الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 . 22 نوفمبر 2024

الحلقة (254) - سورة يونس 18-20

 

الحمدلله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على عبده ورسوله الأمين سيدنا و نبينا محمد و على آله و أصحابه و من اهتدى بهديه و عمل بسنته الى يوم الدين

و بعد ، فيقول الله تبارك و تعالى " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) "

الآيات من سورة يونس و قد مضى بأن هذه السورة من القرآن المكي و سياق الآيات هنا يبين الله تبارك و تعالى فيه عقائد هؤلاء المشركين المعاندين و المعارضين لدعوة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم ، فبعد مقدمة السورة الطويلة و قد مضت في حلقتين ماضيتين لشرع الله تبارك و تعالى في بيان فضائح هؤلاء القوم ، فمن ذلك مثلاً قولهم أول ما بدأ الله تبارك و تعالى قال "   وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ " ، أتاهم الله تبارك و تعالى بهذا القرءان العربي الذي يتلوه النبي العربي صلاوات الله و السلام عليه و يفقهونه عنه ولكنهم لن يعجبهم ذلك بل قالو النبي يأتي بقرآنٍ غير هذا من مصدره أو بدله نت القرآن الذي نزل عليك ‏فغيره ، ‏يريدون شيئا ‏وافق أهوائهم ما يوافق ما عليه آبائهم ‏و هذا يدل على كمال إجرامهم  ‏و وقاحتهم وقلة عقولهم قال جل و على "  قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ " أربعين سنة لم ينزل لي شيئٌ من هذا و لم أتكلم بشيئٍ من هذا " أَفَلَا تَعْقِلُونَ " ثم هدده الله سبحانه و تعالى و قال " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ " ثم بين الله سبحانه و تعالى هذا منتهى علمهم و عقلهم بالإله ، قال جل و على " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ " و الذي يعبد يصرف العبادة و العبادة أشرف الأعمال لأنها ذذل و خضوع و طاعة للمعبود و خوفٌ منه و رجاء فيه يجعلون كل هذه الاعمال الشريفة التي هي اعمال القلوب و صفوة اعمال الجوارح يجعلونها ل ما لا يضر و لا ينفع فيصرف ثمرة قلبه محبةً لهذا المعبود " قل للناس ما يتخذو من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ، رجاءً ان يرجو منه ن خوفه أن يضره ، دعائه ليدفع عنه الضر و ليجلب له الخير و الحال ان هذا المعبود الذي اتخذه الهً لا ينفعه ولا يضره لا ينفع نفسه ولا يستطيع ان يضر نفسه و " يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم " و هذا اسلوب القرآن الفريد فانه جاء بإبطال الحجة مع الخبر يعني هذا اخبارٌ منه سبحانه و تعالى عن حالهم و في هذا الاخبار إبطال لحجتهم ، " يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ثم يقولون هؤلاء شفعاءٌ من عند الله " و يقولون هؤلاء الذين نعبدهم شفعائنا يشفعون لنا عند الله في جلب ما يريدون من الخير و في دفع ما لا يريدون من الشر ، العرب كانت تعبد الملائكة تعتقد أن الله هو خالق السماوات و الأرض ، الله الذي لا اله الا هو سبحانه و تعالى لا يعتقدون انه لا اله الا هو لكنهم يعتقدون ان الله هو خالق السماوات و الارض و لكن يصفون الله سبحامه و تعالى بما ليس من صفته و يعتقدون ان الله تزوج من الجن و انجب الملائكة و ان الملائكة الذين اختارهم الله لنفسه هم بنات ، ظنون و كذب و افتراء على الله و أمر هذه الظنون موضوع يدل على بداهات هذه العقول بل على الموازين الذين يزنون بها هذا الموضوع فانه من موازينهم ان الذكر افضل من الانثى بل كان منهم من بشر بأنثى ضاق صدره و إسود وجهه و حاول ان يستتر من ربعه او من جماعته او يتوارى من القوم لسوء ما بشر به و يمسك على هون ألا يقتل هذه الانثى و يدسها بالتراب قال تعالى ط ألا ساء ما يحكمون " و هذا نظامهم و حكمهم و اعتقادهم و موازينهم التي يزنون بها الامور يزنون بها الذكر و الانثى فكيف حتى هذه الموازين تخالفوها في مجال الالوهية فيعتقدون بان الرب سبحانه و تعالى اتخذ ابناء له لكن هؤلاء الابناء نساء اتخذ له ابناء لكن ظهرو نساء ف اذا كان هو الله سبحاانه و تعالى يعتقدون انه هو الذي يعي و يخلق الذكر و الانثى فلما يخص نفسه بما تستقبحونه انتم كان ينبغي ان يخص نفسه ذكوراً فانتم تقولون ان الذكر افضل من الاناث على كل حال انتم في منتهى الجهل ، نسبته الى الله يدل على سخافة عقولهم و على انحطاط افكارهم و هذا كل الشرك و ليس المشركون الاخرون ممن عبدو المسيح او ممن عبدو غيرهم من المعبودات احسن حالاً من ذلك كل الشرك انما هو ضلال و بعضه ضلال اشد ضلالاً من بعض و يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم و يقولون الي هوا الملائكة لا يضرهم ولا ينفعهم لانهم بامر ربهم سبحانه و تعالى ان نزولهم من السماء الى الارض لا يكون الا بامر الله تبارك و تعالى و كذلك اصنامهم الباطلة التي يرمزون بها احياناً الى رجال صالحين او الى اوهام من عندهم او الى ما اقتبسوه و اخذوه من غيرهم كيسوع و يعوق و يغوث او ما يظنونه من الجن فيعملوه كالعزة او ك هُبل فانه عندهم صنم اخترعوه من انفسهم و وضعوه صنم لقريش و وضعوه في اشرف المواضع في بطن الكعبة فآلهةٌ متنوعة اتخذها العرب و العرب اتخذوا ثلاثمئة و ستين صنم كانت على ظهر الكعبة و لم يكن هناك صقع من اصقاع الجزيرة الا و قد نصبت قبيلة من القبائل صنماً لها فيه صلمعان و الاصنام الخاصة التي انتشرو في بيوتهم فما كاد بيت يخلو الا و يكون فيه صنم من هذه الاصنام فيعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم و يقولون هؤلاء شفعائنا عند الله هذه الاصنام هذه الآلهة التي نعبدها هي تشفع يظنون ان لها حظوة و لها قبول عند الله تبارك و تعالى و بالتالي هي تشفع لهم عند الله في ما يرجونه من الخير و ما يأهلونه كذلك من دفع الضر فهم شفعاء و ذلك انهم كانو يعتقدون بان الله تبارك و تعالى هو الذي بيده الامر كله و هو الذي يصرف و هو الرازق و هو الحاكم لكل خلقه سبحانه و تعالى " و ان سألتهم من خلق السماوات و الارض ليقولن الله قل من بيده ملكوت كل شيئ " ملك كل شيئ و هو يجير ولا يجار عليه فسيقولن الله فهذا اعتقادهم بالرب سبحانه و تعالى انه يملك كل شيئ و لكن هذه الآلهة تملك الشفاعة تملك ان تتوسط لهم عند الله تبارك و تعالى لينالو من الرب تبارك و تعالى ما ينالون باعتقادهم كذلك بان هذا الرب الإله الذي يعبدونه خالق السماوات و الارض انه يستحيل عليه ان يعيد اجسامهم مرة ثانية فهذا كذلك من ضلال عقولهم انهم مع ايمانهم ان الله خالقهم و خالق السماوات و الارض الا انهم يقولون انه لا يستطيع و يعجز عن ان يعيديهم الى الحياة مرة ثانية فكانو ينكرون البعث اناكراً كلياً و يستعظمون هذا و يظنون ان الله لا يستطيع ان يعيد الخلق بعد أن بدأهم مع ايمانهم بان الله هو الذي بدأه سبحانه و تعالى ، ضلال مركب كان العرب عليه ، فالله يعجب من حالهم سبحانه و تعالى و يقول " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ " الاعتقاد بان هؤلاء شفعائنا عند الله هذا امر يعلمه الله فهل اعلمكم الله تبارك و تعالى بهذا ام تريدون ان تخبرو الله تبارك و تعالى بامر هو لا يعلمه و هذا في غاية التقريع و بيان المستوى المتدني جداً من الضلال وصله هؤلاء القوم " قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ " تخبرونه بهذا الخبر العظيم بما لا يعلم بالسموات و الارض و الحال هو ان الله تبارك و تعالى هو العليم بما في السماوات و الارض سبحامه و تعالى و يعلم ان كان هذا يشفع عنده او لا يشفع عنده فهل لاخباركم له ان تخبرو الله تبارك و تعالى بامر غائب عنه لا يعلمه فانتم تعلمونه به " قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ " يعني ان الله لا يعلم بان هؤلاء يشفعون عنده سبحانه و تعالى عما يشركون سبحانه تقديساً له التسبيح و التقديس سبحانه و تعالى الله تبارك و تعالى الله عليٌ عظيمٌ جداً على هذذا الامر ان يكون له من عباده من يشفع عنده بغير اذنه و ان يكون هؤلاء هم شفعاء عنده سبحانه و تعالى هذه الاصنام و هذه الالهة بل الله تبارك و تعالى لا يقبل الشفاعة التي يزعمونها و بل انهم يظنون ان هذه الشفاعة لازمة و انهم اذا شفعو تحقق هذا و ان الله يقبل الشفاعة بكل حال جل و على الله عن ذلك علواً كبيراً ف اولاً هؤلاء ليسو شفعاء هذه الاصنام و هذه الالهة المدعة ثم من كان يعبدونه ممن له منزلة عن الله كالملائكة فان هؤلاء لا يشفعون الا بامر الرب تبارك و تعالى كما قال جل و على و قال " اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا " الي هما الملائكة قال جل و على " ما العباد مكرمون " لا يسبقونه بالقول لا يتكلمون قبل الرب جل و على ، لا يقولون الا ان يقول الله و لا يقولون الا بقول الله لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون يعلم ما بين ايديهم و ما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى و هم من خشيته مشفقون ، لا يشفعون الا لمن ارتضى الله تبارك و تعالى ان يشفع فيه و هم هؤلاء الملائكة من خشيته من خوف الرب تبارك و تعالى و تعظيمه مشفقون و الاشفاق نهاية الخوف و تشبيه معنى الاشفاق هو حال مثلا الانسان اذا كانت هذذه اخر ساعة له و مقدم للموت يصير مشفق و ذلك ان الموت مخيف ف اذا قيل له الان نحن سننفذ فيك القتل او الموت بعد دقائق و يستعد لهذا فهنا يصير الانسان بالاشفاق ، هذا هو الاشفاق او من أخذ و قرب و قيل له الآن سوف نلقيك في هذه الحفرة من النار فانه يكون في غاية الخوف من هذا الخطر الحقيقي المتيقن ف هذا هو الاشفاق

ف الله يصور بأن الملائكة من خشيته مشفقون يعني كمن يقف على حافة الهلاك خوفاً من ربهم سبحانه و تعالى و هم من خشيته مشفقون ف إذاً هؤلاء الذين يقولون بأن هؤلاء شفعائنا قال جل و على سبحانه و تعالى " عما يشركون " اعتقاد الشفاعة شرك ، الآن اذا كان لله سبحانه و تعالى عنده شافع يشفع و يقبل الله تعالى شفاعته و هو لا يريد ان يقبلها في الاساس و لكن يقبلها مكرهاً و مرغماً الله لا مكره له اذاً هذا اصبح شريك لله و تعالى له جزء من الأمر و له جزء من الحكم فهو يفرض امره و شفاعته على الله سبحانه و تعالى و الله سبحانه و تعالى لا يقبل شفاعة على هذا النحو كما الشأن في الملوك و الرؤساء و الكبراء فانهم احياناً و لو كان في عظيم في ملكه و في سلطانه ولكنه احياناً قد يقبل الشفاعة راغماً اذا شفع عنده شافع له وزنه و وزيره عظيم،  رئيس دولة اخرى يخافه على نفسه فانه اذا شفع قال والله هذا قد قبضت على انسان و كذا و كذا فارجو ان تعفو عني وقد يكون هذا الانسان تآمر على هذا الملك او سبه او شتمه و هو متغيظ عليه يريد ان يفتك به و يقتله فاذا شفع فيه ملك اخر و عظيم اخر من العظماء و طلب من هذا الملك ان يعفى عنه فيعفو عنه يضطر للعفو عنه و هو راغم لما يخاف من ان يرد شفاعة هذا الشافع يتحصل من وراء ذلك شر الله سبحانه و تعالى منزه عن ذلك اصبح هذا له شك اصبح هذا الملك النافع او هذا العظيم الذي شفع عنده ذلك الملك الذي كان يريد ان ينفذ عقوبته في من يشاء اصبح هذا الذي شفع له جزء فالامر و جزء فالملك و ان هذا الملك ليس مستقلاً بامره فيريد ان يقتل هذا و لكن يقول له لا انا اشفع فيه سامحه فيضطر ان يسامحه فالله سبحانه و تعالى يتعالى عن ذلك يتعالى الله تبارك و تعالى ان يكون قد حكم عن عبد من عباده بالنار لمعصيته و ظلمه ثم يأتي من يقول لله تجاوز عنه فيقبل الله انا يتجاوز عنه مرغماً.  لا الله لا مكره له سبحانه و تعالى فالله يقول هنا سبحانه و تعالى " عما يشركون " يشرك بالله تبارك و تعالى الله ليس له شافع و لذلك لا يشفع عنده احد الا باذن الله اولاً ثم ان يرضى الله عن الشافع ان يكون هذا المشفوع فيه ممن يرضى الله الشفاعة فيه انا ان يشفع احد عنه بدون اذنه. لا " من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه " لا بد ان ياذن الله تعالى له و يقول له اشفع كما بحديث الشفاعة ان النبي محمد هو اعظم الناس شفاعة صلوات الله و السلام عليه فانه لا يشفع عند الله الا اذا اذن الله فيقول فاتي فاسجد تحت عرش ربي جل و على فيلهمني الله بتسبيحه و تحميده اشياء نعلمها الان ثم يقول يامحمد ارفع راسك و اشفع ثم يقول النبي فيحد لي ربي حداً ف اله هو الذي يحدد له فيقول ادخل من لا حساب عليه من امتك من الباب الايمن من الجنة ف حدد له لمن يشفع ثم بعد ذلك يسجد مرة ثانية يدعو الله مرة ثانية يقول النبي ثم يحد لي ربي حداً فادخله الجنه ف الله هو الذي يحدد الله المجموعة التي يشفع فيها فيشفع فيها و يدخلهم الله الجنة ولا يقترح النبي من عند نفسه ان يشفع في هذا او هذا لذلك هنا قال الله  عزل و جل " سبحانه و تعالى عما يشركون " الدعاء و بالشفاعة التي زعموها من هذه الاية. ثم قال جل و على " ما كان الناس الا امة واحدة فاختلفو و لولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون " و ما كان الناس الا امة واحد بعد ءادم عليه السلام فقد كان الناس امة واحدة على التوحيدة و معنى امة واحدة ما هم الا متفرقين و انما هم جماعة واحدة على الايمان بالله و على التوحيد فاختلفو لما القاه الشيطان فيهم كما اخبرنا عباس من القرءان قال كان بين ءادم و نوح عشر قرون كلها على التوحيد ثم ان الشيطان جاءهم بعد ان مات بعض من الرجال الصالحين يسوع و يعود و يعوق و للاسف كلهم رجال صالحون كانو بين ءادم و نوح فلما ماتو جاء الشيطان للناس و قال انصبو لهم نصبا يعني اصنعو لهم تماثيل و صور حتى اذا رايتم هذه التماثيل اشتقتم لرعاية الله يعني تخليد للذكرى حتى يخلد ذكرى هؤلاء الصالحين حتى تنقلونهم للاجيال بعد ذلك فتتذكرهم الاجيال تتذكر دينهم و صلاحهم فيشتاقو لرعاية الله عز و جل ، بدأ هذا الامر على هذا النحو ثم لما تقادم العهد بعد جيل جيلين عظمت هذه الاصنام شيئاً فشيئاً هكذا تبدا الاطراء لهم و الثناء عليهم و الاشادة بهم حتى عبدو بدون الله فاصبحو يدعون من دون الله و يصرف لهم انواع من العبادة التي تعطى للرب تبارك و تعالى من دعائهم وقت الطواف بقبولهم كالخوف منهم و الرجاء من عندهم و اصبحو خلص فارسل الله تبارك و تعالى نوحاً من اجل ذلك من اجل ان ينهى الناس عن الشرك الذي وقعو فيه ف الله يقول ما كان الناس الا امةً واحدة و كان سبب الخلاف هذا هو الشرك بداية الشرك الشرك في هؤلاء الصالحين قال جل و على " لولا كلمة صدقت من ربك لقضي بينهم " الكلمة التي صدقت من الله تبارك و تعالى انه جعل نهاية محددة عنده لهذه الحياة و ان الله جعل الناس خلائف فالأرض الى ان يأتي الوقت الذي ينهي الله فيه تبارك و تعالى هذه الحياة و الذي خلقكم من طين و كذلك مما سبق ان الله تبارك و تعالى انه لا يعجل العقوبة في التو و اللحظة لكل من اذنب يعطيه مسافة حتى ينهي اجله الذي اجله الله تبارك و تعالى ولولا كلمة صدقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون يقضى في أي امر يقع فيه الخلاف شرك فاذا قضي بينهم ف ان الله يكتب الهلاك على هؤلاء المشريكن الظلمة في التو و اللحظة و يمكن ان تنقطع هذه الحياة ثم ان الاية هنا تبين ان بقاء الكافر على الارض ان لما سبق فيه في علم الله تبارك و تعالى ان يبقيه و الا فانه يستحق اذا كفر او اشرك بالله ان يقع الشرك في ملكه و لو وقعت العقوبة من البداية لاستئصل  الله هؤلاء المشركين و لم يكن مشركين في هذه الارض قال جل و على " و يقولون لولا انزل علينا اية من ربك " هذا باب ثالث من ابواب ظلال هؤلاء الكفار بعد البابين الثانيين. الاول مراودة النبي في ان يغير هذا القرآن و الامر الثاني قولهم في هؤلاء الالهة التي اتخذوها هؤلاء الشركاء عند الله الامر الثالث انهم يقترحون آيات.فيقولون الكفار المشركين المعارضون " لولا انزل عليه ءايات من ربك " لولا هلأ يعني لماذا لا انزل عليه ءايات من الله كل هذه الايات النازلة من الله تبارك و تعالى القرآن المنزل صباح و مشاء ينزله الله تبارك و تعالى عليهم و هذه الايات التي احتفت بهذا النبي صلى الله عليه سلم و اخباره بهذه الغيوب السابقة التي كونها كانت مصدقة اهتماماً لاهل الكتاب ضحضه لهذا الشرك و الكفر

الله سبحانه و تعالى لا غيب عنده الله جل و على هو عالم الغيب و الشهادة لا يعزل من الخلق عنده مثقال ذرة ، و معنى يعزل يغيب فالرب تبارك و تعالى " قل انما الغيب لله و كله لله تعالى ولا يعلمه الا الله سبحانه و تعالى فانتظرو اني معكم من المنتظرين " و سنعود بالحلقة القادمة و نشرح هذه الاية