{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:3]، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:4]، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن إهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد يقول الله -تبارك وتعالى- {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[القصص:57]، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}[القصص:58]، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}[القصص:59]، {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}، هذه مقالة العرب وأهل مكة على الخصوص، وأنهم قالوا للنبي -صلوات الله والسلام عليه- إن الهدى الذي جئت به والدين الذي جئت به وقولهم أن هذا هدى، هذا دليل على أنهم يعلمون أنه من الله -تبارك وتعالى-، لكن قالوا إن هذا الدين الذي جئت به يجعلنا أعداء للعالم كله، فإن النبي -صل الله عليه وسلم- قد جاء بإكفار العرب جميعًا، وبأن ما هم عليه إنما هو ضلال وشرك، وأنهم يجب أن يعبدوا الله وحده لا شريك له، هذا خلاف ما هم عليه، أكفرهم، أكفر آبائهم، كذلك أكفر اليهود وأكفر النصارى وأكفر كل الملل، وأخبر بأن دينه سيهزم هذه الأديان كلها وسيظهر فوقها، وقد قال لقريش بأنه قد جائهم بالذبح، قال جئتكم بالذبح إن لم تؤمنوا وتزعنوا لأمر الله -تبارك وتعالى-، قالوا إنه يصبح الناس جميعًا أعداء لنا، تنقطع معايشنا، لا نستطيع أن نسير في البلدان كما نسير الآن، وقد كان أهل مكة معظمون محترمون عند العرب كلهم، لا يمسهم أحد ويقول الناس هؤلاء أهل بيت الله، فيسافرون في تجارتهم إلى الشام شمالًا وإلى اليمن جنوبًا دون أن يتعرضوا إلى أي أذى من قطع طريق ونحو ذلك، وكانت بلدهم آمن والناس جميعًا مجمعون عليهم وهم قادة الناس وقادة العرب وأشرافهم، والعرب كلها تزعن لهم وتقدسهم لمكانتهم من بيت الله –تبارك وتعالى- الذي يعظمونه، {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}، نصبح أنا ديَّت، تتخطفنا الناس وتعادينا الأمم ولا يصبح لنا طريق سالك.
قال -جل وعلا- {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ}، يعني إن الذي مكن لهم هذا الحرم الآمن؛ أرض مكة، آمن؛ يأمنون فيه، بل يأمن كل داخل فيه، بل يأمن الصيد فيه، وكان العرب تعظمه وتعظم شأن الحرم مع جاهليتها وكفرها، وكان الإنسان يرى قاتل أبيه وقاتل أخيه ولا يمسه حتى يخرج من أرض الحرم، {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ}، تأتي إليه البضائع والثمرات من كل مكان في الأرض وكانت أسواقه هي الأسواق بالنسبة للعرب، كان العرب هذا سوقهم يتسوقون فيه ويأتونه من كل مكان، {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ}، قال -جل وعلا- {رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا}، أن الله -تبارك وتعالى- هو الذي هذا، وكان هذا دارًا لهم وسائرًا لهم مع كفرهم فكيف إذا أصبحوا مؤمنين بالله -تبارك وتعالى-، فهذا صنيع الله -تبارك وتعالى- بهم، كما قال -جل وعلا- {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}[قريش:1]، {إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}[قريش:2]، {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ}[قريش:3]، {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[قريش:4]، {........ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[القصص:57]، لا يعلمون أن هذه منة الله -تبارك وتعالى- وفضله وأن الإيمان لا يسلبهم ذلك، بل بالإيمان أدعى إلى أن يبارك الله -تبارك وتعالى- لهم ويفتح لهم من بركاته ومن رزقه ما يفتح، فإن الإيمان هو من أسباب رزق الله -تبارك وتعالى- وإنعامه، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف:96]، وقال ولو أن أهل الكتاب {........ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}[المائدة:66]، فمع الإيمان يكون الخير والبركة والإزدهار، ليس كما إدعوا هم أنهم إذا آمنوا فقد جائهم الفقر وتخطفوا من الأرض.
ثم قال -جل وعلا- {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}[القصص:58]، هذا تحذير من الله -تبارك وتعالى- وإنذار لهم، وكم؛ العددية التكثيرية، يعني كثيرًا، أهلكنا من قرية؛ أهلك الله -تبارك وتعالى-، من قرية بطرت معيشتها؛ القرية هي المدينة الكبيرة المجتمعة، تسمى قرية من الإجتماع أو تسمى قرية من أنه من يأتيها يقرى ويضيف فيها؛ يعني قراية للضيف، ولا يكون هذا إلا في المدن الكثيرة، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}، بطرتها يعني إفتخرت بها وألهتها عن ذكر ربها وعن الإيمان به، ومن أجل هذه المعيشة تركوا الحق ودفعوه وردوا أمر الرسل، فالله -تبارك وتعالى- يخبرهم أن كم من القرى التي كانت آمنة ومطمئنة وقائمة ورزقها دار، فلما كفرت بدين الله -تبارك وتعالى- أبدل الله -تبارك وتعالى- عزها ذلًا وغناها فقرًا ودمرها الله -تبارك وتعالى-، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}، هذي عاد وهذي ثمود كانوا في أرزاق دارة، فهذا هود -عليه السلام- يقول لقومه {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ}[الشعراء:128]، {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}[الشعراء:129]، {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}[الشعراء:130]، {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}[الشعراء:131]، {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ}[الشعراء:132]، {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ}[الشعراء:133]، {وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}[الشعراء:134]، {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[الشعراء:135]، ولما كفروا كان من شأن الله -تبارك وتعالى- ما كان من تدميرهم، وكذلك هذا نبي الله -تبارك وتعالى- صالح يقول لقومه {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ}[الشعراء:146]، {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}[الشعراء:147]، {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ}[الشعراء:148]، {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ}[الشعراء:149]، {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}[الشعراء:150]، {وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ}[الشعراء:151].
وهكذا كل القرى التي أرسل الله -تبارك وتعالى- فيها رسل بطروا، يعني إفتخروا بما عندهم من المعايش ومن الثروات ومن الغنى وردوا أمر الرسل، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ........}[القصص:58]، فتلك؛ إشارة للبعيد، مساكنهم؛ هذي باقية، لم تسكن من بعدهم إلا قليلًا؛ كديار ثمود فإنها بقيت مساكنهم وموجودة في الجزيرة وشاهدة، ما سكنت بعدهم إلا قليلًا، يعني إلا قليلًا من عابر يسكنها ومن نحو ذلك، وأما فإن الله -تبارك وتعالى- قد دمرها -سبحانه وتعالى-، {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ}[الحج:45]، بئر خلاص أصبحت معطلة لا يستقي منها أحد، وقصر مشيد؛ قصر مشيد بالشيد، وهو الجسم ومشيد وقائم، ولكنه بعد ذلك خاوي تصفر فيه الرياح، فهذا تهديد من الله –تبارك وتعالى- لهم أن يحل بهم من النكال ما حل بأمثالهم من السابقين، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}[القصص:58]، كنا؛ الرب الإله الذي لا إله إلا هو -سبحانه وتعالى-، نحن الوارثين؛ رجوع يعني كل هذا الملك راجع إلى الله -تبارك وتعالى-، فالله -تبارك وتعالى- هو الذي يرث الأرض ومن عليها، يملك جيل ثم يذهب هذا الجيل وكل الأمور ترجع إلى الله -تبارك وتعالى-، ثم يملك بعدهم وينشئ بعدهم أجيال أخرى، الأمر كله إلى الله -تبارك وتعالى- {وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}، يعني أن كل هذا الذي كان بأيديهم عائد إلى الله -تبارك وتعالى-، فالله مالكه وصاحبه -جل وعلا-.
ثم بيَّن الله -تبارك وتعالى- أن هذا العذاب لا يكون ...، يعني مجيء عقوبة الله -تبارك وتعالى- لا تكون إلا بعد الإنذار، قال -جل وعلا- {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}[القصص:59]، أمران مهمان في الإهلاك، أول شيء {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ........}[القصص:59]، إقامة الحجة، يعني ما كان الله -تبارك وتعالى- ليهلك قرية من القرى قال {حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا}، أمها اللي هي العاصمة، المركز الأساسي الذي يرجع إليه كل أهل هذا القطر أو الناحية أو الأمة التي يرسل الله -تبارك وتعالى- فيها الرسول، فإن الله -تبارك وتعالى- يرسل الرسول في مركز وفي عاصمة هذه القرى، كما أرسل الله -تبارك وتعالى- رسوله محمد في مكة، إختيار مكة؛ مكة هي عاصمة الجزيرة، كل أهل الجزيرة يأتون إليها، وذلك أن هذه قصبتهم وعاصمتهم وفيها كعبة الله -تبارك وتعالى-، كان كل عربي مرتبط بهذا المكان فهي أم القرى، أم قرى الجزيرة وقد جعلها الله -تبارك وتعالى- أمًا للقرى كلها؛ لكل العالم، لأنها أصبحت وكانت هي فيها البيت الحرام، قبلة الله -تبارك وتعالى- الذي جعله قبلة للعالمين، وجعله بيت للناس كلهم يتوجهون إليه في صلاتهم، كما قال -تبارك وتعالى- {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}[الشورى:7]، فالله -تبارك وتعالى- عندما يرسل رسول يرسله في عاصمة هذه الأمة وهذه الدولة، {حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا}، أم هذه القرى رسولًا.
{يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}، يتلوا عليهم آياتنا هذه المنزلة من الله -تبارك وتعالى-، يتلوا؛ يقرأ، والآيات جمع آية، والآية؛ العلامة، العلامة على أن هذا الكلام من الله -تبارك وتعالى- بما فيه، إما من الإعجاز مثل هذا القرآن المنزل من الله -تبارك وتعالى-، أو ما فيه من البرهان كما كان في كل ما أنزل الله -تبارك وتعالى- من كتاب، ثم قال -جل وعلا- {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}، هذا الأمر الأخر؛ أنه لا هلاك لقرية من هذه القرى التي يرسل الله -تبارك وتعالى- فيها الرسل إلا وأهلها ظالمون، بهذا ديَّت؛ أن يكون هذا حال أهلها، أهلها ظالمون؛ ظالمون لأنفسهم بالشرك والكفر والعناد هذا ظلم، لأن الظلم هو وضع الشيء في غير محله وهؤلاء وضعوا الأمور كلها في غير محلها، فبدلًا من أن يعبدوا الإله الواحد الذي لا إله إلا هو عبدوا هذه الأصنام، وضعوا العبادة في غير محلها، هذا مو محل العبادة، هذا ليس أهلًا، كل ما يعبدونه من دون الله ليس أهلًا لأن يعبد، لأنه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت وليس بيده نفع ولا ضر لعابده، فوضع العبادة فيه وضع للشيء في غير محله، أما الذي يستحق العبادة فهو الرب الإله الخالق الذي لا إله إلا هو رب العالمين، رب السماوات والأرض، هذا الذي له حق العبادة لأنه هو المنعم على عباده، هو المتفضل عليهم -سبحانه وتعالى-، المتفضل عليهم بالإيجاد، بالرزق، بالتكوين، كل أمور العباد بيده -سبحانه وتعالى- فهو وحده المستحق للعبادة، فهؤلاء لما وضعوا العبادة في غير محلها وعبدوا غير الله -تبارك وتعالى-، كذلك بدلًا من أن يصدقوا الرسل ويطيعوهم –هذا هو حقهم- وضعوا في هذا المكان تكذيب الرسل ورد أمرهم فهم ظالمون، وبالتالي هم ظالمون لأنفسهم كذلك، إعتدوا على أنفسهم بأن كفروا على هذا النحو، فأتوا بكل البلاء والمصائب جروها على أنفسهم، هذا ظلمهم {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}، عدل من الله -تبارك وتعالى- وعدم ظلم لعباده أن يأخذهم على حين غرة دون أن يكون يعني ليس لهم ذنب فيعاقبهم الله -تبارك وتعالى-... لا، فلابد أن يكونوا ظالمين لابد أن يقيم الله -تبارك وتعالى- عليهم الحجة.
ثم هون الله -تبارك وتعالى- من شأن هذه الدنيا التي من أجلها يتمسك هؤلاء الكفار بها ويردوا الحق، قال -جل وعلا- {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ}[القصص:60]، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ}، أي شيء، أوتيتم؛ أعطيتم، وجاء هنا بالبناء لما لم يسمى فاعله لأن المؤتي هو الله، ما جائك أيها الإنسان من شيء فمن الله -تبارك وتعالى-، كل هذا رزقه وعطائه، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ}، يعني ما أعطاكم الله -تبارك وتعالى- من شيء، {فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، ما منزلته؟ تتمتع به في الدنيا فقط، والحياة الدنيا قصيرة، وقت قصير وهذه الحياة الدنيا كذلك لا يصفوا خيرها وبرها لأحد، يعني أن تكون خيرًا من كل وجه لكل أحد يستحيل، بل إختلط فيها الخير والشر فلا يصفوا، فهي قصيرة ثم الصحة فيها يخالطها المرض وبعد الحياة الموت وبعد السرور لابد أن يكون هم وغم، فهي لا تصفوا؛ لا تصفوا لأحد، فقول الله -تبارك وتعالى- {فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، الدنيا؛ القريبة، أو الدنيا؛ الدنيئة، أنها دنيئة كذلك بالقياس للأخرة، {وَزِينَتُهَا}، زينة الحياة الدنيا، يعني متاع وزينة، من المتاع يستمتع به الإنسان كطعامه وشرابه وشهوته هذا يتمتع بهذا، أو زينة يتمتع بها بالنظر، الزينة هو الأمر الجميل، فالمراكب والمفارش والمناظر ها دي كلها من زينة الحياة الدنيا، وزينة الحياة الدنيا كذلك هي سريعة الزوال، ليست باقية لأنها مرتبطة بهذه الدنيا فلا يبقى فيها شيء، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ........}[القصص:60]، خير؛ أخير، ما عند الله؛ مما وعد الله -تبارك وتعالى- به عباده الصالحين اللي هي الجنة والرضوان؛ خير من هذه الدنيا، فالمقارنة بعيدة جدًا بين هذا وهذا، فالحياة الآخرة أولًا حياة مستمرة لا تنقطع والمتاع فيها غير مخلوط بشيء ينغصه، ما في أي تنغيص، فاستقرار ولا سفر وحياة ولا موت وفرح وسرور بلا كآبة وبلا أي حزن وبلا أي ديَّت، وإجتماع مع الصفو الكامل، يجتمع الأصدقاء والأحباب في الجنة بصفو كامل، {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا}[الواقعة:25]، {إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا}[الواقعة:26]، فهي سلم وكل كلام يسمعه فيها المؤمن ديَّت، ثم هو أمر كل نعيمها لا ينفد ولا يضمحل، فأهل الجنة لا تبلى ثيابهم، لا يفنى شبابهم، ثم كل حياتهم طهارة ونظافة، ليس في قذر بأي نوع من القذر، لا يمتخطون ولا يبصقون ولا يبولون ولا يتخوطون، ريق الحورية لو أنها بصقت في بحر ملح من بحار الدنيا لصيرته عذبًا، ريح طيب؛ الجنة يشم ريحها على بعد مئة عام، من مسيرة مئة عام يشم ريحها.
إن الرسول يقول «وإن ريحها ليوجد مسيرة كذا وكذا»، جاء أن كذا وكذا في بيانه مئة سنة، مسيرة مئة سنة يشم ريحها، هذي الجنة وريح كل شيء ينضح ويفوح رائحة طيبة، أدخلهم الجنة عرفها لهم، كلها عرف طيب، يقول النبي -صل الله عليه وسلم- «لو أن إمرأة نظرت إلى أهل الدنيا لأضاءت ما بين السماء والأرض ولملأته ريحًا»، ملأت كل هذا ما بين السماء والأرض ريحًا طيبًا، هذا يعني رائحة تنبعث من إمرأة واحدة من نساء الجنة فكيف بكل ما في الجنة وما فيها، أمر عظيم جدًا، لا مجال ليقارن متاع الدنيا بمتاع الآخرة، فالله يقول وما عند الله من الثواب، خير وأبقى؛ خير مما في الدنيا، وأبقى أنه باقٍ، أما هذا فهذا نعيم زائل، فالذي يؤثر النعيم هذا الزائل؛ متاع الحياة الدنيا وزينتها، يؤثره على ما عند الله -تبارك وتعالى- من الملك العظيم والنعيم المقيم والجنة وارفة الظلال وجارية المياه ومختلفة الأنهار هذا لا شك أنه لا عقل له، قال -جل وعلا- {أَفَلا تَعْقِلُونَ}، ألا عقل لكم أيها المخاطبون، كيف يؤثر الإنسان هذا الكافر يؤثر هذه المتاع القليل ومن أجله يدع هذا المتاع العظيم، والمطلوب فقط هو الإيمان بالله -تبارك وتعالى- وتصديق الخير، فكيف تبيع الآخرة بهذه الدنيا الفانية، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ}[القصص:60].
ثم أكد الله -تبارك وتعالى- هذا المعنى بهذا المثال، قال {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}[القصص:61]، مقارنة هنا؛ ذكر المقارنة جائت على مستوى الجنة ونعيم الدنيا، هذي المقارنة جائت على مستوى الفرد، إثنين؛ هؤلاء إثنان، {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ}، هذا المؤمن وعده الله -تبارك وتعالى- وعد حسن، أنت آمنت فلك الجنة، وهذا وعد من؟ وعد الله -تبارك وتعالى-، لا يمكن الله -تبارك وتعالى- يخلف وعده، فإنه الرب العظيم الذي لا يخلف الميعاد -سبحانه وتعالى-، الذي كل شيء بيده؛ بيده مقاليد السماوات والأرض -سبحانه وتعالى-، الجنة له، الدنيا له والآخرة له، فالآخرة مع الله -تبارك وتعالى- ولله، والدنيا لله -سبحانه وتعالى-؛ كلها لله -عز وجل-، فإذا وعد لابد أن يفي الله -تبارك وتعالى- بوعده، لا يمكن أن يعد عبده المؤمن بوعد وأنه داخل الجنة إذا آمن وسار في هذا الطريق ثم لا يعطيه الله -تبارك وتعالى-، قال الله فهو لاقيه؛ لابد يلقى وعد الله -تبارك وتعالى- لأن الله لا يمكن أن يخلف وعده، {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا}، وعد حسن بأنه وعد الله -تبارك وتعالى- لعبده المؤمن وعد حسن في الدنيا وفي الآخرة، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل:97]، هذا وعد الله -تبارك وتعالى-.
{أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}[القصص:61]، هل هذا المؤمن الذي وعده الله -تبارك وتعالى- وعدًا حسنًا وسينال هذ الوعد حتمًا كالرجل الكافر الذي متعه الله في الدنيا، أعطاه في الدنيا ما أعطاه ولكن هو يوم القيامة من المحضرين؛ من الذين يؤتى بهم ويحضر بهم إلى الحساب والعذاب، فيساق ويأتي رغمًا عنه، ومحضر إلى أي شيء؟ إلى النار، إلى النار التي يخلد فيها خلودًا لا ينقطع فيها، لا ينقطع همومه وغمومه وبكائه وصراخه لا ينقطع، يستغيث ويغاث بزيادة العذاب، ويتمنى كل أمنية حتى الموت يتمناه ليقضي علينا ربك ولا يكون، فهل يمكن أن يكون هذا مثل هذا؟ الله -تبارك وتعالى- يضع هذه المقارنة أمام كل من خاطبهم بهذا القرآن، فيقول {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}[القصص:61]، وين هذا؟ أين هذا وأين هذا؟ أين حال المؤمن وأين حال الكافر؟ أين مصير هذا وأين مصير هذا؟ وهذا يجعل كل ذي عقل، كل من له عقل أن يفكر في هذا الأمر كيف أكون، هل أكون هذا؛ أكفر بالله -تبارك وتعالى- وأكون أمتع بمتاع وهذا من الله؛ بمتاع الحياة الدنيا، ثم يوم القيامة تأتي الملائكة وتجرني جر وتدفعني دفع إلى العذاب والنار؛ أحضر إلى النار، الله يقول {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا}[مريم:68]، {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا}[مريم:69]، {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا}[مريم:70]، هذا يحضر؛ يحضر العذاب رغمًا عنه، {........ وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}[الكهف:47]، هذا حاضر؛ هيحضر هيحضر لابد، يعني لا مفر لأحد، {كَلَّا لا وَزَرَ}[القيامة:11]، {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}[القيامة:12]، {يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}[القيامة:13]، فهذا حكم الله -تبارك وتعالى- محضر؛ لابد يحضر، لو كان هو مين وإبن مين؛ ملك، عظيم، كبير، مهما كان هييجي، فهذا الذي سيأتي على هذا الحال وجهه أسود على هذا النحو يوم القيامة، هل يكون هذا كهذا؛ كالمؤمن، الذي ربنا -سبحانه وتعالى- وعده وعد حسن، والله -تبارك وتعالى- قد أعطى عهد وضمان منه -سبحانه وتعالى-، كتب على نفسه -سبحانه وتعالى- أن من مات على الإيمان يدخله الجنة، كما قال -تبارك وتعالى- {........ كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}[مريم:71]، أمر قضاه الله -تبارك وتعالى- ديَّت، فهو وعد على الله -تبارك وتعالى-، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}[النساء:122]، فمن أصدق من الله -تبارك وتعالى- ولابد أن يفي الله -تبارك وتعالى- بوعده ولا يمكن أن يخلف الله -عز وجل- وعده، {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}[القصص:61]، هذه مقارنة الله -تبارك وتعالى- ومعادلة يضعها الله -تبارك وتعالى- أما كل مخاطب، وهي موعظة عظيمة لكل ذي عقل ولب.
ثم يبين الله -تبارك وتعالى- بعد ذلك في الآيات التي تأتي حال هؤلاء المكذبين المذرية يوم القيامة، فيقول -جل وعلا- {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}[القصص:62]، {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}[القصص:63]، {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ}[القصص:64]، ويوم يناديهم؛ يوم القيامة، يناديهم الرب -تبارك وتعالى- {........ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}[القصص:62]، سؤال يراد به التبكيت والتوبيخ والتحقير، {........ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}[القصص:62]، والحال أنه ليس لله شريك، لا في صفته؛ في صفة من صفاته، ولا في ملكه ولا أنه أعان الله –تبارك وتعالى- في شيء، بل كل الخلق عبيده، كل ما سوى الله -تبارك وتعالى- فهم عبيد له -جل وعلا- فلا شريك له، وهؤلاء قد إتخذوا لله شركاء، أما الذين قالوا لله ولد وجعلوه شريك لله -تبارك وتعالى-، يخلق كخلق الله ويحيي ديَّت وأعطوه صفة الرب -تبارك وتعالى- كأمثال هؤلاء الضالين من النصارى، الذين جعلوا لله شريك مما يسمون بروح القدس وعيسى -عليه السلام- تعالى الله عن ذلك، وكل هؤلاء العرب الذين قالوا أن الملائكة بنات الله، وهؤلاء الذين عبدوا ما عبدوه من الأصنام والأحجار والأوثان وجعلوهم شركاء لله -تبارك وتعالى- في العبادة وفي الصفات، يقال لكل هؤلاء {........ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}[القصص:62]، الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي.
قال -جل وعلا- {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}[القصص:63]، هذا -إن شاء الله- نأتيه في الحلقة الآتية -إن شاء الله-، وصل الله وسلم على عبده ورسوله محمد.