الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 . 22 نوفمبر 2024

الحلقة (382) - سورة الأنبياء 11-23

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام على عبده، ورسوله الأمين سيدنا، ونبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد؛ فيقول الرب -تبارك وتعالى- {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }[الأنبياء:11-18].

 يخبر -سبحانه وتعالى- أنه قد أهلك قرىً كثيرة من القرى المكذبة قبل مكة، وهذا إنذار للعرب المشركين الذين أرسل فيهم النبي -صلوات الله والسلام عليه- وأن يتعظوا بمصارع الغابرين، كم تكثيرية قَصَمْنَا القصم الحطم، والكسر، والإهلاك قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ قرىً كثيرة كَانَتْ ظَالِمَةً بكفرها، وعنادها، وتأبيها على طريق الرب -جل وعلا- وردها مقالة الرسول، وأنشأنا بعدها قوماً آخرين، أنشأ الله -تبارك وتعالى- بعدها أجيال أخرى سكنت الأرض التى كانوا فيها، وأزال الله -تبارك وتعالى- أولئك عن وجه البسيطة كما فعل بقوم نوح، وكما فعل بثمود، كما فعل بعاد، وكما فعل بقرى لوط قرى كثيرة يعني أهلكها الله -تبارك وتعالى- وأزال أصحابها بكفرهم.

 يصور الله -تبارك وتعالى- حال هؤلاء المكذبين عندما جاءهم العذاب، قال: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ}[الأنبياء:12] لما أحسوا الحس هو يعني قاسوا هذا الأمر، وبدأ العذاب في أوله يأتيهم [إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ] هم منها، من قراهم هذه التي تمكنوا فيها، وعاشوا فيها، واستقروا فيها بيوتهم المزخرفة، ومزارعهم، وبساتينهم [إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ] يعنى خارجين فارين من العذاب قيل: {لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ}[الأنبياء:13] قول على وجه السخرية، والاستهزاء بهم إما أن تكون قالته الملائكة، وقول الرب في هؤلاء الذين خرجوا يركضون يعني قول يدل حالهم المزرية في هروبهم من عذاب الرب -تبارك وتعالى- وقبل ساعات قليلة قد كانوا في تمكنهم متغطرسين، رادين الحق الإلهى، ومستهزئين برسولهم [لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ] ارجعوا مرة ثانية إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ من الخيرات، والنعم، والبساتين، وأنواع الرياش، والأثاث، ومساكنكم الجميلة المزخرفة ارجعوا إليها [لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ] لعلكم تسألون يعني كما كانوا يسألون، يسألهم الناس، ويطلبه منهم، وكذا، وأنهم متنفذون، أو لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ لعله يأتيكم يعني السؤال عن أعمالكم، والحال إنكم لا تسألون إلا اذا أتيتم الرب -تبارك وتعالى- وأنتم حفاة، عراة، قد أهلكتم بعذابه هنا يعني في الدنيا؛ ثم تأتوا يوم القيامة أذلة خاشعين، خاضعين، ويكون سؤالكم، وأنتم في حال الذل، وحال القهر بين يدى الرب -تبارك وتعالى-.

 {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}[الأنبياء:14] يعني لما بكتوا هذا التبكيت، وأهينوا هذه الإهانة قَالُوا يَا وَيْلَنَا تذكروا أمرهم [إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ] ياويلنا يعني يا هلاكنا، ويا مصيبتنا الكبرى إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ قبل هذا أي ظالمين اعترفوا بذنبهم بتكذيبنا للرسل، وابتعادنا عن الحق، وردنا إلى أمر الله -تبارك وتعالى- {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}[الأنبياء:14] قال -جل وعلا- {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ}[الأنبياء:15] ما زالت تلك دعواهم أن يتذكروا، ويقولوا، ويعترفوا على أنفسهم بأنهم كانوا ظالمين، قال -جل وعلا- [حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا] الحصيد هو النبات الذي حصد، وألقي خَامِدِينَ فحصدهم الله -تبارك وتعالى- بعد أن كانوا قائمين، وسائرين، ومتمكنين في الأرض إذا بهم أصبحوا كالنبات الذي استأصل من الأرض، استأصله الله -تبارك وتعالى- وألقوا خامدين، ملقى على  الأرض أرض العذاب، ولا حراك فيها [حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ].

 قال -جل وعلا- مبيناً {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ}[الأنبياء:16] هذا الخلق، لا يمكن أن يكون الله -تبارك وتعالى- خلق هذا الخلق دون هدف، ودون غاية أن يترك البشر يلعبون، ويلهون، يأكلون، ويشربون، لا هم لهم إلا هذا، ويفعلون ما يشاؤوا لا يكون لله -تبارك وتعالى- فيهم أمر، ولا نهي، ولا صراط مستقيم، ولا هداية، ويتركهم هكذا هملاً، ومضيعين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، قال -جل وعلا- {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ}[الأنبياء:16] هذا الخلق العظيم السماء، والأرض يخلقهم الله -تبارك وتعالى- لاعبين يعني لفقط لمجرد اللهو، واللعب؛ ثم قال -جل وعلا- {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ}[الأنبياء:17] وهذا يعني تنزل في الخطاب مع هؤلاء الكفار، ويبين له أنه لا يليق بالرب -سبحانه وتعالى- أن يتخذ لهو. الله أعلى، وأجل، وأعز -سبحانه وتعالى- من أن يكون لاعباً لاهياً لأن اللعب، واللهو هي صفة في المخلوق يعني مذمومة نقص؛ فإنه إذا قيل ملك، وعظيم، ولكنه لاعبُ لاهي؛ فإن هذا يكون نقص به؛ فكيف بالرب الإله ملك السماوات، والأرض خالق  السماوات، والأرض.

 قال -جل وعلا- [لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا] لو كان الله يريد أن يتخذ لهواً لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا يعني دون أن يطلع عليه الخلق, كما الشأن مثلاً تعالى الله عن ذلك، ولله المثل الأعلى الملك الذي يعني العظيم الذي يعرف الناس عنه قوته، وصلابته، وجده لو حب يلعب يقوم يلعب بينه، وبين نفسه ما يلعب أمام شعبه، وأمام الناس؛ فإنها تسقط مكانته، قال -جل وعلا- إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ إن هنا بمعنى ما كنا فاعلين، ما يفعل الله -تبارك وتعالى- لا يتخذ لهوا لا يمكن أن يكون الله تبارك وتعالى لاهياً لاعباً، أو إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ إن التي هي الشرطية لو كنا فاعلين لفعلنا هذا، وتعالى الله -تبارك وتعالى- أن يكون اللهو من صفته -سبحانه وتعالى- واللعب، بل الرب -تبارك وتعالى- منزهُ عن هذا، إن هذا من صفات النقص، والله -تبارك وتعالى- متنزه عن النقص -جل وعلا- وهنا الله -تبارك وتعالى- هنا يبين الخطاب ليقول لهؤلاء المجرمين العتاة، الكفار إن الذين اتهموه بأنه خلق خلقه لا لهدف، ولا لغاية؛ فخلق هذه السماوات العظيمة، وهذه الأرض خلقها، وخالق هذا البشر، وخلق هذا الخلق محكم دون أن يكون هناك هدف من هذا إلا أن يعيش الناس في هذا، ويلهو، ويلعبوا، ويفعلوا ما يشاؤوا، وينتهى الأمر . الله -تبارك وتعالى- أنه يلهو، ويلعب، تعالى الله عن ذلك، بل الله تبارك وتعالى ما خلق السماوات، والأرض إلا بالحق، وأن هذا نظام صارم {........فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا(125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى]. [أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ}[المؤمنون:115]{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ........}[المؤمنون:116] لا بد أن يكون لله تبارك وتعالى شرعاً، ونظاما، وقانونا، وأن من اتبع هذه الشرعة جازاه، وأن من تنكب هذه الشرعة عاقبه {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ}[القلم:35]{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[القلم:36] لا يمكن أن يساوي الله -تبارك وتعالى- بين المجرم، وبين المؤمن لا بد أن يكون هناك حكومة، حكم، وكل ٌ يأخذ جزاءه تعالى الله -تبارك وتعالى- أن يكون قد خلق خلقه عبثاً، ولعباً {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ}[الأنبياء:16]{لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ}[الأنبياء:17] ما كنا فاعلين، لا يفعل الله -تبارك وتعالى- هذا.

 {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}[الأنبياء:18] بَلْ يعني شأن الرب -تبارك وتعالى- أنه يقذف بالحق على الباطل؛ فيدمغه الباطل الذي يقوله هؤلاء المجرمون الكفار من أن الله تبارك وتعالى خلق خلقه سدىً ، وعبثا، أو أن له ولد، أو أن له زوجة، أو أن هناك إله معه من كل هذه الأقوال الكاذبة الباطلة، الكاذبة كيف يتركها الله -عز وجل-؟ قال: [بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ] الذى يرسل على ألسنة الرسل [عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ] يدمغه، الدمغ هو الضرب في الدماغ، الضربة التي تأتي  إذا كانت في الدماغ، وتكسر عظم الرأس، وتصل إلى الدماغ هذه تقتل الإنسان فَيَدْمَغُهُ يعني يضربه ضربةً تقتله، وهي الحجة القاهرة، القوية التي تأتي إلى الباطل؛ فتزيل هذا الباطل و تميتها [بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ] وقذف الله -تبارك وتعالى- بالحق هو إنزاله آياته -سبحانه وتعالى- التي تكشف هذا الباطل، وتبين هذا الزور [فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ] إذا هو هذا الباطل زاهق، وكل ما افتراه الكفار من الشبه على شركهم، وعلى كفرهم، وعلى عنادهم، وعلى إنكارهم للبعث، وإنكارهم يعني لحكمة الرب -تبارك وتعالى- كل هذا يعني نزلت القرآن، والآيات بما يدمغ ذلك، ويزيله [فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ] ميت هالك [وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ] تهديد، ووعيد من الله -تبارك وتعالى- لهؤلاء المفترين، كالعرب الذين افتروا دينهم على الخرافة، والظنون الكاذبة أن الله تزوج بالجن، وإن له الملائكة، وإن الملائكة إناث، وأنه إذا تقربوا إليهم رفعوا مقالتهم للرب، وأنه لا حياة بعد هذه الحياة، وأن الرب يكرمهم، ويعطيهم لأنهم يستحقون هذه الكرامة من هذه الأمور العبثية، ومن هذه الظنون الكاذبة؛ ثم بأنفسهم، وعلى عقولهم حرموا هذا، وأحلو هذا بأهوائهم، وساروا في حياتهم كما يشتهون لا يرجعون إلى الرب -تبارك وتعالى- ولا يتقون، ولا يتورعون، وكذلك النصارى في أقوالهم، وكذلك اليهود في أقوالهم، وكذلك سائر أنواع المشركين من الشرك الذي لا حد له ملايين الملايين من الألهة عبدت من دون الله -تبارك وتعالى- بالباطل كل هذا ! فكيف يترك الله -تبارك وتعالى- أهل الباطل على هذا النحو {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}[الأنبياء:18] [وَلَكُمُ الْوَيْلُ] التهديد، العذاب، المهلك، الوادي في جهنم الذي ينتظر هؤلاء [مِمَّا تَصِفُونَ] من وصفكم هذا الباطل لما يفترونه من الشرك، والكفر، ووصفهم الرب بغير صفته -سبحانه وتعالى- [مِمَّا تَصِفُونَ] يعني مما تقولون من هذه الأوصاف الكاذبة في شرككم، كفركم.

 {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ}[الأنبياء:19]  هذا شأن الرب -سبحانه وتعالى- الإله الذي لا إله إلا هو وملك السماوات، والأرض وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كل من في السماوات، والأرض له، وذلك أنهم خلقه، وأنهم تحت قهره، وأمره  -سبحانه وتعالى- مشيئته نافذة فيهم، وأمرهم الكوني القدري في كل خلقه نافذ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ملك له وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ من عنده من الملائكة، ملائكة الرب -تبارك وتعالى- الذين هم عند الله -تبارك وتعالى- في السماء لا يَسْتَكْبِرُونَ وإنما هم مطيعون، خاضعون ما في واحد منهم يستكبر يستنكف، ويتعالى عن عبادة الرب -تبارك وتعالى- .

[وَلا يَسْتَحْسِرُونَ] يستحسرون الإنحسار، إنحسار الشيء هو يعني تقلصه، ونهايته؛ فاسترسالهم في العبادة استرسال تام، ولا يأتي وقت يقفون عند حد فيه، ويملون، ويرتاحون، لا، إنما هم في عبادة متواصلة للرب -تبارك وتعالى- وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يعني لا تنحسر عبادتهم إنما هم في مدد دائم من عبادة الرب -جل وعلا- .

{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء:20] يعني أن فىي تسبيحهم لله -تبارك وتعالى- تنزيههم له عما يليق، وذكره -سبحانه وتعالى- بالجميل، الليل، والنهار هذا دائم؛ فمضى الليل،والنهار هم في عبادتهم بتسبيح الرب، وتنزيهه -سبحانه وتعالى- [لا يَفْتُرُونَ] الفتور هو الضعف يعني لا يضعفون عن هذه الطاعة الدائمة لله -تبارك وتعالى- بالتسبيح الدائم للرب -جل وعلا- فهنا يصف الله -تبارك وتعالى- عبادة هؤلاء الملائكة الذين هم عنده -سبحانه وتعالى- بأنهم عباد دائمون لله -تبارك وتعالى- ليلهم، ونهارهم، وأنهم لا يكلون من هذا، ولا يعنى ينحسر عبادتهم؛ فتكون في حال عالية، وفي حال دون ذلك، بل هي عبادة متواصلة، دائمة من تسبيح الرب -تبارك وتعالى- وتمجيده {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء:20].

 ثم قال -جل وعلا- {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ}[الأنبياء:21] سؤال للإنكار، وبيان أن الآلهة التي اتخذوها تافهة {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ}[الأنبياء:21] الآلهة التي اتخذوها اتخذوها من الأرض، كأصنامهم، وكبشر، وغيرهم [هُمْ يُنشِرُونَ] يعني هل هؤلاء ينشرون، يخلقون، لهم النشور يعني يخلقون هؤلاء العباد الذين عبدوهم هم ينشرونهم، ويحيونهم، أو أيضاً يعني يخلقون خلق آخر مثل لهم، مشاركة، وعمل في الخلق {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ}[الأنبياء:21].

{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}[الأنبياء:22] قال -جل وعلا- لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ على الحقيقة فِيهِمَا في السماوات، والأرض آلِهَةٌ على الحقيقة يعني إله، إله صدق يعني صدق يستحق أن يسمى إله، والإله لا يكون إلها الذي هو المعبود صدق إلا اذا كان خالقاً، رازقاً، يحيي، يميت، يملك عابده يملك له النفع، ويملك له الضر، والحال أنه لا يوجد يعني إله على هذا النحو إلا الله رب العالمين -سبحانه وتعالى- فهو الذي يملك نفع عباده يملك ضرهم، هو خالقهم، هو المتصرف فيهم وحده -سبحانه وتعالى- وأما الآخرون فإنهم لم يخلقوا شيء، وهم أصلا هم مخلوقين، وكل من عبدهم لا يستطيعون أن ينفعوهم بشيء، ولا يستطيعون كذلك أن يضروه بشيء؛ فبالتالي هو إله باطل، ليس إلهاً على الحقيقة سمي إله، ولكنه ليس بإله كيف يكون هذا إلهاً؟! يعني كيف يعبد من لا يطعم، ولا يسقي، ولا يرزق، ولا يخلق، ولا يحي، ولا يميت، وليس بيده من الأمر شيء، ولا يملك لمن يعبده نفعاً، ولا ضراً كيف يكون هذا إله؟! فالله يقول: [لَوْ كَانَ فِيهِمَا] في السماوات، والأرض إله على الحقيقة، كالله يخلق، ويرزق، ويحي، ويميت [لَفَسَدَتَا] تفسد السماوات، والأرض لأنه لو كان إله حقيقي مع الله -سبحانه وتعالى- إذا لا بد أن تتعارض الإرادتان، إرادة الرب الإله -سبحانه وتعالى- ملك السماوات، والأرض، وإرادة هذا الإله الخالق، الرازق، المحيي، المميت؛ فهذا يخلق، وهذا يخلق، وهذا يرزق، وهذا يرزق، وهذا يحي، وهذا يحي، وهذا يخلق الخلق، وهذا يخلق الخلق لا يمكن أن تتوافق إرادتهم، واذا تعارضت الإرادات فسدت كل يأخذ خلقه، وقد يحصل بينهم من يعني التدافع، والتمانع، ويضرب هذا، ويفسد هذا الكون، كما قال -جل وعلا- {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}[المؤمنون:90]{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا........}[المؤمنون:91] يعني لو كان {.......لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}[المؤمنون:91] إذا لوكان معهم من إله لذهب كل إله بما خلق، كل إله يخلق، ويرزق سينتحى ناحية بالخلق الذي خلقه [وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ] كان كل إله حقيقى يضارب الآخر، قال -جل وعلا- [سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ] تنزيهاً لله -تبارك وتعالى- الذي ليس له نظير، وليس معه إله غيره، وليس له شبيه، وليس له؛ فحتى لو كان له ولد إذا هذا الولد سيكون إله، ويخلق، ويرزق، ويحي، ويميت؛ فيكون على غير إرادة كذلك يعني أبيه، وبالتالى يكون هناك آلهة {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}[المؤمنون:90]{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}[المؤمنون:91] لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ يعني آلهة على الحقيقة لَفَسَدَتَا إذا هذه الآلهة الذي اتخذوها موجودة لكنها ليس هي على الحقيقة لا ينفع، ولا يخلق، ولا يرزق، ولا يحي، ويميت، ولذلك هذه الآلهة كلها يجمعها الله -تبارك وتعالى- مع عبادها، ويلقي بها فى النار {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}[الأنبياء:98] لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها، لو كان هؤلاء آلهة على الحقيقة هذه التي عبدتموها ما وردوها، ماوردوا النار لأن الإله الممتنع قوي، هذا خالق، رازق، له قوة أما إنه يؤخذ يلقى في النار هو، ومن عبده كذلك؛ فإذاً تسميتهم إله كانت باطلة.

 {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}[الأنبياء:98]{لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ}[الأنبياء:99] وأما الذين عبدوا، وسموا بآلهة، ولم يرضوا على أنفسهم بهذه العبادة، ولا رضيوها من عبادهم؛ فإن الله -تبارك وتعالى- يعني يبعدهم عن هؤلاء الذين عبدوهم، كالملائكة عبدوا بغير إرادة منهم، ولذلك يسألهم الله -تبارك وتعالى- {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}[سبأ:40] أهؤلاء المشركون الذين عبدوكم إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ........}[سبأ:41] نحن كنا نواليك من دون هؤلاء, مع هؤلاء {........بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}[سبأ:41] بل كان هؤلاء المشركون لا يعبدوننا، وإنما يعبدون الجن لأنهم الأصنام يذهبون إلى الأصنام، والجن تخاطبهم من هذه الأصنام؛ فهم يعبدون الجن، والشياطين، وكانوا مؤمنون بهم أما نحن؛ فنحن نبرأ إليك، نحن نواليك، وليس بيننا وبين هؤلاء الذين يعني عبدونا من عند أنفسهم، وهم اقترحوا هذا، وعبدونا من عند أنفسهم، ولا شأن لنا بهم؛ فهذا الملائكة كذلك عيسى ابن مريم عليه السلام الذي عبد من دون الله، وانتحل  يعني الذين عبدوه كل صفات الربوبية، والألوهية، قالوا إله من إله يخلق، يرزق، يحي، ويميت كما الرب -تبارك وتعالى- وقالوا ذاته ذات الرب -جل وعلا-  الله -تبارك وتعالى- يأتي به يوم القيامة، ويقول له أنت {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ........}[المائدة:116-119] فيتبرأ منهم؛ فهؤلاء كل من عبد من دون الله -تبارك وتعالى- ونسبت له الألوهية، وهو من عباد الله الصالحين هذا يتبرأ ممن عبده، ويفصل بينهم؛ فهؤلاء يذهبون إلى جهنم، وهؤلاء الذين سبقت لله -تبارك وتعالى- منهم الحسنى يدخلون الجنة.

 {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ(101) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ}[الأنبياء:101-102] فالله يبكت هؤلاء، ويقول لهم: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لو كان في السماوات، والأرض إله على الحقيقة إلا الله، أو آلهة متعددة إله، أو أكثر لَفَسَدَتَا تفسد. لأن لا بد أن يصطرع هؤلاء، لا بد أن تصطرع هذه الآلهة،وأن يصارع بعضها بعض، وبالتالي هذا يضرب شمس هذا، وهذا يضرب قمر هذا، وهذا يفعل هذا تنتهي الأرض، كما قال -جل وعلا- {........إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا}[الإسراء:42] فكانوا يبتغوا هؤلاء الآلهة إلى ذي العرش سبيلا أي لمغالبته، وتعالى الله عن ذلك، قال: {........فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}[الأنبياء:22] سبحان الله تنزيهاً له -سبحانه وتعالى- وصف الله نفسه هنا بأنه رب العرش، والعرش سقف هذه المخلوقات كلها، الذي يغطي كل هذه المخلوقات؛ فكل المخلوقات من السفل إلى العلو هذه الأرض، والسماوات أولى، وثانية، وثالثة طباق سبع سماوات طباق، وفوقها الكرسي، والرب -تبارك وتعالى- وفوقها العرش، والله -تبارك وتعالى- هو صاحب العرش، والعرش لأنه سقف المخلوقات إذاً  كل هذه المخلوقات تحت يعني قهر الله -تبارك وتعالى- تحت أمره [فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ].

 {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا}[الإسراء:42] لو كان هناك آلهة كما يقولون حقيقين إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا أي يغالبوه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}[الأنبياء:22]{لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}[الأنبياء:23] فهو يخلق، ويفعل ما يشاء -سبحانه وتعالى- من خلق، ومن تدبير، وكذلك من تدمير، يدمر ما دمر من قرى الكفر، ولا يسأله أحد -سبحانه وتعالى- لا، ليس هناك يعني من هو مثل الله تبارك وتعالى أن يسأل لما فعلت هذا، ولم خلقت هذا، ولم لم تخلق هذا، بل كل مخلوقاته يسألون، وهو لا يسأل أحد، لا يستطيع أحد أن يسأله -سبحانه وتعالى- لأنه الرب الإله الذي له القول وحده، والإرادة وحده، وله التنفيذ وحده -سبحانه وتعالى- فلا أحد، لا معارض للرب -تبارك وتعالى- {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}[الأنبياء:23] هم كلهم، الملائكة تسـأل، عيسى يسأل، الرسل يسألون، البشر يسألون، كل إنسان يسأل عن فعل|؛ حتى الرسل الذين اختارهم الله {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف:6] كل مخلوقات الله -تبارك وتعالى- يسألون عن عملهم، ويقفون عليه، ويحاسبون، وأما الرب الإله الخالق الذي لا إله إلا هو؛ فلا محاسب له، ولا سائل له -سبحانه وتعالى- فهو الذي له يعني القول وحده، والإرادة وحده -سبحانه وتعالى- ولا معارضاَ لقوله، وإرادته, ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}[الأنبياء:23].

{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ(24) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:24-25] نقف هنا إن شاء الله، ونعود في الحلقة الآتية.

أستغفر الله لي، ولكم من كل ذنب، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك، ورسولك محمد.