الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين, سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه، وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد؛ فيقول الله -تبارك وتعالى- : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[الشورى:24], {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى:25], {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}[الشورى:26], {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}[الشورى:27], {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}[الشورى:28], {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ}[الشورى:29].
يقول -سبحانه وتعالى- : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا........}[الشورى:24], وأم هنا بمعنى بل وهمزة الإستفهام، بل أيقولون {افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}, والسؤال هنا يراد به الإنكار، وهؤلاء, أي كيف يكون, {أَمْ يَقُولُونَ}, الكفار المعاندون, {افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}, الافتراء هو انتحال واختلاق الكذب، افتراه اختلقه، اختلق الكذب هذا في مجيئه بهذا القرآن، وبهذه الرسالة مِن الله -تبارك وتعالى-, هل يمكن لمن عنده عقل أنْ يظن أنَّ محمدًا -صلوات الله والسلام عليه- كاذب في ما جاء به مِن الرسالة، وكل الأدلة والقرائن التي تحتف تشهد بصدقه وأمانته -صلوات الله وسلامه عليه-, كيف يقول هذا قائل عنده مسكة عقل؟! وهم يعلمون بأنَّ هذا النبي -صلوات الله والسلام عليه- كان فيهم أربعين سنة مِن عمره لم يجربوا عليه كذبة قَطّ، أيترك الكذب على الناس, ثم يكذب على الله تبارك وتعالى-, ثم كيف يتأتى أن يتركه الله -تبارك وتعالى- يكذب عليه كل هذا الكذب، ولا يعاقبه يتركه هكذا ويخليه, يترك الله من يكذب عليه، ولا يعاقبه على ذلك؛ فيكون هذا كأنه إقرار مِن الله -تبارك وتعالى- على كذب الكاذب -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-, {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا........}[الشورى:24], قال -جلَّ وعَلا- : {فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ}, إنْ يشأ الله؛ إنْ أراد الله -تبارك وتعالى- أنْ يختم على قلبك، والختم على القلب معناه يمنعه، يحرمه مِن الفهم والمعرفة، والعلم والهداية؛ فالمختوم على قلبه هو الذي يقفله الله -تبارك وتعالى- عن الهداية، وعن العلم، وعن الهدى, وعن التقى؛ فكيف يخليه الله؟! كيف يخلي الله -تبارك وتعالى- من يكذب عليه؟! والحال أنَّ مَن يكذب على الله -تبارك وتعالى- فإنَّ الله -تبارك وتعالى- لا بد أنْ يفضحه، وأنْ يبينه، لا يمكن أن يترك من يكذب عليه ؛ ثم يكذب عليه؛ ثم إنَّ الله -تبارك وتعالى- يهديه ويوفقه، ويمده، ويقع كل الأمور كما يخبر بها، ويصدقه في كل ما يقول هذا يستحيل, {فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ}, لو كان الأمر على النحو الذي يقوله هؤلاء المجرمون في النبي -صلى الله عليه وسلم-, في أنه افترى على الله كذبًا, {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِه}, {يَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ}, يمسحه, لا يجعل له وجود الباطل الزائل؛ فالكذب زائل؛ فهذه سُنَّةُ الله -تبارك وتعالى- ألا يخلي مَن يكذب عليه؛ فلا بد أن ْيفضحه، ولا بد أنْ يبينه، لا بد أنْ يمحو الله -تبارك وتعالى- ذكره وأثره، وكذلك مقالة الباطل؛ فيظهر، لابد أنْ يظهر الله -تبارك وتعالى- كذبه, {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِه}, يجعل الحق حقًا, {بِكَلِمَاتِه}, يجعل الْحَقَّ حقًا لأنَّ الْحَقّ قد يكون إخبار؛ ثم يجعله الله -تبارك وتعالى- واقع، يقين, {بِكَلِمَاتِه}, كلماته الكونية، القَدَرِيَّة بكن فيكون؛ فإنَّ الله -تبارك وتعالى- بكلماته الكونية القدرية جعل هذا الذي الحق الذي كان مقالة في أول الأمر جعله الله -تبارك وتعالى- واقعًا قائمًا؛ فكل ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- وقاله جعله الله -تبارك وتعالى- قائمًا، نصر الله -تبارك وتعالى- نبيه، أعزه جعل قوله الذي يقوله الصدق، وظهر صدقه، ظهر كذب هؤلاء الكذابين وهكذا؛ فيحق الله الحق بكلماته، قال : {وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِه}, أنْ نجعل الحق حقًا ظاهرًا أمام الكل, {بِكَلِمَاتِه}, أوامره الكونية القَدَرِيِّة, {........إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[الشورى:24], {إِنَّهُ}, الرب -سبحانه وتعالى-, {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}, وذات الصدر مكنونه, الذي لم يفصح به صاحبه، ولم يخرجه مِن صدره قط، بل مكنون الصدر الذي لم يقول له صاحبه، صاحب هذا الصدر لأي أحد، لم يفشِ هذا السر لأي أحد يعلمه الله -تبارك وتعالى-, وهذا أسر السر، أسر السر بالنسبة للموجودات مكنون الصدر؛ فالله يعلمه -سبحانه وتعالى- الله يعلمه؛ فإذا هذا شأن الرب -سبحانه وتعالى- العليم بأسرار عباده, بمكنونات صدورهم، أيخفي عليه أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-؟! وأنه يكذب عليه، وبالتالي إذا كذب عليه يخليه بل يؤيده وينصره, لا يستحيل هذا؛ فهذا لو كان عندهم عقول وفهم ما نسبوا النبي -صلوات الله وسلم- إلى الكذب، وأنه يكذب على الله, {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[الشورى:24], {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى:25], أيضًا بيان أنَّ الله -تبارك وتعالى- يُبَيِّنُ صفاته -سبحانه وتعالى- ليفتح الطريق أمام هؤلاء المعاندين، المكابرين، المكذبين، الذين نسبوا هذه الكلمات الشنيعة في الكذب والكفر في إتهام النبي أنه كاذب مفترى على الله -تبارك وتعالى-, ويفتح الله -تبارك وتعالى- لهم الطريق لأنْ يعودوا عن باطلهم هذا إلى طريق الحق, {وَهُوَ}, الله -سبحانه وتعالى-, {يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}, {التَّوْبَةَ}, الرجعة؛ فكل مَن رجع إلى الله -تبارك وتعالى- فإنَّ الله يقبله مهما كان عمله، مهما كان عمله مِن باطل, {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا........}[الزمر:53], فلو كان مِن علم هذا تكذيب الله، وتكذيب رسوله، ومحاربة الله، والصد عن سبيله هذه الأمور، والقول على الله تبارك وتعالى- بغير علم، والإفتراء على الله كل هذا، ولكن مَن تاب إلى الله -تبارك وتعالى- وعاد عن كذبه، وعن كفره؛ فإنَّ الله -تبارك وتعالى- يقبله, {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ........}[الشورى:25], يقبلها عن عباده؛ فيزيح عنهم الباطل الذي قد كان عليه، والعبء الذي كان عليه بهذه الذنوب, {وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ}, {يَعْفُوا}, يصفح, {وَيَعْفُوا}, -سبحانه وتعالى- يصفح، ويتجاوز عنها -سبحانه وتعالى-, {عَنِ السَّيِّئَاتِ}, كل السيئات بالتوبة والرجوع إليه, {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}, يأتي هنا إخبار الله -تبارك وتعالى- بأنه على علم بما يفعله خَلْقه فيه تهديد، ووعيد، وفيه كذلك وعد؛ فوعد لكل مَن يفعل الخير أنه لا يضيع عند الله -تبارك وتعالى- لأنَّ الله يعلمه، ووعيد لمن يفعل الشر أنَّ الله -تبارك وتعالى- يعلمه, لا تظن أنك بشرك وبكفرك وبعنادك تفلت؛ فإنَّ الله يعلمه، وكذلك اعلم أيها المؤمن التائب، الراجع إلى الله -تبارك وتعالى- أنَّ الله عليم بتوبتك، وعليم بقلبك، وعليم بفعلك؛ فإذن أبشر بالجزاء الطيب {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى:25], {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}[الشورى:26], هذه صنفي الناس, {وَيَسْتَجِيبُ}, للحق بمعنى يجيب ويرجع إلى الحق, {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}, {آمَنُوا}, صدقوا، وتصديقهم، تصديقهم للصدق، إخبار الله -تبارك وتعالى- صِدْق، وعلم المؤمن أنه قبل هذا الصدق وصَدَّقَ به، والذي جاء بالصدق، وصَدَّقَ به، الذي جاء بالصِّدْقِ الرسول، وصَدَّق به المؤمنون، صَدَّقُوا بالصِّدْقِ الذي جاءهم مِن الله -تبارك وتعالى- فيستجيب {الَّذِينَ آمَنُوا}, صَدَّقُوا بالصدق الذي جاءهم مِن الله -تبارك وتعالى- وآمنوا بكل ما أخبرهم الله -تبارك وتعالى- به مِن الغيب، وهو صدق, {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}, عملهم بمقتضى هذا التصديق نبع هذا التصديق، نتيجة هذا التصديق هو أنْ يعملوا الصالحات التي تظهر على هذه الجوارح، أشرف هذه الصالحات الصلاة الصلاة والصيام، والزكاة والحج، وكل أنواع البر, {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}, يزيدهم الله -تبارك وتعالى- مِن فضله في الجزاء، وكذلك في الهدى، وكذلك في عمل الصالحات؛ فكل ما عملوا صالحًا وفقهم الله -تبارك وتعالى- لمثلها الحسنة تهدي إلى مثلها، وكذلك يزيدهم الله -تبارك وتعالى- مِن الأجر والثواب عنده -سبحانه وتعالى-, أما المقابلين : {........وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}[الشورى:26], أما الكافرون، والكافر هو مكذب بالصدق جاؤه الصدق مِن الله -تبارك وتعالى- فكذب بذلك وكفر، والكفر هو الستر، والتغطية؛ فهذا الكافر جاءه الصدق، وجاءه البيان مِن الله -تبارك وتعالى- وعلم أنَّ هذا صدق لكنه جحده وكفره، وأظهر خلاف ذلك، وأظهر خلاف ما عنده في القلب, {........فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}[الأنعام:33], فهذا كافر غطى هذه الآيات الذي جاءته مِن الله -تبارك وتعالى- وكانت كبرهان الحق ودلالته، وصراخ الفطرة في قلبه، وإقامة الدليل والبرهان, كل هذا جعل إنَّ هذا، يعلم إنَّ هذا صدق في قلبه لكنه كراهية له، وصرفًا له بأي صورة مِن صور الصرف؛ فيغطي هذا، ويظهر الكفر، ويظهر بعدين يتهم الصدق بأنَّ هذا كذب، هذه رسالة كاذبة، هذا رسول كاذب, {........وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}[الشورى:26], إخبارٌ مِن الله -تبارك وتعالى- أنَّ الذي ادخره الله -تبارك وتعالى- لهم هو : {عَذَابٌ شَدِيدٌ}, وهو عذاب النار، وشدته؛ لأنه عذاب نار، ولطوله ولكل أنواع الإهانات العظيمة التي تكون معه, {........وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}[الشورى:26].
ثم أخبر الله -تبارك وتعالى- عن سنته في خَلْقِهِ، في رزقهم في هذى الحياة، قال : {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}[الشورى:27], {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}[الشورى:28], {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ........}[الشورى:27], البسط هو التوسعة, أي أنه وَسَّعَ عليهم توسعة كبيرة أكثر مما يستهلكون، أكثر مما يأكلون ويشربون ويلبسون, {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ........}[الشورى:27], {الرِّزْقَ}, كل ما يُنْتَفَع به، كل ما ينُتْفَعَ به في هذه الحياة رزق مِن شربة الماء، مِن الطعام، مِن الشراب، مِن اللباس, مِن كل ما يتمتع به الإنسان ويفيده في هذه الحياة, {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ........}[الشورى:27], بغوا البغي هو الطغيان ومجاوزة الحد والظلم؛ فيفسقوا ويبغوا ويتعالوا، ومِن تعاليهم أولًا الاستغناء عن الله، هذا أو لشيء, {كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى}[العلق:6], {أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}[العلق:7], إذا رأي نَفْسَهُ استغنى، وأنه ليس في حاجة إلى الله -تبارك وتعالى- فالأمر كله مهيأ عنده الطعام والشراب واللباس والكسوة، وهو يتقلب في هذه النعم همه ينسى أنَّ هذه نعم الله -تبارك وتعالى- ويرى أنَّ هذه ليست أنها استحقاق وجدارة، والأمر قائم كما هو قائم، ويستغنى عن الله -تبارك وتعالى-, ثم إنَّ هذه البسط في الأرزاق تدعو إلى الفسق، والفجور، والخروج عن الطاعة, كما قال -تبارك وتعالى- : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}[الإسراء:16], مترفين هم الذين هذا؛ فالمترفين اللى هما بسطت عليهم الأرزاق، ووسعت عليهم وجاءهم الثروات الكثيرة، وقد وصلوا حد الترف في كل ما يتناولونه، وهو آخر الأمر فيما يستمتعون به، وينالونه؛ فيكونون هؤلاء دائمًا أهل الفسق، وأهل العلو، وأهل البعد عن الله -تبارك وتعالى-, {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ........}[الشورى:27], ظلموا فيها، وطغوا فيها، وتجبروا فيها، ورأوا عزة أنفسهم، واستغنوا عن ربهم -سبحانه وتعالى- قال -جلَّ وعَلا- : {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}, ولكن مِن حكمة الله -تبارك وتعالى- أنه ينزل مِن الرزق بَقَدر، بَقَدَر مقدار محدد, {مَا يَشَاءُ}, الذي يشاءه الله -تبارك وتعالى-, {........إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}[الشورى:27], علل الله -تبارك وتعالى- وبرر هذا بتقنين، وعدم بسط الرزق لعباده إلى الحد الذي يصبح الجميع فيه في سعة هائلة مِن الرزق، ويستغنى عن الله -تبارك وتعالى- ويستكبر, علل الله هذا بأنه ينزل رزقه بقدر مايشاءه -سبحانه وتعالى-, {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ}, الخبرة أدق العلم, أي عليم علمًا دقيقًا بعباده -سبحانه وتعالى-, {بَصِيرٌ}, بأحوالهم، وعليم البصر العلم والإحاطة بخلقه -سبحانه وتعالى- بنفسياتهم ونفوسهم وقلوبهم، وبالتالي كان الله -تبارك وتعالى- يعالجهم بهذا الأمر, بألا يبسط عليهم، ويوسع عليهم جميعًا الرزق كله، وإنما ينزل لهم بَقَدَرٍ ما يشاء, ثم أخبر -سبحانه وتعالى- أنه مالك رزق العباد -جلَّ وعَلا-, وأعظم سبب للرزق بل هو سبب الحياة كلها هو المطر, قال : {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}[الشورى:28], {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ........}[الشورى:28], المطر يسمى غيث؛ لأنه يغاث به؛ فيكون الناس في الجدب في حالة يأس وقنوط، ويستغيثون ويطلبون غوث الله -تبارك وتعالى-؛ فيأتيهم المطر غياثًا لهم مَن الله -تبارك وتعالى- فسمى المطر غوثًا لأنه يغيث، ولأنه هو الذي إذا استغاث الناس يريدون مجيئه؛ فهو الغياث, {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا}, انقطع رجاؤهم، ويئسوا في أن يأتيهم المطر, {وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ}, ينشر المطر في جنبات الأرض, {وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}, {وَهُوَ الْوَلِيُّ}, {الْوَلِيُّ}, هو مَن قام بينك، وبينه علاقة جعله أنت تواليه، وهو يواليك، والولي بمعنى الناصر، وبمعنى المحب؛ فهو {الْوَلِيُّ}, الحقيقي الذي إذا قامت علاقة بين العبد وبينه -سبحانه وتعالى- فإنه يواليه, {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ........}[البقرة:257], فَمِن ولاية الله -تبارك وتعالى- الذين آمنوا أنه يخرجهم مِن الظلمات إلى النور, {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ}[محمد:11], «مَن عاد لي وليًا؛ فقد آذنته بالمحاربة», فعباده المؤمنون هم أولياؤه، وأهل الإيمان يوالون ربهم -سبحانه وتعالى-, {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة:55], فهو الولي حقًا المحمود -سبحانه وتعالى- على ولايته؛ ففعله دائمًا لعباده فعل خير, لا يفعل بهم إلا الخير -سبحانه وتعالى- عباده المؤمنين لا يفعل بهم إلا الخير، وهو المتصف بكل صفات الكمال التي يُحْمَدُ عليها -سبحانه وتعالى-, {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}[الشورى:28], قلنا ذُكِرَ الغيث هنا بعد الرزق؛ وذلك أن الغيث مصدر كل الرزق بعد ذلك, أي كل الأرزاق بعد ذلك تتوقف على هذا المطر؛ لأنَّ الله جعل منه الحياة لكل شيء, {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}, فبالمطر يحيا الإنسان, {........وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا}[الفرقان:48], {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا........}[الفرقان:49], يحي الأرض, {........وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا}[الفرقان:49], فالأنعام لا تقوم حياتها إلا بالمطر شربًا، وكذلك تقوم حياتها على طعامها للنبات؛ فهذا طعامها، والنبات على الماء، وكل ما يتأتى بعد ذلك مِن هذه الثروات أساسه ومصدره الماء النازل مَن السماء، ماء المطر النازل مِن السماء، وهذه الآية، وهذه النعمة نعمة ظاهرة للعيان كلها أنَّ مصدرها الله -تبارك وتعالى-, وأنَّ الله هو مكونها، وأنَّ ليس للعباد يدان وفعل في إنزال المطر بل هم يرون أنَّ هذه آية ظاهرة من الله -تبارك وتعالى- وليست مِن صنعة الإنسان؛ فإنَّ الله هو الذي يثير سحابًا, {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}[الروم:48], {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ}[الروم:49], {فَانظُرْ إلى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الروم:50], فالمطر آية مِن آيات الله -تبارك وتعالى- وهو مصدر الرزق كله, بالمطر يحيا كل حي على هذه الأرض مِن إنسان وحيوان، ونبات، وبالتالي كل ما يتأتى بعد ذلك إنما مِن رزق، ومِن إنتاج أساسه هذا؛ فيكون المطر أساس كل شيء, {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}[الشورى:28].
ثم قال -جلَّ وعَلا- : {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ}[الشورى:29], {وَمِنْ آيَاتِهِ}, دلائل قدرته -سبحانه وتعالى- الآيات جمع آية، والآية هي العلامة الظاهرة, الدليل الذي يدل على الأمر؛ فمن {آيَاتِهِ}, مِن دلائل قدرته -سبحانه وتعالى- وعظمته، وأنه الخالق وحده، وأنه المتصرف وحده, {خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}, فخلق السموات والأرض تدل على الله -تبارك وتعالى- أنَّ الله -تبارك وتعالى- خالقهم لأنه ليس هناك مَن يدعى على الحقيقة خَلْق ذرة منها، لا يوجد إله يدعي ويستطيع أنْ يقيم دليلًا على دعواه أنه أوجد ذرة مِن السموات والأرض؛ فالله -سبحانه وتعالى- وليس غيره هو خالق السموات والأرض، وهي هذا الكون المشاهد، نظام هذا, {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ........}[الشورى:29], الدالات عليه, {وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ}, بث نشر ووزع, {فِيهِمَا}, في السموات والأرض, {مِنْ دَابَّةٍ}, الدابة كل ما له دبيب وسير؛ ففي السموات هذا عظيم في السموات, فيه خَلْق عظيم من خلق الله -تبارك وتعالى- أعلمنا الله بعضه، وهناك بعضه لا نعلمه؛ فمن الذي أعلمنا الله الملائكة التي لا يوجد شبر في السماء إلا فيه مَلَكٌ قائم لله -تبارك وتعالى- ساجد، أو قائم، أو راكع لله -تبارك وتعالى-, {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}[الأعراف:206], والأرض التي أقام الله -تبارك وتعالى- فيها الإنسان؛ فأسكنه هذا أشرف دواب هذه الأرض, ثم ما بث الله -تبارك وتعالى- مِن دواب الأرض مِن حيواناتها، ووحوشها وحشراتها وطيورها أمر لا يحصيه العد، ولا يحيط به الوصف؛ فلا يمكن للعبد أنْ يحيط بما بث الله -تبارك وتعالى- مِن الدواب في هذه الأرض مما نعلمه، ومما ما لا نعلمه؛ فإنَّ ما نجهله مَن أصناف الحشرات أكثر كثيرًا مِن الذي نعلمه هذا أمر عظيم، وهذا بث الله -تبارك وتعالى- ما شاء مِن هذه الدواب دليل عظمته، ودليل قدرته -سبحانه وتعالى-, ودليل اتساع علمه -جلَّ وعَلا- ودليل كذلك سمعه، وبصره، وقيامه بشئون خَلْقه؛ لأنه لا يقوم بشئون هذه الخلق كله إلا الله -تبارك وتعالى-, {وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ}, قال -جلَّ وعَلا- : {.......وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ}[الشورى:29], {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ}, وهذا سيكون يوم القيامة, {إِذَا يَشَاءُ}, عندما يشاء -سبحانه وتعالى-, {قَدِيرٌ}, قادر القدرة الكاملة على هذا؛ فإنَّ كل ما خلقه الله -تبارك وتعالى- مِن دابة، ومِن وحوش يحشر يوم القيامة, {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}[التكوير:5], وأنَّ كل هذا الخلق الذي خلقه يوم القيامة يكون، وإذا حشرت الوحوش، وحشرت الأنعام يقتص الله -تبارك وتعالى- مِن بعضها لبعض. ثم يقول الله لها: كونى ترابًا؛ فتكون ترابًا؛ فالله -تبارك وتعالى- هو الذي بث ما بث مِن هذه الدواب الكثيرة العظيمة في جنبات هذه الأرض, {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ}, يوم القيامة, {إِذَا يَشَاءُ}, قَدِيرٌ}.
ثم قال -جلَّ وعَلا- : {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ}[الشورى:30], ذكر الله -تبارك وتعالى- صنيعه لعباده في الخير؛ فهو {.......الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}[الشورى:28], {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ}[الشورى:29], ثم ذكر الله -تبارك وتعالى- بعد ذكره لأنه خالق هذا الخير كله أن كل مصيبة تقع إنما تقع بأمره كذلك، ولكن لا يوقعها الله -تبارك وتعالى- المصيبة التي تقع على العباد إلا عقوبة منه -سبحانه وتعالى- بسبب ذنب، لا تقع مصيبة إلا بذنب, {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ........}[الشورى:30], أي مصيبة تصيبكم، وهذا مِن الشر, {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}, فإنَّ الله -تبارك وتعالى- لا يبدأ بالشر ابتداءً، وإنما تأتي, {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}, فبما جنته يد الإنسان يأتي الشر, {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ........}[الروم:41], قال -جلَّ وعَلا- : {........بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الروم:41], {........فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ}[الشورى:30], {وَيَعْفُوا}, يصفح، ولا يؤاخذ -سبحانه وتعالى-, {عَنْ كَثِيرٍ}, مِن المعاصي والذنوب، وقد أخبر -سبحانه وتعالى- أنَّ عفوه-, {عَنْ كَثِيرٍ}, راجع إلى إحسانه وعفوه عن خَلْقه -سبحانه وتعالى-, ثم كذلك أنه لو عاقب كل إنسان، وحاسبه على عمله، وعلى كسبه، وأنه كل مَن أساء سيئة فيعاقب عليها بعدها مباشرة؛ فإنه لا يبقى على ظهر الأرض أحد، قال : {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا}[فاطر:45], {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ........}[الشورى:30], بسبب ما تكسبونه من المعاصي والشر, {وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ}, يسامح عن كثير -سبحانه وتعالى-, وهذا كما قال -تبارك وتعالى- في موضع آخر : {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفي بِاللَّهِ شَهِيدًا}[النساء:79], ثم قال -جلَّ وعَلا- : {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}[الشورى:31].
ونعود -إنْ شاء الله- إلى هذه الآيات في الحلقة الآتية, أستغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب، وصلى الله عليه وسلم على عبده ورسوله محمد.