الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 . 22 نوفمبر 2024

الحلقة (638) - سورة محمد 29-32

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}[محمد:29] {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}[محمد:30] {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد:31] {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ}[محمد:32] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}[محمد:33] {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[محمد:34]، في سياق بيان أحوال المنافقين مع النبي -صل الله عليه وسلم- وأهل الإيمان قال -جل وعلا- {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}[محمد:29]، يعني هل يظن الذين في قلوبهم مرض؛ مرض النفاق، أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}، للظاهر والعلَن، أضغانهم؛ أحقادهم، بُغضهم لله وبُغضهم للرسول، يعني هل يظنون أن الله -تبارك وتعالى- لن يُخرج هذا الذي في قلوبهم والذي يخفونه ليكون ظاهرًا للعَلن؟ هل يظنون هذا؟.

قال -جل وعلا- {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}[محمد:30]، لو نشاء؛ الله -جل وعلا-، أنه لو يشاء الله -تبارك وتعالى-، لأريناكهم؛ أرى الله -تبارك وتعالى- نبيه هؤلاء القوم عيانًا، {فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ}، بعلامات يضعها الله -تبارك وتعالى- في وجوههم فيظهر لكل أحد أن هذا منافق، يعني لو شاء الله -تبارك وتعالى- أن يطبع ويجعل علامة على كل منافق يظهر بها نفاقه؛ يظهر بها ما في قلبه على صفحات وجهه لفعل الله -تبارك وتعالى- هذا، وهذا فيه عذاب عظيم في الدنيا قبل الآخرة وهو أن يسمهم الله -تبارك وتعالى- بعلامات ظاهرة في وجوههم؛ حتى يظهر لكل أحد أن هذا منافق كافر، ولا يستتر بإسلامه الظاهر على كفره، {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ}، بعلاماتهم، ثم قال -جل وعلا- {........ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}[محمد:30]، {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ}، تأكيد، {فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}، اللحن هو الإمالة، يعني في إمالتهم للقول عندما يتكلمون كلام يُميلونه إمالة؛ من المعاريض، ومن الكلام الذي يحتمل معنيين ونحو ذلك، فعند ذلك يُظهِر الله -تبارك وتعالى- ما في قلوبهم بهذه فلتات الألسن، فلتة تظهر على ألسنتهم فيُظهِر الله -تبارك وتعالى- ما في قلوبهم، {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}، فإن ما يخرجونه أحيانًا دون وعي منهم ودون حرص منهم وقد كانوا حريصين كل الحرص على ألا تظهر حقيقة قلوبهم، لكن أحيانًا تظهر كلمة من هنا وكلمة من هنا فيُظهِر الله -تبارك وتعالى- بها ما في قلوبهم.

وقد أوقف الله -تبارك وتعالى- رسوله على كل المنافقين، كان في البداية يظهر هذا ثم أظهره الله -تبارك وتعالى- وأعلمه الله -تبارك وتعالى- ما في قلوب الجميع، ولم يُطلِع النبي -صل الله عليه وسلم- على حقيقة المنافقين الذين كانوا معه إلا رجل واحد من أصحابه؛ وهو حُذيفة ابن اليمان، فهو الذي أسر له النبي -صل الله عليه وسلم- بأخبار المنافقين، وقال -سبحانه وتعالى- في سورة التوبة {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}[التوبة:101]، وقول الله -تبارك وتعالى- {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}، مردوا عليه يعني أصبحوا بغاية من نعومة الملمس والحِذق في إخفاء معتقدهم بحيث أنه لا يظهر للرائي وللسامع منهم أي شيء يدل على نفاقهم، {........ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}[التوبة:101]، ثم أطلع الله -تبارك وتعالى- رسوله عليهم -صلوات الله والسلام عليه-، وكان النبي يعاملهم بما ظهر من أفعالهم ويدع سرائرهم إلى الله -تبارك وتعالى-، {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}، ثم قال -جل وعلا- {وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}، هذا تحذير لهم بأن الله -تبارك وتعالى- يعلم حقيقة أعمالهم، أعمال القلوب وأعمال الأبدان الله -تبارك وتعالى- يعلمها، وكون أن الله -تبارك وتعالى- يعلمها سيُحاسِبهم على ذلك.

ثم قال -جل وعلا- {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد:31]، ولنبلونكم؛ والله لنبلونكم، يُقسِم -سبحانه وتعالى- بأنه لابد أن يبتلي عباده المؤمنين -سبحانه وتعالى-، ولنبلونكم يعني لنختبرنكم بصنوف الاختبارات، ومن هذه الاختبارت؛ الاختبارات بالكفار، فعندما يغزوا الكفار أهل الإسلام عند ذلك يظهر حقيقة الإيمان ويظهر كذلك حقيقة النفاق، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد:31]، {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}، اللي هو ظهور عِلم الله -تبارك وتعالى- السابق فيهم، فإن عِلم الله -تبارك وتعالى- في عباده سابق قبل أن يخلقهم، قبل أن يخلق الله -تبارك وتعالى- الخلْق علم ما يخلُق ويعلم ماذا يصدر من كل هذا الخلْق، كما قال النبي -صل الله عليه وسلم- «أول ما خلَقَ الله القلم؛ فقال اكتب، قال وما أكتب؟ قال اكتب ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة»، فكل ما هو كائن قد كتبه الله -تبارك وتعالى- في كتاب مبين؛ في اللوح المحفوظ، هذا الكتاب لا يغادر شيء، {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}، ما تُرِكَ شيء في الكتاب مما يوجِده الله -تبارك وتعالى- ولا ذرَّة ولا نملة إلا وهي موجودة فيه، {........ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[الأنعام:59]، فهذا كتاب المقادير قد كتب الله -تبارك وتعالى- فيه مقادير كل شيء، يعلم الله -تبارك وتعالى- ما سيكون؛ وما كان، وما لا يكون لو كان كيف يكون، هذا عِلم الله -تبارك وتعالى- متعلق بالموجودات وكذلك بالمعدومات، لو وجِدَت هذه المعدومات؛ كيف تكون؟ يعلمها الله -تبارك وتعالى-، علمه هنا -سبحانه وتعالى- {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ ........}[محمد:31]، اللي هو ظهور هذا العِلم في واقع الأمر ليتحقق عليه الثواب والعقاب، وذلك أن الله -تبارك وتعالى- لا يُحاسِب الناس بمُقتضى عِلمه -سبحانه وتعالى- السابق فيهم، بل بما يعملونه في الواقع؛ بظهور هذا الأمر، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ ........}[محمد:31]، وهؤلاء يستحقوا ثواب الله -تبارك وتعالى-، والصابرين الذين يصبرون في وقت الشدائد.

{وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، وبلوا أخباركم؛ تُختبَر أخبارهم فتُنشَر، فأخبار الصادقين تُنشَر وأخبار الفاسدين تُنشَر وذلك أن كلام الناس هو ألسنة الحق، فأهل الإيمان يجعل الله -تبارك وتعالى- ذِكرهم الحسَن موجود، وكذلك أخبار المنافقين تظهر وتُنشَر؛ وقع من هذا كذا، ووقع من هذا كذا، وقد قال النبي -صل الله عليه وسلم- «أنتم شهداء الله في خلْقِه»، «رُفِعَت جنازة فأثنى المسلمون عليها خيرًا، فقال النبي وجبت، ورُفِعَت جنازة فأثنى الصحابة عليها شرًا، فقال النبي وجبت، فقالوا له ما وجبت يا رسول الله؟ قُلت وجبت، وجبت، فقال رُفِعَت جنازة فأثنيتم عليها خيرًا فقولت وجبت؛ أي له الجنة، ورُفِعَت جنازة فأثنيتم عليها شرًا فقلت وجبت؛ أي له النار، أنتم شهداء الله في خلْقِه»، فهؤلاء شهداء الله، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، فالأخبار الحسنة التي تُتناقل يجعلها الله -تبارك وتعالى- لأهل الصدق والأمانة، وكذلك لأهل النفاق فيوصَمون بما يظهر من أفعالهم ويُتناقل هذا، {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، تظهر أخبار الجميع، وقد وقع للصحابة هذه الابتلاءات المتلاحقة بعضها مع بعض، وكان كل بلاء يقع تتميز الصفوف، ففي أُحُد تميزت الصفوف، في أُحُد خرج النبي لمُلاقاة عدوه فرجع عبد الله ابن أُبي بثلث الجيش، وهمَّ بعض الناس أن يرجعوا ثم ثبَّتهم الله، {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}[آل عمران:122]، فظهر هذا؛ ظهر أن هؤلاء الذين رجعوا، هذا فلان وهذا فلان الذين رجعوا.

في الخندق ظهر الأمر أكثر لما ابتُليَ المسلمون، قُريش جائت، غطَفان جائت، قريظة نقضت العهد، وأُحيط بالمسلمين إحاطة من كل الجوانب، {إِذْ جَاءُوكُمْ}، يعني الأعداء، {........ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}[الأحزاب:10] {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}[الأحزاب:11]، يقول الله هنالك؛ في هذه الغزوة الشديد، غزوة الخندق، {........ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}[الأحزاب:11] {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}[الأحزاب:12]، ظهر كفر المنافقين هنا علانية، {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}[الأحزاب:12]، فالمنافقون الخُلَّص والذين في قلوبهم مرض؛ مرض الخوف والجُبن، أظهروا كفرهم علانية فقالوا {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}، غُرِّرَ بنا ووعَدَنا الله بالنصر؛ والتمكين، والعِز، ولكننا الآن ها قد أُحيط بنا، حتى يقول قائلهم "لا يستطيع أحدنا أن يقضي حاجته والنبي يعِدنا ما يعِدنا من فتح فارس والروم"، فظهر هكذا، وكذلك في الحُديبية ظهر بعض المنافقين الذين كعوا عن بيعة النبي -صل الله عليه وسلم-، لمَّا بايعهم النبي قال "بايعوني على القتال وعلى ألا تفروا"، فجاء الجَد ابن قيس وراح اختفى خلف ناقته؛ ووقف بين فخذي ناقته، فظهر وعُرِف نفاقه، وكذلك في غزوة تبوك فإنه تأخر المنافقون، وقال الجَد ابن قيس أو غيره قال "يا رسول الله إإذن لي ولا تفتني، إني رجل أخاف الفتنة إذا ذهبت إلى الشام، لا أطيق إذا رأيت نساء الروم"، فبهذه المِحَن يُظهِر الله -تبارك وتعالى- حقيقة المنافقين وحقيقة المؤمنين؛ يعني حقيقتهم الصلبة، ظهر أهل الإيمان في بدر كسعد ابن مُعاذ الذي يقول "والله يا رسول الله لو خُضت بنا هذا البحر لخضناه معك؛ ما تخلَّف منَّا رجل"، والمقدد ابن الأسود الذي يقول "والله لا نقول لك كما قالت بنوا إسرائيل لموسى {........ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}[المائدة:24] ، بل اذهب أنت وربك فقاتلا؛ إنَّا معكما مُقاتِلون"، وفي أُحُد ظهرت حقيقة الإيمان، هذا أنس ابن النضر يقول لسعد ابن مُعاذ "الجنة ورب الكعبة؛ إني لأجد ريحها من دون أُحُد"، ويُقاتل مع الذين وقفوا وصمدوا مع النبي -صلوات الله والسلام عليه-، وكذلك في الخندق الله يقول {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}[الأحزاب:22]، لم تزدهم الشدة والمِحنة في هذا إلا إيمانًا بالله –تبارك وتعالى- وتسليمًا له.

فيخبر -سبحانه وتعالى- ويؤكِّد للمؤمنين قال {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد:31]، وإذا ظهر جهاد المجاهدين وصبر الصابرين فإنهم يوفَّون أجورهم بهذا، ويجعل الله -تبارك وتعالى- الثناء الحسَن بهذه المواقف في الدنيا، فيُثابوا ثوابين؛ ثواب الدنيا من الذِّكر الجميل والثناء الحسَن، وثواب الآخرة عند الله -تبارك وتعالى-، وننظر نحن المسلمون في هذه القرون المتأخرة؛ القرن الخامس عشر، ومازلنا نتناقل أخبار الصفوة من أهل الإيمان الذين كانوا حول النبي؛ ووقفوا وجاهدوا في الله -تبارك وتعالى-، جعل الله -تبارك وتعالى- أخبارهم هذه الحسنة تسير على مدى الأيام، لتكون هذه ذِكرى حسنة وثواب مُعجَّل لهم في هذه الدنيا، وثوابهم الأخر عند الله -تبارك وتعالى-، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد:31].

ثم قال -جل وعلا- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ}[محمد:32]، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، جمعوا بين الكفر والصد عن سبيل الله، والصد هو منع الناس عن الدخول في الدين، وهذا ينطلق على كثير من أنواع الكفار الصادين عن سبيل الله، فرؤساء قريش من الكفار كأب جهل؛ والعاص ابن وائل، وأُمية ابن خلف، وأُبي ابن خلف، وغيرهم من هؤلاء كبراء قريش الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله، كذلك اليهود الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله؛ ووقفوا حجر أمام النبي -صلوات الله والسلام عليه-، من بني قين قاع، من بني قُريظة، من بني النضير، هذه أنواع الكفار الذين كفروا بالله -تبارك وتعالى- وصدوا أي غيرهم عن سبيل الله، سبيل الله؛ طريقه، وهذا النبي هو المُرسَل من الله -تبارك وتعالى- للدعوة إلى سبيل الله -تبارك وتعالى-؛ والذي قال له الله {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، وقال {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} {صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ}[الشورى:53]، والنبي كانت مهمته أن يقول للناس يا أيها الناس هذا صراط الله -تبارك وتعالى- مستقيمًا فاتَّبِعوه، يقول الله -عز وجل- {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:153]، النبي هو الداعي إلى صراط الله -تبارك وتعالى-، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ}، شاقوا الرسول يعني عاندوه؛ كأنهم كانوا في شِق والرسول في شِق، تركوا مؤازرة النبي -صل الله عليه وسلم- وعارضوه، كانوا في شِق مُقابِل للنبي -صلوات الله والسلام عليه-، والحال أن رسول الله هو رسول الله؛ هو الذي اختاره الله لرسالته وللدعوة إلى سبيله -سبحانه وتعالى-.

{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى}، بعد أن تبيَّن وظهر الهُدى؛ وأنه هذا من الله -تبارك وتعالى-، وأن هذا رسول الله حقًا وصدقًا وقد ظهر لهؤلاء كلهم، فقد ظهر لقريش عيانًا بيانًا أن هذا رسول الله -صل الله عليه وسلم- بالأدلة الساطعة التي لا تُضحَد، وكذلك تبيَّن لليهود الذين يعرفونه كما يعرفون أبنائهم، فتبيَّن لهم هذا؛ تبيَّن لهم أن هذا رسول الله حقًا وصدقًا ولكنهم عاندوا، هذا أبو جهل يقول نحن لا يمكن أن نؤمن به، كان يرى أنه في تنافس مع بطون قريش، وأن بني هاشم حازوا ما حازوا من الشرف ثم أتوا في النهاية وقالوا منَّا نبي؛ فمتى يكون منَّا نبي مثل ذلك؟ إذا كان منهم نبي وأنهم جائهم نبي هذا قد حازوا الشرف كله ولا مجال لمنافستهم في هذا الشرف، قال "والله لا نؤمن به أبدًا"، فعاندوا للمُعاندة بعد تبيَّن لهم الحق، وأما اليهود فإنهم كانوا يعرفون النبي كما يعرفون أبنائهم، {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ........}[البقرة:146]، ولكنهم حسدوا بغيًا كما قال -جل وعلا- عنهم {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}[البقرة:90]، قالوا تخرج الرسالات والنبوة من أبناء إسرائيل إلى أبناء إسماعيل؛ يستحيل، لا يمكن أن نؤمن به فكفروا بغيًا وحسدًا، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى ........}[محمد:32]، قال -جل وعلا- {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا}، لن يضروا الله شيئًا أولًا لأن أمر الله -تبارك وتعالى- لابد أن ينفذ، فدين الله -تبارك وتعالى- سينتصر؛ ينتصر، وهؤلاء مهما عاندوا ومهما كابروا ومهما حاولوا أن يصدوا الناس عن دين الله -تبارك وتعالى- فإن الله مُنفِذ أمره؛ ولن يقفوا أمام أمر الله -تبارك وتعالى-، فلن يضروا الله -تبارك وتعالى- شيئًا وإنما فقط سيضروا أنفسهم؛ يعني الضرر الواقع سيقع على أنفسهم، ولا يقع ضرر على الله -تبارك وتعالى- لأن الله فوق ضُر عباده -سبحانه وتعالى- وأمره نافذ؛ أمره -سبحانه وتعالى- في خلْقِه نافذ، لا يستطيع أحد بين الله -تبارك وتعالى- وبين أمره، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.

{لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ}، أعمالهم هذه التي يعملونها للصد عن سبيل الله ومنع الناس عن الدين ستكون حابطة، لن يستفيدوا منها كما قال -جل وعلا- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}[الأنفال:36]، إذن خسارة الدنيا والآخرة، إذن هم الخاسرون في الدنيا والآخرة وكل عملهم سيحبط، عملهم الذي يعملوه لمنع الناس عن الدين والمال الذي يُنفِقونه في هذا سيصبح حابطًا، وكذلك عمله في الدنيا لِما يعملوه سيكون حابط، وكذلك عملهم في الدين مما يظن أنه نافع لهم يوم القيامة فإنه سيقع حابطًا؛ لأن الله -تبارك وتعالى- لن يقبل منهم عملًا صالحًا مادام أنهم على الكفر، فأي كافر يعمل عمل ويظنه صالح ينفعه فإن الله -تبارك وتعالى- لا يقبله، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ}[محمد:32].

ثم وجَّه الله -تبارك وتعالى- ندائه إلى عباده المؤمنين فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}[محمد:33]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، نداء من الله -سبحانه وتعالى- إلى عباده المؤمنين، يُناديهم الله -تبارك وتعالى- بهذا الإسم الذي هو أشرف الأسماء؛ وأحسنها، وأعلاها، الأيمان؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، والنداء بهذا الإسم الشريف فيه تهييج على العمل ودفع إليه، وفيه إلزام كذلك بالطاعة لله -تبارك وتعالى-، فإن مُقتضى الإيمان بالله -تبارك وتعالى- أن يُطاع الله -جل وعلا-، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ........}[محمد:33]، أطيعوا الله طاعة مطلقة؛ يعني إزعنوا لأمر الله -تبارك وتعالى-، {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، أمر بعد طاعته -سبحانه وتعالى- بطاعة رسوله وذلك أن طاعة الرسول إنما هي طاعة لله -تبارك وتعالى-؛ فهو رسول الله، هو الذي أرسله ليأمر الناس بما يأمرهم به وينهاهم بما ينهاهم عنه، ولا يأمر ولا ينهى إلا بأمر الرب -تبارك وتعالى-، {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}[النجم:3]، -صلوات الله والسلام عليه-، {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}، فطاعة النبي في النهاية راجعة إلى طاعة الله -تبارك وتعالى-، {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}، تُبطِلوها؛ تجعلوا باطلة، حابطة لا تنفعكم، وإبطال العمل يكون بأمور؛ أولًا بالكفر، فإنه مَن ارتد عن دينه بطُلَ عمله، فهذا تحذير من الله -تبارك وتعالى- للمؤمنين أن يرتدوا عن الدين بعد أن دخلوا فيه، فعند ذلك يبطُل العمل كله؛ الكفر والشرك يُبطِل العمل كله، لا يبقى معه حسنة، فمَن كفر الله -تبارك وتعالى- يُحبِط عمله كله، وكذلك قد يكون بطلان العمل الخاص بعمل خاص، فإن الله -تبارك وتعالى- يُبطِل الصدقة بالمَن والأذى كما قال -جل وعلا- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى}، فمَن تصدَّق كتب الله -تبارك وتعالى- له ثواب صدقته، إذا وقعت هذه الصدقة بنيَّة خالصة لله -تبارك وتعالى- ووقعت في مكانها؛ أنها صدقة من مال حلال، مال نظيف، فإن الله -تبارك وتعالى- يقبلها وينميها؛ ويأجر عليها صاحبها، لكن بشرط أن يستمر كذلك على ذلك فلا يُبطِلها، يُبطِلها أخبر الله -تبارك وتعالى- بالمَن، فإذا مَنَّ بها أو آذى مَن تصدَّق عليه بأن عيَّره بأنه قد أعطاه وتصدَّق عليه؛ أو مَن قال فعلت وفعلت، فإنه يُبطِل صدقته ويصبح حاله كمَن تكون صدقته باطلة من البداية، والذي تبطُل صدقته بداية تولَد ميتة؛ اللي هو الذي يتصدَّق مُرائيًا، أو يتصدَّق وهو كافر، {كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}، مَن لا يؤمن بالله واليوم الآخر مهما تصدَّق لا يقبل الله صدقته، والذي يُرائي؛ يخرج الصدقة لكن ليراه الناس ويمدحوه على ذلك، فهي تقع باطلًا.

{وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}، أولًا بالمَن والأذى هذا خاصة في مجال الإنفاق، أو أن تُنفِق وأنت مُرائي وبالتالي فالله -تبارك وتعالى- لا يقبل ذلك، كذلك الكبائر قد تؤدي إلى محق بعض الأعمال الصالحة، كما قال النبي -صل الله عليه وسلم- «اتقوا السبع الموبقات»، قيل المُهلكات، قيل المُهلكات للفرد أو المُهلكات للعمل الصالح، أو المُهلكات للعمل الصالح كما في قول أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- لمَّا سمعت أن زيد ابن أرقم -رضي الله تعالى عنه- باع شيئًا لأم ولده بالنسيئة ثم رجع فاشتراه نقدًا؛ هذا بيع العِينة، فقالت عائشة لأم هذا الولد التي قالت لها "أنا اشتريت من زيد متاعًا بأجل ثم بِعته إياه بنقد، فقالت لها أخبري زيد أن الله قد أبطل جهاده مع رسول الله إلا أن يتوب"، فأخبرتها بأن هذا بيع العِينة وهو فرع من فروع الربا أنه يُبطِل العمل، قالت "قد أبطل جهاده"، ما قالت هنا أنه ارتكب عمل له وحده فيه سيئات ولا دخل لهذا بالحسنات، قالت "قد أبطل جهاده في سبيل الله إلا أن يتوب من الله -تبارك وتعالى-"، فقد قال كثير من السَلَف بأن الكبائر العظيمة قد تؤدي إلى بُطلان العمل الصالح كذلك، إذن فيدخل في إبطال العمل لا شك إجماعًا الرِدَّة، الرِدَّة مُحبِطة للعمل فمَن كفر فإنه قد محق كل عمله، ثم إن مات على الكفر خُلِّد في النار -عياذًا بالله-، كذلك بعض الأعمال وإن كُتِبَ لها الأجر إذا كانت وقعت خالصة لله -تبارك وتعالى- ووقعت موافقة للمشروع فإن لصاحبها أجر؛ لكن يُبطِلها، الصدقة تبطُل بالمَن والأذى، كذلك الكبائر قد تؤدي إلى إتلاف ما سِواها من الأعمال -عياذًا بالله-.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}[محمد:33]، يستدل أيضًا بعض الفقهاء بعموم هذه الآية على أن الإنسان إذا دخل في الفرض فلا يجوز له أن يقطعه؛ لأن قطع الفرض إنما هو يُبطِله، فالخروج من الفرض بعد الشروع فيه يُبطِل العمل فقالوا لا يجوز في الفرض إذا دخل الإنسان فيه لا يخرج منه، وكذلك في النافل الذي هو له سبب أنه إذا خرج منه دون إكماله فإنه قد يُبطِله، وهذا أخذ بعموم هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}[محمد:33].

نقف هنا ونُكمِل -إن شاء الله في الحلقة الآتية، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب.