الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 . 22 نوفمبر 2024

الحلقة (403) - سورة الحج 54-58

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام على عبده، ورسوله الأمين, سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد؛ فيقول الله -تبارك وتعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[الحج:52], {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}[الحج:53], {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الحج:54], {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ}[الحج:55], {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ........}[الحج:56], هذه الآيات من سورة الحج، وقد بيَّنا فى الحلقة الماضية ما ذكره بعض أهل العلم فى سبب النزول من تلك القصة الصحيح أنها قصة مختلقة، ما يسمى بقصة الغرانيق، وخلاصتها بأن النبى كان يقرأ سورة النجم فى مكة، وكان حوله جمع من المشركين، ومن المسلمين، وأنه فى سورة النجم {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى}[النجم:19], {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}[النجم:20], {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى}[النجم:21], {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}[النجم:22], {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ........}[النجم:23], {........ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}[النجم:28]، وأن الكفار سمعوا بعد ذلك فى قراءة النبى تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى، والغرانيق جمع غرنوق، والغرنوق طائر أبيض، وهم يشبهون الملائكة بهذه بأنها طيور بيضاء، ومعنى تلك الغرانيق العلا الملائكة الذين فى السماء، وإن شفاعتهن لترتجى على قول المشركين فى أنهم يعبدون الملائكة، ويسمونهم بنات الله ليقربوهم إلى الله -تبارك وتعالى-, هذه القصة لا شك أنها قصة مختلقة، وقد حكم كثير من أهل العلم بأنها مكذوبة، موضوعة، وأن النبى -صلى الله عليه وسلم- معصوم أن يقول غير الحق على الله -تبارك وتعالى- لا بإرادته، ولا بخارج عن إرادته، وذلك {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}[النجم:3], {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم:4], حتى هى غير معقولة؛ لأن ترضى الكفار عن هذه الكلمات، قالوا أن الكفار لما سمعوا هذه الكلمات تلك هى الغرانيق العلا، وأن شفاعتهن لترتجى أنهم قالوا قد ذكر آلهتنا بخير، وأنهم عندما جاءت السجدة سجدوا مع النبى -صلوات الله والسلام عليه-, والثابت الصحيح أن النبى قرأ السورة، وأنه سجد النبى، وسجد المؤمنون معه، وسجد الكفار معه، وأن كافرًا منهم أخذ حفنة من التراب، ووضعها على جبهته، وقال يكفينى هذا، ولم يسجد؛ فقال عبد الله بن مسعود، قد رأيته بعد ذلك قتل فى بدر كافرًا هذا الذى أخذ حفنة التراب، ووضعها على جبهته، وقال يكفينى هذا، ولم يسجد عندما جاءت موضع السجدة {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}[النجم:62], وليس فى حديث الصحيحين هذا أى ذكر لهذه لأن النبى لما قرأ جاء فى قراءته تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى؛ فهذه القصة قصة مختلقة مدرجة هنا، وليست لها علاقة بهذه الآية، قلنا بأنها أيضًا غير غير معقولة، وذلك أن سورة النجم كلها إنما هى نهى عن الشرك، وتسفيه لعقيدة الكفار فى عبادتهم الملائكة، وإدعائهم أنهم آلهة نفس السورة كلها على هذا النحو؛ فكيف يكون يترضوا عن هذا الكلام، يترضوا أن يقول النبى تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى علمًا أن فى السورة {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى}[النجم:19], {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}[النجم:20], {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى}[النجم:21]{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}[النجم:22], {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ........}[النجم:23], {........وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}[النجم:28], {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}[النجم:29], ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ, ثم جاء بعد ذلك قول الله -تبارك وتعالى-: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}[النجم:26], فيخبر -سبحانه وتعالى- أنه وَكَمْ التكثيرية {مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}[النجم:26]: فإن شفاعتهم إنما هى مشروطة برضا الله -تبارك وتعالى- عن المشفوع فيه، ولا يرضى الله -تبارك وتعالى- عن مشرك، الأمر الآخر أن يسمح الله -تبارك وتعالى- لهم بالشفاعة, مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ فكيف يكون هذا؛ ثم يأتى بأن لهم شفاعة، وأن على النحو الذى فهمه الكفار، ويعتقده الكفار، وأن شفاعتهم لازمة على الله -تبارك وتعالى- أن يقبلها؛ فالقصة مختلقة من أساسها، وليست هى من أسباب نزول هذه الآية، وأما معنى الآية وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى فسرت الأمنية هنا على أحد الوجهين بالقراءة أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ: أى ما يلقيه الشيطان نفسه فى أذهان، وفى عقول الكفار، وفى أسماعهم من تشكيك فى كلام الله -تبارك وتعالى-, والصد عن سبيل الله {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[الحج:52]: ما يلقيه الشيطان هذا، ويوحى به لأتباعه، كما فى قول الله -تبارك وتعالى- عندما حرمت الميتة أن الشيطان ألقى للكفار سألوا محمد عن الشاة تصبح ميتة من قتلها؛ فقال الله قتلها؛ فقال إذا أنتم ما تذبحونه بأيديكم أنتم تقولون عنه حلال مزكى، وما يذبحه الله -تبارك وتعالى- تقولون عنه حرام، أنتم أفضل من الله؟ فهذه شغل الشيطان، وهو تشكيكه فى ما ينزله الله -تبارك وتعالى- فأنزل الله تبارك وتعالى قوله: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}[الأنعام:121]: فالشيطان يوحى لأولياءه بهذه الشبه ليجادل بها المؤمنين، وقال الله -تبارك وتعالى-: وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ, يحكم الله -تبارك وتعالى- آياته، ينزل ما يدحض أقوال الكفار التى أخذوها عن هؤلاء الشياطين بما يوحى إليهم هؤلاء الشياطين، وقد قال -تبارك وتعالى-: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}[الفرقان:33], {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ........}[الأنبياء:18] {........فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[الحج:52].

 {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}[الحج:53]: فهؤلاء الذين فى قلوبهم مرض الشك، هؤلاء يتلقفون ما يلقيه الشيطان عليهم من هذه الشبه، وكذلك القاسية قلوبهم الذى تقسوا  قلوبهم يروا الآيات العظيمة لله -تبارك وتعالى- ولا تلين قلوبهم إلى قبول هذه الآيات من قسوة القلب، ومن شدته؛ فكم من الآيات يظهرها الله -تبارك وتعالى- لكنهم لا يقبلونها من قسوة القلوب؛ فهؤلاء الذين فى قلوبهم هذه القسوة، وهؤلاء مرضى القلوب، هؤلاء هم الذين تشربون أقوال الشياطين وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ, طرائق شتى متشاقون، وهم فى إعتقاداتهم بعيدون كل البعد عن طريق الحق، وكذلك هم مختلفون فى أقوالهم فى هذا الدين؛ فالنبى يقولون عنه بعضهم يقول ساحر، بعضهم يقول كاهن، بعضهم يقول قد ألقيت عليه هذه الكلمات من غيره، بعضهم يقول لا هو إفتراها من نفسه أمور متباعدة جدًا، وكلها فى قول النبى؛ فهم فى قول مختلف؛ فهم فى أقوال مختلفة، وهم فى شقاق بعيد عن الحق.

 وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ بهذا البيان، والإنزال من الله -تبارك وتعالى- الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ: أنه هذا الدين أنه منزل الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فيؤمنوا به فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ, تخبت له قلوبهم، إخبات هو التواضع، والسكون، والإطمئنان إلى كلام الله -تبارك وتعالى- وأنه من عند الله {........وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الحج:54] بشرى منه -سبحانه وتعالى- وتأكيد أنه سيهدى أهل الإيمان إلى صراط مستقيم، هذا فعله -سبحانه وتعالى- مع أهل الإيمان {........وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الحج:54] أى بإيمانهم هذا، وتصديقهم ما أنزل الله -تبارك وتعالى- وتصديقهم بآيات الله -تبارك وتعالى- يهديهم ربهم بهذا الإيمان، أما الكفار قال -جل وعلا-: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ}[الحج:55]: أما الكافر؛ فأخبر الله -تبارك وتعالى- بأنه يظل فى كفره، وفى هذا الشك الذى يعتوره مباشرة إلى إن يكتب الله -تبارك وتعالى- بعد ذلك نهايته، إما أن تأتيهم الساعة بغتة، وهذا في من تقوم عليهم الساعة، وهم فى هذا الشك أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ عذاب يوم عقيم يأتيهم عذاب يوم لا عقيم لا خير فيه، العقيم الذى لا خير فيه، او عقيم خلاص هذا آخر ليل له؛ فهذا إما أن يكون هذا اليوم العقيم عذاب يوم قريب فى هذه الدنيا، يوم لا خير فيه يأتيهم الله -تبارك وتعالى- بهذا اليوم، كما جاء فى أقوال بعض المفسرين أنه كيوم بدر؛ فإن هذا يوم عقيم لا خير فيه عذاب الكفار قسمهم الله، وقص منهم من قص، أو عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ يوم القيامة؛ فإن هذا يَوْمٍ عَقِيمٍ لا خير فيه عذاب الكفار، وأنه ليس بعده إلا النار عياذًا بالله, ثم قال -جل وعلا-: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ........}[الحج:56] مما يدل على أن القول الثانى، أو يأتيهم عذاب يوم عقيم إنه يوم القيامة.

 {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ........}[الحج:56] الملك يومئذ لله هذا ظهوره للخلائق، وإلا فالملك لله -تبارك وتعالى- فى كل وقت؛ فالله هو الملك -سبحانه وتعالى- ملك السماوات، والأرض بيده الملك، وله ملك الدنيا، والآخرة، ولكن لما كان فى هذه الدنيا ملوك يملكون، ويتحكمون بأمر الله -تبارك وتعالى- الكونى القدرى، أو بأمره الشرعى الدينى، والملك الظاهر لهم فى هذه الحياة {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ........}[غافر:29] فلهم الملك الآن الظاهرى فى هذا الأرض، ويغتر بهذا الملك من يغتر منهم، كما قال الله -تبارك وتعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ.......}[البقرة:258] على قول من قال هنا من المفسرين آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ أن آتاه أتى النمروذ الملك؛ فالملك له ، يقول أنا خلاص ظن أن له الملك، وله التصريف؛ فيقتل هذا، ويعفوا عن هذا؛ فلما قيل له إن الله يحيي، ويميت، قال: أن أحي، وأميت؛ فظن أن هذا التصريف أن الملك له، والشاهد أن الملك الذى من يتملك فى هذه الدنيا فى ظاهر الأمر ملك عارى ظاهر لكنه ليس ملكًا حقيقيًا، الله الذى له الملك الحقيقى -سبحانه وتعالى- {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}[مريم:40], فالملك كله لله -تبارك وتعالى- فى الدنيا، والآخرة حقيقة، وتصريفًا فلا يتصرف أحد فى هذا الكون فى هذه الدنيا إلا بإذنه، ويوم القيامة يصبح الملك لله هذا ظاهر لكل أحد للعيان، وذلك أن أولئك كلهم سلبوا الملك {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}[مريم:93] فقط {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا}[مريم:94], {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}[مريم:95] فيأتى كل أحد ، وقد تخلى عنه ملكه، وسلطانه، وحاشيته، وكل شيء {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ........}[الأنعام:94] هذا نداء الرب، وقول الله لهذه الخلائق كلها وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ والإنسان خلق أول مرة ينزل من بطن أمه عاريًا ما عليه شيء وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ: ما ملكناكم {........وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}[الأنعام:94], فالملك يومئذ لله لأنه يوم القيامة لا ملك لأحد، لا أحد يأتى ومعه ملك، لا عنده أرض هو يملكها، ولا حتى ثياب على جسمه، ولا عنده عبد يعينه، ولا عنده مالونقود ينفقها ما عنده شئ حتى ما عنده شيء يضعه على رأسه يستر به رأسه، ولا حذاء يلبسه فى رجليه، يقول النبى: « إنكم محشورون إلى ربكم حفاة عراة غرلا», كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ: مثل ما بدأ الله -تبارك وتعالى- أول الخلق يعيده مرة ثانية وبدأ الله أول الخلق بالنسبة للإنسان هكذا ينزل من بطن أمه عاريًا، حافيًا بغرلته قبل أن يختن ، وكذلك يحشر على هذا النحو عاريًا، حافيًا بغرلته كذلك الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ: ظهوره كل أحد يظهر ما فى أحد يملك شيء معه يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ولأن له الملك؛ فله الحكم -سبحانه وتعالى- فيحكم بينهم، يحكم بين الخلائق جميعًا -سبحانه وتعالى- وهذه نتيجة الحكم {فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}[الحج:56], {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[الحج:57] فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ هذا القسم، وهذا فريق من الناس فريق واحد، وله شق آخر فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ: هذا حكم الله -تبارك وتعالى- لهم أنهم فى جنات بساتين, النَّعِيمِ: التنعم, يتنعمون فيها بكل شيء، كل شئ نعيم يتنعمون بما تلذ به أعينهم، وما تشتهيه أنفسهم، وبكل ألوان الحبور، والسرور، والسعادة ما يدرى من أى مكان تأتيه السعادة من كل مكان؛ فالجنة شجرة مثمرة، نهر مطرد، زوجة حسناء، ثياب لا تبلى، شباب لا يفنى, صحبة ورفقة طيبة رفقة الأنبياء، والصالحين، والمؤمنين، والشهداء {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا}[النساء:69]: أحسن رفق رفقة الصالحين {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا}[الواقعة:25], {إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا}[الواقعة:26], لا عمل، ولا شغل من أشغال الكد، والكدح، ما فى كدح, كل ما يشتهونه موجود، وهم إخوة {عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الصافات:44], يطاف عليهم بألوان الطعام، والشراب، والمتعة، واللذة، وتقلبون فى الجنة فى نعم لا تنتهى {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ}[ص:54], فهؤلاء هذا مصير هذا الفريق الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، و يرتب الله الجنة على الإيمان، والعمل الصالح لا بد من إيمان، وعمل صالح، الإيمان عماد القلوب من مخافة الرب -تبارك وتعالى- ومن تعظيمه، وتوقيره، وإجلاله، ومحبته -سبحانه وتعالى- وخشيته هذه أعماد القلوب، هذه معانى الإيمان بالله، وبكل ما أخبر به الله -تبارك وتعالى- مصدقون بكل ما أخبر الله -تبارك وتعالى- به عن غيبه، عن ملائكته، وعن رسالته، وعن جنته، وعن ناره، وعن هذا اليوم، يوم القيامة؛ فهؤلاء الذين آمنوا بهذا، صدقوا بهذا، وعملوا بمقتضى هذا التصديق، وكذلك عملوا الصالحات عملوا الأعمال الصالحة التى أمرهم الله -تبارك وتعالى- بها سواء أن كانت قربات، كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، أو كانت أحكام أمرهم الله -تبارك وتعالى- أن يتقيدوها فى كل معاملاتهم، فى زواجهم، وطلاقهم، وميراثهم، وبيعهم، وشرائهم، وعطائهم، إلتزموا حدود الرب -تبارك وتعالى- في ما حد لهم فهؤلاء الذين عملوا هذه الصالحات مع إيمانهم بالله -تبارك وتعالى- فى جنات النعيم، ختام عظيم، عاقبة حميدة.

 {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[الحج:57]: أما الذين كفروا، عرفوا الحق تجلت لهم هذه الحقائق، وضعت لهم الأدلة، لكن كفروا، جحدوها، الكفر: الستر ستروها، وغطوها، ولم يؤمنوا بها، ولم يصدقوها دليل ناصع، واضح بيِّن على أن الله هو الإله الواحد الذى لا إله إلا هو، ومحمد عبده، ورسوله داعى إلى الله -تبارك وتعالى- هذا صراطه المستقيم، هذا أمره، هذه المعجزات القائمة كلها الدالة، والشاهدة على أن هذا الدين حق، ولكنهم لم يؤمنوا بهذا، كفروا بهذا، جحدوا هذا؛ فالكفر هو سترهم لهذه الأدلة، وتغطيتها، ودفعها عن نفوسهم، وعن قلوبهم، وكذبوا بآياتنا كذبوا بها قالوا هذه كذب، آيات الله تبارك وتعالى سواء أن كانت آياته المقروءة هذه المنزلة من عنده -سبحانه وتعالى- كذبوا بها، قالوا سحر، كهانة، شعر، أمور أساطير الأولين إكتتبها، نسبوها إلى أن النبى علمها من التوراة، والإنجيل، علمه بشر؛ فكذبوا بها، قالوا هذه كذب، ليست من الله -تبارك وتعالى- بل من عند محمد؛ فكبوا بالآيات المنزلة، وكذلك تكذيبهم بالآيات البصرية المعاينة؛ فآيات الله -تبارك وتعالى- القائمة من خلقه للسماوات، والأرض، خلقه لهم كل هذا كذبوا به بمعنى أنه لم ينسبوه إلى الله الخالق، المتصرف -سبحانه وتعالى- إما نسبوه إلى ما نسبوا إليه من الصدفة ، من إنه وجد هكذا بغير موجد، أوجد نفسه، إنفجار رتب هذه الأمور على هذا النحو، وصرفوا قلوبهم بأن يؤمنوا أن هذه آيات الله -تبارك وتعالى- فإن الله تبارك وتعالى أقام هذا الكون شاهد على وحدانيته -سبحانه وتعالى- وعظمته {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[البقرة:164], أى إنسان عنده عقل يعلم أن هذه آيات دلالات واضحات على وحدانية الرب -تبارك وتعالى- وأنه الإله القوى، القادر، القاهر، العليم الذي أقام هذا البناء العظيم، وأحكمه، وسيره، وسخره {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}[فاطر:41], فهؤلاء كذبوا بآيات الله -تبارك وتعالى- آياته الذين كذبوا بآياته المقروءة، والذين كذبوا بآياته المنظورة, أي كذبوا بالسمع، وكذبوا بالبصر فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ: فأولئك، والإشارة للبعيد لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ: أي فيه إهانة، وذلك أن العذاب الآخرة وصفه الله -تبارك وتعالى- بأوصاف كثيرة أنه مؤلم، وأنه غليظ، وأنه مهين يعذب ممكن يعذب بالألم بدون إهانة لكن فيه إهانة إهانة كالدز؛ فإنه يدخل جهنم دزًا، أو السحب {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}[القمر:48], الوضع فى النار مجرد الوضع، والصلى لا شك أن هذا عذاب مؤلم لكن أن يسحب فيها على وجهه فهذا يهان، فهذه إهانة يطرق على رأسه بمطرقة الحديد هذه إهانة يهان بالكلام بالتقريع {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}[الدخان:49] فيبكت، يلقى بالحميم على رأسه, {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ}[الدخان:47]: العتل: النتع بقوة, إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ: إلى وسط النار {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ}[الدخان:48] ثم يبكت {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}[الدخان:49], فكل معانى الإهانة من الإزدراء كذلك يترك يصرخ ما يصرخ، ويستغيث، ما يستغيث، ولا يجاب له {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}[الزخرف:77]، بعد يوم من أيام الله -تبارك وتعالى- الف سنة؛ فيترك ألف سنة فى الصراخ؛ ثم يرد عليه وهو إستعطاف منهم يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ: أي ادعى الله -تبارك وتعالى- أن يقضى علينا، ويريحنا من السجن الذى نحن فيه من النار التى نحن فيها؛ فيرد عليهم بعد ألف سنة فى آخر اليوم؛ فيقول لهم: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}[الزخرف:78], فكل معانى الإهانة؛ وهذا طبعًا جزاء وفاق، موافق؛ لأنهم لما أهانوا آيات الله -تبارك وتعالى- ولم يؤمنوا بها، وكذبوا بها هى آيات الله، آيات خالقهم، وربهم لا إله إلا هو -سبحانه وتعالى- لما ازدروها، واحتقروها، ولم يؤمنوا بها، وتركوها عوقبوا بجزاء لعملهم كما قال -جل وعلا-: {جَزَاءً وِفَاقًا}[النبأ:26], {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا}[النبأ:27], {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا}[النبأ:28], فلما كذبوا بآيات الله هذا التكذيب، وأهانوا هذه الآيات، ودفعوها عن أنفسهم أهانهم الله -تبارك وتعالى- فى الآخرة هذه الإهانة {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[الحج:57].

 ثم خص الله -تبارك وتعالى- مجموعة من المؤمنين لأعمالهم العظيمة التى قاموا بها فقال: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الحج:58]{لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ}[الحج:59]: هؤلاء طائفة من المؤمنين تعرضوا لأنواع من البلاء العظيم فى الدنيا، وهو الهجرة فى سبيل الله هاجروا تركوا أوطانهم، الهجرة هو الإنتقال من مكان إلى مكان تركوا أوطانهم، ومقصدهم فى سبيل الله طبعًا بما صنعه الكفار كالذين هاجروا من مكة فإنه نالهم الأذى الشديد مما اضطرهم إلى أن يفارقوا وطنهم، وأن يخرجوا فى الأرض طبعًا ذهب إلى الحبشة لما قال النبى، وأرادوا أن يخرجوا أين يذهبوا فى هذه الأرض؛ فقال لهم النبى: اذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملكًا لا يظلم عنده أحد، قال رجل ما يظلم عنده أحد عيشوا عنده؛ فذهبوا إلى الحبشة عاشوا عنده، وبعضهم من كان يلجأ إلى بعض القبائل الأخرى هنا وهناك إلى أن أوجد الله -تبارك وتعالى- لهم ملجئًا، ودارًا يهاجرون إليها هى المدينة وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا: قتلوا بعد ذلك إما من الكفار، أو ماتوا حتف أنوفهم بدون سبب القتل، قال -جل وعلا-: {لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الحج:58]: هذا إكرام من الله -تبارك وتعالى- لهم قبل الجنة لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا قبل دخول الجنة يوم القيامة يرزقهم فى الجنة رزق حسن، كما جاء بأن هؤلاء الشهداء الذين يموتون فى سبيل الله هؤلاء أرواحهم فى حويصلة الخضر تسرح فى ثمار الجنة، وتأوى إلى قناديل معلقة تحت العرش {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران:169], {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[آل عمران:170], {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران:171], فهؤلاء أخبر الله -تبارك وتعالى- أنه سيكرمهم لأن لهم هذه الفضيلة بأن الله -تبارك وتعالى- سيكرمهم بدخول الجنة قبل الجنة قبل دخول الجنة العام فى يوم القيامة {لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الحج:58], {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ}[الحج:59].

نعود إن شاء الله لهذه الآيات فى الحلقة الآتية، -وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله محمد-.