الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين، سيدنا ونبينا محمد, وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه, وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد؛ فيقول الله -تبارك وتعالى- : {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ}[الشعراء:52], {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}[الشعراء:53], {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}[الشعراء:54], {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ}[الشعراء:55], {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ}[الشعراء:56], {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}[الشعراء:57], {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}[الشعراء:58], {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}[الشعراء:59], {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}[الشعراء:60], {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}[الشعراء:61], {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62], {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}[الشعراء:63], {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ}[الشعراء:64], {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ}[الشعراء:65], {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ}[الشعراء:66], {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}[الشعراء:67], {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الشعراء:68], يخبر -سبحانه وتعالى- أنه أوحي إلى عبده ورسوله موسى -عليه السلام-، أنْ يخرج ببني إسرائيل ليلًا مِن أرض مصر, وذلك بعد أنْ أظلمت قلوب الفراعنة، ورأوا آيات الله -تبارك وتعالى- فلم يؤمنوا بها, واستمروا على ما هم فيه مِن العناد، كما قال -تبارك وتعالى- عنهم مِن قول فرعون قال : {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ}، لما قال له قومه :{ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}[الأعراف:127]، وكان هذا بعد الحُجَّة البَيِّنَة، وبعد سقوط دليلهم، وإيمان السحرة الذين جمعوهم ليغلبوا آية الرب -تبارك وتعالى-؛ فغلبتهم آية الرب، وآمن السحرة، وانفض الجمع على هذا الأمر، ولكنهم لم يؤمنوا بذلك، ورأوا آيات بعد هذا, كما قال -تبارك وتعالى- : {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}[الأعراف:133], رأوا كل هذه الآيات ومع ذلك لم يؤمنوا بالله -تبارك وتعالى-، وأوحي الله -تبارك وتعالى- إلى عبده موسى {أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي}, أي اخرج بهم ليلًا، السرى هو المشي ليلًا، وهؤلاء العباد نسبهم الله -تبارك وتعالى- إليه؛ لأنهم هم الذين آمنوا به، بني إسرائيل, {إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ}, يتبعكم فرعون، {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}[الشعراء:53]، مدائن مصر ليحشر ويجمع مرة ثانية، وكان ينبغي له لو عنده شيء مِن العقل انتهى الأمر؛ فليخرجوا وشأنهم، وليتفرغ هو وشأنه بعد ذلك وإنْ كان على كفره، لكن ليتم أمر الله -تبارك وتعالى- فيه, ويخرجه الله -تبارك وتعالى- مما هو فيه مِن العز والسلطان والملك؛ ليلقيه -سبحانه وتعالى- ذليلًا مدحورًا في البحر هو وقومه، {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}[الشعراء:53], يقول لهم : {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}[الشعراء:54], هم بنو إسرائيل، {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ}[الشعراء:55], وذلك لخروجهم على هذا النحو المفاجئ لهم على هذا النحو، {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ}[الشعراء:56], نحذر منهم, أي ربما متخوف مِن أنْ يعودوا مرة ثانية، أو يحاربوهم، قال -جلَّ وعَلا- : {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}[الشعراء:57], أي أنَّ الله -تبارك وتعالى- دبر لهم هذا التدبير، ومكر بهم هذا المكر؛ ليهلكهم الله -تبارك وتعالى-, {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ}, بساتين ، {وَعُيُونٍ}, مياه تجرى، {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}[الشعراء:58]، {كُنُوز}, مما زخروه وادخروه، ومازالت بعض كنوزهم ليومنا هذا؛ فإنهم أول مَن عرف الذهب والفضة وصاغها ورَصَّعَ بها، وجَمَّلَ بها مركباتهم وحُلِّي نسائهم ومعابدهم, {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}[الشعراء:58], {وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}, كانوا فيه مِن البيوت الفارهة، والمراتب الهنية، والفسح العظيمة، {وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}, نفيس, {كَذَلِكَ},كهذا الإخراج، {وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}, وأورث الله -تبارك وتعالى- مثل هذه الأمور الجنات والعيون والأرض، والمقام الكريم أورثها الله -تبارك وتعالى- بني إسرائيل، قال -جلَّ وعَلا- : {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}[الشعراء:60], أتبعوهم, أي أتبعوا جيوشهم بنى إسرائيل, {مُشْرِقِينَ}, في وقت الشروق، أي ما كانت تشرق الشمس إلا وكان هؤلاء في إثرهم, أي خلفهم، {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}[الشعراء:60], قال -جلَّ وعَلا- : {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَان}, {تَرَاءَى}, كل منهم رأى الآخر، بنو إسرائيل نظروا خلفهم فإذا هذه الجيوش الجرارة فرعون وجنوده قد أتوا، وفرعون الذي خارج رأى بني إسرائيل أمامه، {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَان}, أصبحوا في مرأى النظر مِن بعضهم بعض، {........قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}[الشعراء:61], أصحاب موسى هم بنوا إسرائيل، أصحاب موسى قالوا : {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}, بالتأكيد, أي سيدركنا فرعون ويخرج علينا, ويعيدنا مرة ثانية إلى الذُّلّ والقهر والعبودية, {قَالَ}, أي موسى -عليه السلام- : {........كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62], موسى الذي قال له الله -تبارك وتعالى- عندما حمله الرسالة : {قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ}[الشعراء:15]، وأنَّ الله -تبارك وتعالى- قال لهم : {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}[طه:46], فالرب -تبارك وتعالى- معه, وقد ثبته الله -تبارك وتعالى- عندما حَمَّلَهُ الله -تبارك وتعالى- هذه الرسالة، وفي كل خطواته كان الله -تبارك وتعالى- معه، كان معه وهو يناقش فرعون، وهو يُدْلِى بحجته، كان الله -تبارك وتعالى- معه عندما اجتمع هذا الجمع العظيم له؛ فكان الله -تبارك وتعالى- معه، وقال له : {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}[طه:69], وكان معه عندما ضرب الفراعنة بما ضربهم به مِن هذه الآيات العظيمة، {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}[الأعراف:133], فكان الله -تبارك وتعالى- معه في كل ذلك، {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي........}[الشعراء:62], في كل مسيرة {سَيَهْدِينِ}, الطريق الذي نخرج به مِن هذا المأزق الجديد، والمحنة الجديدة، ومجيء هذه الجيوش لهم, في التو واللحظة أتي فرج الله -تبارك وتعالى- ونصره، قال -جلَّ وعَلا- : {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ........}[الشعراء:63]، {فَأَوْحَيْنَا}, الوحي هنا هو الإخبار بالطريق خفي، أي أخبره الله -تبارك وتعالى- بالطريق الخفي الذي يُوْحِي به إليه -سبحانه وتعالى-, {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ........}[الشعراء:63]، عصاك اضرب بها البحر، قال -جلَّ وعَلا- : {فَانفَلَقَ}, أي هذا البحر بمجرد ما ضربه موسى بالعصا أنفلق، والفلق هو الشق، أي انشق البحر وأصبح فلقتين فلقة ذات اليمين، وفلقة ذات الشمال, وقام الماء على غير جدار، آيةٌ كبرى مِن آيات الله -تبارك وتعالى- البصرية التي يراها الناس بأم أعينهم، قام هذا الماء المائع, قام منتصبًا بغير جدار يحجزه ويمنعه، قال -جلَّ وعَلا- : {........فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}[الشعراء:63], {كُلُّ فِرْقٍ}, مِن الماء أصبح, {كَالطَّوْدِ}, الجبل، {الْعَظِيمِ}, العالي، آية باهرة مِن آيات الرب، لا إله إلا هو -سبحانه وتعالى-، أخبر -سبحانه وتعالى- كذلك أنَّ انفلاق البحر على هذا النحو، وأنَّ الطريق جعله الله -تبارك وتعالى- يابسًا للسير فيه, وليس وَحْلًا، أو فيه حال البحر، {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى}[طه:77], طريق في البحر ويابس كأنها أرضٌ جافة، وطريقٌ ممهدٌ في البر، {فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}[الشعراء:63].
ثم قال -جلَّ وعلا- : {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ}[الشعراء:64], أزلفهم الله -تبارك وتعالى-, أي جمعهم وأدخلهم؛ فإنَّ موسى عندما ضرب طريقه في البحر هو وبنوا إسرائيل, وبدأوا يسيروا فيه، وجاء فرعون ورأى هذه الآية رأي العين، وكان ينبغي عنده لو كان ذا عقل، وكان فيه رادع يردعه عن العناد والكفر، لكان تكفي هذه الآية عندما يراها على هذا النحو, وأنَّ هذا ليس بِسِحْر مَن يخفى عليه آية الرب -تبارك وتعالى- هذا المعجزة الباهرة، والسحر الذي هو نوع مِن الغش والكذب والتدليس والدجل والكذب على الناس، فرعون لا يخفى مثل هذا، لكنه العناد، وليدخله الله -تبارك وتعالى- هذا المدخل، فإنَّ الكافر يُطْمَس على بصره، فمهما رأى مِن الآيات لا يؤمن، وهذا رأى الآية، وهذه الآية ليست فقط هي آية ليؤمن, هي الآية التي هي فيها هلاكه, ولكن يعمى البصر، وجاء ودخل، جاء فرعون ودخل بقدمه, ودفع فرسه الذي يركبه، حصانة الذي يركبه, ودفع به إلى الطريق حتى إنَّ موسى لما رأى أنَّ قوم فرعون دخلوا طريق البحر خلفهم، أراد أنْ يضرب البحر بعصاه ليجتمع عليهم؛ فقال له الله -تبارك وتعالى- : {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}، أي ساكنًا, {إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ}, قال -جلَّ وعَلا- : {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ}[الشعراء:64], {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ}[الشعراء:65], أنجي الله -تبارك وتعالى- موسى ومَن معه, {أَجْمَعِينَ}, لم يفقد منهم أحد, بل إنهم خرجوا بكل بنسائهم وأطفالهم وشيبهم وشبابهم، بل إنهم احتملوا كذلك كنوزهم التي معهم، ومواشيهم وكل ما معهم، بل إنهم قد احتملوا كذلك توابيت الموتى، أي مِن الرسل الذين توفوا فيهم، أخذوا رفاة يوسف -عليه السلام-، ورفاة يعقوب كذلك حملوها معهم؛ فكل هذا جازوا به البحر, وأناجهم الله -تبارك وتعالى- لم يفقد منهم شيء, قال -جلَّ وعَلا- : {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ}[الشعراء:65], {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ}[الشعراء:66], ثم إنَّ الله -تبارك وتعالى- أمر البحر بعد أنْ خرج موسى سالمًا هو وقومه أنْ يطبق البحر عليهم؛ فأغرقوا جميعًا بعد أنْ دخلوا فيه، قال جلَّ وعَلا- معقبًا على ذلك : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً........}[الشعراء:67]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ}, المشار إليه, كل هذا قصة موسى وهارون مع فرعون آية عظيمة، آية مِن الرب -تبارك وتعالى- أنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو العزيز, الغالب الذي لا يُغْلَب -سبحانه وتعالى-، وأنَّ مَن شاء الله له الهُدَى اهتدى، ومَن أراد الله -تبارك وتعالى- له الضلال ضل، وأنها لا تنفعه الآيات، وأنَّ الكافر لا تنفع الآيات مهما كان، فلو كانت الآيات العيانية البيانية البصرية نافعة أحد كانت نفعت فرعون وقومه، فقد رأوا مِن الآيات ما يستحيل معه أنْ يكون إنسان له عقل ولُبّ, ولا يؤمن بالله -تبارك وتعالى-، لقد رأوا آيات الله -تبارك وتعالى- عيانًا بيانًا, ولكنهم بقوا على كفرهم وعنادهم حتى أهلكهم الله -تبارك وتعالى-, {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}[الشعراء:67], {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ}, هؤلاء الذين بُعِثَ فيهم موسى مؤمنين، وهكذا أكثر الناس، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الشعراء:9]، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ........}[الشعراء:9]، الغالب الذي لا يغلبه أحد، ظن فرعون وقومه أنْ يغلبوا الله -تبارك وتعالى- فغلبهم الرب -جلَّ وعَلا-, {الرَّحِيمُ}, بعباده المؤمنين -سبحانه وتعالى- فَمَن شاء الله أنْ يرحمه رحمه, ولا يستطيع أنْ يمنع رحمة الله -تبارك وتعالى-, هذه صفحة مِن هذه الصفحات, وفيه تسلية للنبي -صلوات الله والسلام عليه-, وبيان أنَّ أمر الهُدَى والضلال ليست بالآيات؛ فمن شاء الله -تبارك وتعالى- أنْ يهديه هداه، وأنَّ الآيات التي نزلت على النبي -صلوات الله والسلام عليه- هي كافية للإيمان، لكن هؤلاء القوم لا يؤمنون، {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[الشعراء:3], {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}[الشعراء:4]، انظر هذه الآيات التي نزلت على قوم فرعون، مع ذلك لم تزدهم إلا جحودًا ونكرانًا.
ثم شَرَعَ الله -تبارك وتعالى- يُبَيِّنُ كذلك صفحة أخرى مِن صفحات الرسالات، صفحة رسالته، رسالة إبراهيم -عليه السلام-, وكيف كذلك جوبه بالكفر والعناد، قال -جلَّ وعَلا- : {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ}[الشعراء:69], {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ}, اقرأ عليهم، {نَبَأَ}, هو الخبر العظيم، {إِبْرَاهِيمَ}, النبي أبو الأنبياء، أبو نبينا -صلوات الله والسلام عليه-، نبينا محمد مِن نسل إسماعيل، وإسماعيل هو ابن ابراهيم، وأبو الأنبياء مِن نسل إسحاق الذين تناسلوا, كل أنبياء إسرائيل جاءوا مِن نسل إسحاق، {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ}[الشعراء:69], {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ}[الشعراء:70]، سؤال مِن إبراهيم, {لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ}, حتى يقررهم أنَّ هذا الذي يعبدونه غير نافع لهم, {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}[الشعراء:71], قروا على أنفسهم وقالوا معترفين بما يصنعونه ويعبدونه, {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا}, تماثيل يصنعونها, {فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}, العكوف أي أنهم يعتكفون عندها ويمكثون عندها مكثًا طويلًا، فانظر هؤلاء الذي لا عقول لهم ولا فقه لهم, ولا بصيرة لهم كيف يمكث، ويمضوا الساعات الطويلة, {عَاكِفِينَ}, باقين، ماكثين عند أصنام هم صنعوها بأيدهم, ويقدسونها هذا التقديس، ويصرفون لها ما يصرفون مِن هذه العبادة التي أشرف أعمال الإنسان، قال إبراهيم لهم : {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ}[الشعراء:72]، هذه الآلهة عندما تدعونهم وتطلبون منهم يسمعونكم؟ {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ}[الشعراء:72] حينما تدعونهم، {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ}[الشعراء:73], هل لهم نفع, تجدون مِن ورائهم نفع؟ أو يضرونكم مثلًا لو تركتم عبادتهم ولم تعبدوهم هم بضارين لكم؟ {أَوْ يَضُرُّونَ}, {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[الشعراء:74]، لم يستطيعوا أنْ يأتوا بأي نفع لهم, ولا بأي مضرو يمكن أنْ تحصل منهم، لكن كل الذي عندهم أنهم وجدوا أبائهم على هذا الفعل، وهم يفعلون ما يفعلوه آبائهم دون التفكير والتعويل على أنْ يكون لهذا أمر معقول أم لا، فليس عندهم أمرًا معقولًا, ولا معروف ثمرته وفائدته، ولكن هكذا وجدوا أبائهم فهم على هذا الطريق، {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[الشعراء:74], كهذا الذي نفعله بهذه الاصنام يفعلون هذا، قال لهم نبيهم إبراهيم -عليه السلام- : {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ}[الشعراء:75]، هل تنظرون إلى هؤلاء الذين كنتم تعبدونهم؟ {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ}[الشعراء:76]، {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء:77], إنني أعاديهم، {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي}, كل هذه الآلهة والأصنام التي تعبدونها, { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء:77], {إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}, الاستثناء هنا منقطع, {رَبَّ الْعَالَمِينَ}, بمعنى لكن رب العالمين لا أعاديه، هذا هو الرب الحقيقي الذي يُعْبَدُ -سبحانه وتعالى-, {إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}, {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}.
ثم بين لهم أنَّ رب العالمين -سبحانه وتعالى- هو الذي يستحق العبادة، {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}[الشعراء:78]، فهو الذي خلقني، والخلق إيجاد مِن العدم، وكذلك قَدَّرَنِي بهذه الصورة، وبهذه المقادير التي أنا عليها، {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}[الشعراء:78]، -سبحانه وتعالى- {فَهُوَ يَهْدِينِ}, السبيل، كل ما أعمله في سبيل معاشي وحياتي هذا منه -سبحانه وتعالى-, أي أنه يملك ذاتي، خَلْقِي، ويملك كذلك تصرفاتي، وهذا شأن الرب -تبارك وتعالى-, {........الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}[طه:50], فكل شيء أعطاه الله -تبارك وتعالى- خَلْقَهُ، النملة الصغيرة، الفيل الكبير، الطائر، الإنسان كل شيء أعطاه الله خَلْقَهُ، ثم هداه -سبحانه وتعالى-؛ فيقول لهم أنا ربي {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}[الشعراء:78], {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}[الشعراء:79]، {وَالَّذِي}, هذا إلهي وربي ومولاي -سبحانه وتعالى-, {هُوَ يُطْعِمُنِي}, وذلك أنه هو الذي خَلَقَ لي هذا الطعام, وهو الذي يسره لي، وهو الذي هداني لأكله، وكل تَمَثُّل هذا الطعام كله منه؛ فقيامي بالله تبارك وتعالى-، الله هو الذي يقيمني، وهو الذي يطعمني سبحانه وتعالى-، {وَيَسْقِينِ}, كل ما أشربه مِن ماء وغيره فهو مِن الله -تبارك وتعالى- فالسقيا منه، فإنه هو الذي خَلَقَ هذا الماء، وهو الذي هداني إلى شربه، وهو الذي يجعل جسمي يتمثله كله هذا فعل الرب -تبارك وتعالى-، {وَالَّذِي هُوَ}, على الحقيقة, {يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}, {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[الشعراء:80], تأدبًا مع الله -تبارك وتعالى-, وقولًا كذلك للحق أنَّ المرض؛ لأنه شر لم ينسبه الله -تبارك وتعالى-, وذلك أنَّ الشر وإنْ كان مخلوقًا لأمر الله -تبارك وتعالى- وقدره وقضائه، إلا أنه لا ينسب له -سبحانه وتعالى-؛ لأن الله -تبارك وتعالى- قد يعاقب بعقوبة, أو يفعله ابتلاءً واختبارًا لعباده -سبحانه وتعالى-, {وَإِذَا مَرِضْتُ}, أنا فنسب المرض لِنَفْسِهِ {فَهُوَ يَشْفِينِ}، فجعل الشفاء لله -تبارك وتعالى-, {فَهُوَ يَشْفِينِ}، الذي يخرجني مِن هذا المرض إلى حال الصحة هو الله -تبارك وتعالى-، {فَهُوَ يَشْفِينِ}، {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ}[الشعراء:81]، وكذلك الرب الذي أعبده -سبحانه وتعالى- هو الذي يملك الموت -سبحانه وتعالى-, {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ}[الشعراء:81]، أي في الآخرة، {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}[الشعراء:82]، {وَالَّذِي أَطْمَعُ}, -سبحانه وتعالى- أي أرجو ما عنده مِن الخير, {........أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}[الشعراء:82]، إنَّ خطاياي وذنوبي التي أذنبتها أنْ يغفرها لي يوم القيامة.
ثم توجه إلى الرب -تبارك وتعالى- بالدعاء فقال : {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}[الشعراء:83], {رَبِّ}, أي يا ربي, {هَبْ لِي حُكْمًا}, مِن عندك، عِلْم يؤهل لأنْ يكون للعبد حكم واضح, قائم, عدل على كل الأشياء، حُكْم, {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، عندما تكتب عليَّ الموت، {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}, الشاهد أنَّ الذي رَدَّ به إبراهيم -عليه السلام- على قومه أقام لهم الدليل القاهر والواضح البَيِّن على أنَّ ما يعبدونه ليس بشيء يستحق العبادة؛ فهو صنم يصنعونه بأيديهم، هم المتفضلون عليه، ولا يستحق هذا، ثم هم ينفقون لهم أثمن أوقاتهم، أثمن أوقاتهم في النهار يعكفون عند هذه الأصنام عبادةً لها، ثم لا يملكون أي دليل محسوس على أنَّ لهذه الأصنام نفع لها، أو يحصل هناك ضرر مِن تَرْكِهَا، وأنَّ الرب الإله الذي يعبده -سبحانه وتعالى- هو الرب الذي يملك كل حياتي، ربي الذي أعبده فإنه هو {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}[الشعراء:78], {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}[الشعراء:79], {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[الشعراء:80], {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ}[الشعراء:81], {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}[الشعراء:82], {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}[الشعراء:83], {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}[الشعراء:84], مِن دعاء إبراهيم -عليه السلام- لربه -سبحانه وتعالى- أنْ يجعل الله له لسان صِدْق، يُذْكَرُ به, {فِي الآخِرِينَ}, اللسان الصادق مِن أهل الصدق والإيمان يذكرون هذا الرسول الصالح, والنبي الصالح, والعبد الصالح إبراهيم -عليه السلام-, {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}[الشعراء:84], {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}[الشعراء:85], {وَاجْعَلْنِي}, يا رب صيرني, {........مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}[الشعراء:85], أي مِن الذين يرثون جنة النعيم, والله -تبارك وتعالى- جعل الجنة ميراث لأهلها لأهل الجنة، وذلك الميراث أنه تمليك منه -سبحانه وتعالى-, وتوريث لهم, الميراث هو أعظم أنواع التمليك, {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}[الشعراء:85], سميت النعيم؛ لأنَّ أهلها ينعمون فيها بكل صنوف النعيم, {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ}[الشعراء:86], دعا لأبيه أنْ يغفر الله -تبارك وتعالى- له, وقال : {........إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ}[الشعراء:86], ما قال مِن الكافرين, أي الذين ضلوا, والذين كفروا بالله -تبارك وتعالى, وإنْ كان هو قد كفر, لكنه هو نسبه هنا إلى الضلال عن الحق هذا تخفيف لمعاني الكفر, وهذه الدعوه لأبيه أخبر -سبحانه وتعالى- عباده المؤمنين ألا يأتسوا بإبراهيم في ذلك فإنَّ هذه الدعوة إنما كانت دعوه لوقت, ثم لم تبين إله أنه عدوا لله تبرء منه, كما قال -تبارك وتعالى- : {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}[التوبة:114], قال : {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ}[الشعراء:86], هؤلاء الذين ضلوا عن طريق الحق, وعبدوا هذه الأصنام التي لا تنفع ولا تضر, {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}[الشعراء:87], أيضًا مِن جملة دعاء الذي دعا به : {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}[الشعراء:87], والخزي في يوم القيامة يكون بالعذاب وبإهمال الرب, ومَن أدخله الله -تبارك وتعالى- النار فهذا الذي يخزى أشد الخزي, والذي قد أهانه الله -تبارك وتعالى-, {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}[آل عمران:192], كذلك الذي يهمل في الموقف يُعَذَّب عذاب أدنى مِن عذاب النار كل هذا أنواع مِن الخزي قال : {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}[الشعراء:87], أي اجعلني مِن المعززين المكرمين عندك في هذا اليوم العظيم, {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}[الشعراء:87], {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ}[الشعراء:88], {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:89], هذا يوم القيامة, {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ}[الشعراء:88], أي لا ينفع عند الله -تبارك وتعالى-؛ فإنَّ المال والبنين لا يغنون عن صاحبهم شيء, المال لا يصلح فدية يفتدي الإنسان به, يشتري به حسنات, يشتري به الجنة, يفدي نَفْسَهُ بها مِن عذاب الله -تبارك وتعالى-, لا ينفعه المال حتى لو كان له مقدار الأرض كلها, وكذلك البنون فإنَّ لكل امرئٍ يوم القيامة شأن يغنيه, {يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ}[الدخان:41], لا يوجد ولد, {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}[لقمان:33], {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ}[الشعراء:88], {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:89].
ونعود -إنْ شاء الله- لهذه الآيات؛ لاستكمالها في حلقة آتية -إنْ شاء الله-, أستغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب, وصلى الله عليه وسلم على عبده ورسوله محمد.