الحمدلله رب العالمين واصلي واسلم على عبده وروسوله الامين وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهديه و عمل بسنته الى يوم الدين وبعد
وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴿٢١﴾ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣يونس﴾
الايات من سورة يونس ويخبر سبحانه وتعالى هذه عقلية هؤلاء الكفار من المشركين الذين جابهوا هذه الرسالة ومن جملة فضائحهم يقول جل وعلا وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ مع نزول كل هذه الايات الدلالات الواضحات التي انزلها الله تبارك وتعالى على رسوله فالقران المعجز يتنزل عليه صباح مساء القران الهادي النير الذي يكون دليله معه فكل ايه دليل من هذه الادلة اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالغيوب السابقة التي لم يعلمها ولم يقرأها في كتاب ثم تأتي مطابقة لما عند اهل الكتاب في كتابهم فيؤثريونه فمن اين له أن يعلم ذلك الا بالوحي وكذلك المستقبل ويخبر فيقع الامر على ما يقع عليه كذلك هذا الاطلاع لايات الله تبارك وتعالى في الكون كذلك هذا الاعجاز من حيث الصياغة وهو مجال التحدي ثم هذا الابطال لهذا الشرك الذي يشركونه ولما هم عليه من سخافة هذه العقول ثم اختطاط هذا الطريق النير المستقيم بدلائله الواضحات هذا الدين الذي لا يمكن لصاحب عقل يتبع عقله ولبه ان يبتعد عنه ويكف عنه فانه الحق في كل ما يقول والهدى في كل ما يأمر به بعد ذلك يطلبون من الله تبارك وتعالى ان ينزل اية فجاءهم التهديد وطبعا الايات التي اقترحوها ايات لتعنت فجر ينبعوا يسير في مكة ازح عنا هذه الجبال في مكة حتى تتوسع ارضها لماذا لا يكون لك بيت من الذهب تسكن فيه وانت رسول الله فينبغي لرسول الله مالك السماوات والارض ان يسكنه في بيت يختلف عن بيوت الناس ان يأتي الله لك بالملائكة يكونون معك فيسيرون معك ويراهم الناس فيعلمون ويعظمون شأنك ويعظمون امرك لم لا يأتي الرب لنشاهد..
قال جل وعلا " هو الذي يسيركم في البر والبحر " هو بامره الكون القدري بسننه سبحانه وتعالى بانعامه وافضاله "يسيركم في البر والبحر " فسلوك السبل خلق البحر خلق الارض جعل السبل فيها جعل لك ما تركبون من الانعام في البر ومن السفن هدايتكم الى صناعة هذه السفن وبناءها مما خلق الله تبارك وتعالى لكم هداية عقولكم الى ان تبنوا وتصنعوا وتركبوا الى سنن الله تبارك وتعالى في هذا كل هذا انما هو انعام الله تبارك وتعالى عليكم وافضاله لكم " هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك " الفلك السفن الفلك يقال الفرد الواحد والجماعة " وجرين بهم بريح طيبة " جرت السفن سفن الشراع بريح طيبة تزيجيها الرياح .ريح طيبة مش عاصفة مواتية تنقلهم الى حيث يريدون"فرحوا بها " فرحوا بهذه الريح المواتية التي تسوقهم الى حيث يريدون "جاءتها ريح عاصف " تغير الحال فجأة وتاتيهم ريح التي تعصف ومعنى شديدة تعصف وقد تدور من هذه الجهة الى هذه الجهة فتقلب و تغير ما كانوا فيه من هذه الراحة والنعم "وجاءهم الموج من كل مكان الريح العاصف التي شرق احيانا غرب احيانا كذا فيتلاطم الموج ويأتي الموج من هنا ومن هنا وتضربه الرياح من هنا فيأتي فيبدأ يأتي الموج من كل مكان من كل جهة ما يعرف الموج يأتي حتى تيجي السفينة لا تستطيع أن تتفادى هذه فتسقط في هذه تريد ان تتفادى هذه فتسقط في هذه هذا هو الوقت الذي قد يوقن اصحاب السفينة بالهلاك "وظنوا أنه احيط بهم" ظنوا هنا ظن يقين أنهم احيط بهم يعني احاط بهم الموت والهلاك من كل مكان "دعوا الله مخلصين له الدين " كان هذا شأن هؤلاء المشركين عند ذلك خلاص مافي البحر قد اغتنم والامواج تأتي من كل مكان والشراع تكسر و الامر خلاص اصبح مافي قوة تنشلهم من ما هم فيه الا الرب سبحانه وتعالى عند ذلك يؤمنون بأن خلاص حتى شركهم ينسونه ءالهتهم ينسونها مافي الا التوجه لذات الرب جل وعلا خلاص فيتوجهون الى الله تبارك وتعالى "دعوا الله مخلصين له الدين " هؤلاء المشركين دعوا الله يدعونه مخلصين يعني خلاص مافي الاغيره يعني يفردونه وحده سبحانه وتعالى بالدعاء فينسون ما كانوا يشركونه ويجعلون دعائهم خالصا لله عزوجل ويشترطون على انفسهم بعد ذلك "لئن انجيتنا من هذه لنكونن ممن الشاكرين " "لئن انجيتنا " يعني والله ان انجيتنا ياربي من هذه يعني والله ياربي لئن انجيتنا من هذه نعلم قدرة الرب تبارك وتعالى عليه و يتوجهون اليه وحده سبحانه وتعالى ويطلبون منه مشترطين على انفسهم انه ان انجانا من هذه يعني من هذه الورطة وهذا الامر المهلك الذي نحن فيه لنكونن من الشاكرين لك يعني لنشكرك وانهم يكونون من الشاكرين بعبادته سبحانه وتعالى باعترافه بقلوبهم بفعل ما يريده منهم سبحانه وتعالى لنكونن من الشاكرين .
قال جل وعلا "فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير حق" " فلما انجاهم " استجاب الله تبارك وتعالى دعائهم ومن شأن الرب تبارك وتعالى أنه" يجيب المضطر اذا دعاه ". قال تعاالى " فاما من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء وجعلكم خلفاء الارض ءاله مع الله " ما توقفوا لحظة بمجرد النجاة يعني بمجرد انهم قد وجدوا انهم قد نجوا فمثلا سكنت الريح وهدأت العاصفة وبدأت المياه تعود كما كانت ونصب الشراع وارتاحوا وهدءوا او ارفئوا بعد ذلك الى البر وسلموا من ما كانوا فيه من الهلاك ولمست اقدامهم اليابسة "فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير حق " اذا الفجائية مباشرة ذهبوا الى البغي في الارض بغير حق و البغي في الارض بغير الحق يشمل كل انواع الشرك والعتو والظلم الذي كانوا فيه فرجعوا مرة ثانية الى فسادهم وظلمهم و مخالفة امر الرب تبارك وتعالى والشرك به وشكر من لم يسمع ندائهم ويجب دعوتهم من هذه الالهة الباطلة التي يدعونها قال جل وعلا مخاطبا " يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم " هنا يأتي الله عزوجل مخاطبا يا ايها الناس خطاب من الله الى الناس جميعا انتم الناس الجاحدين "انما بغيكم على انفسكم " انما للحصر بغيكم البغي مجاوزة الحد الطغيان . "انما بغيكم على انفسكم " لن تضروا الله سبحانه وتعالى لانه فوقكم ولكن ما ترتكبون من هذه المعاصي على انفسكم انت الذي ستقع تحت طائلة هذا الاثم " انما بغيكم على انفسكم " ثم قال جل وعلا "متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم " يعني الفسحة التي امامكم انما هي الحياة الدنيا تتمتعون بها والحياة الدنيا ظل زائل متاع قليل سريع الزوال متاع الحياة الدنيا فقط يعني هذا الذي امامكم فرصتكم في ان تبغوا هذا البغي والفجور "متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم " الينا لا الى غيرنا الى الله سبحانه وتعالى وحده المرجع والماب الى الله عزوجل "فننبئكم بما كنتم تعملون " يخبركم بهذه الايام السود التي اشركتم فيها وفعلتم كذا وفعلتم كذا وطبعا ماذا بعد هذا الانباء ليس انباء فقط واخبار وانما كذلك سيلتزم كل بنتيجة عمله " كل نفس بما كسبت رهين " ينتهي بهذا العمل ينبئكم وسينتهي جزاؤه على هذا والكافر الجاحد هذا له النار خالدا فيها عياذا بالله
فينبئكم بما كنتم تعملون " ثم شرع الله تبارك وتعالى ليبين لهم ان هذه الفسحة التي امامهم قليلة فيضرب لها مثلا قال "انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبارت الارض مما ياكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغنى بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون" حصل الله تبارك وتعالى مثل يعني مثلالحياة الدنيا بهذا المثال قال " انما مثل الحياة الدنيا " والمثل انما هو ضرب لامر محسوس بأمر غير محسوس غائب او معقول و الذي يقع تحت الحس يكون اقرب من العقل لان الذي لا يقع تحت الحس من الامور المعقولة فصور الله تبارك وتعالى سرعة زوال هذه الدنيا بأن مثلها كماء انزلناه من السماء اللي هو انواع المطر والسماء طبعا علو "فاختلط به نبات الارض "على طول ينبت نبات الارض ونبات الارض عندما ينبت في البر والصحاري والفلوات ينبت مما يأكله الناس كأصنناف الحبوب والثمار وكذلك ينبت ما يأكله الحيوان من انواع العشب والشجر الذي يأكله الحيوان "فاختلط به نبات الارض مما يأكله الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت"
طبعا وكل هذ وا كله المطلوب ينبت طعام للانسان وينبت طعاما للحيوان فالانسان كذلك يعيش على هذه الانعام فهذه زينة الارض زينة الارض ان تخرج بنباتها على هذا النحو مما يأكله الانسان والحيوان والانعام "حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت اصل الزخرف هو الذهب يسمى زخرف لانه اجمل انواع المعادن و اكثرها زينة وازينت اي تجملت الزينة الجمال والتجمل ازينت بهذا الثوب البهي من يعني هذه النباتات مختلفة الالوان والاشكال والزهور والطعوم :"وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الربيع الذي انبته المطر يأخذ زينته في الارض ما يأخذ ولكنها اسابيع قليلة ثم يصل منتهاه وتضربه الشمس ويضمحل وينتهي وهكذا الارض يقول الله تبارك وتعالى بأنها اذا اخذت زينتها الكاملة من البنايات العظيمة والزروع الكثيرة وما يجمله الانسان فيها اخذت زخرفها وازبنت هذا قب يوم القيامة "وظن اهلها انهم قادرون عليها " ظن اعتقد اهلها انهم قادرون عليها قد قهروها كما يقول الللادينيون نقهر الطبيعة ركبنا الهواء وغصنا في الماء واخترقنا الجبال وعلونا كل عال وهبطنا كل سهل وبنينا وانبتنا وقدرنا على هذه الارض بل قدرنا على الخروج منها الى الكواكب فيظن اهلها انهم قادرون عليها قد قهروها وعمروها وزينوها على هذا النحو قال جل وعلا "اتاها امرنا " بالهلاك اتاها امر الله تبارك وتعالى بالنهاية قال جل وعلا "فجعلناها حصيدا " الحصيد هو النبات المحصود الذي قد حصد مع القمح "كان لم تغنى بالامس " جعلناها حصيدا يعني جعلنا ما على الارض هدمنا ما على الارض "كأن لم تغنى بالامس " غنى المكان بمعنى انه امتلا بما فيه من الوان الحياة من البناء والناس والزينة والنبات ومنه المغاني المغاني هي الحدائق والملاهي التي تبنى للفسحة والحضور كأن لم تغنى بالامس يعني كأن لم يكن لها بناء وعمارة وامتلاء بما امتلئت به من الوان الحياة فانها بامر الواحد عزوجل فليلا او نهارا وهذا من يعني خصائص الخطاب القراني فان ليلا او نهارا او قد تكون لشك يعني بالليل او بالنهار يعني ياتيها امر الله تبارك وتعالى اما بالليل واما بالنهار وهذا الشك ليس شكا هنا وانما هو لليقين وذلك ان هذه الدنيا الارض التي نحن عليها اذا كان نصفها في النهار فالنصف الاخر في الليل فيأتيها امرها امر الله تبارك وتعالى ليلا او نهارا وذلك انها سيأتيها امر الله تبارك وتعالى بالهلاك ونصفها في النهار ونصفها في الليل فجعلناها جعلنا هذه الارض حصيدا محصودة.
"كأن لم تغنى بالامس" كان لم يسكنها ساكن ويبني فيها باني ويزرع شجرا او زرع مافي شي تكون محصودة مافيها شيء "كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" كذلك كهذا التفصيل والبيان الواضح لهذا الامر الذي هم فيه دعوة الله تبارك وتعالى الى هؤلاء الناس المشركين تفصيل شركهم وضلالهم وجحودهم على هذا النحو وبيان المال الذي سيؤول له هذا الامر امر شركهم وضلالهم وامر هذه الدنيا المقامة كهذا التفصيل وهذا البيان "كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ" بهذا التفصيل والبيان "الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" لكن لقوم عندهم فكر وخص الفكر بالذكر لانه نوع من اعمال العقل والنظر فيه فاهل الذين يعملون عقولهم ويتفكرون فيه هم الذين سيتفكرون بتفصيل الله تبارك وتعالى " كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ثم قال جل وعلا "والله يدعوا الى دار السلام ويهدي الى صراط مستقيم " هذه الدنيا التي املها الكفار بل جعلوا كل امالهم ومحط رحالهم فيها و منتهى علمهم اليها واتخذوها وطنا لا وطن بعده فهذا مآلها يخبر الله سبحانه وتعالى ان مآلها هو يعني ان تكون على هذا النحو يعني ان يزيلها الله تبارك وتعالى ازالة في المقابل بين الله تبارك وتعالى الدار التي لا زوال فيها ولا يأتيها العذاب وان ياتيها امر من الله تبارك وتعالى بينما هي دار قداقامها الله تبارك وتعالى قياما لا رحيل معه دار السلام دار سلم كلها ليس شغب ولا حرب ولا ظعن ولا موت بل هي سلام كلها والله سبحانه وتعالى يدعو عباده جل وعلا الى دار السلام ودار السلام هي الجنة سماها الله تبارك وتعاللى دار السلام لانها سلم دائما مافيها حرب ابدا ومافيها خصومة بين اثنين وكذلك سماها دار السلام فهي سالمة من كل نقص ومن كل شر فيها اي نوع من الشر حتى صوت لاغ ليس فيه كما قال جل وعلا "لا تسمع فيها لاغية " " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما " لا يسمعون اهل الجنة فيها لغو اي كلام يعني لا معنى له تاثيما التاثيم سبابا او شتائم "الا قيلا سلاما سلاما". والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم" فجعل سبحانه وتعالى دعوته عامة وذلك انه نادى عباده جميعا كل الناس" يا ايها الناس اعبدوا ربكم" ف دعا الجميع الى جنته جل وعلا لكن الله سبحانه وتعالى اختص بهدايته من اختص قال "ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم " فالدعوة عامة لكن ليس كل احد يستجسيب الى دعوة الله تبارك وتعالى وانما هناك المتكبرون الذين لا يقبلون دعوة الله جل وعلا كما قال جل وعلا "قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعائكم" ما يعبؤ بكم ربي لا يهتم بكم ربي لما قالو انسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا وقال اسجدوا لرحمن قال اتسجد لمن لا نعرفه لا نعرف الرحمن هذا "وزادهم نفورا" ان دعاهم لسجود لرحمن تبارك وتعالى فهؤلاء الذين تأبوا عن السجود لرب وعن عبادة الرب جل وعلا "قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعائكم" لولا دعوته لكم يدعوكم "فقد كذبتم فسوف يكون لزاما" يعني العذاب لا بد ان يكون لازما لهم فهنا يخبر الله انه يدعو الى دار السلام لكن ليس كل احد يستجيب هناك من لا يتسجيب من اصم اذنيه واغلق قلبه "وقالوا قلوبنا اكنة مما تدعونا اليه وفي اذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل انا عاملون" قفلو كل مسالك المعرفة وقالوا احنا ماشين في هذه الطريق ولن اتخذ الله ءالها ابدا ولن نؤمن لك فهؤلاء على كل حال يخبر سبحانه انه يهدي من يشاء الى صراط مستقيم الذين لا يسمعون نداء الرب يعني خلاص هذه لهم الدعوة والله يدعو الى دار السلام "ولكن يهدي من يشاء" من شاء الله تبارك وتعاللى هدايته ممن استجاب لامر الله وسمع نداؤه نداء الرب تبارك وتعالى وسلك في طريق الرب جل وعلا يهديه الله عزوجل "الى صراط" طريق مستقيم لا عوج فيه اخره عند الرب جل وعلا نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلني من هؤلاء
استغفر الله العظيم واتوب اليه من كل ذنب وصلى الله على عبده ورسوله محمد