الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين؛ سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- بسم الله الرحمن الرحيم، {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[القمر:1] {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}[القمر:2] {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}[القمر:3] {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ}[القمر:4] {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}[القمر:5] {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}[القمر:6] {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ}[القمر:7] {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}[القمر:8]، سورة القمرة سورة مكية وهي من سور النُذُر، قال -تبارك وتعالى- {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[القمر:1]، بهذا الاستهلال في بدائة هذه السورة، بدأ الله -تبارك وتعالى- هذه السورة مُحذِّرًا من يوم القيامة، {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ........}[القمر:1]، الساعة؛ يوم القيامة، سُميَت بالساعة لأن لها ساعة مُحددة حددها الله -تبارك وتعالى- يوم خلَقَ السماوات والأرض؛ وأن لها ساعة مُحددة ستأتي، اقتربت واقترابها أن هذا القرآن نازل على محمد -صلوات الله والسلام عليه- وهو عَلَم الساعة، هو أخر رسول؛ ليس بعده نبي -صلوات الله والسلام عليه-، وبقيت هذه الأيام هي عُمر أمته هي هذه الأمة المُقفِّية التي تأتي في آخر الأمم؛ لا أمم بعد ذلك، ولذلك الساعة أصبحت قريبة بهذا الاعتبار أن هذه آخر أيامها، والنبي يقول «بُعِثتُ أنا والساعة كهاتين؛ وجمع بين الوسطى والسبابة»، وقال «بُعِثتُ في نَفَس الساعة»، -صلوات الله والسلام عليه-.
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[القمر:1]، آية من آيات الله -تبارك وتعالى- أجراها الله -تبارك وتعالى- للنبي محمد -صلوات الله والسلام عليه- في مكة؛ عندما طلب منه الكفار أن يأتيهم بآية على صِدقِه كما كان للرُسُل السابقين، عِلمًا أن الله -تبارك وتعالى- قد أعطى النبي -صل الله عليه وسلم- من الآيات العظيمة؛ الدالة على أنه رسول الله حقًا وصِدقًا، وأعظم هذه الآيات هذه القرآن الذي تحدى الله -تبارك وتعالى- به العرب؛ فصحائهم وبلغائهم، أن يأتوا بسورة من مثل سوره إن كانوا يُكذِّبون هذا النبي الكريم -صلوات الله والسلام عليه-، ثم كل الشواهد والدلائل كلها قائمة، بل كل البراهين والآيات قائمة على أن هذا رسول الله حقًا وصِدقًا -صلوات الله والسلام عليه-، فإنه أخبرهم بغيوب سابقة لم يكن يعلمها وكانت كما أخبر بها ما عند أهل الكتاب من أخبارهم، {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}[الشعراء:197]، {........ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل:43]، ثم بالغيوب المستقبلة التي أخبر بها ووقعت كما كانت، ثم أن هذا النبي لم يكن على عِلم بأي شيء من هذا الدين الذي جاء به قبل أن يأتي به، {وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}[العنكبوت:48] {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}[العنكبوت:49]، لكن طلبوا آية؛ قالوا هات لنا آية مثل ما جرى على يد الرُسُل السابقين، فأراهم الله -تبارك وتعالى- القمر؛ قال انظروا إلى القمر، هذا القمر الذي هو في وقت بدره كُتلة واحدة من الضوء، فإذا به ينشق القمر؛ فتكون فِلقة على أبي قُبيس، وفِلقة على جبل أخر؛ جريعان، في الطرف الأخر، فرأوا القمر بين هذه وهذه ولكنهم قالوا سحرنا محمد؛ يعني أن هذا سِحر، وقالوا بعد ذلك إن كان يسحر أهل مكة فانتظروا السُّفَّار الذين يأتون من الخارج، فلمَّا أتى السُّفَّار قالوا نعم؛ رأينا أن القمر انشق في هذه الليلة الفلانية وأصبح على هذا النحو، فقالوا سِحرٌ مستمر، هذا لم يسحَر فقط أهل مكة وإنما سَحَرَ كذلك أعين مَن هم خارجها.
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[القمر:1]، آية من آيات الله -تبارك وتعالى- لأهل مكة، لكن كما قال -جل وعلا- {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}[القمر:2]، {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً}، يعني كهذه الآية من آيات الله -تبارك وتعالى- وهذه المعجزات الخارقة التي لا يمكن أن يفعلها إلا الله -تبارك وتعالى-، {يُعْرِضُوا}، عن الحق وعن الدين؛ عن الإيمان، {وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}، ويقولوا للنبي سحر مستمر، يعني أن النبي قد سحَرَنا وسحَرَ أعيننا بسِحرٍ مستمر؛ دائم، كل يوم يأتي بشيء يسحَرَنا به، {وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}، قال -جل وعلا- {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ........}[القمر:3]، كذَّبوا الحق، التكذيب هو رد الصدق والقول عند الصدق أنه كذب، فاتهموا النبي بأنه كاذب وأن هذا الذي أتى به كذب، كذَّبوا الحق الذي جائهم من الله -تبارك وتعالى-، {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}، اتبعوا أهوائهم؛ ما يحبونه وما يشتهونه، والإنسان إذا اتَّبَعَ ما يشتهيه؛ وما يحبه، وما يترائى له، هذا هوى لأنه يهوي بصاحبه، {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}، في كل شيء، في عقائدهم هوى؛ قالوا بأن الملائكة بنات الله، قالوا أن الله خلَقَنا ورزقنا وهو مالك كل السماوات والأرض لكنه لا يستطيع أن يُعيدنا مرة ثانية، كل هذا إنما قالوه بأهوائهم وبظنونهم؛ لا عِلم عندهم في هذا، وإنما يتَّبِعون ما يحلوا لهم؛ وما يترائى لهم، وما يتخيلونه بالظن والتخمين، {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}، قال -جل وعلا- مُهددًا {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}، كل أمر لابد أن يكون له مرسى واستقرار، وأوامر الله -تبارك وتعالى- أخبر بأن هناك يوم قيامة؛ هناك يوم قيامة، هناك حساب؛ سيكون الحساب، هناك عقوبة لهؤلاء الكفار وهذا أمر من الله -تبارك وتعالى-؛ ستكون هذه العقوبة، يأتي الوقت الذي يُنفِذ فيه الله -تبارك وتعالى- وعيده، وكذلك وَعْدَه -سبحانه وتعالى-؛ سيُنفِذ الله -تبارك وتعالى- وَعْدَه، كل أمر من الأمور التي حكمها الله -تبارك وتعالى- وأمرها الله فإن لها وقت خلاص؛ تستقر، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}، متى ترسي؟ ومتى تأتي؟ {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}، فكل أمر له وقته لأن الله -تبارك وتعالى- قد جعل مواقيت وجعل كل شيء بأجل، فكل أمر سيستقر وسيأتيه مكان استقراره؛ مكان حدوثه، {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}.
ثم قال -جل وعلا- {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ}[القمر:4]، {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ}، مما أنزل الله -تبارك وتعالى-، من الأنباء؛ الأخبار العظيمة، أخبار إهلاك الله -تبارك وتعالى- لأمم المُكذِّبين قبلهم؛ قوم نوح، وهود، وثمود، وصالح، وقوم فرعون، أتاهم من الأنباء ما فيه مُزدَجَر؛ يعني ما في هذا مُزدَجَر، زاجر يزجرهم، الزاجر هو الرادع الذي يمنع الإنسان عن فعل القبيح؛ وعن فعل الخطأ، وعن الوقوع في الضلال، أتاهم هذا الذي يزجُرُهم عن الكفر وعن الضلال؛ ولكن لم يزدجِروا بهذا، أخذوا هذه الأنباء وألقوها خلف ظهورهم، {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ}[القمر:4] {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ}، من الله، قول مُحكَم وبليغ يصل القلب لو كان القلب يعي ويفقه، وبالغ مبلغه في الإيضاح؛ والبيان، وفي الزجر، لأن فيه تخويف عظيم، وفيه ضرب للأمثال، وفيه إيراء لِما سبق من إهلاك الأمم السابقة، {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ}، ثم قال -جل وعلا- {........ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}[القمر:5]، فما تُغنِ النُذُر عن هؤلاء المجرمين؛ الصادين، الذين غشيت أعينهم الغشاوة، وقفلوا آذانهم عن سماع الحق، وطُمِسَت أبصارهم، ما تُغنِ النُذُر عن الكافر الذي كفر على هذا النحو؛ فإنه لا تُغنيه نِذارة، مهما جائت من نِذارة لا تُغنيه، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[البقرة:6] {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[البقرة:7]، {........ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}[القمر:5]، أي لهؤلاء الكفار الذين أصموا آذانهم عن سماع الحق وعميَت أبصارهم عن رؤية الحق، {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}[القمر:5].
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}[القمر:6]، فتولَّ عنهم؛ اتركهم، التولِّي هو الابتعاد؛ يعني ابتعد عنهم، يعني لا تُعاقِبهم على هذا فعوقبتهم على الله -تبارك وتعالى-، {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}[القمر:6]، الداعِ؛ إسرافيل، النافخ في الصور، ملائكة الله -تبارك وتعالى- عندما يزجروا الكفار عندما يخرجوا من قبورهم إلى محشرهم، والكفار إلى مهلكهم؛ إلى النار، {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}، أي من ملائكة الله -تبارك وتعالى-، {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}، شيء مُنكَر كثير النكارة بما في من الشدة؛ والعذاب الأليم الشديد، والنكال الذي ينزل بالكفار في هذا اليوم، فشيء فيه من نكارته ما وصف الله -تبارك وتعالى- من دَع الكافر؛ وزجره، وسلسلته، وضربه، {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}[الأنفال:50]، يعني أنهم سيلقَون من العذاب الشديد المُنكَر شيء هائل جدًا، {........ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}[القمر:6] {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ}[القمر:7]، {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ}، الخاشع؛ الذليل، بصره ذليل يعني لا يستطيع أن ينظر أمامه وإنما مُنكِّس رأسه من الذل والمهانة؛ ومن العذاب الذي ينتظره من أمامه، {يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ}، يخرج هؤلاء الكفار من الأجداث؛ جمع جَدَث، والجَدَث اللي هو القبر، يخرجون من الأجداث؛ من قبورهم، تُسمى أجداث بالثاء أو جَدَف، تُسمي العرب جَدَف من باب أحيانًا يُبدِلون الثاء فاء، {........ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ}[القمر:7]، يعني عند خروجهم وانتشارهم في الأرض كمثل الجراد الذي ينتشر من كثرته، هذي صورة من صور خروج الناس من قبورهم ليوم القيامة، {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ}[القمر:7].
{مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ}، المُهطِع؛ المُسرِع، يعني يُسرِعون إلى الداعي الذي يدعوهم، سِر إلى هذا الاتجاه فيسير إلى هذا الاتجاه دون أن يُراجِع الداعي؛ والداعي من الملائكة، {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ}، مُسرِعين له، تعالوا إلى هنا فيُسرِعون في سيرهم إلى حيث يدعوهم الداعِ، {........ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}[القمر:8]، يقول الكافرون عند مشاهدتهم لهذا اليوم على هذا النحو {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}، يعني أنه في غاية العُسر، والعُسر؛ الشدة، أنه يوم شديد عسير، كما قال -تبارك وتعالى- {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ}[المدثر:10]، ليس سهل لأنه لا فُرجة فيه؛ ما يُفرَّج على الكفار، يعني يخرجوا من الأجداث ثم يلقَوا شدة؛ بعد شدة، إلى شدة، إلى شدة ...، إلى النار التي هي أشد الأمر، فهذا أمر كل أموره بالنسبة للكفار عسِرَة، {........ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}[القمر:8]، فهذا تذكير من الله -تبارك وتعالى- ونِذارة منه -سبحانه وتعالى- إلى هؤلاء الكفار المُعذَّبين؛ الذين أعذَرَ الله -تبارك وتعالى- إليهم بالآيات، {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ........}[القمر:1]، إنذار، {........ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[القمر:1]، إنذار وآية من آيات الله -تبارك وتعالى-، ولكنهم مستمرون في كفرهم وعِنادهم، {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}[القمر:2] {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ........}[القمر:3]، قال -جل وعلا- {........ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}[القمر:3] {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ ........}[القمر:4]، الأخبار العظيمة التي نزل بها هذا القرآن، {مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ}، لكن {........ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}[القمر:5]، عن هؤلاء المجرمين المُعاندين، {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}[القمر:6] {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ}، أذِلَّة، بصرهم ذليل، {........ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ}[القمر:7] {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}[القمر:8].
بعد هذه المقدمة العظيمة؛ الشديدة، البليغة في بيان النِذارة وفي تخويف الله -تبارك وتعالى- عباده مما ينتظر المُعاندين والمُكذِّبين، قال -جل وعلا- {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ}[القمر:9]، هنا شرَعَ الله -تبارك وتعالى- يضرب الأمثال في السابقين الذين كان لهم نفس المنحى؛ منحى الكفار العرب، الذين لقوا هذا الدين بالتكذيب والإعراض، يُبيِّن الله -تبارك وتعالى- لهم طريقة أسلافهم؛ وكيف أهلكهم الله -تبارك وتعالى-، قال {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ}، قبل هؤلاء العرب المُكذِّبين، {قَوْمُ نُوحٍ}، أول رسول أرسله الله -تبارك وتعالى- إلى أهل الأرض، {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا}، كذَّبوا مَن؟ عبدنا؛ عبد الله -تبارك وتعالى-، نوح -عليه السلام-، وكونه أنه عبد الله فلابد أن يكون صادقًا أمينًا، فهو عبد الله -سبحانه وتعالى- المنسوب إلى الله، {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ}، قالوا عن نوح أنه مجنون، {وَازْدُجِرَ}، يعني أنهم زجروه، والزَّجر هو التعنيف؛ والسب، والردع، وأرادوا أن يردعوه عن تبليغ رسالة ربه، وقالوا له {........ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ}[الشعراء:116]، انظر زجرهم له وهو التهديد بالقتل، قالوا إن لم تنتهِ عن دعوتنا فإننا سنرجُمَك، {لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ}، فهذا عبد الله -تبارك وتعالى- ورسوله؛ أرسله إليهم برسالة، يدعوهم إلى الله -تبارك وتعالى-، ويقول لهم {........ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}[نوح:10] {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}[نوح:11] {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}[نوح:12] {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}[نوح:13] {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}[نوح:14] {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا}[نوح:15] {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}[نوح:16] {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا}[نوح:17] {ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا}[نوح:18] {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا}[نوح:19] {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}[نوح:20]، مع هذه الدعوة الكريمة الواضحة وأنه يدعوهم إلى ربهم؛ يقول أنا جئت أدعوكم إلى ربكم لتعبدوه وحده -سبحانه وتعالى-، وفي عبادتكم لله -تبارك وتعالى- وحده طريق سعادتكم في الدنيا والآخرة، فالأرزاق التي يُنزِلها في الدنيا من عنده، {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}[نوح:11] {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}[نوح:12]، وكذلك ما ينتظرهم في الآخرة؛ فهو ربهم -سبحانه وتعالى-، جاء نوح ليسوق العباد إلى الله -تبارك وتعالى- بهذه الدعوة الكريمة، هو لا يُريد منهم شيء؛ يقول لهم ما أُريد منكم أن تُعطوني أجرة على هذا، {يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ}[هود:51]، ولكنهم مع ذلك قالوا مجنون، كان تفسيرهم لهذا أنهم قالوا مجنون وازدُجِر.
قال -جل وعلا- {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}[القمر:10]، فدعا أي نوح ربه -سبحانه وتعالى- وقال ربي إني مغلوب؛ غُلِبت، وذلك أنه قد حُصِر من قومه وهددوه؛ إن لم ينتهِ عن ما يقول وعن دعوتهم إلى الله -تبارك وتعالى- قتلوه، واختاروا للقتل الرجم، {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ}[الشعراء:116]، فلم يكن له بعد ذلك سبيل إلا أن يلجأ إلى الله -تبارك وتعالى-، ليس له قوة، ليس له منَعَة أن يدفع عن نفسه، ليس له أن يقهرهم، فلذلك عاد إلى ربه -سبحانه وتعالى- ودعا الله -تبارك وتعالى- وقال {........ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}[القمر:10]، يعني فانتصر لعبدك، أنا رسولك، وأنا عبد، انتصرلي من هؤلاء المجرمين، قال -جل وعلا- {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ}[القمر:11]، انظر سرعة الإجابة؛ سرعة إجابة الرب -تبارك وتعالى- له، {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}[القمر:10] {فَفَتَحْنَا}، فلمَّا دعا ربه -سبحانه وتعالى- أن ينصُرَه في التو واللحظة جائه الأمر الإلهي، قال -جل وعلا- {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ}[القمر:11]، أبواب السماء فُتِحَت بماء مُنهَمِر، مطر ينهَمِر يعني يسقط بشدة وبقوة، {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا}، كذلك أمر الله -تبارك وتعالى- الأرض أن تُخرِج الماء من باطنها ففُجِّرَت عيون، تُفجَّر الأرض؛ تُشَق قشرة الأرض وتنفجر عيون ماء، فأصبح الماء ينزل من السماء وينبع من الأرض، {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}[القمر:12]، التقى الماء النازل من السماء والمُتفجِّر من الأرض على أمر قد قُدِر؛ قد قدَرَه الله -تبارك وتعالى- بمقادير مُعينة يخرج حتى يتم، فلم يترك جبلًا في الأرض إلى غطَّاه؛ ما ترك أي جبل إلى غطَّاه في الأرض، كما قال نوح لابنه لمَّا قال وهو هارب ولم يرضَ أن يركب مع أبيه والمؤمنين {........ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ}[هود:42] {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}، قال له لا؛ ما هركب معاكم، {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}، خلاص أرتفِع على قمته ولا يصلني الماء، فقال له نوح {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ}، ها دول فقط؛ أصحاب السفينة فقط، قال له {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ}، ثم قال -جل وعلا- {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}، فكانت تسير كذلك مع هذا الماء العظيم في لُجَّة هائلة، والله يقول وهي تجري بهم السفينة، {فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ}، أي من ارتفاعه، فالماء أجراه الله -تبارك وتعالى- على أمر الله -تبارك وتعالى- يقول {قَدْ قُدِرَ}، قدَّره الله -تبارك وتعالى- أولًا قدْرًا؛ ومقدارًا، ووقتًا، كل هذا أمر سار بمقادير الرب -تبارك وتعالى-، {........ فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}[القمر:12].
{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}[القمر:13]، وحملناه أي نوح -عليه السلام- والذين آمنوا معه، وقد أمره الله -تبارك وتعالى- أن يحمل فيها من دواب الأرض ومن حيواناتها؛ من كل صِنف من أصنافها ونوع من أنواعها ذكر وأنثى زوجين، {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ ........}[القمر:13]، وذات الألواح اللي هي السفينة، {وَدُسُرٍ}، دُسُر اللي هي هذه العوارض التي تكون في السفينة والألواح التي تكون بجوارها، وكان هذا فيه بيان أسباب الرب -تبارك وتعالى-، فهذه التي لها ألواح ودُسُر اللي هي السفينة؛ سفينة من الخشب، ولكن الله -تبارك وتعالى- حماها وحفِظها في هذه اللُّجَّة العاتية وفي هذا البحر المُتلاطم؛ من ماء نازل من السماء وماء صاعد من الأرض، كيف تُحمَل؟ تحتاج إلى شيء عظيم هنا لكن الله -تبارك وتعالى- حمَلَه فيها -سبحانه وتعالى-، كما قال -جل وعلا- {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ}[القمر:14]، {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}[القمر:13] {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}، أن الله -تبارك وتعالى- أجراها وهو ناظر إليها -سبحانه وتعالى-، والله ناظر إليها فهي تجري بحِفظِه -سبحانه وتعالى-، تجري بحِفظ الله -تبارك وتعالى- وتحت بصر الرب -جل وعلا-، قال -جل وعلا- {........ جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ}[القمر:14]، هذا الذي صنعه الله -تبارك وتعالى- بهؤلاء المجرمين عندما أغرقهم على هذا النحو؛ ودمَّرهم على هذا النحو، أنجى عباده المؤمنين جزاء للكفار، جزاءً أي عقوبة مُساوية ومُجازية لِما ارتكبوه من الإجرام؛ والكفر، وردهم رسالة الله -تبارك وتعالى-، {........ جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ}[القمر:14]، قيل {لِمَنْ كَانَ كُفِرَ}، يعني لنوح الذي كُفِرَ به؛ كفروا بأنه رسول الله -تبارك وتعالى-.
{وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر:15]، {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا}، أي تركنا هذه السفينة آية من بعده تبقى للناس لينظروا أن هذه سفينة نوح التي أنجى الله -تبارك وتعالى- فيها، آية من آيات الله -عز وجل- أنجى الله -تبارك وتعالى- فيها نوح ومَن معه وأهلك الباقين، تركها الله -تبارك وتعالى- ما تركها لتكون للأجيال التي تأتي آية من آياته -سبحانه وتعالى-، {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً ........}[القمر:15]، أي هذه السفينة التي حمل الله -تبارك وتعالى- فيها نوح ونجَّاه عِلمًا أنها ذات ألواح ودُسُر، ثم قال -جل وعلا- {........ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر:15]، سؤال يُراد به توجيه النظر ولفته إلى أن يتذكر الإنسان من ضرب هذه الأمثال؛ من بيان ما كان من شأن الله -تبارك وتعالى- مع هؤلاء القوم، {........ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر:15]، أي يتذكر ويفهم عن الله -تبارك وتعالى-؛ ويعقِل عن الله، وتقوم عنده الذكرى لهذا الأمر العظيم الفظيع، وأنه إن سار على خط قوم نوح كان هلاكه كما أهلكهم الله -تبارك وتعالى-؛ وعاقبته كما عوقِبوا به، وإن سار على خُطى نوح -عليه السلام- فإن هذا إلى النجاة في الدنيا والآخرة، {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر:15].
ثم قال -جل وعلا- {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}[القمر:16]، شديد والله، سؤال يُراد به التقرير، {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}[القمر:16]، يعني كيف كان عذابي؟ نسب الله -تبارك وتعالى- هذا العذاب بالغرق لقوم نوح إليه -سبحانه وتعالى-، ونُذُر يعني نِذارتي لهم كيف كانت؟ نِذارة الله -تبارك وتعالى- كانت نِذارة صادقة، كما أنذرهم الله -تبارك وتعالى- وقعت النِذارة، وعذاب الله -تبارك وتعالى- كان شديد، فهذا ليقول العبد عند ذلك والله قد كان شديد؛ قد كان شديدة عقوبة الله -تبارك وتعالى- لهؤلاء، {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}[القمر:16].
ثم قال -جل وعلا- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر:17]، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا}، يسَّر الله -تبارك وتعالى- هذا القرآن بأن أنزله بهذه اللغة العربية المبينة؛ وبهذا البيان، وبهذا الإيضاح، وبهذا الإحكام، ليستطيع أن يفهم عن الله -تبارك وتعالى- كل مَن له عقل، وله وعي، وله فهم، {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[الدخان:58]، {قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[الزمر:28]، فهو قرآن عربي ما فيه أي عِوَج؛ ما فيه أي أمر مُغلَق عن الفهم ومُلتَوي ومعقد بحيث يصعب فهمه، بل قرآن مُيسَّر لكل مَن أراد أن يتذكر وأن يفهم عن الله -تبارك وتعالى-، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ........}[القمر:17]، ليتذكر مَن يتذكر به، {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، دعاء من الله -تبارك وتعالى- إلى الادِّكار؛ وإلى الاتِّعاظ، وإلى الاعتبار، {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، من كلام الله -تبارك وتعالى-، هذا ما ذكَرَه الله -تبارك وتعالى- عن قوم نوح، ثم ذكَرَ الله -تبارك وتعالى مَن جاء بعدهم؛ عاد، فقال {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}[القمر:18].
نأتي إلى هذا في الحلقة الآتية -إن شاء الله-، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب، والحمد لله رب العالمين.