الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام على عبده، ورسوله الأمين, سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد؛ فيقول الله -تبارك وتعالى-: {ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ}[المؤمنون:42], {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}[المؤمنون:43], {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ}[المؤمنون:44], {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}[المؤمنون:45], {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ}[المؤمنون:46], {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ}[المؤمنون:47], {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ}[المؤمنون:48], {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}[المؤمنون:49], {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}[المؤمنون:50]: يخبر -سبحانه وتعالى- بأنه أنشأ بعد هؤلاء القوم الذين أهلكهم الله -تبارك وتعالى- قُرُونًا آخَرِينَ ذكر الله -تبارك وتعالى- فى هذه السورة، سورة المؤمنون أولًا من الأمم التى كذبت رسلها أول أمة، وهى قوة نوح أرسل فيهم نوح بدعوة واضحة الى الله -تبارك وتعالى- دعاهم الى الله -عز وجل- فكذبوه؛ فكان من الشأن ما قصه الله -تبارك وتعالى- أن أهلكهم الله -تبارك وتعالى- بالغرق، وقال الله -تبارك وتعالى- لنوح لما قال نوح {........رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ}[المؤمنون:26] قال -جل وعلا- {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}[المؤمنون:27] بطلب الرأفة، والرحمة لهم بعد مجئ العذاب إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ مضى أمر الله -تبارك وتعالى- فيهم {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[المؤمنون:28]{وَقُلْ رَبِّ أَنزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ}[المؤمنون:29], ثم قال -جل وعلا-: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ}[المؤمنون:30] لا بد أن يبتلى الله -تبارك وتعالى- عباده بإرسال الرسول؛ فمن أطاع الرسول هذا مآله كما أنجى الله -تبارك وتعالى- نوح، والذين آمنوا معه، ومن عصوه، وسدوا أبواب الهداية عن أنفسهم؛ فإن مصيرهم إلى هذا الهلاك، قال -جل وعلا- نموذج آخر {ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}[المؤمنون:31], {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ}[المؤمنون:32]: دعوة واضحة، قال -جل وعلا-: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}[المؤمنون:33], {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ}[المؤمنون:34], {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}[المؤمنون:35], {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ}[المؤمنون:36], {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}[المؤمنون:37]: بمثل هذه السخافة، والتكذيب ردوا كلام الرسول الواضح يا قوم {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ}[المؤمنون:32] فكان بهذا أنت بشر مثلنا لماذا تتفضل علينا لماذا أنت بتأكل مثل ما بنأكل وتشرب مثل ما نشرب لو شاء الله -تبارك وتعالى- لكان أنزل ملائكة؛ ثم بعد ذلك نحن إذا متنا، وكنا تراب، وعظام سنعود مرة ثانية هذا أمر بعيد جدًا {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ}[المؤمنون:36] ما فى إلا هذه الحياة الدنيا فقط وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ, كذبوا هذا التكذيب، وعموا هذا العمى عموا عن خلق أنفسهم، وعن خلق هذا الوجود، عموا عن هذا الرسول الذى جاءهم بهذه الأدلة الواضحة من ربهم -سبحانه وتعالى- لم يبقى أمام الرسول إلا أن قال {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ}[المؤمنون:39], قال -جل وعلا-: {........عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}[المؤمنون:40]: سيأتيهم العذاب، ويندموا على هذا التكذيب، وهذا العناد، ورد رسول رب العالمين -سبحانه وتعالى- قال -جل وعلا- فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ ملك صاح فيهم صيحة واحدة، صرخ فيهم صرخة واحدة، قال -جل وعلا- فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً: كغثاء السيل، الغثاء هو هذا القش، والبعر، والدمن الذى يحمله السيل فى مجراه متفتت بقايا هشيم النباتات، والأعشاب, أى أجسادهم تهرت على هذا النحو {........فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[المؤمنون:41]: أبعدهم الله -تبارك وتعالى- بعدًا لهم هلاكًا، وسحقًا لهم لأنهم لما كانوا بعيدين عن الحق؛ فإن الله -تبارك وتعالى- أبعدهم عن رحمته -سبحانه وتعالى-.
قال -جل وعلا- {ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ}[المؤمنون:42]: من بعد هذا القرن الذى جاء بعد نوح، وهذه قصة هؤلاء تنطبق على قوم ثمود قبيلة ثمود، وكيف أن الله -تبارك وتعالى- أهلكها بالصيحة, قرون: أمم، والقرن هم الجماعة الذين يعيشون مقترنين فى وقت واحد، قال -جل وعلا- {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}[المؤمنون:43]: كل أمة كانت قصتها كتلك القصة، نفس الدورة، نفس الأمر الرسول الهادى يدعوهم إلى الله -تبارك وتعالى- بالبينات، والهدى هؤلاء يكذبون، ويعاندون؛ ثم تكون النهاية فى أن الرسول يلجأ إلى ربه -تبارك وتعالى- فعند ذلك ينجيه الله، والمؤمنون، هو، والمؤمنين، ويهلك الله -تبارك وتعالى- هؤلاء الظالمين، قال -جل وعلا-: مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا: الذى أجله الله، وقتها وقت هلاكها وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ: أي لا يهلكها الله -تبارك وتعالى- قبل الوقت المقرر، المعد، المكتوب؛ فإن الله -تبارك وتعالى- قد علم ما يكون من خلقه قبل أن يخلقهم -سبحانه وتعالى- فالوقت الذى قدره الله -تبارك وتعالى- لعقوبة عنده يأتى هلاكهم فى هذا الوقت تمامًا فلا يستأخرون عنه، ولا يستقدمون مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا فيهلكها الله -تبارك وتعالى- وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ عن هذا الأجل, ثم قال -جل وعلا-: ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كثيراً أرسل الله -تبارك وتعالى- فى الأمم رسل من الله -تبارك وتعالى- رسل كثيرين أرسلهم الله -تبارك وتعالى- {........وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ}[فاطر:24] ما فى أمة من الأمم إلا، وأرسل الله -تبارك وتعالى- فيها من ينذرها وقد قصً الله -تبارك وتعالى- علينا قصص بعضهم، وقصص آخرين لم يقصصه، كما قال -تبارك وتعالى- مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ: ففيه رسل لم يقصصهم الله -تبارك وتعالى- علينا يخبر الله -تبارك وتعالى- هنا فى الجملة ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كثيرين كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ نفس الأمر، نفس الحال كأنهم قد تمالئوا، وتواضوا بأمر واحد، وهو أنهم كلما يأتيهم رسول يكذبوه، وكأنهم اجتمعوا قبل ذلك، وقالوا يا جماعة كل واحد يأتيه رسول لا بد من تكذيبه، كما قال -جل وعلا- {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}[الذاريات:53], {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}[سبأ:34], قال -جل وعلا-: فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا: بالهلاك تهلك هذه الأمة أمة جديدة يرسل الله -تبارك وتعالى- فيها رسول؛ فيكذبوه؛ فيتبعهم الله -تبارك وتعالى- السابقين تهلك هذه الأمة، بعد هذه الأمة، ولا من يتعظ، ولا من يعتبر وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ: أي لم يبقى منهم إلا الذكريات، والأحاديث ليس ذكريات الأحياء طبعًا لمن نجى، وكذلك لمن يأتى لمن بعدهم يبقى ذكريات، وتبقى أحاديث السابقين؛ فيتحدث الناس بأخبارهم السابقة فقط؛ فهذا الذى بقى منهم أما هم واحد منهم مثلًا بقى، أو ذهب كل مالهم بكل هذا الذى بنوه، وشادوه، وعمروه، و كل هذا أزيل، ولم يبقى بعد ذلك منهم إلا الأحاديث.
قال: {فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ}[المؤمنون:44]: بعدًا لهم، هلاكًا لهم، وسحقًا لهم، وإبعاد لهم عن رحمة الله -تبارك وتعالى- بجريمتهم هذه لأنهم قوم لا يُؤْمِنُونَ: لا يصدقون يأتيهم الصدق من الله -تبارك وتعالى- لكن لا يؤمنون به، يقال لهم هذه آيات الله -تبارك وتعالى- لا يصدقون بها، يعلمون أنها من الله -تبارك وتعالى- ولكن لا يصدقونها؛ فهؤلاءا عقوبة الرب -تبارك وتعالى- على هذا النحو, ثم قال -جل وعلا-: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}[المؤمنون:45]: أى بعد أن أهلك الله -تبارك وتعالى- هذه الأمم التى أرسل فيها هؤلاء الرسل، وأتبعهم على هذا النحو، وبقيت فقط منهم الأحاديث أرسل الله -تبارك وتعالى- نبيه موسى –عليه السلام-، وأخاه هارون، وهارون قد نُبِّئ بطلب، ودعى دعاء من موسى لربه -تبارك وتعالى- أن يرسل الله -تبارك وتعالى- معه اخاه هارون وزير له، قال: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي}[طه:31], {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[طه:32], {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا}[طه:33], {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا}[طه:34], وذلك أنه قد أرسل إلى مهمة صعبة، وعسيرة، وهى أن يلقى فرعون، الوقت وقته فرعون موسى الذى قد تجبر، وادعى الألوهية، وإدعى الربوبية، وقال يا أيها الناس: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي, وادعى أنه المسيطر على هذا الكون، وأنه ليس للناس رب، ولا إله سواه، وطغى، وتجبر فى الأرض {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[القصص:4], فلما كان موسى أرسل بهذه الرسالة العظيمة، والتى كان فيها ملاقاة هذا المجرم العظيم، وأمة متبعة له، ويريد أن يخلص الشعب من تحت هذا القهر كانت مهمة عظيمة؛ فدعا الله -تبارك وتعالى- بأن ينبئ الله أخاه ليكون سندًا، وعضداً له؛ فامتن الله -تبارك وتعالى- عليه، وجعل أخاه هارون وزيرًا له، ونبيًا معه, بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ: آيات الله -تبارك وتعالى- آياته هذه العيانية المعجزات، البينات، الواضحات التى لا تترك فى الحق لبس، عصى موسى التى يضعها؛ فتصبح حية تسعى والتى أظهرت سحر السحرة، وأن هذا ليس بسحر، وأن هذه آية من آيات الله -تبارك وتعالى- وكذلك يد موسى يدخلها فى جيبه؛ فتخرج بيضاء من غير سوء فتكون على غير لون جلد موسى، جلد موسى كان آدم إلى السمرة؛ فيخرجها بيضاء من غير سوء ليست ببرص، والآية الأخرى التى أرسلها الله -تبارك وتعالى- من العقوبات على قوم فرعون آيات بينات عقوبة لكنها خارقة للعادة ليست عقوبة من العقوبات المعتادة، أمور خارقة للعادة، قال -جل وعلا-: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}[الأعراف:133] الضفادع التى تنتشر فى كل مكان حتى تدخل لهم البيوت، والفروش على غير العادة الأمر، الدم الذى يتحول الدم يؤخذ الدم من المنهر؛ فإذا أخذ إلى بيوتهم تحول دمًا عبيطًا, ثم الرجز العذاب الذى أنزله الله، آيات عظيمة جدًا؛ ثم بعد ذلك انفلاق البحر من أعظم الآيات العيانية البينة كل هذه الآيات لم تجعل قوم فرعون يهتدوا، ويجعوا إلى الله -تبارك وتعالى- ويتوبوا عما هم فيه من الشرك، والكفر، وكذلك الآيات الواضحات، البراهين التى قالها موسى لضحد هذا الكفر الذى هم عليه، يقول فرعون لموسى {........فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء:23], {قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ}[الشعراء:24], {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ}[الشعراء:25], {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ}[الشعراء:26], {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}[الشعراء:27], {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}[الشعراء:28]: هذه آيات واضحات، براهين ساطعة بينة أن رب العالمين الذى أرسل موسى رب هذا الكون هو ربهم، ورب الناس رب المشارق، والمغارب؛ فأمر قاهر، حجة واضحة لا تُرَد, ثم بعد ذلك هذه الآيات العيانية المعجزات العيانية التى أرسلها الله -تبارك وتعالى- قال -جل وعلا-: إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا: أي تكبروا عن أن يذعنوا لهذا الأمر لأنهم رأوا أنهم أهل العز، والمكان، والمتمكنون فى وطنهم، وأن هذا رجل غريب هو، وقومه، وأنهم فى مقام الذل لهم فكيف يطيعونهم، وكيف يسمعون لهم.
قال -جل وعلا- وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ: أهل علو، وفساد فى الأرض؛ فَقَالُوا من علوهم {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ}[المؤمنون:47]: سؤال يريدون به استنكار هذا الأمر أن يؤمنوا لموسى، قالوا: أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا موسى، وهارون وهم بشرين، رجلين من البشر مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ: أي أنهم تحت قهرنا، وذلنا؛ فقومهما هم بنو إسرائيل لَنَا عَابِدُونَ وذلك أنهم يقصدون فى العبادة أنهم مذللون، خاضعون قد أقاموهم فى الذل، والخضوع يقتلون ذكورهم، ويستحيون يبقون بناتهم أحياء، ويسومونهم سوء العذاب، ويكلفونهم أعمال السخرة، والأعمال الشاقة من ضرب اللبن، ومن البناء من الطين، ومن نقل الحجارة من نحو ذلك؛ فيستخدمونهم فى هذا أعمالهم الدنيئة الحقيرة، والأعمال الثقيلة، وهم فوقهم قاهرون؛ فقالوا: كيف نؤمن لهم، ونصدق ما عندهم، وهم بهذه الحالة، هم بشرين سيتفضلوا علينا {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى}[طه:63] هذا أيضًا من كذبهم، وإفكهم, قال -جل وعلا-: {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ}[المؤمنون:48]: أي فرعون، وملأه كذبوا موسى، وهارون التكذيب هو رد الصدق، ورد الحق الذى معهم بأن يقال أن هذا كذب، وأن هذا زور، وبهتان، وليس هذا بآية من الله، قال -جل وعلا-: فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ: أهلكهم الله -تبارك وتعالى-, وقد بين الله -تبارك وتعالى- كيف أهلكهم، وهو أنه أهلكهم بالغرق جمعهم كلهم، خرج فرعون بجنوده، وجمعهم الله -تبارك وتعالى- ليغرقوا فى فى البحر، قال -تبارك وتعالى- {........فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[يونس:90], {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[يونس:91], وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ: وهو أن الله -تبارك وتعالى- شق لهم البحر، وتجاوزوه، وخرجوا منه، قال -جل وعلا-: فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا: بغى عليهم، وعدوان, عند ذلك الله -تبارك وتعالى- أطبق عليهم البحر؛ فأهلكهم فيه {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ}[المؤمنون:48]: على هذه الصورة المهينة التى أهانهم الله -تبارك وتعالى- بها، ثم قال -جل وعلا-: وَلَقَدْ: يؤكد الله تبارك وتعالى بتأكيد اللام، وقد أنه أعطى موسى آتَيْنَا أعطينا مُوسَى الْكِتَابَ وهو التوراة {........لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}[المؤمنون:49]: أي لعل قومه أن يهتدوا الى طريق الرب -تبارك وتعالى- فإن الله -تبارك وتعالى- جعل هذا الكتاب نور {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ........}[المائدة:44], قال: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}[الأعراف:145], كتاب موعظة، كتاب تشريع، كتاب هداية إلى طريق الرب -تبارك وتعالى- {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}[المؤمنون:49] فهذا فضل الله -تبارك وتعالى- فانظر هذه أيضًا صفحة من صفحات تاريخ البشرية صفحة موسى عليه السلام، وقومه، وفرعون انظر هذا المآل، وهذا المآل، مآل فرعون، وقومه المكذبين.
قال -جل وعلا- {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ}[المؤمنون:48]: أهلكهم الله -عز وجل- وأما موسى؛ فإن الله -تبارك وتعالى- أنجاه؛ ثم امتن الله -تبارك وتعالى- عليه، بإنزال الكتاب التوراة ليتخذ قومه طريقهم إلى الله -تبارك وتعالى- مكنهم الله -تبارك وتعالى- وأنزل لهم التوراة الهادية ليسلكوا طريق الرب -جل وعلا-, ثم ذكر الله -تبارك وتعالى- بعد ذلك عيسى -عليه السلام- {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}[المؤمنون:50], {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51]: هذا فضل الله -تبارك وتعالى- على عبده عيسى -عليه السلام-، قال: وَجَعَلْنَا: الذى جعل هذا هو الله -تبارك وتعالى- ابْنَ مَرْيَمَ: وهو عيسىى ينسب إلى أمه لأن الله -تبارك وتعالى- خلقه منها دون ذكر وَأُمَّهُ مريم عليها السلام آيَةً: فى الخلق فى أن الله -تبارك وتعالى- يخلق ما يشاء، كما يشاء -سبحانه وتعالى-؛ فإن خلق الله -تبارك وتعالى- لعموم البشر غير آدم، وحواء أن خلق الله -تبارك وتعالى- من اجتماع الذكر، والأنثى آدم أبو البشر خلقه الله -تبارك وتعالى- من طين هذه الأرض بيديه -سبحانه وتعالى- حواء خلقها الله -تبارك وتعالى- من ضلع من أضلاع آدم، عيسى خلقه الله -تبارك وتعالى-, أي من أمه مريم التى بنفخة من الملك كان بها عيسى -عليه السلام-، وهذا ليتم كل أنواع الخلق حتى لا يقال إن هذا الأمر لازم على هذا النحو هذا آدم خلقه الله -تبارك وتعالى-, أي لا من أنثى، ولا من ذكر، وإنما خلق مستقل من طين هذه الأرض نقلة عظيمة جدًا من الطين إلى الإنسان الكامل، حواء -عليها السلام- من ذكر بدون أنثى إنما أخذ الله -تبارك وتعالى- ضلع من أضلاع آدم، وخلقها عند نومة له، لما قام وجدها بجواره، وزوجه الله -تبارك وتعالى- إياها، وقال له: هذه زوجك، كل البشر بعد ذلك من اجتماع الذكر، والأنثى عيسى -عليه السلام- يخلق من أنثى بلا ذكر، بعكس حواء عليها السلام لتتم القسمة كلها الرباعية اثنين باثنين، ويكون هذا آية من آيات الله -تبارك وتعالى- أنه يخلق كما يشاء، وكيف ما يشاء -سبحانه وتعالى- وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً: وكذلك من الآيات التى أجراها الله -تبارك وتعالى- على عيسى -عليه السلام- أنه أجرى الله -عز وجل- عليه مجموعة كبيرة جدًا من الآيات، والمعجزات فى أنه يصنع بيديه من الطين كهيئة الطير فإذا نفخ فيه صار طيرًا بإذن الله، يبرئ الأكمه، والأبرص بإذن الله، والأكمه الذى يولد أعمى، وهذا لا وسيلة عنده للإبصار؛ فيبصر بمسحة منه، وكذلك الأصم يمسحه فيسمع، يخرج الموتى يأمر الميت أن يخرج من قبره؛ فيخرج؛ فهذه آيات عظمية أجراها الله -تبارك وتعالى- على يديه وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ: إلى كذلك تكليمه الناس، وهو فى المهد {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}[آل عمران:46] فهذه آية من آيات الله -تبارك وتعالى- وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً قال -جل وعلا-: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}[المؤمنون:50]: من تفضل الله -تبارك وتعالى- عليهم فى الدنيا المرتفع من الأرض ذَاتِ قَرَارٍ: مستقرة وَمَعِينٍ: ماء معين قيل هذا، فسر هذا بأنه عندما ولدت مريم -عليها السلام- إبنها؛ فإن الله -تبارك وتعالى- آواها إلى هذه الربوة التى وضعت -عيسى عليه السلام- عندها، قيل للسيدة مريم: {........أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}[مريم:24], {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}[مريم:25], {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}[مريم:26] كذلك أواهم الله -تبارك وتعالى- فى سكناهما؛ فإنهم أسكنهم الله -تبارك وتعالى- بلاد الشام، وهى أرض مرتفعة،وهى ذَاتِ قَرَارٍ قيل أنها قليلة الزلازل بالنسبة لبقية الأرض وَمَعِينٍ وماء معين؛ فأواهما الله -تبارك وتعالى- إلى هذا، وهذا من تفضل الله -تبارك وتعالى- عليهما فى الدنيا.
ثم قال -جل وعلا- {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51]{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[المؤمنون:52]: خطاب بعد هذا من بعد أن بين الله -تبارك وتعال- فضله على عباده المؤمنين، وكذلك بين نقمته، وهلاكه لهؤلاء الكافرين على مدى هذه القرون من بدأ بنوح إلى أن جاء بعده من القرون، وكيف أهلك الله -تبارك وتعالى- الكافرين قرناً بعد قرن وجه الله -تبارك وتعالى- بعد الخطاب إلى الرسل، والمؤمنين؛ فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ: كلوا أمر إباحة، وأن هذا من تفضل الله -تبارك وتعالى- والطيب ضد الخبيث، وهو كل ما زادت منافعه فى هذه على مضاره كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا: أمر عظيم جدًا، اعملوا الأعمال الصالحة التى تثابون عليها بالثواب العظيم عند الله -تبارك وتعالى- كل عمل صالح مهما دق، ولو كان مثقال ذرة؛ فله ثوابه العظيم عند الرب -سبحانه وتعالى- يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ماذا يريد بعد هذا، هذه منة عظيمة من الله -تبارك وتعالى- أن الله -تبارك وتعالى- قد أنعم الله -تبارك وتعالى- عليهم بنعمة الدنيا وكذلك بنعمة الآخرة بعكس أولئك الكفار الذين تمتعوا قليلًا؛ ثم أهلكهم الله -تبارك وتعالى- {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51]: بشرى كذلك أن الله -تبارك وتعالى- عليم بأعمالهم، وبالتالى سيكافئهم، ويجازيهم على أعمالهم الطيبة تطلق الطيبات كذلك على الحلال ما أحله الله -تبارك وتعالى- فهو الطيب، وما حرمه الله هو الخبيث، والله لا يحرم -سبحانه وتعالى- إلا الخبائث؛ فقد حرم الله -تبارك وتعالى- للرسل كلهم جميعًا أن يأكلوا الخبيث وهو المُحرَّم ما حرمه الله -تبارك وتعالى- فهو خبيث وأحل الله -تبارك وتعالى- لهم الطيبات، وفى الحديث «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا» وأن الله قد أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين؛ فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51], وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[البقرة:172]: فهذا أمر للجميع، أمر إباحة، وأن يأكلوا من الطيبات بالمعنيين، معنى الطيب ما زادت منافعه على مضاره، والمعنى الآخر، وهو ما أحله الله -تبارك وتعالى- لهم دون ما حرمه, {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[المؤمنون:52]: ما ذكره الله -تبارك وتعالى- من هؤلاء الرسل هم أمة واحدة، أمة جماعة واحدة، وذلك أن مرسلهم هو الله -تبارك وتعالى- دعوتهم واحدة، دينهم واحد، وهو الدعوة إلى عبادة الله -تبارك وتعالى- وحده لا شريك له، وربهم واحد وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ خافونى.
نقف عند هذا، نكمل فى الحلقة الآتية إن شاء الله, أصلى، وأسلم على عبد الله، ورسوله محمد، والحمد لله رب العالمين.