الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه, ومَن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد, فيقول الله -تبارك وتعالى-: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}[يونس:45], {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ}[يونس:46], {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}[يونس:47], {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[يونس:48], {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}[يونس:49].
الآيات مِن سورة يونس, ويُخبِر الرب -تبارك وتعالى- عن حال المُكذبِّين برسالة نبيهم محمد -صلوات الله والسلام عليه- يوم القيامة, وأنهم إذا حُشِروا يوم القيامة جمعهم الله -تبارك وتعالى-, فإن إحساسهم بما مضى لهم مِن الحياة كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلَّا ساعة, {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ}: هذا إحساسهم, كما قال -تبارك وتعالى-: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ........ }[الروم:55]؛ وهذا لضآلة الدنيا ومتاعها القليل وسرعة زوالها, وأنها يقولون كأنها سحابة صيف حلمٌ وانتهى ساعة عشناها في هذه الدنيا, ثم قال -جل وعلا-: يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ: أي يرى بعضهم بعض ويعرف بعضهم بعض, ولكن لا مجال لأن ينصر بعضهم بعضا, قال -جل وعلا-: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ}: تحقيق, خسروا الخسارة كلها, الخسارة الحقيقية, خسروا أنفسهم, خسروا أهليهم, خسروا ما كان يتمتعون به في هذه الحياة الدنيا أوردوا أنفسهم النار هذه هي الخسارة الحقيقية, كما قال -جل وعلا-: {........قُل إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزمر:15].
ثم الله سل رسوله قال: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ}: من العقوبة المُعَجَّلة في الدنيا, أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ قبل ذلك فإلينا مرجعهم, فنهاية الأمر أنَّ مصيرهم جميعًا إلى الله -تبارك وتعالى- في عقوبة يوم القيامة, ثم الله شهيد على ما يفعلون, قد شهد الله -تبارك وتعالى- وقد عَلِم الله -عز وجل- كل أعمالهم, وبالتالى سيُحَاسبهم على أعمالهم, ثم أخبر -سبحانه وتعالى- بأن هذا مصير الجميع قال: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ أرسله الله -تبارك وتعالى- عليهم كما قال -جل وعلا-: {........وَإِنْ.... أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ}[فاطر:24], فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ: أي يوم القيامة, قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ: خصومة تقوم بين الذين أُرسِل إليهم والمرسلين, بعض هؤلاء الرسل يقول ماجاءنا من نذير ينكرون أصلًا قد جاءهم نذير وأن بلَّغهم يظنون بأن الكذب في هذا الموقف؛ موقف يوم القيامة أنه نافعهم عند الله -تبارك وتعالى-, فيتهمون رسولهم أنهم لم يروه أصلًا ولم يُبَلِّغُهم شيء, وأنهم بريئون ما وصلتهم رسالة, وقد قال -حل وعلا-: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف:6], {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ}[الأعراف:7], {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ........}[الأعراف:8], {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ}, قُضِيَ بَيْنَهُمْ: هُنا لم يسَمَّى فاعله والذي يقضى بين العباد هو الله -تبارك وتعالى- قضى الله -سبحانه وتعالى- بينهم بالقسط بالعدل بينهم وبين رسولهم, كما قال -جل وعلا- لرسوله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا}[النساء:41], {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}[النساء:42], {قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}: لا يظلمهم الله -تبارك وتعالى- بل يقضي بينهم بالحق بينهم وبين رسولهم, {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف:6], قال -جل وعلا-: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[الزمر:30], {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}[الزمر:31], {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}[الزمر:32], {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ: وهو رسوله, وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[الزمر:33], فهُنا الله -تبارك وتعالى- يقطع عذرهم, ويخبرهم بأنه يوم القيامة سَيُقضَىْ بينهم وبين رسولهم, وأنَّ هذا الرسول الذي يتهمونه بأنه لم يأتي بهذه الرسالة مِن الله اتَّهموه بالكذب واتَّهموه بما اتَّهموه به, أنَّ الجميع سَيُوقَفُوا بين يدي الله -تبارك وتعالى- وسَيُقضَىْ بين الجميع بالحق, فيُرىْ مَن الصادق ومَن الكاذب.
قال -جل وعلا-: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} لمَّا جاء هذا التهديد على هذا النحو وأنهم مَوقَفُون به بين يدي الله -تبارك وتعالى-, وأنَّ خصومتهم عن النبي الفصل فيها إنما ستكون يوم القيامة, {يَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}: بالطبع يقولون هذا على وجه الاستبعاد, وكذلك على وجه الاستهزاء, مستبعدين أن يكون هناك وعدٌ على هذا النحو وحَشْرُ الأجساد وقيامٌ بين يدي رب العباد -سبحانه وتعالى-, إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ: أي يقولون هذا للنبي والمؤمنين إن كنتم صادقين فيما تدَّعُونهُ فمتى هذا الوعد؟ الذي تعدون النبي وهو يوم القيامة, قال -جل وعلا-: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}: بعد ليس بيدي, إنما هو هذا بيدي الله -تبارك وتعالى-, وأنا عبدٌ مأمور لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا إلَّا ما شاء الله, وقدَّم الضُّر؛ لأنه أقرب مِن جلب النفع, فإنَّ كون إن الإنسان يجلب على نفسه ضُر بأن يجرح نفسه يؤذي نفسه هذا أمر أسهل من جلب المنفعة فقدَّمه هُنا, يقول حتى هذه أن أجلب ضُرًا لنفسي أو أئتِ بخير عليها هذا لا أستطيع شيئًا مِن ذلك إلَّا ما شاء الله -تبارك وتعالى-, فإن مشيئته هي النافذة في خلقه وفي عباده, فما شاء الله كان, وما لم يشاء لم يكن, الكل عبيده, والله -تبارك وتعالى- أي أمره الكوني القدري هو السائر في عباده, {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}: لكل أمةٍ أجل في هذه الدنيا تنتهي إليه, فقوم نوح أجَّلهم الله -تبارك وتعالى- إلى وقت ما ثم أغرقهم الله -تبارك وتعالى- وأنجى المؤمنين, وكذلك عاد وثمود, وهذه الأقوام التي أرسل الله -تبارك وتعالى- فيها الرسل كان لكل قوم منهم أجل أي أجَّلهُ الله -تبارك وتعالى-, {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}: وفي هذا تهديد بأن يأتيهم عذابٌ ماحِق مِن الله -تبارك وتعالى- لِلمُكَذبين مِن أُمَّة النبي محمد -صلوات الله والسلام عليه-, ولكن الله -تبارك وتعالى- شاء في هذه الأمَّة ألَّا يعذبها هذا بعذاب الاستئصال يُعَذِّب الكفار منهم بعذاب الاستئصال كما عذب الأمم السابقة عذاب استئصال, {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى}[النجم:51], {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى}[النجم:52]: فهذا لم يُبقى الله -تبارك وتعالى- مِن عاد من كُفَّارهِم أحد, ومِن ثمود مِن كُفَّارهِم أحد, ومن قوم نوح مِن كُفَّارهِم أحد, بل استئصلهم الله -تبارك وتعالى- عذاب استئصال, أَمَّا هذه الأُمَّة فإن الله -تبارك وتعالى- لم يشاء أن يعذب كُفَّارها عذاب استئصال, بل جعل هذا سائر إلى يوم القيامة, قال -جل وعلا- لرسوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الأنفال:33], بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس عذاب جزئى, عذاب جزئى يكون كما قال -جل وعلا-: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[السجدة:21], فالعذاب الجزئى يقع للكفار كما وقع للكفار في بدر, وكما وقع لهم بعد ذلك من أسر وقتال بيد النبي -صلى الله عليه وسلم-, وما يقع للكفار كذلك مِن أُمَّة محمد بتسليط أهل الإيمان عليهم, أو بعقوبة مِن الرب -تبارك وتعالى- هذا أمر يبقى لكنه ليس عذابًا مستئصِلًا, {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}: لابد أن يقع موعود الله في الوقت المُحَدَّد تمامًا, فلا يتأخر هؤلاء عن موعد هلاكهم ساعة ولا يستقدمون ساعة, بل يكون هلاكهم في الوقت الذي حَدَّده الله -تبارك وتعالى كما هو.
ثم تعقيبًا على سفاهة وإجرام هؤلاء الكفار واستعجالهم العذاب وقولهم: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ, عِلمًا أنَّ الوعد هذا إذا جاء، جاء عذابهم وجاء محقهم, فيقول لهم الله -تبارك وتعالى- قل لهم: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ}[يونس:50], قُلْ أَرَأَيْتُمْ, أَرَأَيْتُمْ في لغة العرب بمعنى أخبروني أي خَبِّروني, إِنْ أَتَاكُمْ: سؤال, إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا: إن أتاكم عذاب الله -تبارك وتعالى- بياتًا أي وأنتم نائمون, التبييت: هو الإهلاك في الليل, أَوْ نَهَارًا: جاءكم هذا العذاب في وقت النهار, أي ما الفرق بين مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ: مالذي يستعجل منه المجرمون؟ تستعجلون العذاب, ما العَجَل الإنسان يتعَجَّل الخير, أمَّا إنه يعلم أنَّهُ يأتيه الضُّر فيتعَجَّل, له ماذا يستعجل منه المجرمون؟, ثم قول الله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ: الرب -جل وعلا-, والله عذابه عذاب, بل لا عذاب كعذاب الله -تبارك وتعالى- {فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ}[الفجر:25], {وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}[الفجر:26], {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}[يونس:51], أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آ: ايضًا همز الاستفهام ثم أداة عطف, أي وإذا وقع هذا العذاب يوم يقع في يوم القيامة آمنتم به, يرجعون للإيمان يقولون آمنا بالله آمنا برسالة النبي, لكن هذا وقتٌ لا ينفع فيه إيمانهم, آلآنَ: الحين انتهى هذا الوقت, وكذلك أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ الذي يهلكهم الله -تبارك وتعالى- به في هذه الدنيا, فإنهم لوا رأوا العذاب لآمنوا بالرب -تبارك وتعالى-, أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ: أي العذاب بكم في الدنيا أو عذاب الله -تبارك وتعالى- بكم في الآخرة, آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ: سؤال هُنا للتوبيخ والتأنيب الحين كيف الآن تؤمنون وهذا ليس وقت الإيمان, وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ: قد كنتم تستعجلون بهذا العذاب قبل أن يأتيكم.
قال -جل وعلا-: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ}[يونس:52], ثُمَّ قِيلَ: أي يقال لهؤلاء الذين ظلموا سمَّاهم الله -تبارك وتعالى- ظلموا؛ لأن هذا الذي فعلوه هو ظلم وضع الشيء في غير محله, فبدلًا مِن أن يقابلوا دعوة الله -تبارك وتعالى- بالإيمان قابلوها بالجحود والنكران, {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ}: الذوق هُنا بمعنى الإحساس والمُقَاسَاةْ, والذوق لا يكون باللسان فقط وإنما يكون بكل شيء بالشعور هذا الآلم, ذوقوا عذاب الخلد في النار, وسمَّى الله -تبارك وتعالى- هذا العذاب عذابهم عذاب الخلد أي عذابٌ دائم ليس لفترة معينة يوم, يومين, سنة, سنتين, ألف, ألفين, لا, بل هذا عذاب الخلد, أدخلوا النار فتخلدوا فيها خلودًا لا انقطاع فيه, ثم يقال لهم {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ}: أي هذا العذاب الشديد عذاب الخلد هو الجزاء موافق لعملكم السيء, {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ}: أي هل تجزون في هذا العذاب هذا جزاءكم بهذا العذاب على هذا النحو إلَّا بكسبكم الخبيث الذي كسبتموه مِن جحود آيات الله -تبارك وتعالى- ومن ردها ومن الكفر ومن الاستهزاء بالرسول ومن سيركم فيما سِرتم فيه من العناد والمكابرة وترك هذا الدين واستعجال عقوبة الرب -تبارك وتعالى-, هَلْ تُجْزَوْنَ: أي بهذا العذاب, والذي أنتم فيه الآن, إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ.
قال -جل وعلا-: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}[يونس:53], وَيَسْتَنْبِئُونَكَ: يستخبرونك و يطلبون منك الإخبار حقيقةً, والنبأ هو الخبر العظيم, وَيَسْتَنْبِئُونَكَ يطلبون منك إخبارهم بهذا الخبر, أَحَقٌّ هُوَ أحق هذا الذي تَتَوعدنا به أنَّ هناك يوم قيامة وأننا سنحاسب عند الرب -تبارك وتعالى- وأنه يكون في هذا ما تَتَوعَّدنا به, قال قُلْ إِي وَرَبِّي: أُقسْم لهم, إي والله, تأكيد , إِنَّهُ لَحَقٌّ, وربي الله -تبارك وتعالى- إنه الذي توعدون به وتُهَدَّدون به مِن الرب -تبارك وتعالى- حق, وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ: لن تُعجزوا الله -تبارك وتعالى- هربًا أو ذهابًا أو بأي صورة مِن الصور تُفْلِتون من عقوبته, لا, فما إنتم بمعجزين الله -تبارك وتعالى- وفارِّين مِن هذا العذاب, بل إنَّ الله -تبارك وتعالى- سَيُنزل عذابه ويقهركم قهرًا وتُلاقون ما تَوعَّدكم الله -تبارك وتعالى- به.
ثم بيَّن الله -تبارك وتعالى- أحوالهم في هذا اليوم العصيب قال: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}[يونس:54], وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ, كل نفس: أي واحدة ظلمت نفسها وارتكبت ما ارتكبت مِن الكفر والعناد, لو أنَّ لها ما في الأرض مِن ذهب, من فضة, من كل هذه الخيرات والزينة التى على الأرض, لافْتَدَتْ بِهِ: تَمَنَّت أن تضعه فداءًا لتخرج من النار فقط لتنجو من النار, لافْتَدَتْ بِهِ: أي من العذاب, ولكن الله -تبارك وتعالى- لا يقبل من كافر فدية, لو كان له, فكيف وليس له شيء؟! هو يأتي يوم القيامة وهو عاري من كل شيء, ولو كان له يقال له: أرأيْتَ لو كان لك مثل الأرض ذهبًا أكنت تفتدي به؟ فيقول إي والله, فيقال: كذبت, قد طلبت منك ألَّا تشرك بي شيئا فأبيت إلَّا أن تشرك بي شيئا, {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ}, ولكن لا فدية, ثم قال -جل وعلا-: {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ}: أسرُّوها في أنفسهم, الغيظ والكمد يُدخِل الندامة هذه, يندم على ما كان منه في الدنيا عندما يُطالع العذاب ويرى العذاب ويرى النار والنار في هذا السجن الذي كله نار, فراشه, وجدرانه, وأبوابه مؤصدة عليه ويعلم هذا, إذا رأى جهنم على هذه الصورة ورأى العذاب بعينه, أَسَرُّوا الندامة: حبسوها في أنفسهم, مِن كَمد والغيظ أي لم يُظهِروا هذا ويقولوه وهذا أكثر لِغَمِّهم وهمهم وكربهم وعذابهم, {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ}, قال -جل وعلا-: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}, وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ: بالعدل, قضى الله -تبارك وتعالى- بينهم بالعدل فيأخذون جزاءهم العادل على جُرمِهم الذي أجرموه في هذه الدنيا, وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ: لا يظلمهم الله -تبارك وتعالى-, {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}.
ثم قال -جل وعلا-: {أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[يونس:55], أَلا: الإعلامية أي إعلموا أيها الناس هذا نداءٌ وإعلامٌ مِن الله -تبارك وتعالى- لعباده وخلقه, أَلا: أي فاعلموا, { إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}, إِنَّ: بالتأكيد, لِلَّهِ -سبحانه وتعالى- الإله الذي لا إله إلَّا هو -سبحانه وتعالى-, كل ما في السماوات والأرض هذا ملكه -سبحانه وتعالى-, {أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}: ألا كذلك إعلموا أيها الناس أنَّ وعده حق, وعده بأن يقوم الناس مِن قبورهم له -سبحانه وتعالى- ليحاسبهم, وأنَّ جنته حق, وناره حق, {أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}, أَكْثَرَهُمْ: أكثر هؤلاء المُتَوَعَّدِين مُكَذِّبُون لا يعلمون, قد تركوا عِلم ذلك وجعلوه خلف ظهروهم وكأنهم لم يُخْبَروا به بتاتًا, أصبحت هذا الخبر كأنه غير موجود, وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ, ولا يعلمون أنَّ الله له ملك السماوات والأرض وأنه يتصرف في خلقه بما شاء -سبحانه وتعالى-, وكذلك أنَّ وعده حق, {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[يونس:56]: هو الله -تبارك وتعالى-, يُحْيِي وَيُمِيتُ: الحياة إخراج مِن الموت أو مِن العدم إلى الوجود, والموت إخراج مِن هذه الحياة إلى الموت سواء كان هذا أمر وجودي أي الموت أمر وجودي أو أمر عدمي فإن الموت والحياة معلوم, هو يحي ويميت, وقد كذلك يُستَخدم المعنى أي: المؤَّل للحياة والموت الحياة بالإيمان والتقوى والموت بالكفر كما قال -جل وعلا-: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا........}[الأنعام:122], فالمؤمن حي والكافر ميت, هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ: أي يُوَفِقُ مَن شاء -سبحانه وتعالى- إلى الإيمان الذي هو الحياة, ويخذل مَن شاء -سبحانه وتعالى- مِن خلقه عن الإيمان فيبقى ميت لايسمع, وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ, وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ: وإنَّ مصيركم أيها العباد إلى الرب -سبحانه وتعالى-.
ثم نَادَىْ الله -تبارك وتعالى- الناس جميعًا فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس:57], يَا أَيُّهَا النَّاسُ: نداء مِن الرب الإله -سبحانه وتعالى- منه مباشرة إلى الناس إلى كل مَن أُرسل إليهم النبي محمد -صلوات الله عليه وسلم- منذ وقته وإلى يوم القيامة, وذلك أنه الرسول الآخِر الذي جاء بكلمة الله -تبارك وتعالى- الآخِر إلى أهل الأرض, وهذا كلامه مُنَزَل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الرسول مُبَلِغُه, والنبي له في هذا البلاغ وهذا كلام الله -تبارك وتعالى- المباشر منه إلى كل أحد مِن الناس, يَا أَيُّهَا النَّاسُ: خِطاب الله -تبارك وتعالى- إلى الناس جميعًا, {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}, قد: للتحقيق, جَاءَتْكُمْ: في هذه السورة في هذه موعظة كلام مؤثر يُرقِّق أي قلب فيه حياة وفيه صدق وإخلاص وأخذ للأمر للخطاب الإلهي على حقيقته لا يرده, وإنما يتقبَّله فهذه موعظة له, {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}, طبعًا يستفيد منها هؤلاء وأمَّا الذي يردها فإن هذه الموعظة تبقى عنده لم يستفد بها شيئًا, {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}: خالقكم بارئكم, خالق هذا الكون كله -سبحانه وتعالى-, فهو الرب الذي لا رب سواه -سبحانه وتعالى-, وإذا جاءت الموعظة من ربك الذي خلقك وسَوَّاك وعدَّلك يبقى هذا من غاية الإكرام فهذا في غاية الإكرام إنَّ هذا موعظة مِن الله -سبحانه وتعالى- مباشرة لك أيها الإنسان, {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ}: ماذا في صدرك مِن الشك والشرك وأي شيء مِن الباطل قد هذه السورة تمحو ذلك, فإن كل أنواع الباطل الذي يتمسك به مَن يتمسك قد دحضته هذه السورة؛ سورة يونس التي نحن بها, وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ: تشفيها, الصدر الذي في شك بالله -تبارك وتعالى- فيه شرك فيه تعلق بهذه الأصنام, تعلق بما كان عليه الآباء والأجداد, فيه تسويف فيه رضا بهذه الدنيا واطمئنان بها وسكون إليها وترك للآخرة مرض هذا, كيف هذا المريض الذي يركن لهذه الدنيا ويترك موعود الله -تبارك وتعالى- مريض ماهو صاحي, ليس في عقله, فكل مَن في قلبه مرض من هذه الأمراض جاءت هذه السورة بهذا الشفاء, لكن بالطبع هذا لا يكون شفاءًا إلَّا لمن يتقبل الدواء, وأما مَن لا يتقبل هذا الدواء فإنه لا ينفع, {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}: هداية لأهل الإيمان ورحمة لهم, الهداية: إرشاد وبيان, وكذلك هداية توفيق مِن الله -تبارك وتعالى- عندما يؤمنوا بكلام الله -تبارك وتعالى- يهديهم الله ويوفقهم إلى طريقه -جل وعلا-, وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ: لأهل الإيمان, يرحمهم الله -تبارك وتعالى- يهديهم بأن يبَّلَّ صدروهم بِبلال الإيمان, يسكب في قلبهم مِن نوره, يثبتهم الله -تبارك وتعالى- على هذا, يشرح صدورهم, وذلك أنهم أمنوا بالله -تبارك وتعالى-, فالله -تبارك وتعالى- يرحمهم هذه الرحمة العاجلة في هذه الدنيا بأن يهديهم سُبُلهم وأن يُمَسِّكَهم بهذا الدين حتى يلقوه -سبحانه وتعالى-, {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}.
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس:58]: قل لهم جميعًا, بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِه: فضل الله بالإيمان, والإحسان, والهداية والتوفيق إلى طريقه وصراطه المستقيم هذا فضل الله -تبارك وتعالى- ورحمته بعباده المؤمنين, فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا: هذا الذي يُفْرَح به في هذه الحياة؛ لأن هذه الغنيمة الحقيقية, وهذا هو الفوز الحقيقى والفلاح الحقيقي, تمسك بالإيمان؛ لأن هذا طريق الفلاح وطريق الفوز وطريق رضوان الله وطريق جنته -سبحانه وتعالى-, هذا الذي يُفْرَح به, {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}, هو: هذه هداية الرب -تبارك وتعالى- وطاعته خيرٌ مما يجمعه الجامع؛ وذلك أن الذين يجمعون لهذه الدنيا وهم كفارٌّ بالله -تبارك وتعالى- وخارجون عن طاعته ماذا يفيدهم هذا؟ مهما كدَّسوا مِن نعيم هذه الدنيا, فإن هذا نعيمٌ زائل إمَّا أن يزول عنهم, وإمَّا أن يزولون عنه, وهو مشوبٌ مُكَدَّرٌ بكل أنواع الكدر, فهم ليسوا هذه, فهو متاعٌ قليل ثم متاعٌ زائل, فهذا لا يُفْرَح به لا يُفْرَح به؛ لا يُفْرَح بهذا, وإنما يُفْرَح بالنعيم الباقي بالبقاء على الدين والثبات عليه؛ لأن هذا هو طريق جنة الله -تبارك وتعالى-, {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}, وفي هذه الآية تسلية عظيمة جدًا لأهل الإيمان وبشرى عظيمة لهم أنَّ الذي وفقهم الله -تبارك وتعالى- عليه مِن الإيمان والطاعة هو الذي ينبغي أن يتمسكوا به ويفرحوا بهذه الحقيقة, وأنَّ كل ما حازه الحائِزون مِن الدنيا قليل, ومثله قول الله -تبارك وتعالى-: {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}[طه:131], {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}[طه:132], فالصلاة خيرٌ مِمَّا يجمعه الجامع.
أستغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب, -وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد-.