{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:3]، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:4]، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن إهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى-، {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص:83]، {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[القصص:84]، {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[القصص:85]، {وَمَا كُنتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ}[القصص:86]، {وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[القصص:87]، {وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[القصص:88]، هذه الآيات هي ختام سورة القصص، هذه السورة المكية التي نزلت على النبي -صلوات الله والسلام عليه- وحال المسلمين في ضعف وشدة وذلة، وهم مع موعود الله -تبارك وتعالى- لهم بالنصر والتمكين، ساق الله -تبارك وتعالى- هذه السورة؛ سورة القصص، وفيها من شأن موسى -عليه السلام- الذي بدأ حياته كذلك مولودًا يلاحقه السكين، وكان من شأنه وشأن بني إسرائيل المستضعفين من قوم أولي بطش وأولي قوة؛ قوم فرعون، وهم في هذا الذل والمهانة ويريد الله -تبارك وتعالى- أن يمن عليهم {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}[القصص:5]، {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}[القصص:6]، وقص الله -تبارك وتعالى- سياق الأحداث إلى أن تحقق موعود الله -تبارك وتعالى- موسى وقومه، فبوأهم الله –تبارك وتعالى- ومكنهم وأهلك قوم فرعون، وكأن الله -تبارك وتعالى- يقول لنبيه وللمؤمنين الذين معه إن شأنكم سيكون كشأن موسى، فإن موسى –عليه السلام- الذي نشأن في هؤلاء القوم المستضعفين انظروا كيف أن الله -تبارك وتعالى- حقق موعوده وأهلك الظالمين، وكذلك سيحقق الله -تبارك وتعالى- موعوده ونصره لنبيه محمد -صلوات الله والسلام عليه- وللمؤمنين.
يقول الله -تبارك وتعالى- في ختام هذه السورة بعد أن قص ما كان من شأن قارون، الذي كان من قوم موسى ولكنه إنتفخ عليهم وآتاه الله -تبارك وتعالى- هذه الكنوز، قصة قارون قصة مصغرة لقوم فرعون؛ هذا فرد وأولئك قوم، نفس الأمر؛ العلو والإستكبار في الأرض والفرح بما يؤتيهم الله -تبارك وتعالى- من النعمة، ثم الإنذار والتحذير لهم، يحذرون وينذرون، لا يسمعون، فيحطمهم الله -تبارك وتعالى-، حطم الله -تبارك وتعالى- قارون أمام الأعين، وقال -جل وعلا- {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ}[القصص:81]، قال الله -تبارك وتعالى- تعقيبًا على شأن قارون وتعقيبًا بعد ذلك على شأن موسى، قال -جل وعلا- {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص:83]، الدارة الآخرة؛ الفوز بجنة الله -تبارك وتعالى- ورضوانه، قد زخرها الله وجعلها الله -تبارك وتعالى- للذين لا يريدون علوًا في الأرض، علو بإفتخارهم بثراواتهم ومكانتهم وإمكاناتهم وما آتاهم الله -تبارك وتعالى-، ولا يرجعون ما هم فيه من النعمة إلى الله -تبارك وتعالى-، ولا فسادًا؛ فساد بأي نوع من الفساد، من القتل والسرقة والنهب والظلم كل هذا من الفساد، فالذين لا يريدون الفساد في الأرض والذين لا يردون العلو هم هؤلاء أهل الإيمان الذي جعل الله -تبارك وتعالى- لهم الدار الآخرة، {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، في كل أمر، العاقبة؛ النهاية، عاقبة الأمر؛ نهاية الأمر للمتقين في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا انظر كيف كانت عاقبة أهل الإيمان والتوحيد وكيف كانت العاقبة السيئة لأهل الكفر والعناد، {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، النهاية الحسنة والسعيدة دائمًا إنما هي لأهل التقوى؛ لمن يخافون الله -تبارك وتعالى-.
ثم قال -جل وعلا- {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}، هذا قانون الجزاء عند الله -تبارك وتعالى- لهؤلاء وهؤلاء، فالخلق كلهم عبيده لكن الله -تبارك وتعالى- يعامل هؤلاء كلًا بما يستحق، فقال {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}، كل من جاء بالحسنة؛ أتى بها، فعلها، الحسنة؛ الأمر الحسن، وكل ما أمر الله -تبارك وتعالى- به حسن كالإيمان به وتوحيده، تنفيذ شرائعه من صلاة، من صيام، من زكاة، من حج، كل هذه شرائع الإسلام هي أمور حسنة، فمن جاء بالحسنة فله خير منها، له خير منها حسابًا وأما ثوابًا فهذا الثواب ليس مكافئًا للحسنة ولا هو موازي لها؛ هذا عطاء من الله -تبارك وتعالى-، لكن حسابًا يعني يحاسبه الله -تبارك وتعالى- بخير من حسنته، فيفعلها الإنسان واحدة ولكن الله -تبارك وتعالى- يأجره عليها عشرة، كما قال -جل وعلا- {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[القصص:84]، لا تضاعف السيئات أما الحسنات تضاعف إلى عشر إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله -تبارك وتعالى-، كما قال الله -تبارك وتعالى- في النفقة {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:261]، وقال {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، يعني بغير عد، فكل من جاء بالحسنة الله يقول فله خير منها عدًا؛ حسابًا، أنفق دينار فيجزيه الله كأنه أنفق عشرة دنانير، صلى صلاة فيجزيه الله كأنه صلى عشر صلوات، ولذلك جاء في الحديث «هم خمس في العمل خمسون في الأجر»، خمس في العمل صلوات لكن خمسون في الأجر، يأجرهم الله -تبارك وتعالى- كأن المؤمن صلى خمسين صلاة عن الخمس المفروضات وهذا من إحسانه، أما الجزاء الذي يعطاه فهذا ليس مساويًا؛ يعني مساويًا العمل.
فإن مثلًا من قال "سبحان الله" كلمة خفيفة في اللسان لكنها حبيبة إلى الرحمن، يجزي الله -عز وجل- عليها أمر عظيم، هذي {........ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[الكهف:46]، -سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، من قال سبحان الله غرس الله -تبارك وتعالى- له غرسة في الجنة؛ شجرة في الجنة، من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:1]، عشر مرات بنى الله له بيتًا في الجنة، قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:1]، عشر مرات هذي جهد قليل، عمل قليل جدًا من ناحية العمل، لكنها ثناء على الله -تبارك وتعالى-، ولما كان الثناء على الله -تبارك وتعالى- وذكر الله -تبارك وتعالى- بثناء حسن، فإنه يعطي لهذا الثناء؛ يعطي ثواب عظيم من عنده، فالجنة ثواب من عند الله، فضل من عنده ليس مكافئ للعمل، ليس يعني أنت عملت هذا العمل فتستحق هذه كمثل الأجر الدنيوي بالنسبة لما يأجره الناس بعضهم بعض، فإن الطبيب يعطيك إستشارته في المرض فتعطيه مبلغ من المال، هذا مكافئ لهذا الأمر، عامل يعمل لك يوم فأجرة هذا اليوم عشرة دنانير أو عشرين دينار، هذا مناسب؛ هذا الجزاء مناسب لهذا العمل، بالنسبة للعمل الدنيوي... لا، لو فرضنا في العمل الدنيوي مثلًا أن عامل مثلًا يعمل يوم؛ عمل عضوي عضلي، يعمل يوم في حفر، في زراعة، في نحو ذلك، في صناعة، ثم يعطى ملايين ملايين ملايين الدنانير لا شك أن هذا في المقاييس الدنيوية ما هو مكافئ، هذا شيء ليس مكافئًا لهذا العمل، إنما هذا عطاء غير مساوي هذا، قد يكون مثلًا الذي يعطي مليون دينار على عمل يعطي واحد عمل ساعة فيعطيه مليون دينار مثلًا، هذا قد أعطاه فضل من عنده؛ هذا فضل وإحسان.
{وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى}، الجزاء الأخروي من الله -تبارك وتعالى-، الجنة ليست ثمن للعمل الذي يعمله الإنسان، فإن عمل الإنسان مهما كان كأن يقوم له ليلة في الصلاة، يصوم يومًا، يفعل يومًا، هذا جهد محدود في أوقات محدودة، لكن الله -تبارك وتعالى- يعطي عليه أجر غير محدود، أجر ليس له حساب، هذا فضل منه وليس هو مساوي للعمل، بل إن أعمال الإنسان كلها الصالحة لا تكافئ نعمة من نعم الدنيا، نعم الدنيا من السمع والبصر والقوة التي أعطانا الله -تبارك وتعالى- والرزق، لا شك أن مهما كان عمل الإنسان فإنه لا يساوي ما أنعم الله -تبارك وتعالى- عليه من هذه النعم في الدنيا، كما قال الله -تبارك وتعالى- مثلًا في شأن إبراهيم {........ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنِ الصَّالِحِينَ}[العنكبوت:27]، وآتيناه أجره؛ أجر إبراهيم الذي وفى، كل ما أمره الله -تبارك وتعالى- به أوفاه، كما قال الله -عز وجل- عن إبراهيم {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}[النجم:37]، وفى كل ما أمر، {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}، بكلمات؛ بأوامر، اذبح إبنك راح يذبحه، ألقي إبنك وأمه في هذا المكان القفر؛ فعل، حطم هذه الأصنام؛ حطمها، أثبت عندما يجمع لك القوم الحطب لحرقوك؛ ثبت، وقال حسبي الله ونعم الوكيل، كلمة قالها وإعتصم بالله وهو وحده، قم بما أمرك الله -تبارك وتعالى-؛ قام، هاجر؛ هاجر، ففعل كل ما أمره الله -تبارك وتعالى-، بكلمات شديدة وقام لله -تبارك وتعالى-، الله -تبارك وتعالى- لا شك أنعم الله -تبارك وتعالى- عليه في الدنيا بالنعم العظيمة، كان من أغنياء أهل الإيمان، كثر ما عنده من الرزق والنعم الدنيوية، ثم ما آتاه الله -تبارك وتعالى- من الولد وما من به عليه، الله -تبارك وتعالى- يقول في إبراهيم {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا}، فأجره على العمل الصالح أخذه في الدنيا بالنسبة لهذا، لكن {وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنِ الصَّالِحِينَ}، ما إدخره الله -تبارك وتعالى- له من الثواب والنعيم في الآخرة طبعًا هذا أمر عطية؛ عطاء من الله -تبارك وتعالى-، كما قال الله -تبارك وتعالى- في الجنة {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}[النبأ:36]، فهي عطاء من الله -تبارك وتعالى-، حساب بالنسبة إلى مناسبة العمل، فمن عمل كثيرًا الله -تبارك وتعالى- يعطيه عطاء كثير؛ فضل من عنده -سبحانه وتعالى-، ومن عمل قليلًا أخذ أيضًا ما يساوي هذا الثواب من الله -تبارك وتعالى-.
فالشاهد أن قول الله -تبارك وتعالى- {فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}، ليس فله خير منها يعني جزاء الجنة خير من الحسنة التي يؤتيها... لا، له خير منها حسابًا؛ الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ولكن الجزاء الأخروي لا كفاء له، ليس ثمنًا لأي عمل يعمله العبد المؤمن في الدنيا، فالجنة ليست ثمن للعمل الصالح وإنما هي ثواب من الله وعطاء من الله -تبارك وتعالى- لعباده المؤمنين، نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعلنا من عباده المؤمنين، {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[القصص:84]، هذا محاسبة الله -تبارك وتعالى- لمن يأتي بالسيئة، من جاء بالسيئة؛ السيئة هي العمل السيء، سمي سيء لأنه يسوء صاحبه، فكل ما نهى الله -تبارك وتعالى- عنه من السيئات، أعلى هذه السيئات هو الكفر بالله -تبارك وتعالى-، وأدناها قد يكون تطفيف حبة، مزحة، لمزة، غمزة، هذا من ديَّت، كل من جاء بسيئة فإن الله -تبارك وتعالى- لا يجزيه إلا بمثلها، أولًا لا يضاعفها؛ ما تضاعف السيئات، ثم إن الجزاء الذي يجازى به من العقوبة في الآخرة وإن كانت عقوبة شديدة جدًا لكنها موافقة للعمل؛ موافقة للجرم، قال -جل وعلا- {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}[النبأ:17]، {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا}[النبأ:18]، {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا}[النبأ:19]، {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا}[النبأ:20]، {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا}[النبأ:21]، {لِلْطَّاغِينَ مَآبًا}[النبأ:22]، مرصادًا يعني بالرصد موجودة، للطاغين مآبًا؛ مرجع يرجعون إليه، {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا}[النبأ:23]، يلبثون فيها؛ يبقون فيها، أحقابًا؛ حقب طويلة من الزمان، مدد متطاولة من الزمان لا تنتهي، {لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا}[النبأ:24]، هذه المكث الطويل، الخلود الأبدي هذا الذي يبقون فيه ولا يمر عليهم ساعة راحة، فيذوق شيء من البرد ولا شيء من الشراب الذي ينفعه، {لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا}[النبأ:24]، يعني شرابًا باردًا ينفع، وإنما شرابها الحميم والغساق... نعم، فهذا شرابهم -عياذًا بالله-.
{لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا}[النبأ:24]، قال {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا}[النبأ:25]، فالحميم والغساق ليس هو الشراب البارد، وإنما {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا}[النبأ:25]، شراب هذا نجس، ناري، من صديدهم، من قيحهم، من الزقوم، هذا ديَّت؛ هذا شرابهم، ثم قال -جل وعلا- {جَزَاءً وِفَاقًا}[النبأ:26]، جزاءً؛ أي هذه مجازاة للذنب، وفاقًا؛ موافق للذنب، يعني أنه مساوي له وليس زائد ولا أعظم من الذنب... لا، {جَزَاءً وِفَاقًا}[النبأ:26]، {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا}[النبأ:27]، {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا}[النبأ:28]، هذا الذنب؛ هؤلاء كذبوا بآيات الله، يعني ردوها وكذبوا بها بعد علمهم أنها صدق، كذابًا؛ تكذيبًا بعد تكذيب، فمجازاة الله -تبارك وتعالى- للكافر إنما هي مجازاة موافقة للذنب، ليست بظلم من الله أن يضاعف لهم عقوبة لا يستحقوها، بل عقوبة الكافر يستحقها وهي موافقة تمامًا للذنب الذي قام به -عياذًا بالله-، {........ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[القصص:84]، يعني إلا بعملهم هذا الذي عملوه فإنما يجزون به، ومفهوم هذا أنه لا يحمل عليهم ذنوب غيرهم، ولا يعذبون عذابًا زائد عن الذنب الذي أذنبوه بل عذابهم موافق لذنبهم، عياذًا بالله -تبارك وتعالى- من حالهم.
ثم قال الله -تبارك وتعالى- لرسوله {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، وهذا يأتي هنا قلنا في ختام هذه السورة؛ سورة القصص، والتي فيها أن موسى خرج من مصر؛ خرج من مصر فارًا بنفسه، بعد أن بلغ {........ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}[القصص:20]، {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[القصص:21]، ثم مكث في مدين ما مكث من العمر، ثم رجع بعد ذلك إلى مصر ليجعله الله -تبارك وتعالى- مخلصًا لقومه، وليخرج بني إسرائيل من مصر بيد قوية، ويخرجهم إلى الأرض المباركة ليعبدوا الله -تبارك وتعالى-، منقذ دخل مصر مرة ثانية وقال له الله -تبارك وتعالى- {........ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ}[الشعراء:15]، وقال الله -تبارك وتعالى- له ولهارون {أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}، وقد كان أن الله -تبارك وتعالى- جعله يغلب في نهاية المطاف، النبي نزلت عليه هذه السورة وهو في مكة؛ في حال ضعف، والموت والقتل من الكفار ينتظره، الملأ يأتمرون به كذلك ليقتلوه، {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال:30]، كانت قريش في حيرة من أمرها وفي تفكير دائم في كيفية القضاء على هذا الدين، كيف يقضى على هذا الدين؟ وقد مارسوا ألوان كثيرة من الصد عن سبيل الله ومن محاولة إماتة دين الله -تبارك وتعالى-، فالتخويف والتهديد والتعذيب لكل من آمن للنبي -صلوات الله والسلام عليه-، كل ذي قرابة من الكفار أخذ قرابته من المؤمنين وعذبهم ونكل بهم، والتشريد في الأرض، وإذلال المستضعفين الذين ليس لهم ظهر ولا حماية من العبيد والأرقاء؛ يؤذونهم الأذى العظيم، كبلال إبن رباح وعمار إبن ياسر وسمية أم عمار، هؤلاء الذين ليس لهم ظهر وإنما هم عبيد، فكانوا يذلونهم أتم الإذلال وقتلوا من قتلوا منهم كسمية -رضي الله تعالى عنها-.
والنبي -صلوات الله والسلام عليه- كانوا ينتظرون في أمره ما ينتظرون، النبي له عصبة؛ بني هاشم وبني المطلب معه، ويحمونه ما إستطاعوا من أذى الكفار، لكن الكفار يفكرون دائمًا إلى أن إهتدوا بعد ذلك في آخر الأمر إلى أن يجمعوا مجموعة من الشباب ويضربوه ضربة رجل واحد، من بطون قريش ومن قبائل العرب حتى إذا قتلوه وضربوه ضربة رجل واحد لا يعرف من الذي قتله فيتفرق دمه في القبائل، فتصبح بنوا هاشم وبنوا المطلب بعد ذلك ما عندهم غريم واحد يستطيعون أن يحاربوه من الذي قتل النبي، وإنما خلاص أصبح عشرات هم الذين قتلوه فيتفرق دم النبي ويكون هدر بذلك وينتهي الدين بذلك، في هذه الأثناء التي يفكر فيها الكفار هذا التفكير للقضاء على هذا الدين وإذهابه، الله -تبارك وتعالى- يقول لرسوله بعد هذه، بعد أن قص هذه القصة؛ قصة موسى، والذي بدأ من الضعف إلى القوة يقول الله -تبارك وتعالى- لرسوله {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، يقول إبن عباس -رضي الله تعالى عنهما- لرادك إلى معاد؛ لرادك إلى مكة، إلى معاد حددته -سبحانه وتعالى-، وهذا فيه إخبار أنه سيخرج من مكة -صلوات الله وسلامه عليه-، وسيخرج كذلك فارًا بدينه -صل الله عليه وسلم- بعد أن أعلن الكفار أنهم قاتلوه، وجمعوا المجموعة لقتله وجلست المجموعة على باب النبي -صلوات الله عليه وسلم-، تنتظر خروجه ليضربوه ضربة رجل واحد، فخرج النبي من أوساطهم وهاجر -صل الله عليه وسلم- مع صاحبه الأمين أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- إلى المدينة؛ نجاه الله -تبارك وتعالى-، ثم مضى التاريخ إلى أن كتب الله -تبارك وتعالى- أن يرجع النبي في السنة الثامنة من هجرته إلى مكة فاتحًا منتصرًا، ومعه عشرة آلاف من المسلمين لا قبل لقريش بأن يقابلوهم، ودخلوا مكة من جنباتها؛ من هنا ومن هناك، بحيث أنه دخلت الجيوش كلها دفعة واحدة، فأسقط في أيدي كفار مكة وأزعنوا للأمر.
يخبر الله -تبارك وتعالى- رسوله -صلوات الله والسلام عليه- بأنه منفذ أمره -سبحانه وتعالى- فيه وفي هؤلاء، {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}، والذي فرض على النبي القرآن هو الله -سبحانه وتعالى-، وفرضه عليه بمعنى أنزله عليه، والقرآن نزل بأوامر للنبي -صلوات الله والسلام عليه-، بدءًا بـ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[العلق:1]، ثم بعد ذلك جائت الأوامر، {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}[المدثر:1]، {قُمْ فَأَنذِرْ}[المدثر:2]، {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}[المدثر:3]، {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}[المدثر:4]، {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}[المدثر:5]، {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}[المدثر:6]، {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}[المدثر:7]، أوامر جائت للنبي -صلوات الله والسلام عليه-، نزل هذا القرآن بأوامر يأمر الله -تبارك وتعالى- فيها نبيه بأن يقوم في هذا الدين، {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}[الحجر:94]، والصدع هو الإعلان، يعني أعلن هذا وأخبرهم فيه، وإعلان هذا إعلان أنهم كفار، أنهم بعيدون عن طريق الرب، أن صراط الله -تبارك وتعالى- هذا، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:153]، فدعاهم إلى صراط الرب -تبارك وتعالى-، وأخبرهم بأن ما هم عليه إنما هو الكفر، وأنهم يجب أن يتركوا هذا؛ اتركوا ما كان يعبد آبائكم وأعبدوا الله وحده لا شريك له، فهذا قد فرضه الله عليه؛ أن يقوم بأمر هذا الدين، فالله يقول له {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}، يعني فرض عليك أوامره وأنزل عليك القرآن وفرض ما فيه من الأوامر عليك، {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، فهو الذي سيردك؛ يردك إلى مكة، إلى معاد؛ ميعاد محدد، وأنا هذا ليس أمر ديَّت وإنما هو أمر مكتوب محسوب عند الله -تبارك وتعالى- وسيردك إلى هذا، هذا هو القول الصحيح في هذه الآية.
وقد فسر بعض المفسرين {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، اللي هو المعاد الأخروي، يعني {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، المعاد الأخروي، وسترى ما يوقعه الله -تبارك وتعالى- في الكفار المعاندين، وسيكون شأن النبي -صلوات الله والسلام عليه- هو الشهادة لأهل الإيمان، كما قال -تبارك وتعالى- {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا}[النساء:41]، {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}[النساء:42]، فكون النبي -صل الله عليه وسلم- سيبعثه الله -تبارك وتعالى- في أمته، وسيبعث الأمم كلها وكل رسول يأتي مع أمته شاهدًا عليها... نعم، لكن هذا القول لا شك أنه حق في مجيء الرسل {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف:6]، {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ}[الأعراف:7]، هذا لا شك أنه كائن، ولكن تفسير الآية بهذا المعنى الذي قال به إبن عباس هو الحق لأن هذا زيادة معنى، زيادة معنى في الآية وأن الله -تبارك وتعالى- راد رسوله -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة بعد أن يخرج منها، ففيه بيان أنه سيخرج منها ويعيده الله -تبارك وتعالى- إلى مكة فاتحًا منتصرًا، ويكون في هذا أيضًا بالنسبة لهذه الآية هذه شهادة على أن هذا القرآن من عند الله -تبارك وتعالى-، فأنى للنبي أن يعلم أنه سيخرج من مكة وأنى له أن يعلم أنه سيعود كذلك فاتحًا منتصرًا بعد ذلك، كل هذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى-.
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[القصص:85]، قل لهم؛ أي يا محمد -صل الله عليه وسلم-، {رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}، وهذه مرة ثانية الله -تبارك وتعالى- يضع القسمة هذه الثنائية بين الأيدي؛ من الضال فينا ومن المهتدي؟ الله أعلم بديَّت، ولا شك أن الذي جاء بالهدى هو رسوله محمد -صلوات الله والسلام عليه-، والذي هو في ضلال مبين هم هؤلاء المشركون المكذبون، لكن هنا ترك الأمر هذا وأن هذا علمه وأن هذا أمره إلى الله -تبارك وتعالى- هذا لعله أن ينشئ فيهم الخوف ومراجعة الأمر، والنظر من جديد في أحوالهم يعني من المهتدي فينا؟ نحن أم محمد -صلوات الله والسلام عليه-، فقد كانوا يظنون أنهم هم الهداة المهديون، وأنهم على دين الآباء والأجداد، وأن هذا دين إبراهيم وأن هذه ملته، وأن النبي ما هو إلا خارجئ صابئ؛ خرج وصبأ عن دينهم وأتى بما لا يعرف، كما كان يقول أبو جهل يوم بدر قال اللهم أبغضنا إليك وأتانا بما لم يعرف وأقطعنا للرحم فأحنه الغداة، فهذا دعى على نفسه، هو طبعًا يدعوا بهذا أن قريش هي الأقرب إلى الله وهي التي على دينه وهم أهل بيته، وأن النبي محمد هو البعيد عن ربه وهو الذي أتى قومه بما لا يعرفونه، فقال -تبارك وتعالى- {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}، إن تستفتحوا؛ تطلبوا الفتح من الله، تطلبوا الحكم فقد جائكم الفتح، {........ وَإِنْ تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}[الأنفال:19]، فالشاهد أن لعل قول الله -تبارك وتعالى- {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى}، أنا أم أنتم، {وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}، مني ومنكم، هذا لعله أن ينشئ في قلوبهم نوع من مراجعة النفس ومراجعة الأمر، أينا على الهدى؟ {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى}، قل؛ لهم، لهؤلاء الكفار المجرمين المشركين، {رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى}، والذي جاء بالهدى رسوله محمد -صلوات الله والسلام عليه-، هذا طريق الهدى، {وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}، والذي هو في الضلال المبين البيِّن الواضح هم هؤلاء الكفار، الذين كانوا في ضلال؛ أي عن الحق، مبين؛ بيِّن واضح لا مرية فيه.
نقف هنا ونكمل -إن شاء الله- في الحلقة الآتية، أقول قولي هذا، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب، وصل الله وسلم على عبده ورسوله محمد.