الجمعة 29 ربيع الآخر 1446 . 1 نوفمبر 2024

الحلقة (472) - سورة القصص 46-50

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبد ورسوله الأمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن إهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[القصص:44]، {وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}[القصص:45]، {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص:46]، بعد أن قص الله -تبارك وتعالى- ما قصه في هذه السورة العظيمة؛ سورة القصص، من نبأ موسى -عليه السلام- وفرعون، بدءًا من ولادته وإلى أن إنتهى الأمر بهلاك فرعون {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}[القصص:42]، ثم ما تفضل الله -تبارك وتعالى- به موسى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص:43]، ذكر الله -تبارك وتعالى- عباده والناس الذين أرسل إليهم النبي -صلوات الله والسلام عليه-، أن النبي لم يكن حاضرًا في هذه المواطن التي حدثت فيها هذه الأحداث، وكيف له أن يأتي بهذه الأخبار التفصيلية وهو لم يشهدها -صلوات الله وسلامه عليه- وإنما أخبره الله -تبارك وتعالى- بهذا، ليكون في هذا من جملة الفوائد العظيمة فيما قصه الله أن تكون دلالة وشهادة على أن هذا محمد إبن عبد الله هو رسول الله حقًا وصدقًا، هذا النبي الأمي الذي أتى بهذه الأخبار الصادقة كما وقعت، وكان كلامه كذلك مهيمنًا على التوراة يصحح ما فيها من الأخطاء؛ مما تقوله بنوا إسرائيل على الرب -تبارك وتعالى-.

وكنا قد قرأنا شيء من هذه القصة في التوراة التي بين أيدي اليهود الآن، ورأينا ما فيها مما يصدق القرآن وكذلك بعض ما فيها من الكذب الواضح، الذي نسبته إلى الله لا شك أنها نسبته إلى الله من الجرائم؛ أن ينسب مثل هذا إلى الله -تبارك وتعالى-، وقفنا عند قولهم في هذا الإصحاح الثالث فيكون حين تمضون، يعني أن هذا قول الله -تبارك وتعالى- لموسى، حينما تمضون؛ تخرجون أنتم بنوا إسرائيل من مصر، فيكون حين تمضون أنتم لا تمضون فارغين، لا تخرجوا فارغين من مصر، بل تطلب كل إمرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها، تطلب من جارتها؛ تستعير من جارتها، ومن نزيلة بيتها؛ إذا كانت ساكنة في بيت ناس مصريين، أمتعة فضة وأمتعة ذهب، إما أواني، إما حلي ونحو ذلك، وثيابًأ وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين، فتسلبون المصريين يعني تخرجون وأنتم تسلبونهم، والحال أن الله -تبارك وتعالى- لما ذكر هذا في القرآن، ذكر أن هذا إنما فعله هؤلاء الخارجون عن طاعة الله -تبارك وتعالى- بأنفسهم، دون أن يكون هناك علم لا لموسى ولا لهارون بهذا الأمر، وذلك عندما قال موسى -عليه السلام- للسامري الذي صنع لهم عجل من هذه المسروقات، {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}[طه:95]، {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي}[طه:96]، أي من هذه المسروقات، {وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي}.

قال أيضًا -تبارك وتعالى- في أنهم سلبوه قالوا {........ حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}[طه:87]، {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}[طه:88]، فإن موسى لما رجع من الطور بميقات الله -تبارك وتعالى- {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}[الأعراف:142]، لما رجع موسى بعد ذلك أخبره الله -تبارك وتعالى- أن قومه قد صنعوا عجلًا لهم من ذهب وعبدوه، فجاء موسى ولما رأى الأمر على هذا الحال {........ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي}[طه:86]، {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا ........}[طه:87]، {حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ}، أنهم أخذوا هذه الأوزار، أوزار ذنوب، من زينة القوم؛ ذهب وفضة قوم فرعون، فقذفناها؛ وذلك بأمر هارون، فإن هارون لما علم بذلك أمرهم أن يلقوا ما بأيديهم وأنه لا يحل لهم، هذا الذي سلبوه من المصريين وأخذوه أنه لا يحل لهم وأن يلقوه، فجاء السامري وجمع هذا الذي ألقوه وصنع لهم منه هذا العجل، وكان رجلًا سباكًا؛ صائغًا، صنع لهم هذا العجل، وأخذ شيئًا من أثر جبريل -عليه السلام- وكل آثار جبريل تتحول إلى حياة، فأخذها ووضعها في هذه السبيكة الله يقول {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}[طه:88]، الشاهد أن هذه الأوزار هم سلبوها عند خروجهم؛ يعني بنوا إسرائيل، ولم يكن هذا بأمر من الله -تبارك وتعالى-، كيف يأمرهم الله -تبارك وتعالى- أن يسلبوهم على هذا النحو ويخرجوا بهذا، فهذا كذلك لا شك أنه من الكذب ومن الإفتراء.

في الإصحاح الرابع فأجاب موسى وقال ولكن ها هم لا يصدقونني ولا يسمعون لقولي، أي أنه أجاب الله -تبارك وتعالى- على هذا النحو، بل يقولون لم يظهر لك الرب، فقال له الرب ما هذه في يدك؟ فقال عصا، طبعًا موسى هنا في الكلام هنا يعتذر للرب -تبارك وتعالى-، أن الذي سيكذبه إنما هم بنوا إسرائيل وليس فرعون، فقال عصا، فقال إطرحها إلى الأرض، فطرحها إلى الأرض فصارت حية فهرب موسى منها، ثم قال الرب لموسى مد يدك فأمسك بذنبها فمد يده فأمسك به فصارت عصا في يده، لكي يصدقوا أنه قد ظهر لك الرب إله آبائهم؛ إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب، طبعًا إصرار على أن الرب إنما هو إلههم وحده وليس هو إله العالمين ورب العالمين -سبحانه وتعالى-، ثم قال له الرب أيضًا أدخل يدك في عبك، فأدخل يده في عبه؛ أي في جيبه، ثم أخرجها وإذا يده برصاء مثل الثلج، وإذا يده برصاء مثل الثلج، وهذا كذلك هذه الواقعة وهذه الآية يعبرون عنها بهذا التعبير الشائن بل بغير الحق، فإن الله -تبارك وتعالى- في القرآن أخبر بأن هذه الآية قال له الله -تبارك وتعالى- {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}، أنها بغير برص، ليست برصًا، ولكن هنا يقول برصاء مثل الثلج، ثم قال له رد يدك إلى عبك فرد يده إلى عبه، ثم أخرجها من عبه وإذا هي قد عادت مثل جسده، فيكون إذا لم يصدقوك ولم يسمعوا لصوت الآية الأولى أنهم يصدقون صوت الآية الأخيرة، ويكون إذا لم يصدقوا هاتين الآيتين ولم يسمعوا لقولك أنك تأخذ من ماء النهر وتسكب على اليابسة، فيصير الماء الذي تأخذه من النهر دمًا على اليابسة، وهذا كذلك يعني هذي الآية كذلك قد رووها بغير الأمر الحق، إنما كل هذا كان يعني قضية الدم إنما كانت على قوم فرعون، كما قال -تبارك وتعالى- {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}[الأعراف:133]، أنها من الرجز الذي أرسله الله -تبارك وتعالى- على قوم فرعون، وليس هي من الآيات التي أمر موسى أن يظهرها لبني إسرائيل ليصدقوه، أن الله -تبارك وتعالى- قد إختاره وأنه هو رسول لهم لينقذهم.

انظر بعد ذلك كيف يعبرون عن خطاب موسى لله -تبارك وتعالى-، فقال موسى للرب إستمع أيها السيد، لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا من أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك بل أنا ثقيل الفهم واللسان، هنا أيضًا التعبير والخطاب يدل على منتهى سوء الأدب مع الله -تبارك وتعالى-، فيعبرون عن خطاب موسى للرب على هذا النحو، استمع أو إسمع أيها السيد، لا يقال هذا لله -تبارك وتعالى-، إسمعني لست أنا صاحب كلام، يعني أنا لا ديَّت، طبعًا يعنون ما شكى به موسى إلى ربه -تبارك وتعالى-، {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ}[الشعراء:13]، فهو إعتذار، انظر الإعتذار الكريم الذي وقع من موسى، وهذا هو الذي وقع حقًا ويعبر عنه القرآن بهذا التعبير، وأن موسى إعتذر إلى الرب -تبارك وتعالى-، قال {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ}[الشعراء:13]، {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}[الشعراء:14]، لكن هنا بتعبير التوراة إستمع أيها السيد، لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا من أول من أمس ولا من حيث كلمت عبدك بل أنا ثقيل الفهم واللسان، فقال له الرب من صنع للإنسان فمًا أو من يصنع له أخرس أو أصم أو بصيرًا أو أعمى أما هو أنا الرب، فالآن أذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به، فقال ...، انظر ثاني، فقال؛ أي موسى، إستمع أيها السيد، أرسل بيد من ترسل، يعني أنا ما أنا رايح، روح إبحث عن أحد غيري، هذا لا شك أن الذين صاغوا هذه التوراة على هذا النحو ونسبوا هذا الكلام إلى الله -تبارك وتعالى- وإلى موسى من أسواء الناس أدبًا مع الرب -تبارك وتعالى-، ولا يمكن أن يكون موسى أن يقول للرب -تبارك وتعالى- مثل هذا.

قال فحمي غضب الرب على موسى، وقال أليس هارون لاوي أخاك؟ أنا أعلم أنه هو يتكلم، وأيضًا ها هو خارج لإستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه، فتكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه، وأعلمكما ماذا تصنعان، وهو يكلم الشعب عنك وهو يكون لك فمًا وأنت تكون له إلهًا، وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات، كلام من الظلمات يركب بعضها بعضًا ولا يمكن، الله -تبارك وتعالى- أرسل هارون مع موسى نبيًا بدعوة أخيه، ولم يجعل موسى إلهًا لهارون بل هما شريكان في النبوة وفي الرسالة، هذا نبي مع أخيه موسى، وليس هو يكون له أنه هو المتكلم عنه وأن موسى سيكون إلهًا لهارون، كل هذا من التضليل، الأمر يعني الواقعة حق ولكن كل هذه الزيادات والإضافات والتعبير على هذا النحو من الباطل الذي أفكه هؤلاء اليهود على الله -تبارك وتعالى-، كل هذا طبعًا أيضًا فيه تناقض وأخطاء فإن هذا الكلام على حسب هذا السياق أنه كان وموسى مازال في مدين، وهم مازال يرعى الغنم وليس في أثناء ذهابه من مدين إلى مصر، قال فمضى موسى ورجع إلى يثرون حميه؛ أي في مدين، وقال له أنا أذهب وأرجع إلى إخوتي الذين في مصر ليرى هل هم بعد أحياء، وهذا أيضًا من موسى بالشكل هذا يكون قد نسبوا الكذب إليه، وأن ذاهب إلى مصر فقط ليتفقد إخوانه وليس لأنه قد أوحي إليه، فعلى كلامهم هنا أنه قد أوحي إليه وأمر برسالة، وأنه خارج وذاهب لأداء هذه الرسالة، وهذا يدل على أن لو كان هذا قائل بالشكل هذا؛ أنا ذاهب لرؤية إخواني، يبقى الرسالة جائت بعد ذلك؛ هذا الأمر، ثم إنه قد قضى الأجل قال له {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ........}[القصص:27]، بعد عشرة سنوات يعني الأمر إنتهى بينه وبينه، قال له أنا أذهب وأرجع لأخوتي الذين في مصر لأرى هل هم بعد أحياء، فقال يثرون لموسى إذهب بسلام.

وقال الرب لموسى في مديان ارجع إلى مصر لأنه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك، فأخذ موسى إمرأته وبنيه وأركبهم على الحمير ورجع إلى أرض مصر، وأخذ موسى عصا الله في يده، سموها عصا الله وهي عصا من العصي قد سأله الله -تبارك وتعالى- عنها، {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}[طه:17]، {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ........}[طه:18]، وقال الرب لموسى عندما تذهب لترجع إلى مصر انظر جميع العجاب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون، ولكني أشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب، فتقول لفرعون هذا يقول الرب؛ إسرائيل إبني الأكبر، تعالى الله عن ذلك، أن الله يتكلم عن إسرائيل وهو يعقوب أنه إبن الله -تبارك وتعالى- الأكبر، ليس لله إبن وليس لله ولد -سبحانه وتعالى- وإنما الكل عبيده، فقلت لك أطلق إبني ليعبدني، أطلق إبني؛ اللي هو إسرائيل، الله يقول هذا، فأبيت أن تطلقه ها أنا أقتل إبنك البكر، يعني أنت لا تريد أن تطلق إبني ليعبدني اللي هو إسرائيل؛ بنوا إسرائيل، فأنا سأقتل إبنك البكر هذا الكلام لفرعون، وحدث في الطريق في المنزل أن الرب إلتقاه وطلب أن يقتله، فأخذت صفورة صوانة وقطعت غرلة إبنها ومست رجله، فقالت إنك عريس دم لي فإنفك عنه، حينئذ قالت عريس دم من أجل الختان، وهذا كذلك فيه أنواع من الكذب، قد لا يقوم مقام لتفصيل نوع الكذب في هذا الكلام المنسوب إلى الله -تبارك وتعالى-.

وقال الرب لهارون اذهب إلى البرية لإستقبال موسى، فذهب وإلتقاه في جبل الله وقبله، فأخبر موسى هارون بجميع كلام الرب الذي أرسله وبكل الآيات التي أوصاه بها، ثم مضى موسى وهارون وجمعا شيوخ بني إسرائيل، فتكلم هارون بجميع الكلام الذي كلم الرب موسى به، وصنع الآيات أما أعين الشعب فآمن الشعب، ولما سمعوا أن الرب إفتقد بني إسرائيل وأنه نظر مذلتهم خروا وسجدوا، إلى أن يقول بعد ذلك بما صنعه موسى مع فرعون، قال ثم كلم الله موسى وقال له أنا الرب، وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء، وأما بإسم يهوة فلم يعرف عندهم، يعني لم أكن أعرف بإسم يهوة عند إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وأيضًا أقمت معهم عهدي أن أعطيهم أرض كنعان؛ أرض غربتهم التي تغربوا فيها، وأنا أيضًا قد سمعت أنين بني إسرائيل الذين يستعبدهم المصريون وتذكرت عهدي، لذلك قل لبني إسرائيل أنا الرب وأني أخرجكم من تحت أثقال المصريين وأنقذكم من عبوديتهم، وأخلصكم بذراع ممدودة وبأحكام عظيمة، وأتخذكم لي شعبًا وأكون لكم إلهًا، فتعلمون أني أنا الرب الذي يخرجكم من تحت أثقال المصريين، وأخرجكم إلى الأرض التي رفعت يدي أن أعطيها لإبراهيم وإسحاق ويعقوب وأعطيكم إياها ميراثًا أنا الرب، فكلم موسى هكذا بني إسرائيل ولكن لم يسمعوا لموسى من صغر النفس ومن العبودية القاسية، هذه العبارة الأخيرة ولكن لم يسمعوا لموسى من صغر النفس يعني من صغر نفوسهم أن نفسهم حقيرة إستصغرت، ومن العبودية القاسية وأنهم لم يؤمنوا بموسى، هذا قد جاء مصداقه في القرآن قول الله -تبارك وتعالى- {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ ........}[يونس:83]، {........ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}[القصص:8]، قال –جل وعلا- فما آمن لموسى؛ بعد هذه الآيات التي ظهرت، إلا ذرية من قومه؛ ذرية الصغار من قومه، على خوف من فرعون وملئهم؛ من كبار شيوخ بني إسرائيل أن يفتنهم، لأنهم كانوا كذلك خافوا على نفسهم فكانوا يخبرون بهؤلاء، إستخدموا جواسيس للفرعون، {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}، {........ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}[القصص:8]، فالقول هنا ولكن لم يسمعوا لموسى من صغر النفس ومن العبودية القاسية، هذا موافق للحق الذي جاء في القرآن.

يعني الشاهد من كل هذا طبعًا كل ما جاء في التوراة من ذكر هذه الأحداث لا شك أنه قد خلط فيه الحق بالباطل، وقد أنزل الله -تبارك وتعالى- القرآن يصدق ما في التوراة من الصدق، ما عند أهل الكتاب من الصدق ويبين ما فيها من الكذب، {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}[المائدة:15]، {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}، وقال -جل وعلا- {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}، فكثير مما أفكوه وكذبوه في التوراة قد جاء الله -تبارك وتعالى- بالصدق فيه، ومن هذا طبعًا ما نسبوه إلى الرب -تبارك وتعالى-، فقد نسبوا إلى الله -جل وعلا- في أول إصحاح من إصحاحات التوراة؛ من أسفار التوراة، أنه إستراح في اليوم السابع من عمله الذي خالقه، أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ولكنه إتخذ اليوم السابع يوم السبت في زعمهم يوم راحة له، قالوا واستراح في اليوم السابع من عمله الذي عمل خالقه، ومن أجل ذلك بارك هذا اليوم، ولا شك أن هذا من الكذب على الله -تبارك وتعالى-، بل الله -تبارك وتعالى- لا يتعب من خلق ولا يتعب من شيء ولا يكرثه شيء -سبحانه وتعالى-.

وأنزل الله -تبارك وتعالى- في القرآن رد هذا، قال -جل وعلا- {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}[ق:38]، لم يمس الله -تبارك وتعالى- من هذا شيء، تعالى الله -تبارك وتعالى- أن يمسه تعب، وقال -جل وعلا- {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ........}[البقرة:255]، لا يئوده؛ لا يتعبه، لا يكرثه، حفظهما؛ حفظ السماوات والأرض على النحو الذي هي عليه، من هذا النظام البديع وهذا الإرتفاع وهذا الرابط الذي يربط بين هذه الأجرام الكبرى، ما الذي يربط بين الشمس وبين غيرها من الكواكب، وبين كل هذه الكواكب التي هي في أثقال الأرض ملايين المرات، ولكنها تسير في مداراتها بأمر محكم غاية الإحكام، فما الذي يحفظ هذه الأجرام العظيمة في مساراتها وفي مداراتها {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، بنظام دقيق، إنه الرب -سبحانه وتعالى-، لا يمكن الرب الذي صنع هذا الصنع وخلق السماوات والأرض على هذا النحو أن يكون ممن يتعبه أمر ويثقله، تعالى الله -تبارك وتعالى- عن ذلك، الشاهد أن بني إسرائيل وأن الذين كتبوا هذه التوراة قد كتبوها بعقول مريضة سخيفة، وصفوا الرب -تبارك وتعالى- على أنه نوع من البشر، مثل البشر يتعب ونيسى ويغضب ويقال له القول، يعزم على الأمر ثم يقال له القول فيرتد عن عزيمته ويغير ما قيل له ويغير ما أراده ويصارع البشر، تعالى الله عن ذلك، أما بالنسبة للأنبياء فإنهم قد أفكوا فيها وكذبوا، فهي في الحقائق الموجودة في حق موجود لكنهم أفكوه وكذبوه، فالرب الإله هو رب السماوات والأرض لكن انظر تعبيرهم عنه، والأنبياء والرسل هم أنبياء الله -تبارك وتعالى- ورسله، فإن آدم حق ونوح حق وإبراهيم حق وإسحاق ويعقوب ويوسف هذه كلها قصص حق، لكنهم لما صاغوها على هذا النحو وأتوا بهذه الأمور؛ تزيدوا فيها وكذبوا فيها وافتروا فيها، وضعوا الأمور في غير ديَّت، وشوشوا في هذي وشوشوا في تلك فأتى على هذا النحو، لذلك القرآن مهيمن على هذا، وعندما يخبرنا الله -تبارك وتعالى- بأن من دلالات صدق النبي -صلوات الله والسلام عليه- بأنه يأتي بما يصدق ما عند أهل الكتاب، إنما هو فيما صدقوا فيه وليس فيما كذبوا فيه، بل ما كذبوا فيه رده الله -تبارك وتعالى-.

وما كنت؛ يا رسولنا محمد -صل الله وسلم عليه-، {........ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[القصص:44]، {وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}[القصص:45]، {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا}، إذ نادى الله -تبارك وتعالى- موسى، {........ وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص:46]، وهم العرب، قال -جل وعلا- {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[القصص:47]، {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}، يعني لولا أن يقولوا بعد ذلك عندما يصيبهم الله -تبارك وتعالى- بمصيبة بما قدمت أيديهم من الكفر والعناد، {فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ}، يعني لو كان الله -تبارك وتعالى- قد أهلك هؤلاء الذين أرسل إليهم النبي قبل هذا وماتوا على الشرك والكفر، ربنا كان إعتذروا عند الله -تبارك وتعالى- يوم القيامة، قالوا ربنا؛ يعني هلا ربنا، {أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، يعني إنك لو كنت أرسلت إلينا رسولًا كنا إتبعنا آياتك وكنا من المؤمنين.

قال -جل وعلا- {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى}، {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا}، بهذا النبي ديَّت، هذا القرآن بهذا النبي الكريم الذي يعرفونه ويعرفون بدايته، ويعرفون مدخله ومخرجه وأباه وأمه وشأنه، وأنه كان عندهم الصادق الأمين، {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا}، على لسان هذا الرسول، {قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى}، لولا؛ هلا أوتي النبي محمد، مثل ما أوتي موسى؛ من الآيات الحسية هذه، كالعصا ويده وما أيده الله –تبارك وتعالى- به من هذه المعجزات الظاهرة الباهرة، {لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى}، قال -جل وعلا- {........ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ}[القصص:48]، يعني عندما كان يحتج عليهم بأن شأن النبي محمد هو شأن موسى، وأن موسى رسول من الله -تبارك وتعالى- وقد جاء بالمعجزات، وشأن النبي كشأن هؤلاء الرسل {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ}، فليس هو وحده الذي أرسل إنما أرسل هؤلاء، وهؤلاء قد كفروا بموسى الذي يطلبون آياته الآن لمحمد هم كفروا به، وقالوا عن موسى {قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا}، سحر محمد وسحر موسى كلهم تظاهرا؛ تعاونا بعضهم مع بعض، هذا كان ساحر وهذا كان ساحر فهذي مقالتهم في موسى -عليه السلام-، {قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ}، قد قال هؤلاء العرب إنا بكلٍ؛ إنا بموسى أي وبمحمد كافرون.

قال -جل وعلا- {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا ........}[القصص:49]، يعني هاتوا كتاب من عند الله -تبارك وتعالى- يدعوا إلى الهدى، أهدى من التوراة المنزلة على موسى وأهدى من القرآن الذي أنزل على محمد وأنا أتبعه، إذا أتيتم لي بكتاب من عند الله خالق السماوات والأرض؛ ربنا –سبحانه وتعالى-، ويدل على طريقه أنا أتبعه، أنا أتبع هذا، {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ ........}[القصص:49]، يعني إن أتيتم به إتبعته وهنا مجزوم في جواب الشرط، {إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}، إن كنتم صادقين في أنكم تنشدون الهداية وتنشدون الحق.

قال -جل وعلا- {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ}، يعني بالإيمان بك وأنك رسول الله حقًا وصدقًا، أو بأن يأتوا بهذا الذي زعموه، {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ}، اعلم أن لا تابع عندهم إلا الهوى، ما يهوونه من قول أو إعتقاد أو فعل هم الذي يفعلونه، والهوى هذا إنما هو مجرد شيء تشتهيه النفس، إن كان في العقائد شيء هكذا يتخيل بما لا حقيقة له ثم يتبع، أو قضية تفترى وتكذب ثم تتبع، كسائر إعتقادهم في أن الرب تزوج من الجن وولد له الملائكة وأن الملائكة يشفعون عنده، أمور كذب هكذا أفكوها ثم إتبعوا هذا الإفك، {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ........}[القصص:50]، سؤال يراد به بيان التقرير، لا أحد أضل من هذا، ما في أضل ممن يتبع هواه بغير هدى من الله، بغير أن يكون الله -تبارك وتعالى- قد أرشده إلى الطريق، {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، حكم الله -تبارك وتعالى- بأن هذا الظالم لا يهديه الله -تبارك وتعالى-، مادام أنه وضع الأمر في غير محله، وأنه أفك ما أفك وكذب ما كذب ثم إتبع هذا، وهذا أمر يوافق الهوى فسار فيه، فهؤلاء الظالمون لا يهديهم الله -تبارك وتعالى-، لا يوفقهم الله -عز وجل- إلى طريق الحق وإنما يعمي -سبحانه وتعالى- أبصارهم.

نقف هنا وصل الله وسلم على عبده ورسوله محمد.