الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:6] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[التحريم:7] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التحريم:8]، الآيات من سورة التحريم نداء من الله -تبارك وتعالى- وأمر لعباده المؤمنين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، وخطاب الله -تبارك وتعالى- لعباده المؤمنين بمُسمّى الإيمان فيصفهم بأشرف وأعلى الأوصاف؛ الإيمان، وهذا تشجيع وتحريض على الفعل، كما يُقال يا ابن الأكرمين افعل كذا وكذا، وكذلك إلزام بالأمر لأنه إن كنت مؤمنًا يجب أن تمتثل أمر الله -تبارك وتعالى-، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}، قوا؛ احموا، الوقاية؛ الحماية، يعني احموا أنفسكم وأهليكم من نار؛ هذه النار الموصوفة، بدأ الله -تبارك وتعالى- أولًا بالنفس ثم بالأهل، والإنسان أول شيء يجب أن يسعى في فكاك نفسه وفي نجاة نفسه، ثم فكاك مَن يُحِب، وأقرب الناس إلى الإنسان أهله؛ زوجته، وأولاده، ونسله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}، وحماية النفس والأهل من النار إنما هي بالإيمان بالله -تبارك وتعالى-، وتقواه، والبُعد عما نهى عنه -سبحانه وتعالى-، وفعل ما أمر به -جل وعلا-، هذه حقيقة التقوى؛ اتخاذ حماية، لا حماية للعبد من عقوبة الله -تبارك وتعالى- إلا بهذا؛ إلا بالإيمان والعمل الصالح، واتقاء ما يُسخِط الله -تبارك وتعالى- من ترك أوامره أو فعل نواهيه.
ثم حذَّر الله -تبارك وتعالى- من هذه النار التي يُعاقِب الله ويُعذِّب الله -تبارك وتعالى- فيها العُصاة والكفار يوم القيامة؛ نار شديد، قال {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، صفة هذه النار بأنها تتقِد بالناس وتتقِد بالحجارة، وناهيك عن نار تأكل الأحجار؛ والأحجار أصلب المواد وأقواها وأعساها على النار، لكن هذه النار تتقِد بالحجارة؛ تصبح الحجارة فيها مشتعلة نارًا، وتتقِد بالأجساد كما جاء من أن جلد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام -عياذًا بالله-، فهذا تخويف وتعظيم عظيم من الرب -تبارك وتعالى-، اتقوا هذه النار التي هذه صفتها على هذا النحو، ثم {عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ}، على هذه النار ملائكة اللي هم حفظة النار؛ والمَلَك الذي عليهم هو مالك، وقد جاء في الحديث أن النبي -صل الله عليه وسلم- لمَّا رأى الملائكة يوم عُرِجَ به -صل الله عليه وسلم- إلى السماء، رأى الملائكة في السماء الأولى، والثانية، والثالثة، وسلَّموا عليه، ومَلَك لم يبتسم له من جملة الملائكة وهو مالك، وقال جبريل مُعتذِرًا للنبي لو تبسَّم لأحد لتبسَّم لك؛ خلَقَه الله هكذا، فهم ملائكة يصِفَهم الله -تبارك وتعالى- بأنهم غِلاظ القلوب، هذه صفة النفس والقلب فيهم؛ فهم غِلاظ القلوب، شِداد القوى؛ فهو قوي من حيث القوة، وكذلك غليظ وقاسي من حيث القلب، خلَقَهم الله -تبارك وتعالى- هكذا عذابًا لأعدائه -سبحانه وتعالى-، {غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ}، كل ما يأمرهم الله ومهما أمره الله -تبارك وتعالى- فإنهم لا يعصونه، ومعنى ذلك أن أمر الله -تبارك وتعالى- بعذاب الكافر في الكافر مُنفَّذ؛ ما يتوقَّفون ولا يُمهِلون، {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}[الحاقة:30] {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}[الحاقة:31] {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ}[الحاقة:32]، أمر الله -تبارك وتعالى- يُنفِّذونه ولا يعصون الله أي أمر أمرهم به، {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، يعني إرادة الطاعة موجودة والفعل مُتمكِّنون منه، فإن كل ما يأمرهم الله -تبارك وتعالى- يفعلونه، {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، وهذا أعظم زاجِر وأعظم واعظ ممكن أن يوعَظ به الإنسان؛ احمي نفسك من هذه النار التي هذه صفتها، هذه الحماية بالإيمان والعمل الصالح، وبالنسبة للأهل بأن يأمرهم بذلك، وأن ينهاهم عن ما يُغضِب الله -تبارك وتعالى-، أن يكون مثالًا لهم، الترغيب والترهيب وكل وسائل التعليم والتربية، والنبي يقول «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل في بيته راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في مال زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته»، فالرجل استرعاه الله -تبارك وتعالى-؛ زوجته وأولاده رعية عنده، يعني يجب أن يرعاهم وبالتالي من أعظم هذه الرعاية أن يقيهم النار؛ وذلك بأمرهم بالمعروف، نهيهم عن المُنكَر، حَمْلِهم على طاعة الرب -تبارك وتعالى- وإبعادهم عن مساخِطه، ومن هذا قول النبي -صلوات الله والسلام عليه- «مروهم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجِع»، هذا من توجيه النبي -صل الله عليه وسلم- في تربية الأولاد، وهذا داخل في أن يقيَ المؤمن نفسه وأهله من النار.
ثم قال -جل وعلا- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[التحريم:7]، هذه مقالة تُقال للكفار يوم القيامة أن اليوم لا عُذر؛ لا يُقبَل فيه عُذر ولا يُقبَل فيه عِتاب، ما في عِتاب وانتهى وقت العُذر، وقت العُذر إنما هو إلى الموت وبعد الموت لا إقالة بعد ذلك، لا يستطيع الكافر أن يُقال مما فيه مهما كان ولا مغفرة للذنب مهما كان، فالكافر لا يُفيده بعد الموت أي عُذر، وأي بكاء، وأي سبيل، لا شفاعة، فاعتذاره عن جرائمة السابقة لا يُقبَل، وكذلك مَن مات وعليه ذنب من المؤمنين؛ عاصي المؤمنين لا يُغفَر له وما في مغفرة، والنبي يقول «يُغفَر لأحدِكُم ما لم يُغرغِر»، إذا وصلت الروح الحلقوم انتهى، {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[النساء:17] {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ........}[النساء:18]، فهذي لا توبة لهؤلاء، {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ}، هؤلاء من عُصاة المؤمنين، {حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ}، سواءً كان هذا من عُصاة المؤمنين أو من الكفار، {وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ}، مَن مات وهو كافر فإنه لا مغفرة لذنبه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ........}[التحريم:7]، أي لأنه لا يُفيد؛ لأنه لا يُفيدكم أن تعتذوا، والاعتذار هو أن يطلبوا المغفرة من الذنب والخطيئة التي وقعت منهم في الدنيا، ثم قال -جل وعلا- {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، يعني الذي تُجزَونه الآن؛ من النار، أو من النكال، أو من العقوبة، هذه إنما هي بسبب عملكم، بعملكم الخبيث في الدنيا إنما تُجزَون هذا، «إنما هي أعمالكم أوفِّيها لكم»، فكلٌ سيأخذ جزاء عمله لابد، فالكافر وجوده في النار إنما هو جزاء لعمله؛ وهذا جزاء موافِق للذنب، جزاء موافِقٌ لذنبه تمامًا، كما قال -تبارك وتعالى- {جَزَاءً وِفَاقًا}[النبأ:26]، الجزاء الذي يأخذونه في هذه النار إنما هو موافِقٌ لذنبهم تمامًا عِلمًا أن الله يقول {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا}[النبأ:23] {لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا}[النبأ:24] {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا}[النبأ:25]، لكن هذا كله جزاءً وِفاقًا لعملهم، {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
ثم قال -جل وعلا- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}، دعاء إثر دعاء؛ قي نفسك النار، وتُب إلى الله -تبارك وتعالى- توبة نصوحًا، توبوا؛ التوبة هي الرجوع إلى الله -تبارك وتعالى-، ارجعوا إلى ربكم، أقلِعوا عن ذنوبكم، والتوبة المقبولة تستند على ثلاث أمور؛ أولًا الإقلاع عن الذنب، ثم الندم على فعل هذا الذنب، ثم أن يكون عازِمًا على ألا يعود إليه، وهذه هي التوبة النصوحة، {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}، توبة خالصة وهذا بإقلاعكم عن الذنوب، وبعد ذلك ندمكم على هذا الذي سلف منكم، وعزمكم على أنكم لن تعودوا إلى هذا الذنب مرة ثانية؛ يعني أنه فراق نهائي وليس فراق لمدة، أنك ستترك هذا الذنب ثم تعود إليه؛ تتركه وقت الحج، أو تتركه وقت الصوم، أو تتركه في هذه السفرة ثم ستعود إليه بعد ذلك، فمَن كان ناويًا أن يعود إلى ذنبه فليس بتائب، وإنما مَن كان خلاص؛ قطع علاقته مع ذنبه، وهو عازم في قلبه على ألا يعود إلى هذا الذنب مرة ثانية؛ هذه هي التوبة الصحيحة، ثم التوبة النصوح كذلك اللي هي الخالصة الصافية التي لا شائبة فيها، هي كذلك التي يُرَد فيها حقوق المخلوقين إليهم، وذلك أن المخلوق الذي ظلمته أو أخذت ماله لابد أن تَرُدَ إليه، أو سببته، أو شتمته، أو وقعت منك مظلمة له فيجب أن تردَّها في الدنيا، وذلك أنك إن لم تردَّها في الدنيا ستُضطَر إلى أن تردَّها في الآخرة؛ ولن تستطيع أن تردَّها، لن يكون عندك في الآخرة مال تستطيع أن تعوِّض به مَن ظلمته، وإنما التعويض هناك والمقاصة بالحسنات والسيئات، كما قال النبي -صلوات الله والسلام عليه- «مَن كان له لأخيه مظلمة فليتحلل منه الآن قبل أن لا يكون دينار ولا درهم؛ إنما هي الحسنات والسيئات»، يقول إذا كان لأخيك عندك مظلمة؛ أنت ظلمته، تحلل منه الآن، الآن في الدنيا؛ ممكن باستعطافه، باسترضائه، بسماحه، بأن يسمح لك، بأن يُدفَع له مقدار هذه المظلمة؛ أخذت منه مال ترده إليه، يقول النبي في الآخرة «قبل أن يكون دينار ولا درهم؛ إنما هي الحسنات والسيئات».
وقد أخبر النبي في الحسنات والسيئات أنه يمكن أن تفنى حسنات العبد كلها في مظالمه، كما قال -صلوات الله والسلام عليه- «أتدرون مَن المُفلِس؟ قُلنا يا رسول الله المُفلِس فينا مَن لا دينار له ولا درهم»، يعني الذي أصبحت دنانيره ودراهمه؛ فلوس، ما أصبحت عنده دنانير ولا دراهم، قالوا مَن لا دينار له ولا درهم؛ بقيت عنده فلِيسات بس، فقال النبي -صل الله عليه وسلم- «ولكن المُفلِس مَن يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، وحج»، هذا رجل عنده صالحات؛ عنده أعمال صالحة، وهذه الأعمال الصالحة لها ثوابها عند الله؛ هذا رصيده، «ولكنه يأتي وقد شتم هذا، وظلم هذا، ولطم هذا، وسفك دم هذا»، له مظالم للعباد، يقول النبي «فيؤخَذ لهذا من حسناته ويؤخَذ لهذا من حسناته»، يعني لابد أن يوفِّي هؤلاء الذين ظلمهم من حسناته، «فإذا فنيَت حسناته»، ما أصبحت له ولا حسنة وذهبت الأجور التي أخذها من الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، في جرائره وجرائمه هذه، يقول النبي «أُخِذَ من سيئاتهم ثم طُرِحَت عليه، ثم طُرِحَ في النار»، فبعد أن كان عنده حسنات أصبح الآن ضاعت حسناته في سداد ما عليه؛ ثم أخذ من سيئات الأخرين، كما جاء في الحديث أن يُقال لصاحب المظلمة هذا خلاص؛ ليس عنده حسنة يوفيك إياها، فيقول يا ربي ليأخذ من سيئاتي، فتؤخَذ من سيئات هذا المظلوم وتُعطى وتُلقى على الظالم ثم يُلقى في النار -عياذًا بالله-؛ فهذا أشر إفلاس، إفلاس الدنيا يفقد الإنسان فيه ثروته، لكن مهما كانت خسارة الدنيا لا يمكن أن تُقاس بخسارة الآخرة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}، توبة خالصة، النُصْح هو الخلوص والتصفية، العرب تقول نصحت العسل يعني صفيته وخلَّصته، توبة نصوحًا؛ توبة خالصة صافية، والتوبة الخالصة بهذه الشروط كما قال -تبارك وتعالى- {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ}[الزمر:54] {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}[الزمر:55]، وقال -سبحانه وتعالى- {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}[الفرقان:71]، فالذي يتوب يعني يرجع عن ذنبه ويعمل صالحًا ويستقيم على الأمر فهو هذا الذي قد تاب التوبة النصوح الخالصة، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}، عسى هو فعل إنشاء الرجاء ولكن من الله -تبارك وتعالى- للتحقيق، لا شك عندما يقول الله عسى فإن هذا مُحقق ولا شك لأن الله -تبارك وتعالى- لا يرجوا أمرًا يكون أو لا يكون، بل ما شاء الله -تبارك وتعالى- كان وما لم يشأ لم يكن -سبحانه وتعالى-، فإذا قال الله عسى فهذا يكون حتمًا، {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}، يعني هنا بحسب العبد، يعني أنك إذا قُمت بهذه التوبة النصوح كما أمرك الله -تبارك وتعالى- فعسى الله -تبارك وتعالى- إن كنت مُخلِصًا في هذا أن يصنع لك الله هذا {أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}، تكفيرها؛ سترها وتغطيتها، لا يُحاسِبكم بها، ولا يؤاخِذكم بها، ولا يفضحكم بها، كما الشأن في الكافر وفي الغادر والذي يُريد الله عذابه فإنه يفضحه بذنبه، ولكن المؤمن هذا الذي تاب فإن الله -تبارك وتعالى- يُغطِّي؛ ويستر، ويكفُر سيئاته، فلا يفضحه بها في الآخرة، وفي الحديث أن الله يُقرر للمؤمن يوم القيامة ذنبه ثم يقول له أتذكر كذا؟ أتذكر كذا؟ أتذكر كذا؟ حتى إذا علِمَ هذا المؤمن أنه قد هلك فيقول له قد سترتها عليك في الدنيا؛ ما فضحتك بها في الدنيا، واليوم أغفرها لك، يعني أن الله مَنَّ على هذا المؤمن بأن ستره بهذا الذنب؛ فعل هذا الذنب في الدنيا لكن الله لم يفضحه به ولم يكشف سِرَّه، وفي الآخرة لا يكشف سِرَّه فيُغطِّيها له -سبحانه وتعالى-؛ هذا من رحمة الله -تبارك وتعالى- بعبده المؤمن، {يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}، فيسترها ولا يفضحكم بها ثم لا يُحاسِبكم عليها -سبحانه وتعالى- ولا يُعاقِبكم بها.
{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}، بعد تكفير السيئات مَن كُفِّرَت سيئاته خلاص؛ هذا أصبح الطريق مُمهَّد أمامه لدخول الجنة، ويُدخِلكم جنات؛ بساتين، بساتين الرب -تبارك وتعالى- هي هذه الجنة الواسعة العريضة؛ التي عرضها كعرض السماء والأرض، {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}، تجري الأنهار من تحت هذه الجِنان؛ من تحت أشجارها ومن تحت قصورها الأنهار المختلفة، {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَه}، هذي بُشرى من الله -تبارك وتعالى- لنبيه وللمؤمنين أن في هذا اليوم لا يُخزي الله النبي والذين آمنوا معه، لا يُخزيهم بألا يوفي الله -سبحانه وتعالى- لهم وَعْدَه وعهده الذي قطعه معهم بأن يُدخِلهم الجنة وأن يُكرِمهم -سبحانه وتعالى-، أن يُخزيهم بالعذاب، أو يُخزيهم بشيء من النكال، بل إن هذا اليوم هو يوم الكرامة لرسول الله –تبارك وتعالى- ولأهل الإيمان الذين آمنوا معه، فمن بداية هذا اليوم والنبي -صلوات الله والسلام عليه- في أول المشاهِد على حوضه -صل الله عليه وسلم- يأتيه أهل الإيمان يشربون من حوضه، حوضه يقول النبي ما بين مكة وهاجر هذه أضلاعه؛ ضلعه الواحد، وعليه آنية كعدد النجوم، وأن أمته تأتيه غُرًّا مُحجَّلين من أثر الوضوء يشربون منه، ويقول النبي أنا فرطكم على الحوض -صلوات الله والسلام عليه-، {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}[الكوثر:1]، نهر في الجنة يشخب منه ميزانان إلى حوض النبي -صل الله عليه وسلم-، ثم منزلة بعد منزلة فلا يُخزي الله -تبارك وتعالى- النبي؛ بل يقبل شفاعته، يُعلي درجته، «يُقال يا محمد ارفع رأسك، وسل تُعطى، وأشفع تُشفَّع، فيقول يا رب أمتي، فيُقال له أدخِل مَن لا حساب عليهم من أمتك من الباب الأيمن في الجنة، وهم شركاء الناس في ما سوى ذلك من الأبواب»، فأمر عظيم جدًا في المشهد، ثم بعد ذلك في دخول الجنة أول مَن يقرع باب الجنة النبي -صل الله عليه وسلم- ويدخلها، ثم يدخلها المؤمنين، يرفعه الله -تبارك وتعالى- إلى المقام المحمود؛ المنزلة والدرجة العالية في الجنة التي لا تنبغي إلا لعبد واحد من عباد الله وهو النبي -صلوات الله والسلام عليه-، كما قال -صل الله عليه وسلم- «إذا سمعتوا المؤذِّن فقولوا مثل ما يقول، ثم سلوا الله لي الوسيلة والفضيلة، فإن الوسيلة درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد واحد من عباد الله»، الله جعل منزلة في الجنة ومقام في الجنة الذي يصلها هو عبد واحد فقط من عباد الله، قال «وأرجوا أن أكون أنا هو»، وهو هو -صلوات الله والسلام عليه-، فيرفع الله -تبارك وتعالى- شأن رسوله في هذا اليوم العظيم بهذه الرِفعة العظيمة؛ فهو أولًا في الموقف سيد ولد آدم ولا فخر، فالناس كلهم يُحشَرون على عقبه -صل الله عليه وسلم-، والناس كلهم يفزعون إليهم في النهاية أن يكون هو يأتي ويشفع عند الله -تبارك وتعالى- لدخول الجنة ولفصل القضاء؛ فهذه شفاعة النبي العظمى -صلوات الله والسلام عليه-.
{يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَه}، فالذين آمنوا سيكونون مع النبي -صلوات الله والسلام عليه-، نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحشرنا معه ويجمعنا بهم، {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَه}، لا شك من أصحابه وممَن يأتي بعدهم، كما قال -جل وعلا- {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ........}[الجمعة:3]، وأخرين منهم؛ من أصحاب النبي -صل الله عليه وسلم-، {........ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الجمعة:3]، فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعلنا من هؤلاء، {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}، نورهم؛ نور النبي -صل الله عليه وسلم- ونور أهل الإيمان، يسعى؛ السعي هو المشي السريع، بين أيديهم؛ بمشيتهم، حيثما يسيرون في الظُلمة فإن الله -تبارك وتعالى- يُعطي كل إنسان في يوم القيامة نور على قدْر إيمانه وعمله، فمن الناس مَن يكون نوره كالجبل؛ جبل كامل يشِع نورًا، ومنهم مَن يكون نوره دون ذلك، ومنهم مَن يكون لا نور له إلا نور صغير على طرف قدمه؛ على أصبع قدمه فقط هذا نوره، مقدار إيمانه وعمله الصالح شمعة، ومنهم مَن يكون نوره على هذا النحو وحيثما ساروا ساروا في هذا النور، {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}، فهؤلاء الذين كانوا في الإيمان وثبتوا عليه واستمروا فيه، {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}، يقولون؛ يعني أهل الإيمان، {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}، زمانًا وواقعًا ومكانًا، يعني يا رب أتمم لنا نورنا؛ أتمه لنا حتى يدخلوا الجنة فيبقى نورهم على التمام، وأتمم لنا نورنا؛ كمِّله لنا، {أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا}، أي ذنوبنا، {إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وفي هذا الوقت بالطبع كل أهل النفاق يكونون قد حُبِسوا وأُبعِدوا عن أهل الإيمان، كما قال -تبارك وتعالى- عن هؤلاء المنافقين أنهم يقولون لأهل الإيمان وهم في الموقف عندما يروا أن أهل الإيمان قد أضاء نورهم على هذا النحو؛ يقولون {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}، انظرونا؛ انتظرونا، نقتبس من نوركم يعني نأخذ هذا النور، من أين أتيتم بهذا النور الذي شاع فيكم وكل واحد أخذ نوره؟ فيُقال لهم أو تقول لهم الملائكة {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}، يعني هؤلاء أخذوا النور من مقبسه في الخلف؛ فاذهبوا ورائكم فالتمسوا نورًا، فإذا ذهب أهل النفاق الذين كانوا مع المؤمنين ورجعوا للخلف ليلتمسوا النور وانتهوا إلى آخرهم؛ عند ذلك يُضرَب بينهم بسور، عند ذلك يُضرَب سور بين المؤمنين ومعهم نورهم ومعهم النبي -صلوات الله والسلام عليه- والمنافقين الذين انعزلوا في الخلف؛ ويُضرَب السور بينهم، الله يقول {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ}، باطنه؛ ما يلي النبي -صل الله عليه وسلم- والمؤمنين فيه الرحمة، وظاهره وهو الذي يلي المنافقين {مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ}، يشوف النار أمامه، يُنادونهم من خلف السور {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ}، ما كُنَّا معكم أي في الدنيا وكُنَّا معكم الآن في الموقف؟ {قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ}، هذا كان حالكم في الدنيا، قالوا بلى كنتم معنا في الدنيا؛ كانوا يُصلّون معهم، ويصومون معهم، {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ}، يعني بالإسلام، خلي الإسلام شوية يغلبه الكفار فنكون مع الكفار ونُظهِر كفرنا، كانوا يُضمِرون الكفر ولكنهم فقط مُتربِّصون، ينتظرون فقط الدائرة تكون على أهل الإيمان حتى يُعلِنوا كفرهم ويلتحقوا بمعسكر الكفر، {........ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}[الحديد:14] {فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[الحديد:15]، فأهل الإيمان الذين اجتمعوا، وحاذوا نورهم، وأبعد الله -تبارك وتعالى- عنهم المنافقين هذا الإبعاد وفُصِلَ بينهم وبينهم؛ يدعون الله -تبارك وتعالى- بأن يُتمِمَ لهم نورهم، {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وصفوا الله -تبارك وتعالى- هنا بأنه القدير على كل شيء ولا يُعجِزه شيء -سبحانه وتعالى-، هو القدير على أن يُحقق لهم طِلبَتَهم ورغبتهم هذه في أن يُتِمَ لهم نورهم حتى يدخلوا الجنة، {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ثم قال -جل وعلا- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[التحريم:9]، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، خطاب من الله -تبارك وتعالى- لرسوله -صل الله عليه وسلم-، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، النبي هو المُنبَّأ، النبأ هو الخبر العظيم، والنبي رجل نبَّأه الله -تبارك وتعالى- بالأخبار العظيمة؛ فقد عرَّفَه بأسمائه، وصفاته، وغيبه -سبحانه وتعالى-، من غيبه السابق؛ رُسُلِه، وكتبه المُنزَلة، وخلْقه، وبداية الخلْق -سبحانه وتعالى-، وغيبه اللَّاحق مما سيكون، وغيبه كذلك من ملائكته، من قضائه، من قدَرِه -سبحانه وتعالى- فهو المُنبَّأ، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ........}[التحريم:9]، الجهاد هو بذل الجُهد؛ ويكون بالنفس، والمال، والكلمة، وجمع الله -تبارك وتعالى- هنا بين الكفار والمنافقين لأنهم جنس واحد، جنس واحد حيث أن الكفار والمنافقين متساوين في الكفر؛ هذا كافر وهذا كافر، لكن المنافق كذَّاب؛ زاد عن الكافر بأنه يُعلِن الإسلام ويُبطِن الكفر، فيُخفي كفره ويجمع بين الكفر وبين الكذبح الكذب على أهل الإيمان وخداع المؤمنين، {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}[البقرة:9]، فلذلك كان أشر؛ المنافق أشد شرًا على الإسلام من الكافر ولذلك كان عذابه أعظم عند الله، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ........}[التحريم:9]، أمر بالغِلظة؛ غِلظة في اللسان في القول، وغِلظة في القلب فيكون قلبه شديد عليهم، كلامه شديد، دفعه لهم شديد، قتاله كذلك شديد، كما قال الله في الكفار {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ........}[التوبة:123]، فالله يقول واغلظ عليهم؛ اشدد عليهم بالكلام والفعل، {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، مأواهم في النهاية جهنم؛ هذا السجن العظيم، سجن الله -تبارك وتعالى- العميق، يخبر النبي بأن شفا جههم لو أُلقيَ فيها حجر من شفيرها لمكث سبعين سنة لا يصل قعرها، هذا أعظم سجن؛ لا سجن أعظم من هذا لأنه نار، كله نار؛ أرضه وجدرانه كلها نار، فالله يقول {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}، أي في آخر الأمر، {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، بئس مصيرًا ما سيصير إليه أهل الكفر والنفاق -عياذًا بالله-.
نقف هنا ونكمِل -إن شاء الله- في الحلقة الآتية، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب، والحمد لله رب العالمين.