السبت 22 جمادى الأولى 1446 . 23 نوفمبر 2024

الحلقة (427) - سورة النور 39-41

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين, سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه، وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد؛ فيقول الله -تبارك وتعالى- : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[النور:39], {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور:40], بعد أنَّ ذكر الله -تبارك وتعالى- نوره، نور هدايته في قلب عباده المؤمنين؛ فقال -جلَّ وعَلا- : {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ........}[النور:35], إلى أنْ قال الله -تبارك وتعالى- : {........ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[النور:35], ثم أخبر الله -تبارك وتعالى- أنَّ هذا نور هديته يُزْهِرُ في قلب عبده المؤمن بالصلاة، قال : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}[النور:36], {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}[النور:37], هذا مِن البصيرة، مِن هذا النور الذي قذفه الله -تبارك وتعالى- في قلوبهم أنْ هُدُوا إلى هذا العمل الصالح, إلى تسبيحهم لله، وذكرهم لله -تبارك وتعالى-, ومجيئهم إلى بيوت الله -تبارك وتعالى- لإقامة ذكر الله بالصلاة, ثم لإيتائهم الزكاة مِن النور، مِن إشراق هذا النور في قلوب عباده المؤمنين، قال -جلَّ وعَلا- : {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ........}[النور:38], هذه الأعمال الحسنة، العظيمة يعطيهم الله، الله الذي يعطيهم الجزاء الحسن على هذه الأعمال، ويزيدهم مِن فضله عمل قليل صنعوه؛ فيعطيهم الله -تبارك وتعالى- أجر عظيم عليه، الجنة، وكل ما كان هذا هناك مِن عمل أخذه مِن هذه الجنة المساحات الواسعة، القصور، وكل مَن قرأ حرفًا مِن كتاب الله أعطاه الله عشر حسنات، مَن قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى له الله بيتًا في الجنة؛ فهم في زيادة مستمرة مِن فضل الله -تبارك وتعالى-, {........وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[النور:38], فهذا عمل المؤمن الذي يسير في نور مِن الله -تبارك وتعالى- نَوَّرَ الله -تبارك وتعالى- قلبه، وعَرَّفَهُ الحقائق على هذا النحو؛ فأصبحت أعماله كلها فيها خير وفلاح، وأشرف الأعمال هو الصلاة؛ ثم الزكاة؛ فهذا يسير في نور الله -تبارك وتعالى-.

بعد هذا ذكر الله -تبارك وتعالى- عمل الكافر؛ فقال : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ........}[النور:39], هذا الكافر مظلم, فيه ستارة بينه كفر بالله -تبارك وتعالى- فأصبح حجاب بينه وبين الحق، وبين هذا النور, {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ}, أعمالهم هذه الدنيوية والأخروية, {أَعْمَالُهُمْ}, التي عملوها للدنيا ككدهم في الدنيا، زراعاتهم وصناعاتهم وكسبهم وشغلهم الدنيوي، أو : {أَعْمَالُهُمْ}, التي عملوها للآخرة مِن صدقة وبِرّ وإحسان وصلاة كما هي أعمال الكفار؛ فإنَّ المشركين كانوا يعملون بعض هذه الأعمال مِن الأعمال الصالحة، وكان بعضهم يريد فيها الآخرة مشركي العرب بالطبع كانوا هؤلاء منكرين الآخرة، وإنما أعمالهم التي عملوها مِن البِرِّ والإحسان والصلاة وغيرها إنما أرادوا بها الدنيا يكافئهم الله -تبارك وتعالى- عليهم في الدنيا، أعمال الكفار التي يعملونها في الدنيا، قيامهم في هذا الأمر في دنياهم بالكد والكسب والجري والركض وراء هذه الدنيا، قال -جلَّ وعَلا- : {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ}, السراب هو هذا اللمعان الذي يترائى للماشى في الصحراء؛ فإنه يرى على مد البصر كاللمعان مِن بعيد كلمعان الماء إذا نزل عليه الضوء؛ فيحسبه، يحسب هذا السراب ماء؛ فإذا جاء هذه البقعة التي كأنه ترائى فيه له الماء؛ فيجدها إنه ما فى يء إنَّ هذا كان فقط مجرد لمعة كلمعان الماء، ولا حقيقة له، شَبَّهَ الله -تبارك وتعالى- أعمال الكافر التي يعملها في دنياه بأنه كالذي يركض خلف السراب، ووجه الشَّبَه أنَّ الكافر يعمل هذه الأعمال الدنيوية إنما ليسعد وليخلد وليهنأ بهذه الحياة، ويتمتع فيها، ولكنه يرى أنه كلما جرى وراء هذا العمل لا يحصل مقصوده، مقصوده مِن المتعة والراحة والسعادة لا تتحقق؛ فيركض وراء عمل آخر، عمل آخر, وكل ما أتى إلى عمل مِن هذه الأعمال، وحازه، وناله لم ينل ما يريد؛ ثم بعد ذلك كان الموت, ثم كان الموت بعد ذلك؛ فعند ذلك تتكشف له الحقائق هذا في أعماله الدنيا، أعمال الكافر الدنيوية, كذلك أعمال الكافر ما طلب به الآخرة، ما ظن أنه نافعه عند الله -تبارك وتعالى-, ولكن عمله لما كان على غير أساسٍ مِن الإيمان بالله -تبارك وتعالى- وتوحيده، كان مشرك بالله -تبارك وتعالى- فإنَّ عمله يصبح هذا الذي ترائى له كأنه ماء يأخذه، ويأخذ ثوابه في الآخرة هو سراب, {إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}, وذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- يُذْهِبُ عمله، كما قال -جل وعلا- : {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ}[إبراهيم:18] , {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ........}[النور:39], والقيعة هي القاع المنخفض مِن الأرض, {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً}, الظمآن الذي يركض وراءه يظن أنَّ هذا السراب الذي ترائى له ماء؛ فيركض عنده، وهذا أشد خيبة وخسار خيبة الظمآن عندما يركض خلف السراب, ثم : {إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}, وهذه خيبة الكافر عندما يركض خلف عمله الدنيوي يريد به السعادة ,ثم إذا حازه وناله, {لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}, لم يجد أنَّ هذا الذي حازه وناله، كان يريد الثروة ما تحقق له السعادة، كان يريد الزوجة الجميلة، كان يريد المنظر، كان يريد البناء العظيم, كل ما كان يتمناه في الدنيا إذا ناله؛ فإنه بعد ذلك يجد أنه قد فقد قيمته ومعناه مِن إعطائه الهناءة والسعادة، كما قال -جلَّ وعَلا- : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه:124], {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا........}[النور:39], في العمل الدنيوي لم يحقق سعاته، وفي العمل الأخروي لم يجد له ثوابًا عنده؛ لأنه كان مشركًا بالله -تبارك وتعالى- وكافرًا به؛ فإنه لا يجد أنَّ الله -تبارك وتعالى- يُثِبْهُ على هذا العمل, {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ}, عند عمله هذا، وجد الله الذي يحاسبه عندما كان يُؤَمِّلُهُ مِن هذا العمل، قال -جلَّ وعَلا- : {فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ}, الذي يستحق, {........وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[النور:39], وتوفيته حسابه، حسابه بكفره وشركه؛ فيوفيه الله -تبارك وتعالى- هذا الحساب بأنْ يأخذ حسابه وافيًا -عياذًا بالله-, {........وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[النور:39], سرعة العقوبة في أنَّ هذا الكافر, فإنه قد يعاقبه في الدنيا قبل أنْ يخرج منها، وقد يعاقبه بعد الموت، ولا شك أنَّ العمر قليل، وبالتالي فإنَّ سرعة العقوبة تكون واقعة كذلك حتى لو أمهله الله -تبارك وتعالى- إلى أنْ يعيش ما يعيش, {........وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[النور:39].

ثم قال -جلَّ وعَلا- : {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ........}[النور:40], هذا مثل ثانٍ ضربه الله -تبارك وتعالى- لعمل الكافر, أي أنَّ عمل الكافر هو كالسراب هذا تشبيه بالنظر إلى حال الكافر في ركضه وراء عمله لِيُحَصِّل منه السعادة في الدنيا، أو الثواب في الآخرة، وهذا بالنظر إلى وضع الكافر مع هذا العمل أنه لا يعرف، ولا يدرى ما الذي ينفعه مما يضره؛ فهو كالأعمى يخبط، {أَوْ كَظُلُمَاتٍ}, عمل الكافر كأنه  ظلمات, {فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ}, الكافر يُخْبِرُ الله -تبارك وتعالى- بأنه يعيش في ظلمات، وضرب الله مَثَل لهذه الظلمات التي يعيش فيها الكافر أنها ظلمة كاملة، وأنَّ الظلام في مكان هذا يأتيه الظلام مِن كل مكان, {فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ}, اللُّجَة هي علو الأمواج, لُجَّةُ البحر، لجّ, بحر لُجِّيّ, أي متلاطم الموج, {يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ}, مَن يعش في هذه الظلمة، مَن يكون في هذه الظلمة يكون في بحر لُجِّيّ, كثير الأمواج، وأنَّ الموج يأتيه؛ فيغطيه, ثم يأتي موج يغطى الموج, ثم يكون هناك سحاب يمنع أي وصول للضوء أنْ ينزل إلى الأرض، وإذا وُجِدَ السحاب كذلك منع ضوء ما في السماء مِن نجوم وغيرها أنْ يصل؛ فتصبح ظلمة البحر مِن داخله، والبحر في داخله الداخل الذي لا يصله الضوء الماء حاجز ظلمة دامسة؛ فإذا كان موج، وفوق موج، وفوق هذا الموج سحاب؛ فإنَّ الظلمة تصبح غليظة, ثخينة بحيث أنه لا يوجد بصبيص ضوء، قال -جلَّ وعَلا- : {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ}, أي مِن جيبه، ووضعها أمامه, {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}, لا يستطيع أنْ يرى يده، وهو قد قربها إلى عينه مِن شدة الظلمة؛ فهذا حال الكافر يسير في دنياه على هذا النحو كمن يعيش في هذه الظلمات، ومَن يعيش في هذه الظلمات على هذا النحو أنَّى له أنْ يعرف ما حوله، أنَّى له أنْ يعرف ما يضره مما حوله مما ينفعه؛ فلذلك هو يسير أعمى على هذا النحو في هذه الظلمات لا يعرف شيء؛ فكل العمل الذي يعمله يظن أنه نافعه لكن ما ينفعه عمله هذا الدنيوي، وحذقه لها، ومهارته فيها في النهاية غير نافعة؛ لأنها غير موردًا له إلى النار ما تنفعه، وهي عبارة عن ركض وراء شيء بعيد، سراب، عمله الأخروي بدون أنْ يكون ممن يشهد أن لا إله إلا الله, وأنَّ محمداً رسول الله، وأنه مهتدي، وأنه يُصَلِّي كما أمره الله، ويصوم كما أمر الله، ويسير في شريعة الله -عز وجل-, بل يعمل أعمال يظنها أنها تنفع عند الله، وهي الحال لا تنفع عند الله -تبارك وتعالى-؛ فيأخذ هنا مِن العمل ما لا يفيده كالذي يسير في الظلمة، كالذي يسير في هذه الظلمات تمامًا، قال -جلَّ وعَلا- : {........وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور:40], الله نور السماوات والأرض، وهو الهادي -سبحانه وتعالى- إلى هذا النور, {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا}, يهتدى به، ويبصره مِن أين له النور مِن أين له أنْ يكون له نور؛ فالله -تبارك وتعالى- هو الهادي إلى نوره -سبحانه وتعالى- فمن لم يجعل الله في قلبه نور يرى به، ويبصر به؛ فإنه لا يرى, أليس الكافر يرى نور الله ظلمة! الكافر يرى نور الله -تبارك وتعالى- قرآنه وهدايته هذا ظلام، ويبغضها أشد البغض, {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ........}[الزمر:45], ويرى الرسول أبغض الخَلْق له، يبغض رسوله ويكذبه ويرفضه مِن ظلمته, هذا مِن الظلمة؛ فهذا النبي الذي هو النور والسراج المبين يراه الكافر أنه عدو له، وأنه الشيطان عنده أحسن مِن الرسول، وطريق الله -تبارك وتعالى- وصراطه المستقيم الموصل إلى جنته يبغضه، ولا يراه ويحاربه ويسير فيه, ثم شيطانه، الشيطان الذي هو عدو لله -تبارك وتعالى-, والذي هو عدو لهذا الكافر الكافر يحبه، ويسير خَلْفَهُ، ويأخذ كلامه، ويحب هذا الطريق, يبقى هذا أعمى لايرى هو كما قال الله -تبارك وتعالى- : {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ}, فهذا قد عمي عن الحقائق، الحقائق الناصعة، الواضحة، البينة لا يراها، والكفر والعناد والطريق الذى يوصله إلى النار هذا يحبه ويهواه، ويسير فيه النار أمامه، ولكنه يسير إليها بقدميه، ورجليه مِن عماه، مِن الظلمة التي هو فيها، قال -جلَّ وعَلا- : {........وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور:40], مَن أراد الله -تبارك وتعالى- أنْ يحجب عنه هذا النور، ويعمي بصيرته، ويعمي قلبه، ويجعله يعيش على هذا النحو مِن أين له النور؟ {فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}, الهُدَى هداه -سبحانه وتعالى-, هذا بيان أنَّ الهُدَى منه -سبحانه وتعالى-, وأنَّ نور الله -تبارك وتعالى- إنما يُشْرِقُ ويُزْهِرُ في قلوب المهتدين وهم الذين سمعوا كلام الله -تبارك وتعالى- واتبعوا نوره، قال -جلَّ وعَلا- : {........نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[النور:35], {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ........}[النور:36], فالله هو الذي يهدي لنوره مِن يشاء -سبحانه وتعالى-< فالعباد المؤمنون هؤلاء اهتدوا بهدى الله، وبأمر الله -تبارك وتعالى-, وبفضل الله، وبعطاءه -سبحانه وتعالى-, والكافر ضَلَّ وعمي وعاش في الظلمات بحرمان الله -تبارك وتعالى-؛ لأنَّ الله لم يرد أنْ يجعل له نورًا، قال -جلَّ وعَلا- : {........وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور:40], يستحيل أنْ يكون له نور, مَن يعطيه النور؟ مَن يوفقه؟ مَن يهديه؟ فحُكْمُ الله، الله -تبارك وتعالى- هو القاهر فوق عباده، والحكم سبحانه مِن هداه الله؛ فهو المهتدي, {........مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}[الكهف:17], مَن يضلله الله لا يمكن أنْ تجد له ولي ولا مرشد سبحانه, {........وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور:40].

ثم قال -جلَّ وعَلا- : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}[النور:41],{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}[النور:42], {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ}[النور:43], {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ}[النور:44], {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ........}[النور:45], هذا فاصل جديد, تعقيبًا على هذا الأمر في بيان كيف أنَّ الكافر قد عمى عن آيات الله -تبارك وتعالى-, الله الذي هذا فعله، وهذا صنعه -سبحانه وتعالى-, فأولًا ذَكَرَ الله -تبارك وتعالى- مِن صفاته، ومِن أسماءه، ومِن إذعان الخَلْقِ له -جلَّ وعَلا- قال : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ........}[النور:41], أي قد علمت, {أَنَّ اللَّهَ}, -سبحانه وتعالى-, {يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}, التسبيح هو تنزيه الرب -تبارك وتعالى- عما لا يليق به، وأعظم هذا التسبيح هو التنزيه عن الشريك والمثيل والنظير؛ فهذا الخَلْق المُشَاهَد كله دال بوجوده, بحاله على أنَّ له إلهًا واحدًا، رب واحد فقط؛ فوحدة الخَلْق أعظم دلالة على وحدة الخالق -سبحانه وتعالى-, وحدة الخَلْق في هذه الوحدة, العظيمة, المتناسقة ارتباط السماء بالأرض، وارتباط كل عضو وكل عنصر مِن عناصر هذه المخلوقات بعضها ببعض  في نظام محكم بديع يدل على أنَّ مَن نَظَّمَ هذه الآلة العظيمة، المتعددة الأعضاء، ونَسَّقَهَا هذا التنسيق أنه إلهٌ واحدٌ -سبحانه وتعالى-؛ لأنه لو كان هناك خالقان لتنافر هذا الخَلْق, ليس مِن الممكن الخَلْق هذا يبقى بهذا التناسق، وبهذه الوحدة لا بد أنْ يتنافر, {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا........}[الأنبياء:22], {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا}[الإسراء:42], ليغالبوه، ليحاربوه, ما يمكن يتركوا صاحب العرش وحده, لا بد أنَّ إله حقيقي له خلق، له سموات، وله أرض، وله بشر، وله خًلْق، {وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}, ، كما قال -تبارك وتعالى- {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}[المؤمنون:90], {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}[المؤمنون:91], {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}, أنْ يكون هناك نِدّ لله، وشبيه له، ونظير له؛ فهذا الخَلْق أولًا شاهد، مسبح لله -تبارك وتعالى- بلسان الحال، بلسان حاله مُنَزِّه لله أنْ يكون لهذا الإله, الرب, الإله له شريك، له نظير، له مماثل هناك مَن صنع معه، وخلق معه  هذا واحد، الأمر الآخر إنَّ هذا الخَلْق مِن الإحكام والإتقان بحيث أنه يدل على حكمة الخالق، وعِلْمِهِ العظيم، وقدرته الهائلة؛ فإنَّ الذي وضع هذه الشمس هذه العظيمة القوة الهائلة في مكانها وقهرها وأمرها أنْ تسير في مسارها دون أنْ تخرج عليه، ولو بمتر واحد عن هذا المسار، وأنْ تتأخر، أو تتقدم عن وقتها بجزء مِن الثانية، قهرها على هذا النحو، وقهر هذه النجوم العظيمة، والكواكب العظيمة، قهرها ونظمها على هذا النحو إله قوي، لا شك أنه قوي، قاهر، عليم، بديع؛ فهذا الخَلْق كله شاهد بلسان حاله, يشهد بلسان الحال التي هو عليها يسبح الله -تبارك وتعالى-, ينزهه أنْ يكون له نظير، أنْ يكون فيه نقص مِن أي نقص, هذا الخَلْق لا يمكن أنْ يبقى هكذا في نظامه البديع دون إمساك، دون أنْ تكون هناك قوة قاهرة أمسكت هذا، والله أخبرنا بهذا، قال : {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ........}[فاطر:41], فإنَّ الذي مسك هذا الخَلْق على هذا النحو ورتبه ونظمه, وأحسن كل شيء خَلَقَهُ، وأتقنه هذا الإتقان مِن الذَّرَة الضغيرة إلى هذه المجرة الكبيرة، مِن الخلية الحيَّة الصغيرة في إنسان، أو في حيوان، أو في نبات خلية محكمة، متقنة تمام الإتقان، منظمة تمام التنظيم, لا بد أنه قائم عليها، ولا بد أنه منظمها هذا إله عظيم؛ فالشاهد أنَّ هذا الخَلْق كله شاهد بلسان الحال على الرب, الإله, الواحد -سبحانه وتعالى-, وبالتالي هو منزه لله، يسبح الله، قال -جلَّ وعَلا- : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ........}[النور:41], التسبيح تنزيه الله -تبارك وتعالى- هذا أولاً بلسان الحال, ثم بلسان المقال, ثم بلسان المقال تسبح السماوات السبع والأراضين، وكل هذه الموجودات تُسَبِّحُ الله -تبارك وتعالى- بلسان المقال, نحن لا نعلمه، الله يَعْلَمهُ -سبحانه وتعالى-, قال : {........وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}[الإسراء:44], فإنْ مِن شيء، ما مِن شيء خَلَقَهُ الله -تبارك وتعالى- إلا هو مُسَبِّح بحمده, {وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}, نحن لا نفقه كيف تُسَبِّح الشمس، يُسَبِّحُ القمر، تُسَبِّحُ النجوم، يُسَبِّحُ البحر، يُسَبِّحُ الشجر، يُسَبِّحُ الحَصَى ما نفقه, الله يعلمه -سبحانه وتعالى- وإنْ كان بعض هذه الجمادات، وبعض هذه الموجودات يُسْمَعُ تسبيحه أحيانًا، كما قال النبى -صلوات الله والسلام عليه- : «إني لأعلم حجرًا كان يسلم على وأنا بمكة» , النبي مكة، كان حجر يسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-, يعرف النبي، وكذلك كان الصحابة يسمعون تسبيح الحَصَى في يد النبي -صلى الله عليه وسلم- النبي يأخذ الحصى؛ فيسمعون تسبيحه تسبيح الحصى في يد النبي -صلى الله عليه وسلم-, وكذلك تسبيح الطعام، كان يأخد النبي الطعام؛ فيسمعون تسبيح الطعام للنبي -صلوات الله والسلام عليه-, حنين الجِذْع، النبي أول ما كان يخطب -صلوات الله والسلام عليه- قبل أنْ يتخذ منبره كان هناك جِذْع نخلة يستند النبي إليه, أي إذا وقف في الخطبة يستند إلى هذا الجذع؛ فيخطب، كما يأخذ الخطيب شيء أمامه يكون منه يخاطب الناس، جذع نخلة، وجذع نخلة خاوي, هذا جماد هش ليس نبات، نبات انتهى مات، وأصبح في حال الموت هذا الجذع الذي كان يخطب النبي -صلوات الله عليه وسلم- عنده لما اتخذ النبى المنبر، وأخذ منبر مِن خشب الطرفاء, ثم في الجمعة التي استخدم النبي هذا المنبر, ترك الوقوف عند هذا الجذع، وصعد المنبر جاء هذا الجذع وصاح صيحة عظيمة في المسجد، والصحابة سمعوا له كصياح الناقة عندما تبكي على فصيلها إذا أخذ منها، وهذا يعرفه أهل الإبل؛ فإنَّ صياح الناقة عندما يؤخذ منها فصيلها أمر عظيم يُقَطِّعُ القلب أحيانًا مِن حنين الناقة؛ فسمع له هذا؛ فالنبي نزل مِن على المنبر -صلوات الله والسلام عليه- وأتى إلى الجذع، وضمه، وظل يهدهده, أي يسكته كما يسكت الطفل؛ فبقي يخرج الصوت ينخفض ينخفض في الصوت شيئًا فشيئًا, والنبي يسكته حتى سكت؛ فهذا جذع حَنَّ إلى النبي -صلوات الله عليه وسلم- وأخرج هذا الصوت الذي سمعه الصحابة له إدراك, هذه الجمادات لها إدراكات قد يُظْهِرُ الله تبارك وتعالى بعض هذه الإدراكات أحيانًا كما ظهر هذه الإدراكات للنبي والصحابة الذين شاهدوا هذا مِن هذه الإدراكات, الله -تبارك وتعالى- هو المُطَّلِعُ, وهو خالق هذه الجمادات، وهو العليم بإدراكاتها -سبحانه وتعالى-, تسبحه بلسان مقال لا يعلمه الخَلْق نحن لا نفقهه, {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}, وقد يُطْلِعُ الله -تبارك وتعالى- بعض العباد على هذا التسبيح؛ فيرى مِن تسبيح هذه المخلوقات لله -تبارك وتعالى-, ومِن حنينها, {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ........}[النور:41], {مَنْ فِي السَّمَوَات}, مِن الملائكة، ومِن غيرهم، وكذلك الأرض مِن أهل الإيمان الذين يسبحون, هؤلاء مؤمنون يسبحون بلسان المقال، وكل هذه المخلوقات التي تسبح بلسان الحال؛ ثم قال -جلَّ وعَلا- : {........وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}[النور:41], {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ}, الطير تَصُفّ أجنحتها بمعنى أنها إذا فردت أجنحتها في الهواء، وسارت على هذا النحو, كثير مِن الطيور تطير، وهي جناحاتها في حالة سكون، وتنطلق بها، أو تقبض وتخفق بجناحيها الله يقول : {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ}, آية مِن آيات الله -تبارك وتعالى-, انطلاق الطير في الطيران، وجناحه صافة في السماء، ولكنه مع ذلك ينطلق بسرعة الطير دون أنْ يكون عنده محرك نَفَّاث، وإنما على هذا النحو؛ فالله هو الذي يمسك الطير هكذا، وهذا مِن عظائم قدرته -سبحانه وتعالى- أنه يطير في السماء شرقًا وغربًا, شمالًا وجنوبًا دون دفع رياح، ودون دفع آلة مِن داخله، ولكن ينطلق، وهو صاف أجنحته على هذا النحو, {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ}, أي كل مِن هذه المخلوقات, {قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}, {قَدْ عَلِمَ}, الضمير إما أنْ يعود إلى الله -تبارك وتعالى- أي قد علم الله صلاته وتسبيحه, أي كيف يصلى، وكيف يسبح، أو قد علم كل مِن هؤلاء عَلَّمَهُ الله كيف يصلي ويسبح, {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ}, مِن هذه المخلوقات كيف يصلي لله -تبارك وتعالى- ويسبح الله -تبارك وتعالى- وكلا المعنيين حق؛ فالله عليم بتسبيح هذا الخَلْق، وكل هذه المخلوقات عَلَّمَهَا الله -تبارك وتعالى- كيف تسبح له -سبحانه وتعالى- وكيف تصلي له, {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}, الله -سبحانه وتعالى- {عَلِيمٌ}, بفعل هذه المخلوقات بتسبيحها وعملها، وكذلك بكل أفعالها؛ فإنَّ الله -تبارك وتعالى- على كل شيء شهيد, هذا الرب الإله الذي هو بهذا، انظر عمى الكافر عنه هذه جاءت الآيات بعد بيان الكافر الذي عمى عن ربه، هذا الرب الإله التي تُسَبِّحُ له السماوات السبع ومَن فيهن، ومَن في السماوات، وكل يسبح له، والطير تسبح له، وهذا الكافر عمي لا يرى هذا الإله -سبحانه وتعالى-, ولا يعلمه.

نقف عند هذا، -وإنْ شاء الله- نكمل هذه الآيات العظيمة في الحلقة الآتية, أقول قولي هذا، وأستغفر الله لى، ولكم من كل ذنب، وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله محمد.