الجمعة 29 ربيع الآخر 1446 . 1 نوفمبر 2024

الحلقة (557) - سورة ص 55-66

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده الرسول الأمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

 وبعد، فيقول الله تبارك وتعالى: "هَٰذَاۚ وَإِنَّ لِلطَّٰغِينَ لَشَرَّ مَ‍َٔابٖ" (ص:55) "جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَهَا فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ" (ص:56) "هَٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ حَمِيمٞ وَغَسَّاقٞ" (ص:57) "وَءَاخَرُ مِن شَكۡلِهِۦٓ أَزۡوَٰجٌ" (ص:58) "هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ " (ص:59 ) "قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ" (ص: 60) " قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ" (ص:61) "وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالٗا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ" (ص: 62) "أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ" (ص: 63) "إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّار"(ص: 64)

بعد أن ذكر الله في هذه السورة، سورة ص، نعيم أهل الجنة، وذلك بعد أن ذكر طائفة من الأنبياء والمرسلين الذين اختارهم الله تبارك وتعالى وذكر الله تبارك وتعالى من حسن صفاتهم ما ذكر في هذه السورة، قال "هذا" أي فضل الله وأنعامه على عباده المؤمنين من الرسل والأنبياء، " هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَ‍َٔابٖ" (ص:49)؛ ألا الرسل والأنبياء ومن اتبعوهم من أولياء الله تبارك وتعالى وعباده الصالحين لهم حسن مآب أي حسن مرجع عند الله تبارك وتعالى، ثم فصّل الله هذا الإياب الحسن عنده جل وعلا، قال: "جَنَّٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ" (ص:50) "مُتَّكِ‍ِٔينَ فِيهَا..." (ص: 51) لا شغل لهم إلا الاتكاء فيها، فهم ينتقلون من جلسة شرب مع الأصحاب إلى الاتكاء مع الزوجات لا شغل لهم،  "مُتَّكِ‍ِٔينَ فِيهَا يَدۡعُونَ فِيهَا بِفَٰكِهَةٖ كَثِيرَةٖ وَشَرَابٖ" (ص:51) "۞وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ أَتۡرَابٌ" (ص:52) "هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ" (ص:53)

هذا وعد الله الله تبارك وتعالى  لعباده المؤمنين الذي يوفيهم إياه يوم الحساب يوم القيامة، "إن هذا لرزقنا" هذه مقالة أهل الجنة،  "إِنَّ هَٰذَا" الذي هم فيه، "لَرِزۡقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ" (ص:54)

ثم بعد أن ذكر الله تبارك وتعالى هذا ذكر مآل الكفار قال:"هَٰذَا" أي متاع أهل الجنة "وَإِنَّ لِلطَّٰغِينَ لَشَرَّ مَ‍َٔابٖ" (ص:55) أما الطغاة، الطاغين جمع طاغٍ والطاغي والطغيان هو مجاوزة الحد، أي الذي جاوز حده وخرج عن أمر ربه سبحانه وتعالى له شر مآب، شر مرجع، لا مرجع أشر من هذا، ما هذا  قال جل وعلا: "جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَهَا فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ" (ص:56)

جهنم هذا السجن العظيم والحفرة العميقة والبئر العميقة التي يوضع الحجر من شفيرها فيمكث خمسين خريفا لا يصل قعرها والتي قد أحيطت بسياج كله سياج من نار، والتي هي فراشها نار وغطاؤها نار جهنم المقفلة التي تقفل أبوابها على أهلها فلا تفتح عليهم أبدا، "جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَهَا" يذوقون حرها من كل مكان، يذوقون حرها من كل مكان يذوقون لهيب النار من تحت أرجلهم ومن فوقهم ومن جوانبهم ومن كل مكان، " فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ"، بئس شيئا ممهد لهم، المهاد هو الفراش الذي يمهد ويصلح ليستقر الانسان عليه وينام عليه ولكنه كيف يكون مهد وهو نار عياذا بالله، " فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ"بئس شيئا ممهدا لهم لبقائهم، "هذا" أي هذا السجن المغلق جهنم، والتي يصلونها، "هَٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ" أي حميم النار، "هَٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ" ثم، "حَمِيمٞ وَغَسَّاقٞ" (ص:57) هذه الأشربة، حميم اي الماء الذي حم يعني احترّ غلي عليه أوقد عليه حتى وصل حده من الحرارة فهذا شرابهم، وغساق شراب أخبث الأشربة وذلك أنه عصارة أهل النار عياذا بالله، سمي غساق لسواده، من الغسق ولنتنه، "هَٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ حَمِيمٞ وَغَسَّاقٞ" (ص:57) "وَءَاخَرُ مِن شَكۡلِهِۦٓ أَزۡوَٰجٌ" (ص:58) آخر من الأشربة، من شكله أي من شكل هذا من شكل الحميم والغساق أزواج ألوان وأشكال وقد وصف الله تبارك وتعالى هذا الحميم فقال: "وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" (الكهف:29).

وأخبر بأنه حَمِيمٍ آنۢ "هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ" (الرحمن: ٤٣) "يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (الرحمن: ٤٤) ومعنى أنه آن أنه قد وصل أوانه أي حينه  يعني بلغ حده بالحرارة عياذا بالله، "هَٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ حَمِيمٞ وَغَسَّاقٞ" (ص:57) "وَءَاخَرُ مِن شَكۡلِهِۦٓ أَزۡوَٰجٌ" (ص:58).

فهذه ألوان العذاب، لون آخر من ألوان العذاب هو سباب وشتيمة بعضهم ببعضا، "هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ ..." (ص:59 )، يعني إذا جاء فوج، يدخل أهل النار النار فوج بعد فوج فيقال لمن في داخلها: "هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ ..." ومعنى مقتحم ما يقال داخل وإنما الاقتحام، وذلك لأنهم يدفعون فيها دفعا ويدزون فيها دزا ولا يدخلونها يعني دخولا سهلا بأرجلهم،  "هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ ..." في النار، ولا بد من الدفع لهم فيقولون ويردون، يرد أهل النار لهذا الفوج الداخل الجديد: " لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ " (ص:59 ) يعني لا ترحيب بهم، كيف يرحب من في النار بمن يأتي إليها، فيقولون لا مرحبا بهم، يعني لا أهلا ولا سهلا بهم " إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ" صالوا النار، يعني إنهم داخلين إلى هذا المكان فصالوا النار يعني معذبين فيها، فيرد المقتحمين  "قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ ..."  (ص:60) أنتم لا أهلا ولا سهلا بكم فيردون عليهم بشتيمة كما يردون كما يستقبلون هؤلاء بالشتم فيقابلهم ذلك شتما بشتم، "قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ" (ص: 60)، أنتم إذا ضللتم قبلنا ونحن اتبعناكم في هذا، أو كنتم سببا في إضلالنا، فيسب بعضهم بعضا بأن الآخرين منهم كانوا على سنة الأولين فيرد عليهم هؤلاء، " قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ" (ص:61)، قالوا يدعون ربهم سبحانه وتعالى، من قدم لنا هذا أي من كان هو السبب في إضلالنا وفي سيرنا في هذا الذلال فزده عذابا ضعفا في النار ليس دعاء بالإخراج أو التخفيف، وإنما يدعوا بعضهم على بعض بأن يضاعف له العذاب أضعاف بسبب أنه كان السبب في الإضلال، " قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ" (ص:61)

 ثم ينتقلون نقلة أخرى في الحديث فيقول بعضهم لبعض: "وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالٗا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ" (ص: 62)، يفتشون وينظرون في بعضهم بعضا، : "وَقَالُواْ مَا لَنَا" أي ماذا دهانا وما هو أمرنا لا نرى رجالا أي معنا في النار كنا نعدهم من الأشرار في الدنيا، كان ظننا بهم واعتقادنا فيهم أنه من الأشرار وأنهم سيصلون النار وأنهم ليسوا جديرين برحمة الله تبارك تعالى ورضوانه وأنهم في الجنة، "وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالٗا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ" (ص: 62) "أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا..." (ص: 63) في الدنيا أكنا نستهزئ بهم فقط استهزاء، "... أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ" (ص: 63)،  أم أنهم مختفون في جانب من جوانب النار لا نراهم فيه، وهذا القول منهم يعني دليل على أن اعتقادهم في الدنيا في هؤلاء المؤمنين، في المؤمنين الذين أنجاهم الله تبارك وتعالى من دخولهم النار كان اعتقاد سوء، فقد كانوا يستهزئون بهم لإيمانهم وتقواهم ولدخولهم في هذا الطريق ويظنون أن الله تبارك وتعالى لا يمكن أن يرحم هؤلاء، ولا يمكن أن تدركهم رحمة الله تبارك وتعالى، كما في قول الله تبارك وتعالى: قالوا: "رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡهَا فَإِنۡ عُدۡنَا فَإِنَّا ظَٰلِمُونَ" (المؤمنون: 107) "قَالَ ٱخۡسَ‍ُٔواْ فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ" (المؤمنون: 108) "إِنَّهُۥ كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ" (المؤمنون: 109) "فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ سِخۡرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوۡكُمۡ ذِكۡرِي وَكُنتُم مِّنۡهُمۡ تَضۡحَكُونَ" (المؤمنون: 110) "إِنِّي جَزَيۡتُهُمُ ٱلۡيَوۡمَ بِمَا صَبَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ" (المؤمنون: 111) "

فهذه الآيات تبين أنهم كانوا يستهزؤون بهم استهزاء ، وأنهم اتخذوهم سخريا، وأنهم ظنوا في الدنيا أن هؤلاء في الدنيا لا يمكن أن تنالهم رحمة الله تبارك وتعالى، والحال غير هذا، وكذلك يقول أهل الأعراف لهؤلاء لأهل النار، "وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٗا يَعۡرِفُونَهُم بِسِيمَىٰهُمۡ قَالُواْ مَآ أَغۡنَىٰ عَنكُمۡ جَمۡعُكُمۡ وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ" (الأعراف: 48) "أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمۡتُمۡ لَا يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحۡمَةٍۚ..." (الأعراف: 49)، فيقول أهل الأعراف وهم الذين في هذه المنزلة بين الجنة والنار، يقولون لأهل النار" "أَهَٰٓؤُلَآءِ"؟ يشيرون لأهل الجنة "ٱلَّذِينَ أَقۡسَمۡتُمۡ لَا يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحۡمَةٍۚ..." كنتم في الدنيا تقسمون بأن الله لا يمكن أن يرحم أمثال هؤلاء، "ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ" (الأعراف: 49). فقد كان هؤلاء المجرمون في الدنيا يظنون أن أهل الإيمان لا يمكن أن تنالهم رحمة الله تبارك وتعالى، هكذا قال كفار قريش، " أَهَٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ..." (الأنعام: 53)، فكانوا يرون أن هذه استحالة، استحالة أن يكون الله تبارك وتعالى قد من على هؤلاء الضعفاء والفقراء والمساكين بالهدى دونهم، والحال أنهم يرون أن الله قد أعطاهم هم أهل الثراء وأهل الجاه وأهل المنزلة وأهل المكانة، وأن هؤلاء الفقراء لا يمكن أن يكون الله تبارك وتعالى قد رحمهم أو قد أعطاهم هذا الهدى، فقد كانوا يقولون لو كان هذا هدى حقا لكنا أولى الناس به ولكنا أحق الناس به، وهكذا فعل الذين من قبلهم يعني من وقت نوح عليه السلام ، فإنهم قد قال كفار نوح لنوح: "...وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۢ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ" (هود: 27)، فقد كانوا يظنون ويقولون هؤلاء الذين اتبعوك إنما هم الأراذل من الناس، يعني سخفاؤهم وسوقتهم وأهل الحطة منهم فكيف يكونون هؤلاء الذين نالتهم رحمة الله تبارك وتعالى، ففي الآخرة يظلون على هذا الظن السيء الذين كانوا فيه وأن الأشرار في زعمهم، وهم أهل الجنة، أنهم كيف يكونو قد فازوا بجنة الله تبارك وتعالى ورضوانه، "وقالوا" أي أهل النار من  هؤلاء الذين ظنوا في أنفسهم أن الله تبارك وتعالى أعطاهم ما أعطاهم في الدنيا لكرامتهم عنده، "...ما لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالٗا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ" (ص: 62)؛ كنا نعدهم في الدنيا أنهم من الأشرار وغير جديرين برحمة الله ورضوانه، "أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا..." (ص: 63) في الدنيا، "... أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ". والحال أنهم زاغت عنهم أبصارهم وأن الله سبحانه وتعالى قد أكرمهم وأنزلهم جنته سبحانه وتعالى وأما هم أهل الغطرسة وأهل الكبر وأهل العلو وأهل الاحتقار للمؤمنين قد كان مآلهم هذا المآل السيء عياذا بالله.

 ثم عقب الله سبحانه وتعالى على ذلك فقال: "إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّار"(ص: 64)، إن ذلك، هذا الذي يخبر الله تبارك وتعالى به وأنه سيكون حتما وصدقا لا شك فيه ٞ" تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّار" تخاصم أهل النار على هذا النحو الذي يخبر الله تبارك وتعالى فيه حق لا بد أن يكون، سبوا الذين في النار الذين سبقوا في النار لمن يأتي وقالوا " لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ " ويردون " بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ"، ودعاء بعضهم على بعض كل هذا يخبر الله تبارك وتعالى خصومة أهل النار أنها حق، "إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّار"(ص: 64).

ثم قال الله تبارك وتعالى بعد ذلك موجها الخظاب لنبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال: "قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ" (ص: 65)، قل لهم إنما أنا منذر بالحرف، يعني أن مهمتي تنحصر في أني أنذركم، أخوفكم عقوبة الله تبارك وتعالى، أنذر أوضحت النذارة بغاية الإيضاح، "قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ"، والنبي (صلى الله عليه وسلم) حمل هذه النذارة وبلغها على أتم الوجوه صلوات الله والسلام عليه، منذر أو مخوف لكم عقوبة الله تبارك وتعالى، وقد وقف النبي (صلى الله عليه وسلم) خطيبا المرة تلو المرة وهو يقول: "أنقذوا أنفسكُم من النارِلا أغني عنكم من الله شيئا"، يحذر الجميع بالأسماء، يعم ويخص صلوات الله والسلام عليه، ونزل عليه هذا القرآن الذي من مهمته النذارة، "تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا" (الفرقان: 1)، قل إنما أنا منذر بهذا القران العظيم الذي يخوف الله تبارك وتعالى فيه العباد من عقوبته سبحانه وتعالى الشديدة وهذه صور العقاب، "قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ" (ص: 65)، هذه كذلك الحقيقة الكبرى؛ والقضية العظمى التي لا أعلى منها ولا أكبر منها ولا أحق منها، ما من إله في الوجود إلا الله الواحد القهار، كل الوجود هذا ليس فيه إلا إله واحد، أي معبود واحد يستحق العبادة، أما أنه فيه آله باطلة لا حصر لها ولا عد لها نعم، ولكنها كلها آلهة باطلة، سمّاها أصحابها آلهة وهي ليست آلهة، فعندما يقول عبّاد الشمس عن الشمس أنها الآلهة فهم كاذبون في هذا، ليست آلهة، إنها مخلوق وإنها مسخرة مذللة خلقها الله سبحانه وتعالى وذللها هنا وليست آلهة تعبد ولا تستحق العبادة، والذي يستحق العبادة خالقها ومنشؤها ومسيرها سبحانه وتعالى. عبد أهل عباد النجوم عبدوا النجوم وليسوا آلهة، عبد عباد الأشجار والأحجار والصور هذه الصور هذه المعبودات وسموها آلهة وليست بآلهة، عبد النصارى عيسى ابن مريم وسموه الإله وسموه الرب وسموه ابن الرب وهم كاذبون في كل هذا. "...كَبُرَتۡ كَلِمَةٗ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبٗا" (الكهف: 5)
فالله تبارك وتعالى لم يتخذ ولدا سبحانه وتعالى، وهذا عيسى عبده وليس ابنه، تعالى الله تبارك وتعالى أن يكون له ولد. عبد اليهود ما عبدوا غير الله تبارك وتعالى  من عزير وغيره، والله تبارك وتعالى لا ولد له جل وعلا، وعبد ما عبد، عبدت الأشجار والاحجار والقبور، وكل من عبد إله وسماه ما سماه، كل معبود إله، كل من عبد شيئا فقد اتخذه إله سواء سماه إله، كما كان أهل اللغة يسمونه، فأهل اللغة العربية سموا أصنامهم ومعبوداتهم وأوثانهم آلهة، وقالوا: "أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ" (ص: 5)، وكذلك قال قوم إبراهيم وغيرهم ممن كانوا يعرفون اللغة، "قَالُوا مَن فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ" (الأنبياء: 59)، بآلهتنا بمعبوداتنا التي نعبدها فهي آلهتهم، أما إذا وجد في أهل الإسلام اليوم من يعبد غير الله ولا يسميه إله فهو إله، كل معبود إله سواء سماه إله أو ليس بإله فهو إله، لكنه إله زائف إله مزور إله ليس بإله حقيقي، وإنما هو حيث هو، حجر شجر إنسان حيوان ... فكل ما عبد من دون الله تبارك وتعالى إنما هو إله باطل، فالله يخبر سبحانه وتعالى أنه ما من إله في الوجود كله إلا الله، فإذا كل ما سمي بإله غيره فباطل، قال جل وعلا: ، "قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ..." (ص: 65).

 الله وحده سبحانه وتعالى رب السماوات والأرض وما بينهما رب العرش العظيم هو الإله وحده سبحانه وتعالى هو الإله المعبود الذي يستحق العبادة وحده لا غيره سبحانه وتعالى، الواحد في الكون كله في الوجود كله، فهو الواحد الذي لا ند له ولا شبيه له ولا شريك له ولا نظير له ولا ابن له، ليس له مثيل، كل ما غير الله تبارك وتعالى فهم أزواج أشكال، "وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (الذاريات: 49)، فمن كل شيء خلق الله تبارك وتعالى أزواج ، الملائكة أزواج متعددة أشكال، وكلهم ملائكة، فكل ملك له ند ونظير مثله أعداد هائلة لا يحصيها في العد إلا الله سبحانه وتعالى، والجن كذلك والإنس كذلك والنجوم والشموس والأقمار فكل شيء إنما هو أزواج إلا الله تبارك وتعالى إنه الفرد، الذي لا شبيه له ولا نظير له ولا ند له، وهو الذي له صفاته الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد فهو خلق كل شيء لا خالق معه، الله خالق كل شيء وهو المتوكل بكل شيء سبحانه وتعالى وهو على كل شيء وكيل، كل مخلوق الله متوكل به، فيملكه ويملك عمله ويملك تصرفه، لا يتصرف إلا بإذن مولاه، لا ينفع نفسه ولا يضر نفسه إلا بإذن الله سبحانه وتعالى، إلا بإذن هذا الإله الخالق المتصرف في كل خلقه سبحانه وتعالى، فهو الوكيل بكل خلق وهو المتوكل بجبريل متوكل بملائكته بعرشه بحملة عرشه بكل مخلوقاته هو المتوكل بهم، لا تصريف ولا تصرّف لكل هذه المخلوقات إلا بإذن الله تبارك وتعالى، فإذن هو الذي يستحق وحده العبادة، "قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ" (ص: 65)، القهار الذي قهر كل شيء، وقهره بمعنى أنه ملكه وأذله وملك فعله، وملك تصرفه فلا تصرف إلا بإذن مولاه إما التصرف الكوني القدري أو التصرف الشأني الديني، ما في تصرف كوني قدري إلا بإذنه، لا يتصرف مخلوق قط إلا بمشيئة الله تبارك وتعالى، "وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ..." (التكوير: 29)، فكل مخلوق لا يتصرف إلا بمشيئة الإله المولى سبحانه وتعالى، "قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ" (ص: 65)، وتحمل هذه هذه الآية كما تحمل من الخير تحمل من التنذير، نعم، أي إنسان أن يتخذ له إله غير الله تبارك وتعالى فالله هو الواحد سبحانه وتعالى هو الإله وحده سبحانه وتعالى فهذا إنذار، قل إنما أنا منذر لكم مخوف بعقوبة الله واعلموا أنه لا إله غيره سبحانه وتعالى فبالتالي يا ويل من اتخذ له إله غيره سبحانه وتعالى، "...وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ" (ص: 65).

ثم وصف الله نفسه فقال: "رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّٰارُ" (ص: 66)، رب السماوات والأرض، ربها خالقها ومالكها والمتصرف فيها فهذه من معاني الرب، كل هذه من معاني الرب فهذه السماوات والأرض هو خلقها فهو فاطرها هو الذي أنشأها من العدم وهو مبدعها أنه جعلها على هذا النحو على غير مثال سابق، ما هناك مثال قد كان موجودا فنقل الله تبارك وتعالى هذا المثال وإنما هو الذي أنشأها على هذا النحو البديع، إبداعه سبحانه وتعالى وصنعته فهو الذي أخرجها من العدمة وهو الذي فطرها وهو الذي أبدعها سبحانه وتعالى، وبالتالي هو ربها مالكها ومالك تصرف السماوات والأرض كلها، " ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" (فصلت: 11).

رب السماوات والأرض؛ الأرض كذلك الله ربها هو خالقها هو واضعها في مكانها هو منشؤها هو الذي قدر فيها كل صغيرة وكبيرة فيها، "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (فصلت: 9)، " وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِىَ مِن فَوْقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا فِىٓ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍۢ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ" (فصلت: 10)، " ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ" (فصلت: 11)، "فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ " (فصلت: 12)، فالله هو رب السماوات والأرض وما بينهما، ما بين السماوات والأرض من كل هذه الموجودات التي نعلمها ولا نعلمها، نعلم منها السحاب نعلم منها أنواع من طبقات هذا الجو نعلم منها هذا، نعلم منها هذه النجوم وهذه الشموس وهذه الأقمار، هذه أشياء نحسها ونراها ونتعلم منها ولكن قد يكون هناك موجودات أكبر من هذا لا نعلمها.

"رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّٰارُ" (ص: 66)، العزيز الغالب الذي لا يغلبه أحد سبحانه وتعالى فهو العزيز الغالب لكل ما سواه، كل خلقه الله تبارك وتعالى إنما قهرها بعزته وغلبته سبحانه وتعالى فلا يغلبه أحد ولا يتأبى عليه شيء، فلا شيء يتأبى على الله تبارك وتعالى ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى فهو العزيز الغالب، ثم الغفّار كثير المغفرة  سبحانه وتعالى، المسامج الكريم الذي يأتيه العبد بعد ذنبه وبعد خطيئته فيمحو عنه هذا الذنب ويستره ولا يحاسبه عليه، وهذا من رحمته سبحانه وتعالى، والجمع هنا بين العزة، بين صفتي العزة والمغفرة ليبين سنة الله تبارك وتعالى في معاملة أولياءه وأعداءه سبحانه وتعالى، ففي معاملة أولياءه جل وعلا في معاملة أعداءه هو العزيز، لا أحد يغلبه وإنما بقهرهم ويغلبهم سبحانه وتعالى، وكذلك بعزته في معاملة أولياءه سبحانه وتعالى أنه يعزهم وأنهم لا يغلبون فإنهم ينتمون إلى الرب العزيز سبحانه وتعالى، "...وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (المنافقون: 8). ثم هو الغفار ومغفرته قد أخبر سبحانه وتعالى أنها للتائبين والرجاعين إليه فهذه معاملة الله سبحانه وتعالى بالنسبة لعباده المؤمنين أنه غفار لهم، "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ" (طه: 82)، فقد أخبر بهذا فقال: "...وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِ‍َٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ" (الأعراف: 156) "ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ" (الأعراف: 157)، فهذا هو صفة الرب تبارك وتعالى وأنه الغفار "رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّٰارُ" (ص: 66).

ثم قال جل وعلا: "قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ" (ص: 67) "أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ" (ص: 68) "مَا كَانَ لِيَ مِنۡ عِلۡمِۢ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰٓ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ" (ص: 69) "إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ" (ص: 70) "إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ" (ص:71) "فَإِذَا سَوَّيۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ" (ص: 72) "فَسَجَدَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ" (ص: 73) "إِلَّآ إِبۡلِيسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ" (ص:74).

 

وسنأتي إن شاء الله إلى تفصيل هذا إن شاء الله في الحلقة التالية، أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وصلى الله وسلم على عبده رسوله محمد