الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 . 22 نوفمبر 2024

الحلقة (470) - سورة القصص 40-45

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:3]، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:4]، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن إهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}[القصص:38]، {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ}[القصص:39]، {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}[القصص:40]، {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ}[القصص:41]، {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}[القصص:42]، {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص:43]، يخبر -سبحانه وتعالى- أن فرعون ملك مصر قال بعد ظهور آيات الله -تبارك وتعالى- العظيمة على يد موسى -عليه السلام-، قال مخاطبًا قومه {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}، وهذا فيه استكبار وعلو أنه هو الإله وحده، وأنه لي في تراثهم وما يأثرون إلا أن الأسرة الحاكمة هي التي يرونها أنها هي تمثل إله الشمس، وأنها هم أرباب الناس وأن خضوع الناس وتشريعهم إليهم، قال {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}، {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}.

ثم أراد أن يتظاهر بالموضوعية بعد ظهور هذه الآيات أمام شعبه، قال {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا}، صرح؛ قصر متعدد الأدوار، {لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}، كما يظن أن إلهه في السماء وأنه رب العالمين، وذلك فيما ذكره موسى عن ربه لأن فرعون سأله قال وما رب العالمين؟ قال {رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}[الدخان:7]، {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ}[الشعراء:25]، {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ}[الشعراء:26]، فلما قال له {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}[الشعراء:27]، {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}[الشعراء:28]، هذا رب العالمين -سبحانه وتعالى-، خالق هذا الكون كله؛ علوه وسفله، مشارقه ومغاربه، الموجودين الآن والموجودين قبلنا، كل هذه إلهها واحد وهو رب العالمين -سبحانه وتعالى- الذي في السماء، فقال {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ}، ليحول اللبن إلى أجر فيكون أقوى، {فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}، كما يزعم أن إلهه في السماء، {وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}، أظنه كاذبًا في أن هناك إله في هذا الوجود غير الفرعون.

قال -جل وعلا- {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ}[القصص:39]، استكبر بأن جعل نفسه هو الإله، وجنوده قاموا في خدمة هذا الصنم المعبود بغير حق، {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ}، إلى خالق الكون، إلى الرب الإله الحقيقي -سبحانه وتعالى- الإله الحق، ظنوا أنهم لا يرجعون إليه والحال أن الله -تبارك وتعالى- خلق الخلق ومصائرهم بيديه ومرجعهم إليه -سبحانه وتعالى-، {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ}، قال -جل وعلا- {......... فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}[القصص:40]، انظر نظر إعتبار ونظر بيان وهذا فيه تأنيس من الله -تبارك وتعالى- لرسوله بأن من يعارضوه هذا مآلهم، لأن سنة الله -تبارك وتعالى- لا تتغير، وأن الله -تبارك وتعالى- سينجيه ويؤيده كما أيد -تبارك وتعالى- رسوله موسى، بالرغم مما كان عليه من حال الضعف عندما أرسله الله –تبارك وتعالى- إلى فرعون، فإن موسى خرج راعي غنم في الأساس، شارد من القتل وماكث في مدين هذه المدة، أجير عشر سنوات في مهر زوجته، ثم يأتي وحده بلا شيء ليس معه لا نقود ولا ركب؛ يسير على قدميه، رجع هو وأهله سائرًا على قدميه حتى ما في وسيلة يركبها، ويحمله الله -تبارك وتعالى- هذه الأمانة ويرسله إلى أكبر طاغوت في وقته، إلى فرعون المؤيد بالقوة الهائلة من الجند والأعوان، ومما عندهم من الكنوز والزروع والمقام الكريم والأبهة والفخامة، وهو بهذه الحال ويأمره الله -تبارك وتعالى- ويرسله الله -تبارك وتعالى- إلى فرعون وهو في هذا الحال، وموسى في هذه الحال التي فيها حتى إنه يشتكي لله -تبارك وتعالى-، ويقول له أنا مطالب {........ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}[القصص:33]، الطلب في إثري ويضيق صدري ولا ينطق لساني فأرسل إلى هارون، ويطلب منه من يؤيده في هذه ويخبره الله -تبارك وتعالى- أنه معه، قال فاذهبا بآياتنا {أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}، وكان الأمر؛ كان الأمر كما قضى الله -تبارك وتعالى-.

ففي ذكر هذا تأنيس وتثبيت لنبي الله -تبارك وتعالى- محمد –صلوات الله والسلام عليه-، الذي أرسل في حال ضعف من الناس، لم يكن معه في البداية من أحد، وكان ليس عنده المال العظيم ولا القوة ولا العصبة الكبيرة، وأرسل إلى هذه القوم أهل عناد وأهل كبر وأهل غطرسة، وجابهوه من أول ما جابهوه بالتكذيب، وكان من المكذبين عمه الذي يقول له تبًا لك في سائر اليوم ألهذا جمعتنا، وسائر كبراء قريش الذين وقفوا له وتصدوا له ومكروا به بكل سبيل، فكان حال النبي -صل الله عليه وسلم- في بدء دعوته كحال موسى عندما حمله الله -تبارك وتعالى- هذه الرسالة، ثم يذكر الله -تبارك وتعالى- المآل الذي آل إليه موسى وآل إليه فرعون، هذه الآيات تنزل على النبي -صلوات الله والسلام عليه- وهو في حال الضعف في مكة، هذه السورة مكية والنبي -صلوات الله والسلام عليه- أيضًا فيها مطارد، ملاحق، محصور في دائرة ضيقة، أهله ملاحقون، مشتتون في كل مكان، فبعضهم في الحبشة وبعضهم هنا وبعضهم في أماكنه لا يستطيع أن يظهر إسلامه، فهذا أبو ذر يسلم بالنبي ولكنه لا يستطيع أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، يقول بها فيسطع بها فيضرب في مكة، ثم يذهب إلى قومه في بني غفار ويقول له النبي أمكث، إبقى هناك حتى إذا ظهر أمري فأتني، فأهله مطيرون في كل مكان ومشتتون، وحال النبي هذا حاله في الضعف في مكة، فالله -تبارك وتعالى- يقص هذا على النبي -صل الله عليه وسلم-، ويبين المآل الذي آل إليه موسى -عليه السلام- وآل إليه فرعون، قال -جل وعلا- عن فرعون {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}[القصص:40]، إذن ستكون عاقبة الظالمين ممن يكذب النبي محمد -صلوات الله والسلام عليه- كعاقبة هؤلاء.

قال -جل وعلا- {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ........}[القصص:41]، جعلناهم؛ اللي هم قوم فرعون، فرعون ومن كان معه، أئمة؛ في الضلال، جمع إمام، والإمام هو الفرد المقتضى به، ويكون الإمام إمام في الهداية وإمام في الضلال، يعني رأس في الهداية ورأس في الضلال، فقد جعل الله -تبارك وتعالى- إبراهيم -عليه السلام- إمام، قال -جل وعلا- {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[البقرة:124]، جعله الله -تبارك وتعالى- إمام في الهدى؛ أعظم إمام في الهدى، وكل الذي جائوا من بعده إئتموا به -عليه السلام-، إمام للجميع من وقته إلى نبينا محمد -صلوات الله والسلام عليه-، إمام للناس كلهم، نصبه الله -تبارك وتعالى- إمامًا هاديًا؛ فردًا يقتضى به، هؤلاء أئمة في الضلال يعني جعلهم الله أئمة في الضلال والكفر والعناد، فقد كان فرعون على رأس قومه ودعاهم إلى النار، أما هم ولكن أما هم إلى هذا الهلاك، {........ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ}[هود:98]، قال -تبارك وتعالى- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}[هود:96]، {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ}[هود:97]، {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ........}[هود:98]، {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ}[هود:98]، {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}[هود:99]، فجعل الله -تبارك وتعالى- فرعون إمامًا لقومه في الضلال، دعاهم إلى الضلال واستخفهم بالكلام المعسول وأطاعوه، كما قال -تبارك وتعالى- وقال فرعون {........ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ}[الزخرف:51]، {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ ........}[الزخرف:52]، يعني موسى؛ يعني أنه من قوم أذلة، {وَلا يَكَادُ يُبِينُ}، ولا يكاد يبين من قوله، لا يستطيع أن ينطق نطقًا سليمًا، {فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ........}[الزخرف:53]، إذا كان رسول لله كما يزعم، أسورة من ذهب فيتحلى بها ويغتني بها، {أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ}.

قال -جل وعلا- {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}[الزخرف:54]، استخف قومه بهذا الكلام عندما عقد هذه المقارنة الظاهرة، بينه وهو في ملكه وسلطانه وجبروته وجيشه وقيادته للناس، يأمر هذا بأمر ويأمر هذا بأمر فالكل تحت رهنه وإشارته، وهذا موسى في حاله الذي هو فيه من الضعف ومن ديَّت، عقد هذه المقارنة قال -جل وعلا- فاستخف قومه؛ أي بهذا الكلام، وهذه مقارنة باطلة فإنه لا ينزع الرسالة عن الرسول أن يكون بهذه الحالة؛ بشر وديَّت، فالله -تبارك وتعالى- يضع رسالته فيمن يشاء -سبحانه وتعالى-، وليس التفاضل عنده -سبحانه وتعالى- بالغنى والمال، فو معطي هذا ومعطي هذا -سبحانه وتعالى-، ويعطي الكفار إنما ليبتليهم ولتعمى أبصارهم بهذا، عندما عميت أبصارهم عن الوحي يعميهم الله -تبارك وتعالى- بما هم فيه من هذه الأموال فلا يؤمنوا، أما رسل الله -تبارك وتعالى- فأدلة رسالتهم وأدلة نبوتهم قائمة ظاهرة، يؤيدهم الله -تبارك وتعالى- بالمعجزات، فالشاهد أن الله -تبارك وتعالى- جعلهم أئمة في الضلال، قال {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ........}[القصص:41]، صيرهم الله -تبارك وتعالى- إلى هذا بكفرهم، لما كفروا وعلموا أن هذه آيات الله ولم يطيعوا هذه الآيات طمس الله -تبارك وتعالى- بصائرهم وجعلهم يسيرون على هذا، وجعل هؤلاء المجرمين؛ كبراء هؤلاء القوم، أئمة يدعون إلى النار، طبعًا هم لا يقولون للناس تعالوا ادخلوا النار، ولكن دعوتهم إلى ما دعوهم إليه من الكفر والعناد هي دعوة إلى النار، لأن الكفر بالله -تبارك وتعالى- ومعاندة الحق وتكذيب الرسول تعني الضرورة أنها دعوة إلى النار، {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ}[القصص:41]، هزمهم الله -تبارك وتعالى- هنا وأخزاهم وألقاهم في البحر على هذا النحو، {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ}، وكذلك يوم القيامة لا نصرة لهم، يأتي يوم القيامة وهو ذليل خاسئ حقير ولا ينصر من الله -تبارك وتعالى-، ليس هناك له من فئة ينصرونه، كما قال -جل وعلا- {........ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ}[القصص:81]، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فهؤلاء مهزومون؛ الكافر مهزوم مخذول في الدنيا والآخرة، {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ}.

ثم قال -جل وعلا- {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}، أتبعهم الله -تبارك وتعالى- بعد هلاكهم لعنة من كل من يأتي، وهذه اللعنة لاحقتهم على ألسنة رسل الله -تبارك وتعالى- وأنبيائه والصالحين، إلى نبينا محمد -صلوات الله والسلام عليه- إلى كل مؤمن يؤمن بالله -تبارك وتعالى- فإنه يلعن فرعون ويلعن من سار معه، فتلاحقه لعنات الله -تبارك وتعالى- في كل هذه السنين إلى يوم القيامة، في كل جيل تتبعهم لعنة من الله -تبارك وتعالى-، ولعنة الله -تبارك وتعالى- هي الطرد من رحمته، فعلى لسان الأنبياء ولسان رسل الله -تبارك وتعالى- المرسلين ولسان الصالحين من عباد الله -تبارك وتعالى- تلاحق فرعون وقومه اللعنه على طول، {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}[القصص:42]، يوم القيامة هم من المقبوحين؛ المقبوح يعني فاعل الأمر القبيح، الذي يستقبحه ويستبشعه ويكرهه ويبغضه الكل، فيوم القيامة ليس لهم من يشيد بعملهم بل من يقبحهم ويلعنهم، فيبقي حالهم هذا الحال المزري في الدنيا والآخرة، منذ أن أهلكهم الله -تبارك وتعالى- في البحر وإلى آخر الدنيا، ثم كذلك في يوم القيامة يبقى هذا حالهم، وحالهم طبعًا في القيامة أشد -عياذًا بالله- لأنهم يساقون إلى النار وعندما يوضعوا فيها يقبحهم الجميع، يقبحهم الملائكة، أهل الإيمان جميعًا، ثم يقبحهم من معهم، فإن كل أمة من أمم الكفر تلعن أختها، بل يجعلهم الله -تبارك وتعالى- مقبوحين عند أتباعهم، فأتباع الفرعون يلعنون الفرعون، يلعنون الفرعون ويسبونه ويشتمونه وهم في النار، وهو يسبهم ويشتمهم {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}[ص:64]، {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}[البقرة:165]، {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}، فرعون ومن على شاكلتهم يتبرأون من أتباعهم، وأن أتباعهم لا عقل لهم وأنهم إتبعوهم وإنساقوا ورائهم، {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}[البقرة:166]، الأسباب التي قامت بينهم بالنصرة والمحبة تتقطع؛ بين الرؤساء والمرؤوسين، {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}، الأتباع لهؤلاء، {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا}، يا ليت لنا رجعة إلى الدنيا مرة ثانية نتبرأ من هؤلاء المجرمين، هؤلاء اللي كانوا سادة لنا وعبدناهم كما تبرأوا منا الآن، لكن لا رجعة هذا التمني لا يكون، {........ كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}[البقرة:167]، {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}[القصص:42].

هذه صفحة هؤلاء المجرمين، وأما صفحة المؤمنين الصالحين؛ موسى والذين آمنوا معه، انظر بقى الصفحة البيضاء بقية حياتهم في الدنيا يجعلها الله -تبارك وتعالى- لهم، قال -جل وعلا- {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص:43]، ولقد؛ بالتأكيد، يؤكد الله -تبارك وتعالى- أنه آتى موسى الكتاب، آتاه؛ أعطاه الله -تبارك وتعالى- الكتاب، أنزل عليه الكتاب، الكتاب هنا التوراة التي أنزلها الله -تبارك وتعالى- عليه، {مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ}، بعد ما طهر الله -تبارك وتعالى- هذه الأرض من هذه القرون الظالمة؛ فرعون وقومه، أعطاه الله الكتاب والله يصف هذا الكتاب فيقول {بَصَائِرَ لِلنَّاسِ}، انظر رحمة الله -تبارك وتعالى- أن ينزل الله -تبارك وتعالى- على الفئة الباقية التي بقيت أحياها الله -تبارك وتعالى-؛ موسى ومن معه، ينزل عليهم الكتاب بصائر؛ يبصرهم، يبصرهم بكل الحقائق؛ يعني ما على الأرض وما في السماء، يعرفهم بربهم وإلههم ومعبودهم -سبحانه وتعالى-، يعرفهم بالقرون السابقة، يعرفهم بما سيأتي بعد ذلك، بجنة الله -تبارك وتعالى- ورضوانه وطريقه، بناره وبغضبه وعقابه -سبحانه وتعالى-، فيبصرون كل شيء، يعلمهم الله -تبارك وتعالى- بالحسن والقبيح، بالطريق الموصلة إلى الخير والطرق الموصلة إلى الشر، يوضح لهم كل هذا، بصائر وهذه البصائر ليست لأهل الإيمان بل بصائر للناس كلها، كلهم ليهتدوا بها، فهي للناس بصائر كما جعل الله -تبارك وتعالى- القرآن هدى للناس، {بَصَائِرَ لِلنَّاسِ}.

ثم {وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}، هدى ورحمة؛ هذه لأهل الإيمان، هداية خاصة ورحمة من الله -تبارك وتعالى- لعباده المؤمنين، لأن الله يرحمهم بما يبين لهم، بأن يوفقهم -سبحانه وتعالى-، يخاطبهم الله -تبارك وتعالى- في كتابه المنزل لهم، خطاب رحمة، خطاب موعظة، حث لهم، كما قال -تبارك وتعالى- {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ........}[الأعراف:145]، {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً}، كل شئ يأمرهم الله -تبارك وتعالى- يجعله محفوف بالموعظة، يعني أي أمر يأمرهم الله -تبارك وتعالى- فيه يعظهم به، يعني الحث، الوعظ، الحث على فعل الخير، التحذير من عدم فعل هذا الخير، ما يكون وما يترتب على عدم فعله، ماذا ينتظرهم إذا فعلوا هذا الخير عند الله -تبارك وتعالى-، فيكون هذه خطاب فيه رحمة من الله -تبارك وتعالى- لهؤلاء المخاطبين، {وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}، يعني لعل هؤلاء القوم الذين ورثوا هذا الكتاب وأخذوا هذا الكتاب؛ كتاب الله -تبارك وتعالى- المنزل على موسى، يتذكرون فضل الله -تبارك وتعالى- ونعمة الله -تبارك وتعالى- عليهم ويتمسكون بهذا الكتاب ويسيرون فيه، فانظر كيف عقد الله -تبارك وتعالى- هذه المقارنة وبيَّن هذا الأمر؛ بيَّن نهاية هؤلاء وهؤلاء، هذه نهاية فرعون وقومه الذين عصوا وكذبوا وهذي نهاية موسى ومن آمن معه، وفي كل هذا بيان للنبي -صل الله عليه وسلم- وللمؤمنين وتفصيل له وتثبيت له، أن إعلم أن المآل للأبرار والفجار سيكون نفس المآل، مآل المكذبين المعاندين ممن كذبوا الرسول وعاندوه هو مآل فرعون وقومه، ومآل المؤمنين الصادقين الذين ثبتوا مع النبي -صل الله عليه وسلم- ومآل النبي -صل الله عليه وسلم- هو مآل الذي آل إليه موسى والذين آمنوا معه.

بعد أن قص الله -تبارك وتعالى- هذا بدأ يبين خطابه -سبحانه وتعالى-، أن هذا الذي قصه الله -تبارك وتعالى- من القصص وفيه أمور تفصليلة وأمور جدًا دقيقة من تفصيل حياة موسى -عليه السلام-، بدءًا برضاعه، بولادته، بمحاولة أمه البحث عن وسيلة لإنجائه من القتل الذي يلاحقه، وحي الله -تبارك وتعالى- لها بأن ترضعه، أن تضعه في تابوت؛ تلقيه في ليم، وأنه سيأخذه عدو لله -تبارك وتعالى- وعدو لموسى، ولكنه لن يستطيع يقتله وسيتربى عنده، وأن الله سيرجعه إليها، ثم هذه الأحداث التي جرت على موسى بعد ذلك من أن يشب في قصر فرعون، أنه يقتل أحد الفراعنة، أن يفر بنفسه إلى مدين، أن يعيش فيها عشر سنوات، أن يتزوج من أهلها بهذه القصة، أن يعود بعد ذلك، خطاب الله -تبارك وتعالى- له، تحميله لهذه الرسالة، المآل الذي آل إليه بعد ذلك مع فرعون، هذي قصص عظيم جدًا يقصها الله -تبارك وتعالى- على نبيه ورسوله محمد -صلوات الله والسلام عليه-، ما كان النبي على علم بشيء من ذلك قط، ولم يكن يقرأ كتابًا من هذا ولا يعرف من هذه العلوم أي شيء، فهذي آية؛ آية للمخاطبين من العرب، أن هذا النبي الذي يتلوا عليكم هذا الكلام إنما يتلوا عليكم من كلام الرب -تبارك وتعالى-، وانظروا صدق هذا عند أهل الكتاب، هل عند أهل الكتاب مصدق لهذا أم لا؟ من أين يأتي النبي -صل الله عليه وسلم- بهذه الأخبار؟ قال -جل وعلا- {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ ........}[القصص:44]، حتى تسمع هذا وتحدثهم بهذا الأمر، {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ}، بالجانب الغربي من الجبل، عندما قضى الله -تبارك وتعالى- الأمر إلى موسى، بأن ناداه وأخبره أنه رسوله وأنه مرسله إلى فرعون، وأن سيخلص به بني إسرائيل من قهر الفراعنة ويخرج بهم إلى الأرض التي باركنا فيها، ما كان النبي حاضرًا في هذا الوقت فإن النبي قد ولد بعد هذه بسنين طويلة، {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ ........}[القصص:44]، أمر هذه الرسالة، {وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}، ما كنت من الحاضر إذن كيف يأتيك هذا؟ إذن كيف تأتي النبي -صل الله عليه وسلم- هذه العلوم، كيف يعلم بأن الله -تبارك وتعالى- قد خاطب موسى عند الطور، وخاطبه هذا الخطاب وناداه هذا النداء وحمله هذه الرسالة، من أين للنبي أن يعلم هذا لولا أن الله -تبارك وتعالى- أعلمه، فلم يكن النبي محمد -صلوات الله السلام عليه- حاضرًا في هذا المكان ولا كان موجودًا فيه، {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[القصص:44].

{وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ}، ولكنا أنشأنا قرونًا؛ أي بعد هذا، قرون منذ أن خاطب الله -تبارك وتعالى- موسى في جبل الطور قرون، القرن هم الجيل الذي يعيش مقترن بعضه مع بعض، والقرن في العادة نحو مئة عام، قرن فمئة عام يعني قرن بعد قرن، هلكت قرون كثيرة منذ خطاب الله -تبارك وتعالى- لموسى إلى بعثة النبي محمد -صلوات الله والسلام عليه-، {وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ}، تطاول عمر هذه القرون يعني مئة سنة بعد مئة سنة بعد مئة سنة ...، هذا في السنين نحو أربعة آلاف سنة بين نبينا -صلوات الله عليه وسلم- وبين موسى -عليه السلام-، {وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}، ثاويًا؛ الثاوي هو المقيم بالمكان، يعني لم تكن مقيمًا في أهل مدين عند شعيب أو عند الرجل الصالح، الذي إستأجر موسى ليكون أجيرًا عنده في مقابل أن يزوجه إحدى إبنتيه، وما كنت ثاويًا؛ مقيمًا في أهل مدين، تتلوا عليهم آياتنا؛ تتلوا عليهم آيات الله -تبارك وتعالى- هناك، فالنبي لم يكن حاضر إذن من أين له أن يعلم بأن موسى لم قتل الفرعوني توجه إلى مدين وأنه عاش فيها، ويأتيه هذا الخبر التفصيلي بأن موسى لجأ إلى البئر الذي يسقي عنده القوم، وأنه سقى لإبنتي الرجل الصالح، وأن إحدى الإبنتين جائت إليه {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ ........}[القصص:25]، من أين للنبي محمد -صل الله عليه وسلم- أن يعلم هذا القصص كاملًا على هذا النحو، ويعلم ما صار لموسى في مدين على هذا، وأن مكث هناك هذه السنين وأنه حصل له ما حصل هناك، وأن الخطاب حصل هذا الخطاب التفصيلي بينه وبين الرجل الصالح، من أين للنبي -صل الله عليه وسلم- أن يعلم بهذا إلا أن يكون قد علمه الله -تبارك وتعالى-، والحال أنه لم يقرأ شيئًا مما بيد اليهود من التوراة التي بين أيديهم.

{........ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}[القصص:45]، ولكن الحق أن الله -تبارك وتعالى- كان مرسله، {وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}، مرسلين الرسل، مرسلين؛ يرسل الله -تبارك وتعالى- أنه مرسل رسوله محمدًا -صلوات الله والسلام عليه- بالهدى ودين الحق، وأنه مرسله ومنزل عليه هذه الأخبار ليخبر الناس بها، فيكون في أن يقص عليهم هذه الأخبار دلالة لكل ذي عينين، أن هذا نبينا محمد مؤيد بالوحي من عند الله -تبارك وتعالى-، وأنه لم يأته ما أتاه إلا من الله -تبارك وتعالى-، {وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}، ثم قال -جل وعلا- {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص:46]، سنعود إلى هذه الآيات -إن شاء الله- في الحلقة الآتية، ثم سنقرأ ما جاء في التوراة التي بأيدي اليهود اليوم بشأن هذا القصص، وما فيها مما يوافق الحق وأن هذه من أدلة صدق النبي -صلوات الله والسلام عليه-.

نقف عند هذا ونعود -إن شاء الله- في الحلقة الآتية، أقول قولي هذا، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب، وصل الله وسلم على عبده ورسوله محمد.