الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- بسم الله الرحمن الرحيم، {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الصف:1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:2] {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:3] {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف:4] {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[الصف:5] {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}[الصف:6] {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[الصف:7]، سورة الصف سورة مدنية؛ وهي إحدى المُسبِّحات، بدأها الله -تبارك وتعالى- بإعلان تسبيح ما في السماوات وما في الأرض له -سبحانه وتعالى-، قال {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الصف:1]، التسبيح؛ التنزيه والإبعاد، تسبيح الله -تبارك وتعالى- يعني اعتراف أنه مُنزَّه -سبحانه وتعالى- عن كل عيب ونقص، وأول ما يُسبَّح عنه الله -تبارك وتعالى- النِد، والشبيه، والنظير، والزوجة، والولد، فالله -سبحانه وتعالى- لا ند له؛ ولا شبيه له، ولا كفء له، ومن هذا أنه لا ولد له، لأنه لو كان له ولد لكان نِدًّا لأبيه وكان صِنوًا له، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، فالله هو الواحد الأحد؛ الفرد الصمد، الذي لم يلِد ولم يولَد ولم يكن له كُفوًا أحد -سبحانه وتعالى-، هذا نَسَب الله -تبارك وتعالى-، هذا الله -سبحانه وتعالى-، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:1] {اللَّهُ الصَّمَدُ}[الإخلاص:2] {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}[الإخلاص:3] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص:4].
فكل مَن نسَبَ لله -تبارك وتعالى- شيئًا من ذلك فقد عابَ الله -تبارك وتعالى- وشتمه، وفي الحديث «يشتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، أما شتمه إياي فاِدِّعائه أن لي ولد وأنا الواحد الأحد؛ الفرد الصمد»، وهذه أكبر كلمة في الكذب؛ أن يُقال أن لله ولد، {........ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}[الكهف:5]، {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا}[مريم:88] {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا}[مريم:89] {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}[مريم:90] {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}[مريم:91] {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا}[مريم:92] {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}[مريم:93] {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا}[مريم:94] {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}[مريم:95]، فهذا أو ما يُسبَّح الله -تبارك وتعالى- عنه، تسبيح الله؛ تنزيهه عن النِد، والشريك، والنظير، والولد، والزوجة، والكفء، والمثال، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، ثم يُنزَّه -سبحانه وتعالى- عن كل صفات النقص في المخلوقين؛ فالمخلوق محِل النقص، كل مخلوق خلَقَه الله -تبارك وتعالى- ليس كاملًا من كل الوجوه وإنما فيه نقص؛ فيعلم ويجهل، ما في مخلوق إلا ويعلم شيء ويجهل شيء، والله -سبحانه وتعالى- هو الذي أحاط عِلمًا بكل موجود؛ بكل شيء، لا يعزب عنه ذرَّة -سبحانه وتعالى- مما خلق، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}[الجن:26] {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[الأنعام:59]، أما ما سِواه فإنه يعلم ويجهل؛ الملائكة يعلمون ويجهلون، {قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[البقرة:32]، ولمَّا قال لهم {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}، {قَالُوا سُبْحَانَكَ}، لم يعلموا الأسماء؛ المُسمَّيات التي عرضها الله -تبارك وتعالى-، {قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[البقرة:32]، كل موجود غير الله -تبارك وتعالى- هو محِل المسائلة؛ يُسأل، له عمل مُلزَم به ويُسأل عنه، والله -تبارك وتعالى- هو الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وهم؛ كلهم، كل ما سوى الله يسأله الله -تبارك وتعالى- عن عمله؛ ويُحاسَب، وله حدود ينتهي إليها وإذا تجاوزها عوقِب، {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الزمر:65] {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[الزمر:66]، هذا رسول الله، الملائكة قال -جل وعلا- عنهم {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}[الأنبياء:29].
الله هو المُنزَّه عن كل عيب ونقص -سبحانه وتعالى-، المخلوق محِل؛ لا يوجد مخلوق يتصف بصفات الكمال من كل الوجوه... لا، لا يوجد هذا المخلوق قط، فالله مُسبَّح عن كل صفات النقص؛ عن الجهل، عن الغفلة، عن النسيان، عن الموت، عن أن يكون حادثًا، الله هو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيئ، والباطن الذي ليس دونه شيء، وإنما كل مخلوق وكل موجود بعد ذلك له وجود؛ وجِد وسبَقَه عدم، ويُنهيه الله -تبارك وتعالى- وقت ما يُنهيه، {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}، الإنس والجِن يموتون والله هو الحي، {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}، الله هو الحي الذي لا يُرزَق، ولا يُطعَم -سبحانه وتعالى-، ولا يَطعَم، والله هو الحي الذي لا يموت وهو الحي الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم، {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ}، -سبحانه وتعالى- كذلك لا يظلِم؛ فالله -تبارك وتعالى- لا يظلِم، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}، فكل صفات هذا النقص من الاحتياج إلى الغير؛ الله ليس في حاجة، هو الغني عن كل ما سواه؛ وكل ما سوى الله -تبارك وتعالى- فقير، كل ما سوى الله -تبارك وتعالى- فقير؛ فقير في وجوده وبقائه لإلهه ومولاه من أصغر الموجودات إلى أكبر الموجودات وهو العرش، العرش أكبر الموجودات؛ سقف العالم كله، سقف السماوات، لكن هذا العرش مُفتقِر إلى إلهه وخالقه ومولاه -سبحانه وتعالى- في وجوده، وبقائه، استمراره، عِلمًا أنه أعظم مخلوق لا يقدِر قدرَه إلى الله، لا يستطيع أن يقدِر قدْر العرش؛ زِنةً، اتساعًا، كمالًا، إلا مَن خلَقَه -سبحانه وتعالى- ولكنه مخلوق فقير ومحتاج إلى إلهه ومولاه، {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}[فاطر:41]، فكل الموجودات؛ العرش، الكرسي، السماوات، الأرض، الملائكة، الجِن، الإنس، كل موجود؛ من النملة الصغيرة إلى المجرة الكبيرة، من الذرَّة الصغيرة إلى المَلَك العظيم؛ حملة العرش، يقول النبي «أُذِنَ لي أن أُحدِّث عن مَلَك من حملة العرش؛ ما بين شحمة أُذنه إلى عاتقه تخفق الطير خمسمائة عام»، فكيف بطول هذا المَلَك كله؟ هذا أمر عظيم جدًا، وكل هؤلاء مُفتقِرون إلى خالقهم، ورازقهم، ومُصرِّف شئونهم؛ الله -سبحانه وتعالى-، كلهم فقراء؛ كل الخلْق فقير إلى الله، والله هو الغني عن كل ما سواه؛ لا يفتقر إلى عرشه، ولا إلى كرسيه، ولا إلى سماواته، ولا إلى أرضه، ولا إلى ملائكته، بل هو الغني بذاته عن كل مخلوقاته -سبحانه وتعالى-.
فالله المُسبَّح؛ سبُّوح، كل خلْق الله -تبارك وتعالى- موضوع التسبيح، موضوع التسبيح هو أن الله يُنزَّه عن كل هذه النقائص، ثم إن هذه الموجودات تُسبِّح لله -تبارك وتعالى-؛ تُسبِّحه بلسان المقال، وتُسبِّحه بلسان الحال، بلسان المقال؛ الملائكة لعلهم أعظم خلْق الله -تبارك وتعالى- وأعظم الخلْق، الله -تبارك وتعالى- قال {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء:20]، يُسبِّحون الله ليلًا ونهارًا لا يفترون، {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}[الأعراف:206]، فهم يُسبِّحون الله بمعنى أنهم يُنزِّهونه عن كل هذه النقائص؛ وهذا ليلًا ونهارًا يفعلون هذا، ولا يفترون عن هذا التسبيح بلسان مقالهم، وكذلك كل أهل العِلم كما قال -جل وعلا- {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[آل عمران:18]، فأهل العِلم وأهل الإيمان يُسبِّحون ربهم بلسان مقالهم؛ بلسان المقال يُسبِّحون الله -تبارك وتعالى-، وكذلك هذه الموجودات تُسبِّح الله -تبارك وتعالى- بلسان الحال، يعني بلسان الحال؛ بذواتها، بوجودها فيه تسبيح لله -تبارك وتعالى-، تسبيح لله أن يكون له نِد كما قال -جل وعلا- {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[البقرة:164]، هذا الخلْق آيات يعني كل موجود من هذه الموجودات هو في ذاته آية؛ يعني أنه علامة على أن إلهه وربه هو الإله الواحد -سبحانه وتعالى-، الذي خلَقَه، وسوَّاه، وصرَّفه، فهذا تسبيح لله -تبارك وتعالى-، هذه الموجودات بقيامها ووضعها على هذا النحو تُسبِّح الله -تبارك وتعالى- بالوضع؛ بالخلْق، هذا الذي يُسمّى بلسان الحال، فحالها على هذا النحو إذا رؤيَت الشمس، ورؤيَ القمر، ورؤيَت النجوم، ورؤيَت هذه السماوات، ورؤيَت هذه المخلوقات، إذا رؤيَ هذا رؤيَ أن هذه المخلوقات شاهدة بوجودها على إلهها مولاها؛ أن إلهها واحد -سبحانه وتعالى- وأن ربها واحد، فهذا تسبيح لهذه الموجودات بلسان الحال، فكل هذه الموجودات مُسبِّحة لله -تبارك وتعالى- مقالًا وحالًا.
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ}، وما في السماوات خلْق عظيم أُخبِرنا عن بعضه؛ وقد يكون هناك كثير من هذا الخلْق لم نُخبَر عليه، يخلُق الله -تبارك وتعالى- ما يشاء {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ........}[الصف:1]، وما في الأرض أشياء كثيرة؛ من كل هؤلاء المؤمنين، من كل هذه المخلوقات، من كل ما بثَّ الله من النبات وغيره، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}[الحج:18]، {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}، {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ ........}[الصف:1]، أي الله -سبحانه وتعالى-، {الْعَزِيزُ}، الغالب، العِزَّة؛ الغَلَبَة، الغالب الذي لا يغلبه أحد، ليس هناك من خلْق الله مَن يغلبه -سبحانه وتعالى- ومَن يفوته، فالله -تبارك وتعالى- هو الغالب الذي لا يغلبه أحد، {الْحَكِيمُ}، الحكيم؛ الذي يضع كل أمر في نِصابه، فأفعاله -سبحانه وتعالى- كلها بمُقتضى العِلم الإلهي ومُقتضى الحكمة، كل شيء في نِصابه خلْقًا وتصريفًا، كل شيء في الخلْق في مكانه الصحيح، {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ}[السجدة:7]، فكل خلْق الله -تبارك وتعالى- في دقة، وفي إحكام، وفي مكانه الصحيح تمامًا، فالعين مثلًا في الإنسان هي مكانها الصحيح؛ ولو غُيِّر هذا المكان لكان الإنسان أخر، فلو وجِدَ للإنسان عين واحدة مثلًا بين العينين لكان منظره بشعًا جدًا، ولو وجِدَ كذلك عين أمام وعين خلف لكان كذلك، ولو وجِدَت عيونه وسط رأسه لكان أمر بشع، ولو كانت تحت ذقنه أيضًا... لا، العينان وضِعَت في مكانها تمامًا وكل جزء موضوع من هذا الإنسان، وصورة الإنسان من أحسن الصور بل هي أحسن الصور في الوجود، {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}[الانفطار:6] {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ}[الانفطار:7] {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}[الانفطار:8]، وهذه بالنسبة للإنسان صوَّر الله -تبارك وتعالى- كل إنسان بصورة خاصة، ولم يجعل هناك إنسان مُتطابِق من كل الوجوه مع إنسان أخر قط، وقال {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين:4]، فهذا الإنسان الذي هو في أحسن تقويم كل جزئية فيه موضوعة في مكانها الصحيح تمامًا؛ هذا من حيث الخلْق، وكذلك من حيث التصريف فإن تصريف الله -تبارك وتعالى- في الخلْق وفي العبادة كل شيء بمُقتضى الحكمة؛ هدايةً وإضلالًا، إغناءً وفقرًا، إمراضًا وصحةً، كل تصريف لله -تبارك وتعالى- في شأن المخلوق هو بحكمة، لله -تبارك وتعالى- حكمة؛ موضوع كل أمر في نِصابه تمامًا، فكل فعله بمُقتضى حكمته وعِلمه الشامل -سبحانه وتعالى-، وليس هناك شيء من خلْق الله ولا من تصريفه خارج عن هذه الحكمة، {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، آية عظيمة جدًا جمعت هذه المعاني العظيمة.
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الصف:1]، النظر إلى الكون من خلال هذه الآية ينظر الإنسان إلى كون حبيب، أن يكون الإنسان جزء من هذا الكون العابد لله -تبارك وتعالى-؛ المُسبِّح له على هذا النحو، فكل هذا الكون اللي هو ما سوى الله -تبارك وتعالى- من هذا الخلْق عابد لله؛ مُسبِّح له -سبحانه وتعالى-، فأن يكون الإنسان المؤمن داخل جزء من هذا الكون المُسبِّح لله -تبارك وتعالى-؛ ويُسبِّح لله -تبارك وتعالى- بلسان مقاله إيمانًا، وبلسان حاله خلْقًا، فيكون هذا أمر عظيم جدًا، ثم الاطمئنان إلى أن الله -تبارك وتعالى- هو العزيز؛ الغالب، الذي لا يغلبه أحد، الحكيم؛ الذي يضع كل أمر في نَصابه، فهذا الكافر الذي شذَّ وخرج عن هذا الكون العابد لله -تبارك وتعالى-؛ المُستجيب له، المُسبِّح له، شاذ وهو بلسان حاله شاهد لله -تبارك وتعالى- بالوحدانية وآية من آياته لأن هذا خلْق من خلْق الله -تبارك وتعالى-، لكنه جاحد وهذا الذي جحد وكذب وافترى فعله هذا في إطار حكمة الله -تبارك وتعالى-، والله عزيز؛ غالب، لا يغلبه أحد -سبحانه وتعالى-، فهذا الكافر لا يغلب الله، ليعلم هذا الكافر الذي شذَّ عن هذا الوجود المؤمن والمُسبِّح لله -تبارك وتعالى- هذا كذلك في إطار أمر الله -تبارك وتعالى- لأن الله هو العزيز، {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}[آل عمران:83]، {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الصف:1]، مُقدِّمة عظيمة جدًا لهذه السورة، وقد جائت هذه المُقدِّمة في هذه السور المُسبِّحات بدءًا بسورة الحديد، ثم الحشر، ثم هذه السورة هي السورة الثالثة في المُسبِّحات.
ثم قال -سبحانه وتعالى- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:2]، خطاب موجَّه من الله -تبارك وتعالى- لأهل الإيمان، يُناديهم الله -تبارك وتعالى- بهذا الوصْف الذي هو أعلى وأشرف الأوصاف، الإيمان الذي هو أولًا مُقتضاه الحق لأن الإيمان بالله -تبارك وتعالى- حق، فالله حق؛ ولقائه حق، وجنته حق، والنار حق، والملائكة حق، والنبيون حق، هذا حق والإيمان هو التصديق بهذا؛ التصديق بوجود هذه الموجودات التي هي في الغيب وأخبرنا الله -تبارك وتعالى- عنها، فالإيمان إنما هو تصديق بحق واقع بالفعل ثم عمل بمُقتضى هذا التصديق، وهذا الإيمان هو الطريق إلى السعادة في الدنيا والآخرة، السعادة كلها في الدنيا والآخرة، والنجاح، والفلاح، والفوز، كله هذا مرتبط بالإيمان؛ فلذلك كان هذا أشرف وصْف، وأحسنه، وأثمن حقيقة، أكثر حقيقة رِفعة وثمنًا هو الإيمان، يُنادي الله -تبارك وتعالى- عباده بهذا الوصْف العظيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، تشريف لهم، وإعلاء لهم، وتذكير بهذه القيمة الكبرى، وكذلك إلزام لهم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، أنت مؤمن فلابد أن تلتزم هذا الأمر والأوامر التي تأتي بعد ذلك، بعد النداء بمُسمّى الإيمان يكون بمُقتضى هذا التزم بما يأمرك الله -تبارك وتعالى- به لأن هذا بمُقتضى الإيمان، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:2]، سؤال للإنكار، يُنكِر الله -تبارك وتعالى- على أهل الإيمان أن يقولوا قولًا وعند الفعل لا يفعلوه، قال {........ لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:2]، إنكار.
ثم بيَّن الله -تبارك وتعالى- مقدار نكارة هذا الأمر فقال {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:3]، يعني عَظُمَ هذا الأمر في إنكار الله -تبارك وتعالى- له وغضبه ومقته؛ كرهه لِمَن يفعل هذا، فإنها صفة ذميمة جدًا أن يقول إنسان سأفعل وسأفعل ويتحرَّق إلى الفعل من فعل الخير؛ ثم إذا جاء الأمر لا يفعل، سواءً كان ناوي من الأساس أو من البداية ألا يفعل؛ فهذا أشر، أو أن يقول سأفعل وهو ينوي أن يفعل ثم إذا جاء وقت الفعل والأمر كع، كما حصل لِمَن كانوا يتحرَّقون للقتال في مكة قبل أن يُفرَض عليهم، كانوا يتمنون أن يفرض الله -تبارك وتعالى- عليهم قتال الكفار وحربهم ليُحارِبوا، وقيل لهم في هذا الوقت {كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، لا تقاوموا الشر الآن في مكة، {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}[النجم:29]، {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}[المزمل:10] {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}[المزمل:11]، أمر الله -تبارك وتعالى- رسوله وأمر المؤمنين أن يهجروا الكفار في أن يُقابِلوا أذاهم بأذى، وأن يُقاتِلوهم، وأن يُحارِبوهم، ويوم كانوا في مكة في حالة استضعاف أمرهم الله -تبارك وتعالى- بالصبر على ما هم فيه من البلاء حتى يجعل الله -تبارك وتعالى- لهم فرج ومخرج، ثم إن الله لمَّا هاجر أهل الإيمان وأصبح لهم قوة أمرهم الله -تبارك وتعالى- بأن يُقاتِلوا، قال {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج:39] {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج:40].
لمَّا كُتِبَ القتال في المدينة جاء هؤلاء الذين كانوا يتحرَّقون؛ بعض هؤلاء الذين كانوا يشتاقون ومُتحمِّسين للقتال إذا بهم يخافون، ويتمنون أن لا يكون قد كتَبَ الله -تبارك وتعالى- عليهم القتال، قال الله -تبارك وتعالى- في بيان عتابهم {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ........}[النساء:77]، قال -جل وعلا- {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، ثم بيَّن الله –تبارك وتعالى- عِظَم الفائدة في القتال، وبيَّن أن هذا الذي كان منهم من التحرُّق للقتال ثم الخوف بعد ذلك وأن يكعوا وأن يجبنوا أن هذا أمر لا ينبغي ولا يليق بالمؤمن؛ وأن الله -تبارك وتعالى- يمقت على هذا، قال -جل وعلا- {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:3]، ولا شك أن هذه الآية عامة في القتال وفي غيره، سواء قال الإنسان سأُنفِق إذا آتاني الله -تبارك وتعالى- مالًا أنفقته، ثم إذا آتاه الله -تبارك وتعالى- مالًا بخل به وضنَّ به، كما أنكر الله -تبارك وتعالى- على بعض المنافقين الذين عاهدوا الله، قال -جل وعلا- {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}[التوبة:75] {فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}[التوبة:76]، لمَّا آتاهم الله -تبارك وتعالى- هذا المال الذي طلبوه ليُنفِقوا وليتصدَّقوا قال -جل وعلا- أنهم خلاص {بَخِلُوا بِهِ}، ضنوا به؛ وحرصوا عليه، ولم يُنفِقوه كما عاهدوا الله -تبارك وتعالى-؛ وهم قد أعطوا عهد لله -تبارك وتعالى- أن يفعلوا هذا، {فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}[التوبة:76]، قال -جل وعلا- {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}[التوبة:77].
فكل مَن قال سأفعل أمر من أمور الخير ثم بعد ذلك نكل، وكع، أو جَبُنَ، أو بَخِلَ، أو تراجع عن هذا الأمر، لا شك أنه يكون أولًا دخل هنا في باب الكذب، وهذا الفعل الله -تبارك وتعالى- أخبر بأنه يمقت عليه، قال {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:3]، يعني كَبُرَ هذا الأمر مقتًا عند الله؛ يمقت الله -تبارك وتعالى- فاعله، ومعنى يمقته يعني يُبغِضه بُغضًا شديدًا، وصفة المقت هذه لا شك أن الله -تبارك وتعالى- كل ما وصَفَ به نفسه حق؛ وهو يكون بذاته، فكونه يرضى ويسخط؛ يرضى عن بعض عباده -سبحانه وتعالى-، ويسخط على بعضهم، وأنه -سبحانه وتعالى- يُحِب بعض عباده من المؤمنين، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف:4]، وسيأتي {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وكأنه يمقت ويغضب ويلعن أعدائه؛ فكل هذه الصفات حق، واتصاف الله -تبارك وتعالى- بها من باب أن هذه صفات الكمال وليست صفات نقص؛ وهي لائقة بذات الله -تبارك وتعالى-، وكيفياتها لا نقول كيف يغضب؟ ولا كيف يرضى؟ كل كيفيات الصفات لا نعلمها لأن ذات الله -تبارك وتعالى- غير معلومة لنا؛ فلا نسأل عن الكيفية، {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ........}[الصف:3]، يعني أيها المؤمنون، {مَا لا تَفْعَلُونَ}.
نقف هنا ونُكمِل -إن شاء الله- في الحلقة الآتية، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب.