخاطِبُ عباده -سبحانه وتعالى-، لكن الكافر لا يستفيد بذلك، كلّ هذا لا يستفيد به الكافر، فلذلك الأمر هذا أصبح محصور فقط لقوم يؤمنون، {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، إنَّ القوم الذين يؤمنون يُصدِّقُون، فإذا صدَّقوا بهذا الكلام فعند ذلك انفتحت بصيرتهم، أَبصروا الحق، اهتدوا، أي كان هذا الخطاب الذي هو خطاب الرحمة استفادوا به أما الكافر لا، الكافر كلّ هذا لا يستفيد به شيئًا، لا يُبصِرُ به الحق ولا يَعرِف به الطريق، {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، وهذا رد وبيان مِن الله -تبارك وتعالى-، رد على تَعنُت الكفار وقولهم للنبي هات آية؛ هات آية مِن عندك، وإذا لم تأتهم بآية كما اقترحوا قالوا: أي الكفار، لولا اجتبيت، يا أخي أنت هاتها، أنت هاتها مِن عندك, {........ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[الأعراف:203].

ثم قال -سبحانه وتعالى- لما جاء الأمر هُنا بذكر القرآن، : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأعراف:204]، القرآن العظيم، خطاب الرَّب -جلَّ وعلا-، خطاب الرَّب ينبغي عندما يقرأ أنْ يُنْصَتَ له، {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ}، وجاء هنا قُرئ القرآن بالبناء لما لم يُسمَ بفاعله من أي قارئ، {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأعراف:204]، اسمعوا لكلام الرَّب -تبارك وتعالى- لأنَّ هذا كلام الله، خطاب الله -تبارك وتعالى- للعباد، فإذا قُرئ هذا القرآن وهنا لم يقيد، الآية لم تقيد أي في حالٍ دون حال وهذا يشمل كل الأحوال فاسمعوا له وأنصتوا، {فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا}، استمعوا بمعنى اسمعوا، الألف والسين والتاء هنا لتأكيد المعنى؛ تأكيد معنى السمع، وليس للطلب، {........ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأعراف:204]، الإستماع له، والإنصات إلقاء أي إصاخة السمع حتى يُفهَمَ وحتى يدرك هذا الكلام، لعلكم ترحمون بهذا، لعل الله -تبارك وتعالى- أنْ يرحمكم إذا استجبتم لكلامه، ومِن رحمة الله -تبارك وتعالى- أنْ يوصل هذا الكلام إلى قلوبكم، تفقهونه، تؤمنون به، تعملون بما فيه، ولا شك أنَّ هذا النص عام يجب الإستماع إلى كلام الله -تبارك وتعالى- إذا قُرِئَ في كل الأحوال؛ في الصلاة وخارج الصلاة، و هو في الصلاة أولى، لأنَّ في الصلاة إنما يراد به ...، يراد بقرائة القرآن في هذا الوقت يراد به الإستماع، فإن القراءة في الصلاة إنما تُقرأ للذكر وليستمعها المستمعون، ليستفيد بها القارئ ويستفيد بها كذلك مَن يَسمع ويُصلِّي مع هذا القارئ، فلا يجوز التشويش ولا الإنشغال على قارئ القرآن في الصلاة، وقد نهى النبي -صلوات الله عليه وسلم- عن أنْ يَقرأ أحد معه في صلاته لأنَّ هذا يُخالف الأمر، قال لما قَرأ مرة وكان في صلاة سرية لكنه النبي أحيانًا كان يسمع الآية، يقرأ سرًا ، ثم قرأ قارئ ورائه في صلاة سرية فأخرج آية مِن الآيات وكانت نَفْس السورة التي يقرأ منها النبي، فدخلت قرائته مع قراءة النبي فقال النبي مَن منكم خَارَجَنِيَها؟ ونهى أنْ يقرأ الناس بصوت خلف إمامهم هذا في السرية، فإذا قرأ لابد أنْ يقرأ في نفسه، أمَّا في الجهرية فيجب الإستماع، في الجهرية فيجب الإستماع فإنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلكم تقرأون خلف إمامكم ثم قال النبي لا تفعلوا، ثم قال إلا أنْ يَقْرَأَ أحدكم بفاتحة الكتاب فإنَّه لا صلاة لِمَن لم يَقْرَأ بها، فأَمَرَ بأنْ يقرأ سرًا فقط بفاتحة الكتاب عندما يُصلِّي خَلْفَ إمامه، ولا يَحِلُّ له أنْ يكون القارئ يَقْرَأ وهو يَقْرَأُ في شيء ثاني، والصحيح أنَّ هذا إلا أنْ يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب لا عند قراءة الإمام، لا ينبغي أنْ يكون هذا عند قراءة الإمام فإذا قرأ الإمام كأن يقرأ الفاتحة وغير الفاتحة يجب الإنصات، يجب الإنصات للإمام ، لقول الله -عزَّ وجلَّ- : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأعراف:204]، يجب الإنصات إلى قارئ القرآن وخاصة في الصلاة، {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأعراف:204].

ثم قال -جلَّ وعلا- : {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}[الأعراف:205]، توجيه مِن الله -تبارك وتعالى- لرسوله، والخطاب للرسول هنا خطاب لكل المؤمنين، {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ}، اذكر ربَّك؛ إلهك مولاك خالقك -سبحانه وتعالى-، {فِي نَفْسِكَ}، دون أنْ تَذْكره في ملأ بِذْكْرٍ، في نفسك تذكرًا، {تَضَرُّعًا}، تَذَلُّلًا، فإنَّ العبد محل الذُّل والخضوع لإلهه ومولاه -سبحانه وتعالى-، والرَّب -سبحانه وتعالى- هو في مقام العِز، لأنَّ الله -تبارك وتعالى- هو الله المَلِك؛ مالك كل شيء، الذي بيده مقاليد كل شيء، والعبد هو المخلوق المحتاج الفقير الذليل، الذي لا قيام به إلا بأمر مولاه -سبحانه وتعالى-، {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا}، تذللًا لربك، {وَخِيفَةً}، مخافة منه -سبحانه وتعالى-، فإنَّه الرَّب هو أهل لأنْ يُخاف -سبحانه وتعالى-، {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}، ودون الجهر؛ أقل مِن الجَهْرِ، هذا نوع ثاني مِن الذِّكْرِ وهو الذِّكر باللسان، ذِكْر في النفس وذِكْر كذلك باللسان، بعد ذلك دون الجهر مِن القول، كقولك سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تُسمِع بها نفسك، {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}، الغدو هو وقت الغداة وهو الصبح، والآصال قيل أنَّه الوقت الذي بَيْنَ الظهر والعصر والصحيح هو الوقت الذي بين العصر والمغرب هذا وقت الأصيل، الآصال جمع أصيل، وهذا الوقت في الغدو قد فَرَضَ الله -تبارك وتعالى- صلاة ًعظيمة على المسلمين هي صلاة الفَجْر، والآصال قد فَرَضَ الله -تبارك وتعالى- على المسلمين صلاة عظيمة وهي صلاة العصر، وهي الصلاة الوسطى كما جاء في قول الله –تبارك وتعالى- : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[البقرة:238]، وقد جاء عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنَّ الصلاة الوسطى بمعنى أنها أوسط الليل والنهار هي صلاة العصر، قال يتحدثون عن الصلاة قال فيما قال في الخندق يدعوا عن المشركين حبسونا عن الصلاة الوسطى؛ صلاة العصر، ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارًا، {........ وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}[الأعراف:205]، أي عن ذكره، لا تكن مِن الغافلين هذا حال الكفار الذي يغفلون عن ذِكْرِ إلههم ومولاهم –سبحانه وتعالى- بما اشتغلوا به من هذه الحياة الدنيا وعاشوا بها، ولم يذكروا إلههم ومولاهم وربهم -سبحانه وتعالى-، والحال أنَّ العبد يجب أنْ يذكر ربه وإلهه ومولاه الذي خلقه ورزقه وهو يقيمه وهو الذي بيده كل مقومات حياته، بيد هذا الإله -سبحانه وتعالى- لولاه لمَا قام، فَمِن الواجب على العباد أنْ يذكروا ربهم وخالقهم وإلههم ومولاهم -سبحانه وتعالى-، ولا تكن مِن الغافلين أي عن ذكر الله -سبحانه وتعالى-.

ثم بيًّن الله -تبارك وتعالى- المثال الأكبر لذكر الله -تبارك وتعالى-، فقال : {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}[الأعراف:206]، {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}، ملائكة الله -تبارك وتعالى-، والعندية عندية قُرب؛ عندية قُرْب ولا شك، فهم حمَلة العرش ومَن حوله وساكنوا السَّماوات، والله -تبارك وتعالى- إنما هو الرَّب الإله -سبحانه وتعالى- فوق عرشه، فوق سبع سماواته –سبحانه وتعالى-، {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}، ملائكته -سبحانه وتعالى-، حَمَلة عرشه ومَن حولهم، {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ}، مع عظمتهم وقوتهم وشدتهم، شدة خلقهم وعظمة هذا الخلق، والنبي يقول -صلوات الله عليه وسلم- : «أُذِنَ لِي أنْ أُحدِّث عن مَلَكٍ مِن حَمَلَةِ العَرْش، ما بين شَحْمة أُذُنِه إلى عاتقه تَخْفُقُ الطَّير خمسمائة عام»، أي لو أنَّ طير تَسِير بسرعة الطير السريعة فإنها تمَكُث خمسمائة عام حتى تَقْطع هذه المسافة مِن شحمة أُذنه إلى عاتقه، فكيف بطوله؟! مِن أعلاه إلى أسفله، هذا أمرٌ فوق التصور، فهؤلاء الملائكة ذوو الخَلْقِ الشديد العظيم وهم مع ذلك لا يستكبرون عن عبادة الرَّب -تبارك وتعالى-، لا يستكبرون؛ لا يتكبرون، بل هم خاضعون ذليلون لمولاهم -سبحانه وتعالى-، فهم لا يستكبرون عن عبادته، يعبدونه بكل أنواع العبادة التي ارتضاها لهم وارتضاها منهم -سبحانه وتعالى-، {وَيُسَبِّحُونَهُ}، ينُزهونه عن كل سوء وعن كل شر وعن كل نَقْص -سبحانه وتعالى-، فإنَّ الله -تبارك وتعالى- لا نَقْصَ في أسمائه وصفاته بأي وجه من الوجوه، لا تأخذه سِنَة ولا نوم وليس بظلَّامٍ للعبيد، لا يعتريه نقص، هو الحي الذي لا يموت -سبحانه وتعالى-، فهم يُسبحونه؛ يُنزهونَه -سبحانه وتعالى- عن كل نقص وعيب.

{وَلَهُ يَسْجُدُونَ}، وله؛ قدموا هنا له ما قال يسجدون له بل قال له يسجدون، وذلك ليُبيِّن أنهم يسجدون له لا لغيره، أي أنَّ سجودهم له وحده -سبحانه وتعالى-، والسجود هو نهاية الذُّل، وذلك أنَّ السجود إنَّما هو وضع أشرف ما في المخلوق في الأرض، وأشرف ما في المخلوق جبهته وجهه يضعها في الأرض، في مقام قدميه للرَّب -سبحانه وتعالى-، {وَلَهُ يَسْجُدُونَ}، فإذا كان هذا شأن ملائكة الرَّب -تبارك وتعالى- الأشدِّاء العظام الأقوياء، الذي يملك ملك واحد أنْ يُزيل الأرض بما عليها، نَفْخَة منه تُزيل السماوات والأرض، كما قال -جلَّ وعلا- عن نافخ الصور : {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ}[الحاقة:13]، {وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}[الحاقة:14]، {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}[الحاقة:15]، {وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ}[الحاقة:16]، {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}[الحاقة:17]، فإذا كان هذا شأن ملائكته -سبحانه وتعالى- فهذا توجيه للعباد البشر، وإنْ كانوا خَلْق أضعف وأقل أي قليل جدًا وضعيف جدًا ولا مناسبة بينه وبين ذلك الخَلْق العظيم مِن خَلْقِ الملائكة، إذا كان الملائكة هذا شأنهم فأنتم أيها العباد مِن البشر ذلوا لله -تبارك وتعالى- وتواضعوا عليه وسَبِّحُوا ربكم العظيم -سبحانه وتعالى-، ربُّ جبرائيل وربُّ ميكائيل وربُّ إسرافيل، ربُّ الملائكة والروح -سبحانه وتعالى-، هؤلاء الملائكة العظام الذين هم عند الله -تبارك وتعالى-، {........ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}[الأعراف:206].

بهذا نكون انتهينا إلى نهاية هذه السورة العظيمة؛ سورة الأعراف، بحمد لله -تبارك وتعالى- ومِنَّته، نسألُ الله -تبارك وتعالى- أنْ ينفعنا بما فيها مِن العلم والحكمة، وأنْ يرزقنا تلاوة هذا القرآن والعمل به، وأنْ يجعله نور صدورنا وقلوبنا وجلاء همومنا وأحزاننا، وأنْ يجعله حُجةً لنا لا علينا، أَستغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب، وصل الله على عبده ورسوله محمد.