الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 . 22 نوفمبر 2024

الحلقة (515) - سورة الأحزاب 30-34

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2] {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:3] {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:4]، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}[الأحزاب:30] {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}[الأحزاب:31] {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}[الأحزاب:32] {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب:33] {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}[الأحزاب:34]، هذا خطاب من الله -تبارك وتعالى- مباشر؛ موجَّه منه -سبحانه وتعالى- لنساء النبي، من الله إلى نساء النبي، {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}، بصيغة الشرط، ويبدأ الخطاب على هذا النحو؛ بصيغة الشرط، {مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ}، مَن؛ أي واحدة، {يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}، عند لله -تبارك وتعالى-، {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}، وقد ذكَرنا أن هذا الخطاب الإلهي منه -سبحانه وتعالى- لنساء النبي، مع بيان أن الله -تبارك وتعالى- عاصم نساء النبي من أن يقعن في فاحشة، وإنما هذا لبيان أساس العقوبة عنده -سبحانه وتعالى-، وأن العظيم لو فُرِض أنه وقع في المعصية يُعاقَب عقوبة مُضاعَفة، كما قال الله -تبارك وتعالى- لرسوله محمد -صل الله عليه وسلم- {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الزمر:65] {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[الزمر:66]، فهذا خطاب الله إلى كل الرسل، وقال -جل وعلا- {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}[الإسراء:74] {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}[الإسراء:75]، إذًا لأذقناك ضعف الحياة؛ يعني عذاب مُضاعَفًا في الحياة، وضعف الممات؛ عذاب مُضاعَفًا في الممات، {ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}، فيُخاطب الله -تبارك وتعالى- عباده المؤمنين وإن كان يعمل -سبحانه وتعالى- أنهم لا يقعون في الذنب؛ في هذا الذنب الذي ينهاهم عنه، من بيان سُنَّته وأساسه في العقوبة -سبحانه وتعالى-، وأنه لو وقع هذا الذنب ممَن وقع يُعاقِبهم الله -تبارك وتعالى- مهما كانوا، {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}[الأحزاب:30].

{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}[الأحزاب:31]، {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ}، القنوت؛ الطاعة، والاجتماع، والتوَفُّر، فالعبد القانت هو الطائع؛ مستجيب لله –تبارك وتعالى-، {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، أي خاضعين، ذليلين، مُطيعين له -سبحانه وتعالى-، راجين ما عنده، يقول الله {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}، تقنت لله؛ يصبح قنوتها يعني رجائها وطمعها فيما عند الله -تبارك وتعالى-، وطاعتها المُطْلقة لله، وتقنت كذلك لرسوله؛ بأن تكون متوَفِّرة عليه، مُطيعة له، مُلتزمة بأمره -صل الله عليه وسلم-، فهي قانتة عنده كما قال -تبارك وتعالى- {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}، فالصالحات؛ أي من الزوجات، قانتات؛ لأزواجهن، {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}، {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا ........}[الأحزاب:31]، هذا القنوت؛ فعل القلب هنا، وإقراره، وإسلامه، وتعمل صالحًا من العمل، {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ}، يُضاعِف الله -تبارك وتعالى- لها الأجر؛ للمنزِلة والمكانة، فمن أجل منزِلتهن ومكانتهن كانت الفاحشة منهن مُضاعَفة العذاب، وكذلك من أجل منزِلتهن ومكانتهن من رسول الله -صل الله عليه وسلم-؛ أنهم زوجات النبي، وأنهن القدوة والأُسوة، وهنَّ الذين في نظر العالمين هُنَّ أمهات المؤمنين جميعًا، فكذلك الله -تبارك وتعالى- يُضاعِف لهُنَّ الثواب، كما يُضاعِف لهُنَّ العقاب لو فُرِض أن وقع منهن معصية، {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}، وأعتدنا لها؛ الإعداد هو التهيئة والتحضير، يعني أُحضِر لها، وأُعتِد لها، وهُيئ لها عند الله -تبارك وتعالى-، وأعتدنا مش وأعددنا بزيادة التاء؛ هذا لزيادة ما عند الله -تبارك وتعالى- لِما أعدَّ لهُنَّ من الفضل والخير، رزقًا كريمًا؛ في الجنة، والكريم هو النفيس، يعني رزق في الجنة من مُتَع الجنة؛ طعامها، وشرابها، وزخرفها، ومساكنها، رزقًا كريمًا؛ نفيس.

ثم قال -جل وعلا- {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}، يا نساء النبي؛ خطاب من الله -تبارك وتعالى- لنساء النبي، لستُنَّ كأحد من النساء؛ للمكانة، للمنزِلة، لأن نظر الجميع عليهن؛ ماذا هي سيرة النبي مع زوجاته؟ ماذا يصنع في البيت؟ كيف يُعامِل زوجاته؟ كيف تكون هذه الزوجات هُنَّ قدوة؛ هُنَّ الأُسوة؟ كما كان النبي قدوة للأمة كلها فهُنَّ كذلك هم قدوة للأمة كلها، وهُنَّ قد أنزَلهن الله -تبارك وتعالى- بأن جعل منزِلتهن كمنزِلة الأمهات، قال {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}، فهم في منزِلة الأمهات، والأم هنا محِل الاحترام والتقدير، وكذلك محِل النظر من أهل الإيمان؛ ماذا يصنعن ليكُنَّ قدوة لكل الأمة؟ {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}، إن اتَّقيتُنَّ؛ ممكن يكون الوقت على إن اتَّقيتُنَّ يعني إن كنتُنَّ من أهل التقوى فلستُنَّ كأحد النساء، يعني في المنزِلة والمكان التي لهُنَّ عند الله -تبارك وتعالى-، وكذلك {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، إذا كان هذا مُتعلِّق بما بعده؛ إن اتَّقيتُنَّ فلا تخضعن بالقول، يعني إن كنتُنَّ من أهل التقوى فالتزمْنَّ بهذه الأحكام، أو {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}، يعني أن الله -تبارك وتعالى- يجعل لكُنَّ منزِلة خاصة عنده -سبحانه وتعالى- إن كنتُنَّ من أهل التقوى، ثم قال -جل وعلا- مؤدِّبًا إياهُنَّ بهذه الآداب الرفيعة {........ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}[الأحزاب:32]، الخضوع بالقول؛ اللي هو إمالته ولينه، والمرأة إذا خضعت بالقول قال -جل وعلا- {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}، الذي في قلبه مرض؛ مرض المعصية، مرض الشهوة؛ شهوة الزنا، يعني ليس هذا طامعًا في زوجته وإنما في الأجنبية، فإذن هو مريض القلب؛ يمكن أن ينتقل إلى المعصية بمجرد أن يجد مَن تدعوه إلى ذلك ومَن تُلين الكلام، فيطمع فيها وينتقل إلى الخطوة الأخرى، {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}، والطمع؛ في أن يطمع في ما بعد ذلك، يطمع في هذه المرأة التي ألانت له القول، {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}، مرض الزنا، مرض الشهوة، {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}، قُلنَّ؛ عند أي مقالة يسمعها مؤمن منهُنْ، قولًا معروفًا؛ اللي هو القول بالمعروف، الوسط، الذي لا إمالة فيه، وكذلك لا تجريح فيه، ولا خشونة فيه، ولا إظهار للغِلظة والفظاظة، وإنما القول بالمعروف يعني قول المرأة بصوتها دون أن يكون فيه تصنُّع لتليينه وتخفيضه، {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}، فهذا أول أمر هو سلامة الصدر، أن يقُلنَّ الكلام الذي لا يُطمِع فيهنَّ مريض القلب.

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}، قَرنَ؛ اقررن، ومن القرار، القرار اللي هو المُكث والبقاء، في بيوتكن؛ وهذا نهي عند ضده من كثرة الخروج، وكثرة غشيان الأسواق والاختلاط بالناس، فأُمِرن بالقرار في البيت ولم يُسمَح لهُنَّ بالخروج إلا للحاجة، كما قال النبي إنه قد أُذِن لكُنَّ أن تخرُجنَّ في حاجتكن؛ في الأمر الذي هو فيه حاجة، {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}، هذا الأدب الثالث مما يؤدِّبهن به الله -تبارك وتعالى-، التبرُّج هو الظهور والسفور؛ ومنه البروج، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}[البروج:1]، اللي هي هذه المباني الشاهقة العظيمة لأنها سافرة؛ ظاهرة في السماء، ولا تبرَّجن؛ أي تخرجن سافرات، مُطهِرات الزينة، {تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}، وفي الجاهلية الأولى كانت المرأة تخرج فيظهر شيء من شعرها، أو شيء من ذراعيها، أو شيء من ساقيها، هذا تبرُّج الجاهلية الأولى قبل الإسلام؛ كانت النساء لا تعرف حجابًا للوجه وحجابًا للزينة، وإنما تخرج متعطِّرة متزيِّنة، وتُظهِر زينته أمام الأجانب، وجاء الرب -سبحانه وتعالى- فنهى المؤمنات أن يكُنَّ كذلك، بدءًا من قول الله -تبارك وتعالى- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب:59]، وجاء بعد ذلك ستر الزينة الكلية؛ الظاهرة والباطنة، في آيات سورة النور قول الله -تبارك وتعالى- {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}[النور:30] {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ}، إلى آخر ما ذكَرَ الله -تبارك وتعالى- في ما يجوز للمرأة المسلمة أن تُبدي بعض زينتها عندهم.

فهنا الله يقول لنساء النبي {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}، هذي الموعظة الثالثة، فهنا {........ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}[الأحزاب:32]، {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}، ثم قال -جل وعلا- {وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، وأقِمنَّ الصلاة؛ دعوة من الله –تبارك وتعالى-، بعد أن نهاهم عن أمور الشر أمرهم -سبحانه وتعالى- بإقامة أمور الخير، فبدأ بالصلاة التي هي أشرف الأعمال وأعلاها؛ إقامة الصلاة، قال {وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ}، وإقامة الصلاة تكون بأدائها على الوجه المشروع؛ من استكمال شرائطها، واستكمال أركانها، والخشوع فيها، وإصلاح نيَّتِها خالصةً صوابًا، {وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ}، أعطين الزكاة، الإيتاء؛ الإعطاء، الزكاة؛ إخراج المال في الوجوه التي أمر الله -تبارك وتعالى- بأن تُخرَج له، اللي هو حق الفقراء والمساكين؛ هذه الزكاة المفروضة، وكذلك الصدقات كل هذا يدخل في باب الزكاة لأنها تُطهِّر النفس وتُطهِّر المال، {وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، أطِعن الله في كل ما يأمركُن به، وأطِعن رسوله -صلوات الله والسلام عليه-، ثم قال -جل وعلا- مُبيِّنًا لِما يأمرهُنَّ بهذه الأوامر وينهاهُنَّ عن هذه النواهي، قال {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، إنما يُريد الله -تبارك وتعالى-؛ بالحصر، {لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}، وإرادة الله –تبارك وتعالى- لا شك أنها إرادة كونية قدرية، وإرادة شرعية دينية، فيُريد الله -تبارك وتعالى- شرعًا ودينًا وكذلك كونًا وقدرًا أن يكون هذا هو مشيئته النافذة -سبحانه وتعالى-، هي أمره -سبحانه وتعالى- الشرعي الديني، وكذلك هي مشيئته النافذة -سبحانه وتعالى- في عباده، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}، بأن يأمركم بهذه الأوامر، ويؤدِّبكم بهذه الآداب، {لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ}، الرجس؛ النجس، أهل البيت يعني أهل البيت؛ هؤلاء هم زوجات النبي وهم أهل بيته، وهذا البيت هو أشرف البيوت وأعلاها، بيت الإسلام الذي ينظر الجميع إليه؛ ينظرون إلى النبي، وإلى زوجاته، وإلى عمله في بيته، هذا قدوة أهل الإسلام على مدار الزمان، فهذا هو المنارة التي يستضيء كل العالم بعد ذلك بنورها، كل المسلمين يستضيئون بهذا النور؛ نور النبي -صل الله عليه وسلم-، والنور الذي في بيته؛ نور زوجاته، نور أهل بيته، فما يصنعونه وما يعملونه وما هو قائم هو الذي يُقتدى به ويُضاء به في كل العالم وكل الأوقات، فقال -جل وعلا- {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ}، يكون هذا البيت مُطهَّر عن كل الأرجاس، {أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، يُطهِّركم بكل أنواع الطهارة؛ الطهارة الداخلية والطهارة الخارجية، كل أنواع الطهارة؛ يعني طهارة القلوب، وطهارة النفوس، وكذلك طهارة الأبدان، وطهارة الثياب، بكل أنواع الطهارة الحسِّية والمعنوية؛ يُريد الله -تبارك وتعالى- أن يُطهِّرهم تطهيرًا كاملًا، ليكون هذا البيت الطاهر النقي الشريف بيت رسول الله -صل الله عليه وسلم-.

فهذا تعليل من الله -تبارك وتعالى- للِما أمر الله -تبارك وتعالى- نساء النبي بهذا وخاطبهُنَّ هذا الخطاب العظيم، الخطاب الذي فيه وعْدٌ ووعيد، فبدأ الله -تبارك وتعالى- فيه بالوعيد قبل الوعْد، {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}[الأحزاب:30] {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}[الأحزاب:31]، فبدأ بالوعيد والتهديد، ثم ثنَّى الله -تبارك وتعالى- بالوعد لهُنَّ، ثم ذكَّرهُنَّ -سبحانه وتعالى- بمنزِلتهن؛ قال {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}، فهذي منزِلة خاصة؛ منزِلة زوجات النبي -صل الله عليه وسلم- من كل نساء العالمين، ثم ذكَرَ الله -تبارك وتعالى- الآداب التي يجب أن يتأدَّبوا بها، قال {........ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}[الأحزاب:32] {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب:33].

ثم ذكَرَ الله -تبارك وتعالى- بعد ذلك مجموعة من الأوامر التي يأمرهُنَّ بها، قال {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ........}[الأحزاب:34]، اذكَرن؛ يا نساء النبي، {مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ}، يُتلى؛ مَن الذي يتلوا؟ النبي هو الذي يتلوا -صلوات الله والسلام عليه-، {يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}، جبريل الذي يقرأ على النبي -صلوات الله والسلام عليه-، والنبي يُبلِّغ العالم؛ هذا كلام الله -تبارك وتعالى-، وكذلك ما يقرأه النبي -صل الله عليه وسلم- وما يقوله في بيته؛ من الأخلاق، ومن الآداب، ومن التعليم، والنبي لا ينطق عن الهوى -صلوات الله والسلام عليه-؛ فهذا كذلك مما أوحاه الله -تبارك وتعالى- إليه، وقد أوحى الله -تبارك وتعالى- لنبيه الكتاب، وأوحى له الحكمة -سبحانه وتعالى-، فكل ما تسمَعنَّه من آيات الله -تبارك وتعالى- والحكمة فينبغي أن تُبلِّغوه، واذكُرن؛ أي للجميع تعليمًا وتربية، {مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}، من آيات الله؛ القرآن، والحكمة؛ سُنَّة النبي -صلوات الله والسلام عليه-، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}، إن الله -سبحانه وتعالى- كان لطيفًا؛ لُطفُه -سبحانه وتعالى-، الُّلطف هو دقة عِلمه -سبحانه وتعالى-، والخبرة؛ دقيق العلم، وهذا توجيه من الله -تبارك وتعالى- بأن الله -تبارك وتعالى- هو مُعلِّم النبي -صل الله عليه وسلم- ما هو من الأسرار.

فالنبي مُشرِّع لأمته -صلوات الله والسلام عليه-، سواءً منها ما هو الأمر الجهري؛ الظاهر لكل أحد، وكذلك الأمور الداخلة السرية كذلك من تشريع الله -تبارك وتعالى- لرسوله -صلوات الله والسلام عليه-، فدقائق العلاقة بين الرجل والمرأة، ودقائق الأمور في أمور الطهارات وغيرها من الأمور الداخلية؛ من أمور العلاقة بين الرجل والمرأة، وصوَّر المُعاشَرة أمور دقيقة، يعني ما هو خلف هذه الأبواب كذلك هو من الحكمة التي علَّمها الله -تبارك وتعالى- للنبي؛ وكان النبي عليها، وهي من المفروض كذلك أن تُنقَل وأن تُعلَّم، ولذلك كان النبي -صل الله عليه وسلم- يُستفتى في الأمور الداخلية، تأتي المرأة تقول له أتطهَّر؟ عليَّ الحيض كذا، تسأله في أمور من أمور الحيض، من أمور المُعاشَرة، تقول له يا رسول الله إن فلان طلَّقني وتزوَّجت بعده فلان وإنه ليس معه إلا مثل هذه؛ تأخذ هذا الثوب، فيقول لها النبي أتُريدين أن ترجِعي إلى رِفاعة... لا، حتى تذوقي عُسيلَتكي وتذوقي عُسيلَته، أمور من هذه الأمور الداخلية، فهذه الأمور كذلك لا شك أنها من الحكمة؛ مم علَّمه الله -تبارك وتعالى-، ومما هدى رسوله إليه، ومما أوحي إلى النبي به، واطلاع زوجات النبي -صل الله عليه وسلم- على هذه الحياة؛ يعني حياة النبي -صل الله عليه وسلم- الداخلية في خاصته، وكان يجب أن يُنقَل كذلك هذا إلى الناس ليعلم الناس هدي النبي -صلوات الله والسلام عليه- داخل البيت، إيش هدي النبي -صل الله عليه وسلم- في داخل بيته؟ كما سُئلت أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- ما كان النبي يصنع في داخل بيته؟ تقول كان في مهنة أهله -صل الله عليه وسلم-، فإذا أُذِّن للصلاة خرج إلى الصلاة، تقول كان النبي أحيانًا يكون في مهنة أهله، ومعنى مهنة أهله ربما يكون يُنظِّف شيئًا في البيت، ينقُل فيه شيء، يفعل فيه شيء، فكان يكون في مهنة أهله، فهذا سِر لكن يُخبِر بهذا النبي -صلوات الله والسلام عليه-، تُسأل مثلًا وتُخبِر ربما قبَّل النبي بعض نسائه وخرج إلى الصلاة، فتُبيِّن أن القُبلة لا تنقض الوضوء، أنه لا ينبغي لمَن قبَّل مثلًا أنه لا ينتقض وضوئه.

وكانت تقول أيضًا كان الرسول -صل الله عليه وسلم- يُقبِّل ويُباشِر وهو صائم -صلوات الله والسلام عليه-، كل هذه وأمور كثيرة هي من السر، وهذا من الحكمة، وهذا مما علَّمه الله -تبارك وتعالى-، النبي لا يعمل هذا ولا يصنع هذا إلا بأوامر الله -تبارك وتعالى-، وهنا هذا السر في ختام هذه الآية؛ أن يختمها الله -تبارك وتعالى- على هذا النحو، {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}[الأحزاب:34]، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا}، لُطفُه -سبحانه وتعالى- في أنه عِلمه الخفي بعباده -سبحانه وتعالى-، ولُطفُه بعباده بأن يُعلِّمهم ويوفِّقهم إلى هذه الأمور التي هي من الأسرار ومن الأمور الداخلية؛ لكن يُعلِّمها الله -تبارك وتعالى-، خبيرًا بخلْقه -سبحانه وتعالى-، والخبرة هي أدق العلم، فهذا أمر من الله -تبارك وتعالى- لنساء النبي أن يُعلِّمن؛ أن يُعلِّمن الكتاب والحكمة، ويُعلِّمن ما يُتلى في بيوتهُنَّ من كتاب الله -تبارك وتعالى-، ومن سُنَّة النبي -صل الله عليه وسلم-، وهديه -صل الله عليه وسلم- في داخل بيته، وقد علَّمنا هذا وكان النصيب الأكبر في هذا من هذا التعليم لأم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها-، التي كان لها الفضل في أن روت أكثر حياة النبي -صل الله عليه وسلم- داخل بيته؛ في صلاته، وصيامه، وتهجُّده، وفعله، سُننه الداخلية كلها أبانتها وأظهرتها للأمة، وكان الناس يأتون إليها في حياة النبي وبعد حياة النبي يسألنها، فنشرت هذا وكانت هي -رضي الله تعالى عنها- من أعظم زوجات النبي؛ إخبارًا، وإعلامًا، وحِفظًا لسُنَّة النبي ونشرًا لها.

{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}[الأحزاب:34]، ولا شك أن زوجات النبي -صلوات الله والسلام عليه- هُنَّ آله، وهُنَّ أول دخول في معنى الآل دخولًا؛ وأحقُّ بهذا المعنى، وكذلك يدخل في آل النبي -صلوات الله والسلام عليه- بناته؛ يعني أولاد النبي -صلوات الله والسلام عليه-، وذريَّته -صل الله عليه وسلم-، وكذلك من آله علي ابن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-، فبنوا هاشم وبنوا المُطَّلِب الذين لهم النصيب في الفيء هم من آل النبي -صلوات الله والسلام عليه-، ولذلك جاء في مُسلِم في الحديث المُسمِّى بحديث الكِساء «أن النبي -صل الله عليه وسلم- أخذ علي ابن أبي طالب، وفاطمة ابنته -عليها السلام-، والحسن، والحسين، ثم وضع كِساءًا حولهم وقال اللهم إن هؤلاء آل بيتي فاذهِب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيرًا»، فهؤلاء لا شك أنهم من آل بيت النبي وقد طهَّرهم الله -تبارك وتعالى- تطهيرًا وشاء هذا، فنساء النبي من آل بيته، وهؤلاء كذلك هم آل بيت النبي -صلوات الله والسلام عليه-.

ثم ختم الله -تبارك وتعالى- هذه الآيات بهذه الآية العظيمة التي ذكر فيها عشر صفات من صفات أهل الإيمان؛ وذكَر الرجال والنساء، فقال -سبحانه وتعالى- {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب:35]، آية فاذَّة وقد جمع الله -تبارك وتعالى- بها صفات أهل الإيمان؛ عشر صفات، ذكَرَ الرجال والنساء  في كل صفة من هذه الصفات بعد هذا الحديث الموجَّه لنساء النبي -صلوات الله والسلام عليه-، فهو حديث موجَّه من الله -تبارك وتعالى- إلى نساء النبي بدءًا بقوله {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}[الأحزاب:30]، ومرورًا بهذه الأوامر الإلهية التي أمرهم الله -تبارك وتعالى- بها، ثم ختم الله -تبارك وتعالى- هذا الفاصل بأن جمع بين النساء والرجال في هذه الصفات العشر؛ التي تجمع شُعَب الإيمان كله، فقال -جل وعلا- {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ ........}[الأحزاب:35]، أي لهؤلاء الجميع؛ من الرجال والنساء، {مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.

سنعود -إن شاء الله- إلى تفصيل معاني هذه الصفات العشر في الحلقة الآتية -إن شاء الله-، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب، وصل الله وسلم على عبده ورسوله محمد.