الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه، وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد؛ فيقول الله -تبارك وتعالى- : {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[فصلت:40], {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}[فصلت:41], {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:42], {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}[فصلت:43], {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}[فصلت:44].
يتوعد الله -تبارك وتعالى- ويهدد الملحدين في آياته الذين يميلون عنها يأمرهم الله -تبارك وتعالى- بالتوحيد؛ فيتجهون للشرك يخبرهم الله -سبحانه وتعالى- بأنه باعث الخَلْق -سبحانه وتعالى- يوم القيامة؛ فيكذبون بذلك ويعتقدون بأنَّ الله -تبارك وتعالى- لا يبعثهم {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا........}[فصلت:40], هذا تهديد مِن الله -تبارك وتعالى- يتوعدهم أنهم ما هم في خفاء بفعلهم هذا بتحريفهم لآيات الله -تبارك وتعالى- لفظًا أو معنى, {لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا}, أي أنَّ الله -تبارك وتعالى- يعلمه، وبالتالي إذا كان يعلمه؛ فسيحاسبهم على إجرامهم هذا؛ ثم قال -جلَّ وعَلا- : {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}, أيهم خير، أفضل، حال المؤمن الذي {يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}, أم حال الكافر الذي يلقى في النار، وهذه لا خيار، لا خيار ثالثًا كل البشر يوم القيامة إما مؤمن، وقد أتى آمنًا لأنه مبشر مِن الله -تبارك وتعالى- عنده وعد مِن الله -تبارك وتعالى- بالنجاة والجنة، والكافر عنده الوعيد الحق كلمة الله الحق الذي يلقى في النار, {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}, تهديد، أمر يراد به التهديد والوعيد, {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}, أيها الملحدون, الكافرون بالله -تبارك وتعالى-, {مَا شِئْتُمْ}, به في الدنيا, {........إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[فصلت:40], إنَّ الله -تبارك وتعالى-, {بَصِيرٌ}, بما تعملون، وبالتالي سيحاسبكم عليه, {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ........}[فصلت:41], هذا وعيد مِن الله -تبارك وتعالى- وتهديد لهؤلاء, {الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ}, الذِّكْر القرآن، والقرآن ذِكْر لأنه مذكر بالله -تبارك وتعالى- وبآياته، وبالطريق إليه، وهؤلاء كفروا بهم بمعنى أنهم جحدوه، عرفوا آياته لكنهم ستروها وغطوها وجحدوها, {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ.........}[فصلت:41] جاءهم مِن الله -تبارك وتعالى- بطريق هذا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-, ثم وصف الله -تبارك وتعالى- هذا، قال : {........وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}[فصلت:41], ممتنع عن أي باطل لا يمكن أنْ يدخل فيه أي باطل مِن الباطل لأنه كلام الله -تبارك وتعالى- الرب العزيز -جلَّ وعَلا-, {وَإِنَّهُ}, القرآن, {لَكِتَابٌ}, مكتوب كتبه الله -تبارك وتعالى- في السماء، وأنزله على قلب النبي محمد -صلوات الله والسلام عليه- مقروءً مِن جبريل, {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ}[الشعراء:193], {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ}[الشعراء:194] ,ثم شاء الله -تبارك وتعالى- أنْ يُكْتَبَ في الأرض، وأنْ يُنْشَرَ في كل أقطار الدنيا لتقوم به حجة الله -تبارك وتعالى- للعباد, {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ},كتاب غالب, نزل بالحجة القوية القاهرة, {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ........}[الأنبياء:18], وكذلك هو {عَزِيزٌ}, ممتنع مِن أنْ يدخله شيء مِن الباطل, {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ........}[فصلت:42], باطل غير الحق، باطل هو الزائل، المضمحل, الذي لا ثبات له، والكذب باطل، والصدق حق, {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}, {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ........}[فصلت:42], مِن قبله, {وَلا مِنْ خَلْفِهِ}, مِن بعده, بل حفظه الله -تبارك وتعالى- أنْ يدخل إليه غيره، وأنْ يدخل إليه كذب يزاد فيه، أو ينقص منه قبل أنْ يوحى به، وبعد أنْ ينزله الله -تبارك وتعالى- الأرض شاء الله -تبارك وتعالى- حفظه, {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر:9], فقد حفظه الله -تبارك وتعالى- مِن أنْ يستطيع أحد أنْ يتسلط عليه، وأنْ يُدْخِلَ فيه ما ليس منه، أو يُخْرِجَ منه ما هو منه يستحيل؛ فهذا كتاب ممتنع عن التحريف والتبديل والتغيير أنْ يزاد فيه قبل أنْ ينزله الله -تبارك وتعالى- أو يزاد فيه، أو يُنْقَص منه بعد ذلك, {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}[فصلت:41], {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:42], هذا الذِّكْر، هذا الكتاب, {تَنزِيلٌ}, وصفه أنه, {تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ}, الرب, الحكيم -سبحانه وتعالى-, الذي يضع كل أمر في نصابه؛ فكل تشريعاته بمقتضى حكمة الرب -تبارك وتعالى-, كل أمره مقتضي هذه الحكمة, {حَمِيدٍ}, محمود -سبحانه وتعالى- فهو الحميد لذاته -سبحانه وتعالى- والذي تحمده كل مخلوقاته قالًا وحالًا, {........تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:42], ثم قول الله : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ........}[فصلت:41], الخبر هنا محذوف، وهو معلوم ؛ فليتوقعوا ما يتوقعوا؛ إذن فليتوقعوا ما يتوقعوا، ماذا يتوقعون مِن الرب -تبارك وتعالى-, وقد كفروا بهذا الذكر الذي جاءهم، وهو رسالة الله -تبارك وتعالى- وذكر الله -عز وجل-, الذي يوصلها لهم بطريق هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- فماذا يتوقعون, ماذا يتوقع هذا الإنسان الذي آتاه الذِّكْر مِن الله -تبارك وتعالى- وكفر به، وجحد به, {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ........}[فصلت:41], ثم تأتي هذه الجمل وصف لهذا الذِّكْر والإخبار عن هؤلاء متروك، ولكنه معلوم يعلمه كل أحد، أي ماذا يتوقع مَن يكفر بالذِّكْر الذي آتاه مِن الله -تبارك وتعالى-, {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}[فصلت:41], {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:42].
ثم قال الله -تبارك وتعالى- لرسوله : {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}[فصلت:43], هذا تهوين أمر تكذيب هؤلاء المكذبين على النبي محمد -صلوات الله والسلام عليه-, وأنَّ له أسوة بإخوانه مِن الرسل، وأنَّ هؤلاء المجرمين ممن يكذبوه وأشكالهم قد سبقت ممن قد كذب الرسل؛ فنفس الكلام، نَفْس الأمر الذي كذبوا به محمد -صلوات الله وسلم- هو الذي كذبه أسلافه مِن قبل, {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ........}[فصلت:43], يقال لك، وقد قيل للنبي ساحر ومجنون وكذاب، وهذا إفك افتريته، وأنْ لن تمر، ولن يكون لك مستقبل لهذه الدعوة كل هذا، وإنْ لم تنتهِ فعلنا بك، وفعلنا كل هذا الذي قيل للنبي هو الذي قيل للرسل جميعًا قبل النبي -صلوات الله والسلام عليه-, {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}[الذاريات:52], فكل قوم قالوا لرسولهم : ساحر أو مجنون, {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}[الذاريات:53], {مَا يُقَالُ لَكَ}, مِن هذه مقالة الكفر, {إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ}, ثم قال -جلَّ وعَلا- : {........إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}[فصلت:43], {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ}, قد يكون مِن هؤلاء مَن يقول هذه المقولة، ولا يؤاخذه الله -تبارك وتعالى- عليه بها في التو واللحظة، وإنما يمهله الله -تبارك وتعالى- وعندما يعود عن مقالته هذه مِن الكفر يقبله الله -تبارك وتعالى- فكم مِن كفار في بداية أمرهم ردوا دعوة الرسل وكذبوهم وعاندوهم, ثم بعد ذلك رجعوا عن هذا التكذيب، وعن هذا العناد، وآمنوا بالله -تبارك وتعالى- فقبلهم الله -عز وجل-, وأقال عثرتهم، وغفر لهم ذنبهم السابق, {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ}, هذا لمن تاب ورجع إليه -سبحانه وتعالى- هذا مِن رحمته وإحسانه -جلَّ وعَلا-, {وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}, {ذُو عِقَابٍ}, صاحب عقاب, {أَلِيمٍ}, للمصرين والباقين على الكفر والعناد حتى الموت؛ فهؤلاء لن ينتظروا مِن الله -تبارك وتعالى- إلا العقاب الأليم، وعقاب الله -تبارك وتعالى- الأليم لهم بهذا بما أخبر -سبحانه وتعالى- فيه مِن النار، ومِن النكال، ومِن العذاب في الآخرة.
ثم بَيَّنَ الله -تبارك وتعالى- نعمته وفضله على العرب خاصة أنْ أنزل هذا القرآن بلسانهم، وأنه لو أنزله بلسان آخر غير لسانهم لكانت لهم أقوال كثيرة، وحلطمات، كانوا تحلطموا، وقالوا هذا كلام آخر غير هذا، قال -جلَّ وعَلا- : {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}[فصلت:44], {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا........}[فصلت:44], لو أنزله الله -تبارك وتعالى- وصيره, {قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا}, بلغة أعجمية غير لغة العرب, {لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ}, لكان هؤلاء العرب الذين نزل هذا القرآن مِن الله -تبارك وتعالى- مفصلًا بلسانهم العربي, المبين, {لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ}, كيف نفهم هذا القرآن الأعجمي، وهو بغير لغتنا, {لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ}, هلَّا, {فُصِّلَتْ آيَاتُهُ}, باللسان العربي, الواضح، المبين, {أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ}, قرآن أعجمي, {وَعَرَبِيٌّ}, رسول عربي أيضًا لكانوا اعترضوا كيف ينزل علينا قرآن أعجمي، ورسولنا رسول عربي، قال -جلَّ وعَلا- : {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}, قل لهم لهؤلاء المكذبين, المعاندين, {هُوَ لِلَّذِينَ}, القرآن, {لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى}, هداية بكل معانيها, بشقيها هداية بيان وإرشاد، وهداية توفيق؛ فإنَّ الله -تبارك وتعالى- يهديهم بهذا القرآن، يوفقهم به إلى الحق والطاعة والإنابة؛ فيصدقون ما أخبر الله -تبارك وتعالى- به، ويطيعون الله -تبارك وتعالى- فيما يأمرهم به فيكون هدى لهم, {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}, شفاء لكل أمراض قلوبهم سواءً كانت أمراض شكوك، أمراض شهوة كلها يشفيها هذا القرآن؛ فإنَّ الله تبارك وتعالى- قد أنزل في هذا القرآن الدلائل الواضحات، البينات التي تنفي كل شبهة، وتدحض كل باطل؛ فهذه البراهين التي أنزلها الله -تبارك وتعالى- في كتابه تزيل كل شبهة، وتدحض كل باطل؛ ثم كل شهوة على غير الحق القرآن يزيلها، وذلك أنَّ القرآن موعظة، موعظة مِن الله -تبارك وتعالى-, وتذكير مِن الله -عز وجل- وعباده؛ فالمؤمن يقرأ مواعظ الله، يسمع مواعظ الله -تبارك وتعالى- تذكيره بالجنة، تذكيره بالنار، تخويفه لعباده المؤمنين، بيان ما سيكون، وما سيؤول إليه الحال، استنهاض هممهم؛ فعند ذلك هذا كل ما في القلب، لو كان في القلب أي شهوة على غير الحق تشفي بهذا القرآن، يشفيها الله -تبارك وتعالى- بهذا الكلام، شهوة عن القعود في الجهاد يأتيه الأمر مِن الله -تبارك وتعالى- بالمواعظ, {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}[التوبة:38], {إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التوبة:39], {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا........}[التوبة:40], بمثل هذا الخطاب الإلهي في أبواب الجهاد، وهو حث على عمل مِن أشق الأعمال على النفوس, {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ........}[البقرة:216], يشفي ما في القلب، لو كان ما في القلب أي نوع مِن الشهوة الباطلة في القعود عن أمر الله -تبارك وتعالى-, في الخوف مِن بَذْل النَّفْس في سبيل الله تشفى, يأتيها هذا القرآن يشفيها، وهكذا كل ما يأمر به الله -تبارك وتعالى- عباده مِن الإنفاق في سبيله، مِن الصوم، مِن الصلاة، مِن الصدقة لا يجد المؤمن أي شيء مِن التقصير في نَفْسِهِ، أو الخلل، أو نوع مِن الشهوة التي تضعفه عن قبول الحق، وعن السير فيه، عن فعل ما يأمره الله -تبارك وتعالى- به، أو شهوة تميله عن الحق يجد مِن هذه الزواجر، ومِن هذه الأوامر الإلهية ما يشفي صدره، ويقيمه على أمر الله -تبارك وتعالى- به, {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}, هذا القرآن نَفْسهُ لكن الذين لا يؤمنون بالقرآن، يكون القرآن، قال -جلَّ وعَلا- : {فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ}, عن سماعه؛ فمهما خوطبوا بهذا القرآن لا يسمعونه, كأنهم لا يسمعونه؛ يصبح حالهم كحال مِن امتلأت أذنهم بثقل، وتناديه أنَّى له أنْ يسمع! وقد طُمِسَت وقُفِلَت آذانه عن أي صوت يسمعه؛ فالكافر هذا حاله مع القرآن لا يسمعه، وذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- صم أذنه عن السماع ليس لا يسمعه لأنه لا يدخل أذنه، يدخل أذنه، ولكن يحال بينه وبين فقهه فكأنه لا يسمعه, {وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}, {وَهُوَ}, القرآن, {عَلَيْهِمْ عَمًى}, لا يفقهونه؛ فيصبح أمره كل أمر القرآن مُعَمَّى عليهم, الله -تبارك وتعالى- يحذر عباه فيه مِن عقوبته وكأنه لا يسمع, يخبرهم بجنته ورضوانه -سبحانه وتعالى-, ويدعوهم إلى هذا كأنه لا يسمع، والله يدعوا إلى دار السلام، ولكن هذه الدعوة إلى دار السلام لا يقبلها الكافر كأنها أبدًا تقال له، كأنه ينادى مِن مكان بعيد؛ فالقرآن يصبح عليهم عمى لا يمكن أنْ ينفذ هداية القرآن إلى قلوبهم, سبحان الله! هذا كتاب الله -تبارك وتعالى- الواحد لكنَّ الله -تبارك وتعالى- جعله لأهل الإيمان فعله في أهل الإيمان أنه هداية لهم, بيان وتوفيق لهم إلى طريق الرب -تبارك وتعالى-, {........قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}[فصلت:44], هذه تشبيه وتصوير مِن الله -تبارك وتعالى- حال الكفار مع القرآن؛ فالكفار في مكان هنا وهناك مَن يناديهم مِن مكان بعيد على أبعاد سحيقة، يعد كيلو مترات ينادي يا أيها الناس, يا فلان، وهذا الصوت ما يصل، ما في وسيلة توصله؛ فهؤلاء كأنهم لا يسمعون؛ فهذا المنادي الذي يناديهم مِن مكان بعيد، وليس مِن مكان قريب يسمعونه، لا، يناديهم مِن مكان بعيد، ومهما صرخ، وهو في مكانه، والحال أنَّ صوته لا يصل إليهم؛ فإنهم لا يدرون ماذا يقولون؛ فهذا حال القرآن مع الكفار القرآن يناديهم ويحثهم ويُبَيِّنُ لهم الطريق، ولكنهم لا يسمعونه قَطّ؛ فيصبح كأنه صرخة، يصرخ في واد، وهم في واد بعيد عن هذا عن هذه الصرخة, {........أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}[فصلت:44].
ثم قال -جلَّ وعَلا- : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ}[فصلت:45], {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[فصلت:46], يخبر -سبحانه وتعالى- عبده ورسوله محمد -صلوات الله والسلام عليه- أنه كما أنزل له هذا القرآن؛ فإنَّ الله تبارك وتعالى- قد أنزل على موسى, {الْكِتَابَ}, وهو التوراة، وأنَّ الناس بإزاء هذه التوراة كذلك انقسموا إلى مؤمن وكافر، وكذلك اختلف أهله فيه بعد ذلك, {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ........}[فصلت:45], يؤكد الله -سبحانه وتعالى- أنه قد آتى عبده موسى, {الْكِتَابَ}, وهو التوراة، و التي قال الله -تبارك وتعالى- فيها, {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا........}[المائدة:44] وقال : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}[الأعراف:145], {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ........}[فصلت:45], التوراة, {فَاخْتُلِفَ فِيهِ}, مِن بعد موسى -عليه السلام- اختلف فيه قومه وافترقوا, كما قال النبي : على إحدى وسبعين فرقة، وقال -تبارك وتعالى- : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[البقرة:213], نزل الكتاب لِيُبَيِّن الطريق الواحد لله -تبارك وتعالى-, ولكن أهل الكتاب هم الذين اختلفوا فيه، اختلفوا في الكتاب بعد ذلك، وكان هذا بسبب البغي بينهم، وبسبب الظلم والتعالي بينهم؛ فاتخذ كل منهم طريق, {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون:53], {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ.......}[فصلت:45], قال -جلَّ وعَلا- : {........وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ}[فصلت:45], {وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ}, وهو أنه -سبحانه وتعالى- قد جعل للناس يومًا يحاسبون فيه بين يديه -سبحانه وتعالى-, وأنه لا يؤاخذ كل مرتكب للإثم بالعقوبة في هذه الدنيا, {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى........}[فاطر:45], أخبر -سبحانه وتعالى- أنه قد شاء بحكمته أنْ يؤخر الجميع, {إلى أَجَلٍ مُسَمًّى}, وهو يوم القيامة ليأخذ كل جزاءه؛ فقال -جلَّ وعَلا- : {وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}, قضى الله -تبارك وتعالى- بينهم بإنجاء الظالمين، وإهلاك المعاندين, {وَإِنَّهُمْ}, الذين ورثوا الكتاب, {........لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ}[فصلت:45], {لَفِي شَكٍّ}, مِن هذا الكتاب, {مِنْهُ مُرِيبٍ}, شك مليء بالريب، والريب هو الشك, ثم قال جلَّ وعَلا- : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[فصلت:46], هذه هي قاعدة الحساب عند الله -تبارك وتعالى-, {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ}, كل مَن يعمل صالح؛ فإنَّ ثمرة هذا العمل راجعة إليه، والله -سبحانه وتعالى- لا تنفعه طاعة الطائعين هو فوق نفع عباده -سبحانه وتعالى-, وهو فوق ضرهم -جلَّ وعَلا- ما أحد مهما صنع يضر الله -تبارك وتعالى-, {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ}, عَمِلَ، كما قال -جلَّ وعَلا- : {........وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}[الروم:44], {وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}, عمل؛ فعلى نَفْسه جنا؛ فيكون جنايته على نَفْسِهِ، والله -تبارك وتعالى- هو فوق هذا، وفوق هذا، كما جاء في الحديث : «يا عبادي لن تبلغوا ضرى فتضروني, ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني, يا عبادي لو أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا, يا عبادي لو أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على قلب أفجر واحد منكم ما نقص ذلك مِن ملكي شيئًا, يا عبادي إنما هي أعمالكم أوفيها لكم فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومَن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه», فقاعدة الحساب عنده, {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[فصلت:46], اعلموا هذا, {وَمَا رَبُّكَ}, يا محمد -صلوات الله والسلام عليه-, {بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}, وظلام هنا صيغة مبالغة ظلم، وهذا ليس له مفهوم مخالفة؛ فإنَّ الله -تبارك وتعالى- لا يظلم شيئًا, إنَّ الله -تبارك وتعالى- لا يظلم أحدًا شيئًا؛ لا يحمل الكافر عقوبة لا يستحقها، بل عقوبته عند الله وإنْ كانت شديدة، شديدة، شديدة إلا أنها موافقة لذنبه، كما قال -جلَّ وعَلا- :{جَزَاءً وِفَاقًا}[النبأ:26], {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا}[النبأ:27], {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا}[النبأ:28], فهذا موافق العقوبة التي اختارها الله -تبارك وتعالى- للكافر هي موافقة للذنب؛ ثم إنَّ الله لا يحمل على الكافر ذنب غير ذنبه، وإنما يعاقبه على ما جنت يداه، ما يحمله ذنب آخر, {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.......}[فاطر:18], ثم لا يضاعف عليه سيئته, كل سيئة بمثلها, إنَّ الله كتب الحسنات والسيئات, السيئة إنما يجازيها الله -تبارك وتعالى- بمثلها بدون مضاعفة لكنه يضاعف حسنات العبد المؤمن؛ فكذلك مِن الله -تبارك وتعالى- ما هو {بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}, لأنه يظلم عبده المؤمن مِن عمله الذي عمله شيء، لو كان مثقال ذرة, {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:40], ففي باب المؤمن الله يضاعق له الحسنات, كل حسنة عملها الحد الأدنى مِن الحساب عند الله -عز وجل- للمؤمن أنْ يعطيه على كل حسنة عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة يعلمها إلا الله -تبارك وتعالى-, أما بالنسبة للسيئة؛ فالسيئة جزاؤها سيئة فقط، ولا تضاعف السيئة لا يزيد الله السيئة على الكافر، وإنما يحاسبه بالسيئة سيئة؛ ثم عقوبته عليها موافقة للذنب، عقوبة موافقة تمامًا للذنب, ليست بزيادة عليه، وإنْ كان هذا عذاب شديد لكن يستحقه هذا, {جَزَاءً وِفَاقًا}[النبأ:26], جزاء موافق لما ارتكبه مِن الإجرام, {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[فصلت:46], ثم قال -جلَّ وعَلا- : {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ}[فصلت:47].
نأتي إلى هذه الآيات -إنْ شاء الله- في الحلقة الآتية, أستغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.