الجمعة 10 ذو القعدة 1445 . 17 مايو 2024

الحلقة (663) - سورة الطور 17-31

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ}[الطور:17] {فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[الطور:18] {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[الطور:19] {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}[الطور:20] {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:21] {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}[الطور:22] {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ}[الطور:23] {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}[الطور:24] {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}[الطور:25] {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}[الطور:26] {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور:27] {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}[الطور:28]، ذكَرَ الله -تبارك وتعالى- في هذا الفاصل من السورة ما أنعم الله -تبارك وتعالى- به على عباده المتقين؛ وهذا بعد أن ذكَرَ الله -تبارك وتعالى- عذاب المُكذِّبين، بدأ الله -تبارك وتعالى- هذه السورة؛ سورة الطور، بخمس أيمان؛ أقسام، على أن عذابه -سبحانه وتعالى- واقع لا محالة، قال -جل وعلا- {وَالطُّورِ}[الطور:1] {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}[الطور:2] {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ}[الطور:3] {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}[الطور:4] {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}[الطور:5] {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}[الطور:6] {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ}[الطور:7]، هذا المُقسَم عليه، وكونه عذاب ربك؛ كونه عذاب الله -تبارك وتعالى-، معناه أنه لا عذاب مثله؛ واقع لا محالة.

{مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ}[الطور:8] {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}[الطور:9] {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا}[الطور:10]، ثم قال -جل وعلا- {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}[الطور:11]، تهديد ووعيد منه -سبحانه وتعالى- لِمَن يُكذِّب بوقوع هذا العذاب ومجيئه، ثم أخبر بحال هؤلاء المُكذِّبين فقال {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}[الطور:13]، يُقال لهم {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}[الطور:14] {أَفَسِحْرٌ هَذَا}، هذه النار الآن التي أمامكم سحر كما كنتم تقولون؟ {........ أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ}[الطور:15] {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا}، يعني لا تستغيثوا وتُظهِروا الجذَع، أو لا تصبروا فتُظهِروا الجذَع وتصرخوا، {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ}، لن يُغيِّر في الأمر شيء في أن تُنقَذوا أو يُخفف عنكم العذاب، {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، يعني ما أنتم فيه الآن من هذه العقوبة الشديدة هو جزاء العمل الخبيث والإجرام الذي كنتم فيه؛ من تكذيبكم البعث والنشور، واتهامكم الرب -تبارك وتعالى- بأنه لن يُقيم الحُكم ليوم القيامة ولن يأخذ كلٌ جزائه، {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.

ثم وصف الله -تبارك وتعالى- ما أعده وأنعم به على عباده المتقين فقال -جل وعلا- {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ}[الطور:17]، إن؛ للتأكيد، {الْمُتَّقِينَ}، المتقون هم عباد الله الذين خافوه وجعلوا حماية لهم عن عذابه -سبحانه وتعالى-، اتقوا يعني احتموا من عذاب الله، ولا يمكن أن يحمي إنسان نفسه من عذاب الله إلا بالإيمان بالله -تبارك وتعالى-؛ وطاعة الرب -تبارك وتعالى-، واجتناب ما نهاه عنه، وفعل ما أمره به، فهؤلاء هم أهل التقوى؛ أهل مخافة الله -تبارك وتعالى-، {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ}[الطور:17]، جنات؛ بساتين، الجنة هي البستان الذي التفت أغصانه، {وَنَعِيمٍ}، تنعُّم بكل أنواع التنعُّم؛ من المطاعم، والمشارب، والنظر الجميل، والفسحة، والأصدقاء، والزوجات، ونعيم بكل ما يُتنعَّم به مما ذُكِر ومما لم يُذكَر مما ادخره الله -تبارك وتعالى- لأهله عنده -سبحانه وتعالى-.

{فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ........}[الطور:18]، يعني أن هذا الذي آتاهم الله -تبارك وتعالى- به من صنوف النعيم فاكين به، التفكُّه هو خفة الروح؛ والفرح، والمرح، يعني أنهم مرحون بهذا، أصل الفكِه هنا هو الإنسان خفيف الروح يعني أهل الدعابة؛ والمرح، والسرور، والحبور، فهم في غاية السرور والحبور بما آتاهم ربهم؛ فرحين بذلك فرحًا عظيمًا، مسرورون به سرورًا بليغًا، بما آتاهم ربهم؛ مما آتاهم، آتاهم كل شيء، {........ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[الطور:18]، جمع لهم بين الأمرين؛ أنهم أُعطوا كل ما يشتهون وكل ما هو معنى النعيم في الجنة، وكذلك وقاهم ربهم؛ حماهم الله -تبارك وتعالى-، من عذاب الجحيم؛ عذاب النار، عذاب النار هو هذا السجن العظيم الذي أعده الله -تبارك وتعالى- للكافرين؛ فحماهم الله -تبارك وتعالى- منه ووقاهم منه –سبحانه وتعالى-، وكأنهم لمَّا اتقوا عذاب الله -تبارك وتعالى- في الدنيا بطاعة الله -تبارك وتعالى-؛ فإن الله حماهم من هذا العذاب في الآخرة، {وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ}، وقولهم أن الذي وقاهم هو ربهم هذا دليل على عناية الرب -تبارك وتعالى- بهم؛ لأنه هو ربهم -سبحانه وتعالى-، {........ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[الطور:18].

{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا ........}[الطور:19]، يُقال لهم هذا، كلوا من صنوف الأطعمة؛ الفواكه، لحم مما يشتهون، واشربوا من صنوف الأشربة، هنيئًا يعني في هنائة؛ في أتم السعادة، ليس شرب وأكل بغُصَّة؛ وبنكد، وبحزن، وبضيق، وبمعالجة... لا، إنما يأكلوه كله هنيئ مريئ بسهولة ويُسر، فأمر كله مُستساغ؛ لا كُلفة فيه، لا مشقة فيه، لا معالجة له، {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[الطور:19]، يعني بسبب عملكم الطيب الذي عملتموه من الإيمان بالله -تبارك وتعالى-؛ ومخافته، وتقواه، والعمل لتقواه لأن هؤلاء متقون فإذن عملوا بموجب هذه التقوى؛ بأنهم أطاعة الله -تبارك وتعالى- واجتنبوا معاصيه، فهذا بسبب عملكم الطيب من إيمانكم بالله -تبارك وتعالى- وتوحيده والسير في طريقه؛ فهذا الجزاء، {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[الطور:19].

ثم فصَّل الله -تبارك وتعالى- بعضًا من نعيمهم فقال {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ ........}[الطور:20]، الاتكاء هو الجلوس مع أن يميل الإنسان على جانب من الجوانب، {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ ........}[الطور:20]، سُرُر جمع سرير، وهذه الأسِرَّة من الذهب الخالص موضونه؛ منسوجة بالذهب، {عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ}، فهي منتظمة ومصفوفة في مجالسهم؛ في قصورهم، وتحت الأشجار، وفي البساتين، {........ سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}[الطور:20]، كل أحد زوَّجه الله -تبارك وتعالى-، الزوج هو النظير من الجنس، أعطينا كل واحد من هؤلاء زوجات، {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ}، جمع حوراء، عِين جمع عيناء، يعني نساء يوصفنَّ بهذا الوصف؛ وصف العيون، وهذا أعلى درجات الوصف، الجمال جمال العينين، العين هي أعظم عضو في الإنسان وجمالها هو الجمال، فوصَفَ الله -تبارك وتعالى- هذه الزوجات اللاتي زوَّجهم الله بأنهم حور، قيل الحَوَر؛ شدة بياض في شدة سواد، أو شدة سواد للعين في شدة بياض، وقيل الحَوَر سواد في طرف العين، استشهدوا ببيت جرير ((إن العيون التي في طرفها حَوَر قتلننا ثم لم يُحينا قتلانا، يقتلن ذا الُّلب حتى لا حرك به وهُنَّ أضعف خلْق الله إنسانًا))، عِين؛ عيناء، عيناء يعني أن عينيها كبيرة، {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}، يعني نساء في غاية الجمال من الحَوَر وجمال العيون.

ثم أيضًا إضافة لنعيمهم قال -جل وعلا- {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:21]، {وَالَّذِينَ آمَنُوا}، هؤلاء الذين أكرمهم الله -تبارك وتعالى- بدخول الجنة وحباهم بهذه النِعَم العظيمة، {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ}، كان من ذُريَّتهم؛ أولادهم وأولاد أولادهم، اتبعوهم بإيمان؛ كانوا مؤمنين كذلك كهؤلاء، فساروا على طريقة الآباء في الإيمان، قال -جل وعلا- {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}، يعني في منازلهم في الجنة، فإذا كان هذا الجَد أو الأب من أهل عِليِّين ومن أهل الدرجات العلا وكانت الذُّرية فيها شيء من التقصير؛ يعني كانوا من أهل الإيمان لكن أعمالهم لا تبلغ بهم هذه المنزلة، فإن الله -تبارك وتعالى- إكرامًا للأب يُلحِق الذُّرية بمكان الآباء، {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}، أي جعلناهم في مكانتهم في الجنة، {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}، ألتناهم؛ أنقصناهم، يعني لم يُنقِص الله -تبارك وتعالى- الآباء فيجمعهم مع الذُّرية في مكان أخفض من المكان الذي نالوه بعملهم العظيم، بل إن الله -تبارك وتعالى- رفع صاحب الدرجة الدنيا إلى أبيه وجده في الدرجة العليا، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}، في أماكنهم في الجنة، {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}، ما أنقصناهم من عملهم من شيء وذلك أن الله -تبارك وتعالى- لا يظلم مثقال ذرَّة، فمثقال ذرَّة من الخير لا يظلمها الله -تبارك وتعالى-، فهذا العبد الذي أخذ هذا المقدار من الخير وقدَّره الله -تبارك وتعالى- له ...، كل عمل عمله الإنسان له مقدار من ثواب الله -تبارك وتعالى-، وبالتالي يأخذ درجة في الجنة بحسب عمله هذا، فالله لا يُنقَصه من عمله -سبحانه وتعالى- في مقابل أن يجعله مع ذُريَّته؛ مع أبنائه أو أبناء أبنائه، بل يُلحِق الله -تبارك وتعالى- الذُّرية في مكان الآباء، فيكون هذا تفضُّل وإكرام منه -سبحانه وتعالى-، ما يستحق هذا بعمله ولكن استحق هذا بإكرام من الله -تبارك وتعالى- أن رفعه إلى مقام آبائه، {........ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:21]، كل امرئ يجعله الله -تبارك وتعالى- بما كسب رهين، رهين يعني ملتزم به؛ يُلزمه الله -تبارك وتعالى-، عمله قد أهَّله لهذه الدرجة فأصبح مرتبط بهذه الدرجة لا يُنزِله الله -تبارك وتعالى- عن قدْرِه ومقداره، {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}، نعمة عظيمة وهذا فضل الله -تبارك وتعالى- وإحسانه.

ثم قال -جل وعلا- {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}[الطور:22]، أمددناهم؛ الله هو الذي يُمِدهم يعني يُزيدهم -سبحانه وتعالى-، فهم في زيادة دائمة، {بِفَاكِهَةٍ}، وأخبر الله -تبارك وتعالى- بأن هذه الفاكهة من كل أنواع الفاكهة؛ مما عرفوا مثله في الدنيا، ومما لم يعرفوا له نظيرًا في الدنيا، وإن كان الذي في الجنة مما هو معروف في الدنيا فقط الإسم، الله يقول {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}[الرحمن:68]، لكن النخل والرمان هو إسمًا مثل الذي في الدنيا، لكن الحقائق مختلفة حيث أن في الطعوم وفي الخصائص تفاوت عظيم بين هذا وهذا، {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ ........}[الطور:22]، لحم من كل أنواعه، وأخبر الله -تبارك وتعالى- أنه لحم طير، {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}[الواقعة:21]، {مِمَّا يَشْتَهُونَ}، يحبون، مما يحبونه من لحم الطير الذي يشتهونه، في وقت ما يشتهونه يأتي ويخِر بين يديهم يأكل منه ما يشاء، ثم يصعد الطير ويسير في جنبات الجنة، لا معالجة؛ يعني لا يعالج أهل الجنة طعامهم كما الشأن في الدنيا، فإن الشأن في الدنيا أن أي طعام لابد أن يعالج؛ فاكهة تُقطَف من أشجارها، تُغسَل، تُنقَل، تُقشَّر، تُقدَّم... لا، كل هذا العلاج غير موجود، لحم لابد أن يُذبَح؛ وأن يُنظَّف، وأن يُغسَل، وأن يُشوى أو أن يُنضَج، ثم  يؤتى به، ثم يُقدَّم... لا، لا علاج، في الآخرة لا يعالج أهل الجنة شيء؛ لا يعالجون أي أمر من الأمور، بل كل متعهم تأتيهم دون أن يكون هناك أي نوع من العلاج والسعي وراء أي أمر، {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}[الطور:22].

{يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ}[الطور:23]، مجالس الشرب، هذه مجالس شربهم؛ شرب الخمر التي يجتمعون عليها، خمر الآخرة، الصحب، الأصدقاء، الخلَّان، أهل الجنة {........ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجر:47]، لا ضِغنة ولا حسد ولا تباغض بين اثنين قط، وكل كلامهم {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا}[الواقعة:25] {إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا}[الواقعة:26]، ففي حال شربهم كذلك يستمتعون، كما يستمتعون بالكثرة يستمعون بالقِلَّة كنوع من الاستمتاع، فبالنسبة للخمر الله -تبارك وتعالى- أخبر بأنها أنهار تجري، كما قال -تبارك وتعالى- {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ........}[محمد:15]، وقال الله -تبارك وتعالى- عن هذه الأنهار {يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا}، يعني يتفجَّر ما يجري ويأتيه في كوبه تفجيرًا، ويُسقَون فيها كأسًا دِهاقًا، هنا يخبر الله -تبارك وتعالى- بأنهم {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا}، الكأس هي أكواب الخمر، وتُسمى كأس إذا كانت مُترَعة ومملوءة، {........ لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ}[الطور:23]، يعني كحال أهل الشراب في الدنيا، فإن أهل الخمر في الدنيا لابد أن يكون هناك لغو؛ من السباب، ومن الشتائم، ومن التخاصم، وخاصة إذا لعبت الخمر برؤوسهم وفقدوا عقولهم فإنه لابد أن يحصل بينهم من الشِقاق؛ والتنازع، والسباب، وما هو معروف من شأن أهل الخمر في الدنيا، لكن أولئك أهل الجنة؛ الإخوان، {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيهَا ........}[الطور:23]، من سب أو شتم، {وَلا تَأْثِيمٌ}، تأثيم من حصول الإثم بضرب؛ أو سب، أو شتم، أو نحو ذلك، لأنه لا ضياع للعقل، إنما هي الالتذاذ دون أن يضيع عقل أحد منهم وإنما يلتذون فقط، ثم هم لا ينزفون ما يشربون ولا يُنزَفون فينقص شرابهم، بل شرابهم كامل كما يشاؤون ومجالس شربهم كلها مجالس للمتعة؛ وللفرح، والسرور، والحبور ببعضهم مع بعض، وفي هذا نوع  من القشمرة، {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ}[الطور:23].

ثم قال -جل وعلا- {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}[الطور:24]، يطوف عليهم بهذه الخمر بأوانيها وكئوسها غلمان لهم، غلمان جمع غلام، والغلام هو الذي ناهز الاحتلام، ولكنهم هؤلاء غلمان مُخلَّدون، هؤلاء خلَقَهم الله -تبارك وتعالى- في الجنة لأهل الجنة، وليس هم الذين ماتوا صغارًا فيجعلهم الله -تبارك وتعالى- غِلمان لأهل الجنة... لا، وإنما هؤلاء كالحور العين؛ مخلوقين في الجنة، ولكن الله يخبر بأنهم {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}، يعني في صفاء أجسادهم كصفاء اللؤلؤ اللي هو ناصع البياض؛ بياض اللؤلؤ الخاص بلونه، {مَكْنُونٌ}، اللؤلؤ إذا كان مكنونًا في صدفته وفي مكانه لم يُخدَش فإنه يكون في أتم الصفاء، وكذلك هؤلاء الغلمان كأنهم لؤلؤ مكنون في أماكنهم، فليسوا سارحين في الأسواق وفي الشوارع... لا، وإنما هم خدمٌ في هذه الأماكن في القصور وفي أماكن الشراب، {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}، في أماكنهم.

{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}[الطور:25]، يعني وهم في مجالسهم التي فيها هذا الحبور؛ والسرور، والشراب، والأكل، والطعام، وكل ما يشتهون، {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}[الطور:25]، أهل الجنة هؤلاء؛ المتقين، الذين هم في هذه الحبَرَة وفي هذا السرور يتسائلون وهذا سؤالهم {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}[الطور:26]، تذكروا أيامهم في الدنيا، {قَالُوا}، يقول بعضهم لبعض، {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ}، أي في الدنيا، {فِي أَهْلِنَا}، في الدنيا، {مُشْفِقِينَ} {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور:27]، يقولوا نحن كُنَّا في الدنيا مُشفِقين، الإشفاق هو غاية الخوف، يعني كُنَّا في غاية الخوف من يوم القيامة ومن عذاب الله –تبارك وتعالى-، كُنَّا نعيش في الدنيا بخوفنا ورهبتنا من العذاب وعقوبة الرب -تبارك وتعالى- يوم القيامة، {........ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}[الطور:26] {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا}، المَن؛ العطاء، والإفضال، والتفضُّل، يعني تفضَّل الله -تبارك وتعالى- علينا بإنجائنا من العذاب وإعطائنا ما نحن فيه، {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور:27]، يعني أن هذا من رحمته؛ ومن إحسانه، ومن بره -سبحانه وتعالى-، ويستصغرون عملهم أن عملهم لم يؤهِّلهم لهذا؛ كانوا خائفين فقط، كان عملهم في الدنيا هو الخوف من الله -تبارك وتعالى-، وأن الله مَنَّ عليهم بإفضاله وإحسانه -سبحانه وتعالى-، {........ وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور:27]، وقانا؛ حمانا، {عَذَابَ السَّمُومِ}، السموم هي الريح الحارة التي تحمل الهواء الحار؛ وهذه حال النار -عياذًا بالله-، {........ وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور:27]، في النار.

ثم قالوا {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ........}[الطور:28]، إنَّا؛ هؤلاء، كُنَّا يعني في الدنيا، من قبل يعني عندما كُنَّا في الدنيا، {نَدْعُوهُ}، يا رب نجِّنا، كانوا يدعوه؛ يدعوا الله -تبارك وتعالى- بأن يُنجيهم من عذاب النار؛ بأن يُدخِلهم الجنة، {إِنَّهُ}، الله -سبحانه وتعالى-، {هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}، البَر يعني المُتصِف بكل صفات البِر -سبحانه وتعالى- وصفات الخير، فصفات الله -تبارك وتعالى- كلها خير وبِر، فهو الرب -سبحانه وتعالى- الرؤوف؛ الرحيم، الكريم، المُتعال -سبحانه وتعالى-، المُنعِم، المُتفضِّل -سبحانه وتعالى-، فهو البار والبَر -سبحانه وتعالى-؛ الرحيم بعباده، أنه من بِره ومن إحسانه ومن عطفه علينا ومن كرمه وإفضاله استجاب دعائنا -سبحانه وتعالى-، فهذا تذكَّرهم؛ تذكُّر حالهم الذي كانوا عليه في الدنيا، قالوا {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}[الطور:28]، انظر الآن عرض الله -تبارك وتعالى- الصورتين متقابلتين؛ صورة مَن كانوا في التكذيب، وصورة مَن كانوا في الخوف من الله -تبارك وتعالى-، فالذين كانوا في تكذيب هؤلاء {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}[الطور:13] {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}[الطور:14] {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ}[الطور:15] {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[الطور:16]، فهذا مصير هؤلاء المُكذِّبين، وهذا المصير الثاني مصير هؤلاء المتقين؛ الخائفين، الذين يقولون عندما يكونوا في هذا النعيم، وصف الله -تبارك وتعالى- نعيمهم فقال {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ}[الطور:17] {فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[الطور:18] {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[الطور:19] {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}[الطور:20]، ثم كذلك رفع الله -تبارك وتعالى- لهم أولادهم الذين لم يبلغوا منازلهم، أبلغهم الله -تبارك وتعالى- منازل الآباء وما أنقص الآباء من عملهم شيء، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:21] {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ ........}[الطور:22]، هذا على طول مدد، {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ}[ص:54]، مستمر، {مِمَّا يَشْتَهُونَ} {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ}[الطور:23] {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}[الطور:24]، أي بهذه الأكواب؛ والأباريق، وكئوس الخمر، {كَأَنَّهُمْ}، يعني كأن هؤلاء الغِلمان، {لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}، بعد ذلك تذكَّروا، يخبر الله -تبارك وتعالى- بالحال التي كان عليها هؤلاء المؤمنين في الدنيا، قال {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}[الطور:25] {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}[الطور:26]، نحن كُنَّا خائفين في الدنيا، كُنَّا في أشد الخوف في الدنيا من الله -تبارك وتعالى-، {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور:27] {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}[الطور:28]، اللهم نجِّنا من النار برحمتك يا أرحم الراحمين.

بعد هذا تعقيب على هذا، قال -جل وعلا- {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ}[الطور:29]، أي يا محمد إذا كان الأمر على هذا النحو؛ وكانت هذه عقوبة المُكذِّبين، وهذا جزاء المؤمنين، الموحدين، المتقين، {فَذَكِّرْ}، ذكِّر بهذا الأمر العظيم وهذا المصير العظيم الذي سيئول إليه حال الناس، {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ}[الطور:29]، كما يقول المجرمون، {فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ}، بنعمة ربك التي أنعمها عليك بهذا القرآن المُنزَل؛ بهذه الذِّكرى العظيمة، بهذه الرسالة التي أعطاكها الله -تبارك وتعالى-، {بِكَاهِنٍ}، كما يقولون، حيث أنهم كانوا يقولون الرسول كاهن، والكاهن هو الذي يتكهَّن بادعاء عِلم الغيب؛ سواء كان غيب إضافي، أو الغيب المُطلَق اللي هو ما يكون في الغد، ليس كاهن كما يدَّعي هؤلاء المجرمون المُكذِّبون، {وَلا مَجْنُونٍ}، كما يدَّعون، فقد كانوا يقولون عن النبي أنه كاهن وأنه مجنون، المجنون لا عقل له فيقول هذا، فكانوا يرون أن هذه أمور مستحيلة؛ مَن هذا الذي يقول في بعث ونشور؟ وأن محمد ابن عبد الله سيكون له من العِز؛ ومن التمكين، ومن كذا، ومن كذا ...، وأن دينه سينتشر في كل مكان، فكانوا يقولون هذا من هذيان مجنون، قال -جل وعلا- {فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ}، نعمة ربك التي أنعمها من القرآن العظيم؛ والحكمة البليغة، والهداية إلى الصراط المستقيم، لست كاهن ولا مجنون.

قال -جل وعلا- {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}[الطور:30]، هذا أيضًا من فِريتهم الثالثة في النبي -صل الله عليه وسلم-؛ وصفوا النبي فقالوا هذا شاعر، القرآن الذي أتى به إنما هو شعر، قالوا شاعر وشأنه شأن الشعراء السابقين؛ فلان، وفلان، وفلان ...، قالوا انتظروا به ما مضى على الشعراء قبله، كان لهم ذِكر في وقتهم وانتشرت أشعارهم ثم ماتوا وانتهى الأمر، {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ}، عن النبي، {........ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}[الطور:30]، نتربَّص؛ ننتظر به، يموت وينقطع ذِكره وينمحي أثره كالشعراء الذين كان لهم صَولة وجولة يوم من الأيام؛ ثم لمَّا ماتوا انتهت، {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ}[الطور:31]، قُل تربَّصوا؛ انتظروا، {........ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ}[الطور:31]، لنرى هذا قولكم الذي سيكون أم أن هذه الرسالة هي رسالة الله -تبارك وتعالى- إلى العالمين، وأن الله -تبارك وتعالى- سيجعلها تبلغ كل مبلغ وسيتحقق كل ما تكلم الله -تبارك وتعالى- به، {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ}[الطور:31].

نقف هنا -إن شاء الله-، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب، والحمد لله رب العالمين.