الثلاثاء 07 ذو القعدة 1445 . 14 مايو 2024

الحلقة (748) - سورة المزمل 10-19

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه وتعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}[المزمل:8] {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}[المزمل:9] {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}[المزمل:10] {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}[المزمل:11] {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا}[المزمل:12] {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا}[المزمل:13] {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا}[المزمل:14] {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا}[المزمل:15] {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا}[المزمل:16] {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}[المزمل:17] {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا}[المزمل:18] {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}[المزمل:19]، من سورة المُزمِّل والتي بدأها الله -تبارك وتعالى- بقوله {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}[المزمل:1] {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}[المزمل:2] {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا}[المزمل:3] {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[المزمل:4]، وهذه السورة نزلت على النبي -صلوات الله والسلام عليه- بعد المُدثِّر؛ وفيها هذه الأوامر العظيمة من الله -تبارك وتعالى- لرسوله، أولًا بأن يقوم الله إلا قليلًا {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا}[المزمل:3]، النصف أو ينقِص منه إلى الثُلُث أو يزيد عليه إلى الثُلُثَين، {........ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[المزمل:4].

ثم جهَّزه الله -تبارك وتعالى- لتحمُّل أعباء هذه الرسالة فقال {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}[المزمل:5]، القيام بأعباء هذه الرسالة، {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}[المزمل:6]، يعني هذه شهادة من الله -تبارك وتعالى- وبيان أن ما يُنشِئه العبد في الليل من قيام الليل هي أشد وطئًا عليه في العبادة، ولكن أقوَم قيلًا وذلك أنه يقوم بكتاب الله -تبارك وتعالى-؛ القول الفصل، الهُدى والنور، {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا}[المزمل:7]، للعمل والسعي في المعاش، {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ ........}[المزمل:8]، في كل الأوقات، {........ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}[المزمل:8]، انقطع إليه انقطاعًا للعبادة، فهذا أمر من الله -تبارك وتعالى- بأن يجعل النبي توجُّهه وعبادته وانقطاعه لله -تبارك وتعالى-، {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}[المزمل:9]، كما قال -تبارك وتعالى- {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:65]، فالله الذي تعبدُه هو رب المشرق والمغرب؛ كل الوجود، لأن الوجود شرق وغرب، لا إله إلا هو؛ لا إله حقًا إلا هو -سبحانه وتعالى-، فلا يعبُد عابِدٌ عابِدًا بحق إلى الله -تبارك وتعالى-، الذي يعبد الله -تبارك وتعالى- يعبد حقًا لأنه هو الإله وحده -سبحانه وتعالى-؛ وأما غيره فباطل، {فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}، اتخذه اعتقادًا وإيمانًا أن الله -تبارك وتعالى- هو المُوكَّل بكل شيء، اعلم أنه رب السماوات والأرض فإذن سلِّم أمرك كله له؛ واجعل اعتقادك فيه، وإيمانك به، وثِقَتك به، وهو الذي يتوَلَّى أمرك كله، وشئونك به، {فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}.

{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}[المزمل:10]، الصبر؛ حبس النفس على المكروه دون تضجُّر وتأفُّف، أُمِرَ النبي بأن يصبر على ما يقولون؛ أي الكفار، والكفار يقولون مقالات عظيمة في الإثم والفجور، فمنها مقالاتهم العظيمة على الله -تبارك وتعالى-، ومقالتهم للنبي -صل الله عليه وسلم-؛ تكذيبه، اتهامه بالجنون، اتهامه بالسحر، بأنه افترى هذا القرآن، فإنهم يقولون أقوال عظيمة في الكفر والإثم، وهذه الأقوال تثقُل على قلب النبي -صل الله عليه وسلم- وعلى قلب أهل الإيمان؛ لابد من الصبر على ذلك، {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ........}[المزمل:10]، في الله -تبارك وتعالى-؛ وفي رسالاته، وفي اتهامهم لك -صل الله عليه وسلم-، {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}، اهجرهم يعني اهجر مقابلة إسائتهم بإسائة؛ بأن تسبَّهم، أو تشتُمَهم، أو ترُدَّ عليهم، أو تُعاقِبهم على ما يفعلونه، بل اهجرهم في هذا وليس اهجرهم يعني خلِّهِم ولا تُبلِّغهم دين الله -تبارك وتعالى- ولا تُنذِرهم... لا، وإنما {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}، هَجْر؛ اهجر أذاهم، واهجر عقوبتهم؛ فإن هذا إلى الله -تبارك وتعالى-، جميلًا يعني لا سبَّ معه ولا شتم معه، {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}[المزمل:10].

{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}[المزمل:11]، اترك الله -تبارك وتعالى- هو الذي يتولَّى عقوبتهم؛ وهو الذي يتولَّى حسابهم في الدنيا والآخرة -سبحانه وتعالى-، وذَرني؛ الله، وهذا من اتخاذ الرب وكيل، وكِّل الله -تبارك وتعالى- في هذا الأمر؛ في عقوبة هؤلاء المجرمين، وفي كف أذاهم، وهدايتهم إذا شاء الله -تبارك وتعالى- هدايتهم، وأخذهم إذا شاء الله -تبارك وتعالى- أخذهم؛ فالأمر إليه -سبحانه وتعالى-، {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ}، الكفار المُكذِّبين، والتكذيب؛ رد الحق واتهامه بأنه باطل، وهذا الذي صنعوه؛ أنهم ردوا الحق الذي جائهم من الله -تبارك وتعالى- وقالوا في هذا الحق ما قالوا؛ إفك، أساطير الأولين افتراها، اتهموا النبي -صل الله عليه وسلم- بالكذب، فهؤلاء المُكذِّبين {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ ........}[المزمل:11]، المُترَفين، فإنهم قد أُترِفوا في هذه الدنيا، وذلك أن ها دول صناديد قريش كانوا من أهل الثراء والغِنى؛ وقد تمتَّعوا في غِناهم بصنوف النِعَم، {........ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}[المزمل:11]، مهِّلهم يعني اترك أمر عقوبتهم قليلًا؛ فإن الله -تبارك وتعالى- لن يُهمِلَهُم، «إن الله يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلِته»، {وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}، والمَهْل هو التريُّث، يعني تريَّث في الأمر وانتظر فيه وسترى ما يصنع الله –تبارك وتعالى- بهم.

{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا}[المزمل:12]، إن؛ للتأكيد، لدينا؛ عند الله –تبارك وتعالى-، {........ أَنكَالًا وَجَحِيمًا}[المزمل:12]، الأنكال هي القيود، يعني قيود سيُقيَّدون بها، وجحيم؛ النار -عياذًا بالله-، فيتهدد الله -تبارك وتعالى- هؤلاء المُكذِّبين الرادين على الرسول -صل الله عليه وسلم- بهذا؛ بما عنده -سبحانه وتعالى- من العذاب والنكال له، {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا}[المزمل:12] {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا}[المزمل:13]، طعام يطعَمونه لكن لا يُسمِن ولا يُغني من جوع؛ وإنما يشتد به الجوع، وكله عذاب من أوله إلى آخره، فوصَفَ الله -تبارك وتعالى- أنواع هذا الطعام الذي يأكلونه أولًا بأنه الزقُّوم، قال {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ}[الدخان:43] {طَعَامُ الأَثِيمِ}[الدخان:44] {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ}[الدخان:45] {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}[الدخان:46]، فهذا طعامهم وكذلك الضريع قال –جل وعلا- {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ}[الغاشية:2] {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ}[الغاشية:3] {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً}[الغاشية:4] {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}[الغاشية:5] {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}[الغاشية:6] {لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}[الغاشية:7]، والضريع؛ قيل الضريع هو الشِبرِق، هذي نبتة ذات شوك شديد، وهذه النبتة تتحاشاها الإبل، حتى الإبل التي تأكل العَضاة وتأكل الشوك لكن تتحاشاها من شدتها، تأكلها خضراء قبل أن يشتد شوكها؛ ولا تأكلها إذا جفَّت، فهذه الضريع تنشَب بحلوقهم وهذا هو الطعام الذي ذا غُصَّة، ذا غُصَّة يعني أنه ينشَب بالحلق،

ومثله مثل الشراب فقد قال الله -تبارك وتعالى- في الشراب {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ........}[إبراهيم:17]، فطعامهم هذا الضريع شوك؛ لكنه شوك النار، والزقُّوم شجرة النار، الله يقول {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ}[الصافات:64] {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}[الصافات:65] {فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ}[الصافات:66]، وذلك أنه من شدة الجوع يأكل، تدفعه ضرورة الجوع الشديد فيأكل من هذه؛ وهذه بئس الطعام، قال النبي -صل الله عليه وسلم- «يا أيها الناس اتقوا ربكم، فلو أن قطرة من الزقُّوم قُطِرَت على أهل الأرض لأفسدت على الناس معايشهم؛ فكيف بمَن كان طعامه وشرابه؟»، كيف بمَن كان طعامه وشرابه من الزقُّوم الذي هو على هذا النحو؟ فهذا طعامهم طعام ذا غُصَّة؛ الضريع، الزقُّوم -عياذًا بالله-، {وَعَذَابًا أَلِيمًا}، إلى جانب هذا عذاب أليم من الأشربة المختلفة، {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ}[ص:57] {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ}[ص:58]، لدغ الحيَّات والعقارب مع هذا السُم الهاري مع النار؛ الضرب بمقامع الحديد، السلاسل العظيمة، والقيود العظيمة، الإهانات المعنوية والحِسِّية، فهو عذاب مؤلم بكل معاني الألم -عياذًا بالله-، {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا}[المزمل:12] {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا}[المزمل:13].

{يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا}[المزمل:14]، هذا هو اليوم الذي يكون هذا العذاب فيه بعد قيام الساعة، وقيام الساعة قال -جل وعلا- {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ ........}[المزمل:14]، وتَرجُف؛ تتزلزل، وسُمِّيَت رجفة لأنها زلزلة شديدة؛ وهو الزلزال الأكبر للأرض، {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}[الزلزلة:1]، يعني زلزالها الأكبر الذي هو زلزالها، {وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا}[الزلزلة:2] {وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا}[الزلزلة:3]، {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ}[الحاقة:13] {وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}[الحاقة:14] {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}[الحاقة:15]، فهذا الرجف العظيم؛ رجف الأرض، ترجُف الأرض والجبال العظيمة هذه ترجُف، بل {........ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا}[المزمل:14]، الكثيب هو كوم الرمل، والمهيل الذي يكون حبَّاته دقيقة فيهيل بعضه على بعض؛ يعني يتهدَّل ويسقط بعضه على بعض فلا يثبُت، فهذا حال الجبال في هذا اليوم العصيب؛ تُنسَف، ثم تكون كثيبًا مهيلًا، ثم تكون كالعِهن المنفوش، ثم يُذرِّيها الله -تبارك وتعالى- إلى حيث يشاء، قال {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}[طه:105]، هذا يوم القيامة، {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا}[طه:106] {لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا}[طه:107]، وهنا قال -تبارك وتعالى- {........ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا}[المزمل:14]، وقال في سورة القارعة {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ}[المعارج:8] {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ}[المعارج:9]، كالعِهن؛ كالصوف الخفيف، ثم يُسيِّرها الله -تبارك وتعالى- إلى حيث يشاء، فهذا عذاب هؤلاء كائن في هذا اليوم، {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا}[المزمل:14].

ثم قال -جل وعلا- موجِّهًا الخطاب إلى هؤلاء الكفار {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ ........}[المزمل:15]، إنَّا؛ الله -سبحانه وتعالى-، أرسلنا إليكم؛ أيها الناس، {رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ}، هذا الرسول محمد ابن عبد الله -صلوات الله والسلام عليه-، شاهِدًا عليكم؛ يشهد عليكم، فيشهَد لِمَن أطاعه بالجنة ويشهَد على مَن عصاه بالنار، فيقول هؤلاء عصوني؛ كفروا، فعلوا وفعلوا، وشهادة النبي خلاص؛ هذه مقبولة، {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا}[النساء:41] {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}[النساء:42]، فالنبي يأتي شهيد على مَن معه -صل الله عليه وسلم- من أمته؛ فيشهد للطائعين وتكون شهادته هذه لدخولهم الجنة، ويشهَد على العاصين والكفار فتكون هذه لدخول النار، {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا}[المزمل:15]، يعني أن الله -تبارك وتعالى- أرسل إلى فرعون الطاغية الأكبر في الأرض رسولًا؛ رسولًا هو موسى -عليه السلام-، وشبَّه الله -تبارك وتعالى- هذا وهذا ليُنذِر بالعقوبة، يعني أنكم إن خالفتم أمر الله -تبارك وتعالى- وعصيتم هذا الرسول المُرسَل فانظروا ستكون عقوبتكم كما كانت عقوبة فرعون.

قال -جل وعلا- {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا}[المزمل:16]، {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ........}[المزمل:16]، عصى الرسول أنه تكبَّر عليه وتجبَّر؛ وحاول أن يدفع حُجَّته بكل سبيل، فلم يقبل منه آية؛ لا آية حِسِّية، ولا برهان عقلي، ما قَبِلَه بالرغم من أنه أقام كل البراهين له وأتاهم بآيات الله -تبارك وتعالى-، {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى}[طه:56] {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى}[طه:57] {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى}[طه:58]، فالله -تبارك وتعالى- يُبيِّن أنه أراه آياته كلها، آياته؛ المعجزات التي أجراها الله على يد موسى، وكذلك آياته -سبحانه وتعالى- بهذه البراهين التي قام بها موسى، آية في ضحد هذا الباطل الذي كان عليه فرعون لكنه لم يؤمن بشيء من ذلك، {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ........}[المزمل:16]، موسى -عليه السلام-، قال -جل وعلا- {........ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا}[المزمل:16]، أخذناه بالهلاك؛ يعني أهلكناه، وأخذه الله -تبارك وتعالى- بأن أخرجه هو جنوده من دورهم؛ وقصورهم، وحبورهم، وسرورهم، وبهجتهم، ومقامهم الكريم الذي كانوا فيه، ثم أخذهم الله -تبارك وتعالى- واستدرجهم إلى أن ألقاهم في اليَم، فألقاهم الله -تبارك وتعالى- في اليَم مدحورين، {أَخْذًا وَبِيلًا}، الوبيل؛ الشديد، أخذ الله -تبارك وتعالى- له شديد، انظر كيف أخرجه الله -تبارك وتعالى- من مُلكِه؛ وأُبَّهَته، وجُندِه، ثم ألقاه مع هؤلاء الجُنْد مدحورًا في البحر، والوبيل هو الشديد، ومنه الوابل من المطر؛ اللي هو المطر الغزير القوي، {........ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا}[المزمل:16].

ثم قال -جل وعلا- {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}[المزمل:17]، سؤال للتقريع والتأنيب؛ كيف تتقون؟ تتقون يعني تحمون أنفسكم، إن كفرتم بالله -تبارك وتعالى-؛ كفرتم بهذه الرسالة المُرسَل بها هذا النبي -صلوات الله والسلام عليه-، يومًا؛ تتقون هذا اليوم؛ {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}، اللي هو يوم القيامة؛ ويجعل الوِلدان شِيبًا من الهَول أو من الطول مع الهَول، فالوِلدان وهم الصِغار يجعلهم شِيبًا، هذا الرأس يكون أسود ولكنه يشيب من شدة الهَول وتهاويل هذا اليوم؛ وعذابه وصعوبته، فهذا يوم عصيب؛ يوم قمطرير كما وصَفَه الله -تبارك وتعالى-، {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}[الإنسان:10]، فهذا اليوم العبوس القمطرير الذي يقول عنه الكفار هذا يومٌ عَسِر؛ يعني فيه عَسَارة في كل شيء، فهذا اليوم الله -تبارك وتعالى- يقول للمُكذِّبين {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}[المزمل:17]، من شدته ومن طوله؛ فإنه خمسين ألف سنة، كما قال -تبارك وتعالى- {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}[المعارج:1] {لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ}[المعارج:2] {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ}[المعارج:3] {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}[المعارج:4] {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا}[المعارج:5]، وقال النبي -صل الله عليه وسلم- «ما من صاحب ذهب وفضة لا يؤدي زكاتها إلا صُفِّحَت له صفائح، ثم يُحمى عليها في نار جهنم، ثم يُكوى بها جبينه، وجنباه، وظهره، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يُرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار»، {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}[المزمل:17].

{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ........}[المزمل:18]، هذه السماء القوية التي بناها الله -تبارك وتعالى- بهذه القوة والمتانة وقال فيها {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}[الذاريات:47]، لكنها في هذا اليوم تتهاوى من شدة هذا اليوم، {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ}[المعارج:8] {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ}[المعارج:9]، وكذلك يقول الله -عز وجل- {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ}[الانفطار:1] {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ}[الانفطار:2]، فالسماء هذه العظيمة تنفطر، {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ........}[المزمل:18]، مُنفَطِر؛ مُتشقق، يعني تنشَق السماء وتتشقق من هذا اليوم العصيب العظيم، {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا}[المزمل:18]، وَعْد الله -تبارك وتعالى- لابد أن يكون فإن هذا وَعْد الله ووعيده؛ وَعْده -سبحانه وتعالى- لأهل طاعته، ووعيده لأهل معصيته، ووَعْده بإقامة هذا اليوم فقد وَعَدَ الله -تبارك وتعالى- عباده بإقامة هذا اليوم؛ فإن هذا اليوم حتم لابد أن يكون، وهذا يوم قد كَتَبَه الله؛ وقضاه الله -تبارك وتعالى-، وجعل له أجل مُسمَّىً عنده لا يتأخَّر لحظة ولا يتقدَّم، {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ........}[الأنعام:2]، فأجل يوم القيامة أجل مُسمَّىً عند الله -تبارك وتعالى-، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ........}[الأعراف:187]، ثَقُلَت في السماوات والأرض فإن وقْعها عليهم وقْع شديد، فالسماء العظيمة الكبيرة تتفطَّر وتتشقق في هذا اليوم، {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا}[المزمل:18]، كان وَعْد الله -تبارك وتعالى- مفعولًا؛ أنه لابد أن يكون.

ثم قال -جل وعلا- {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}[المزمل:19]، إن هذه؛ يعني السورة وما جاء فيها، تذكِرة؛ تُذكِّر، يُذكِّر الله -تبارك وتعالى- فيها عباده بهذه الأمور التي ذكَرَها في هذه السورة؛ أولًا من أن يوم القيامة حتم لابد أن يكون، وأن المُكذِّبين لابد أن يلقَوا جزائهم في الدنيا والآخرة، {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا}[المزمل:15] {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا}[المزمل:16]، فإن ما جرى لفرعون من لحوق عذاب الله -تبارك وتعالى- به في الدنيا؛ هو ما يمكن أن يجري عليكم أيها المُكذِّبون إذا أخذتم طريق فرعون، وما ينتظركم في الآخرة ينتظركم، والأمر الأخر في هذه السورة تذكير في بداية هذه السورة للنبي -صلوات الله والسلام عليه- بربه -سبحانه وتعالى-؛ وبأن يتبتَّل إليه تبتيلًا، وبأن يذكُر اسم الله -تبارك وتعالى- في كل أوقاته، {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}[المزمل:8] {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}[المزمل:9] {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}[المزمل:10] {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}[المزمل:11] {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا}[المزمل:12] {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا}[المزمل:13]، فالله -تبارك وتعالى- يقول {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ........}[المزمل:19]، أي منكم أيها العباد بعد وصول هذه الرسالة اتخذ إلى ربه سبيلًا، {........ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}[المزمل:19]، يعني أن هذا الطريق قد بُيِّن، والذي يُريد أن يتخذ إلى ربه سبيلًا فينجوا عنده فهذا هو الطريق؛ قد وضِّح وبُيِّن، ومفهوم هذا أن مَن تنكَّبَ هذا الطريق ورجع عنه إذن فلينتظر العقوبة كما أخبر الله -تبارك وتعالى-، قول الله -تبارك وتعالى- {........ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}[المزمل:19]، دعوة منه -سبحانه وتعالى- العباد إلى أن يأخذوا طريقهم إلى الله؛ وهذا السبيل هو سبيل الله، وهو سبيل واحد ليس هناك سبيل غيره، وهو سبيل متابعة هذا النبي؛ الإيمان بما جاء به هذا النبي من ربه -سبحانه وتعالى- بالقرآن المُنزَل عليه، والإيمان بالوحي المُنزَل عليه غير هذا القرآن، واتخاذ النبي القدوة؛ والأُسوة، والدال على الله -تبارك وتعالى-، والسير خلفه -صل الله عليه وسلم-، هذا هو السبيل؛ هذا سبيل الله -تبارك وتعالى- الذي لا سبيل غيره، وأما مَن اتخذ أي سبيلٍ أخر حتى وإن ظن أنه يُريد الله واتخذ له سبيل مُخالِف لهذا السبيل فإن الله لا يقبَلُه، فإن الله لا يقبَل أن يذهب أحدًا إليه إلا بهذا السبيل؛ سبيل النبي -صل الله عليه وسلم-، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف:108]، فالنبي ومَن تَبِعَه يدعون إلى هذا، والله -تبارك وتعالى- أمَرَ النبي أن يدعوا إلى سبيله، قال {........ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[القصص:87]، وقال {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[النحل:125]، فيخبر الله -تبارك وتعالى- ويقول {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ}، يعني أنها موعظة عظيمة تُذكِّركم بالله -تبارك وتعالى-، {........ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}[المزمل:19].

ثم إن الله -تبارك وتعالى- ذكَرَ في آخر هذه السورة ...، وإنما نزل عقِب هذه السورة بعد سنة كاملة من نزول صدرها، كما في حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنها قالت لمَّا سألها سعد ابن هشام عن صلاة النبيح قيام النبي -صلوات الله والسلام عليه-، فقال له ألست تقرأ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}[المزمل:1] {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}[المزمل:2]، قالت له هكذا كان يقوم النبي -صلوات الله والسلام عليه-، قالت له قام النبي وقام المسلمون معه بهذه السورة سنة كاملة حتى تفطَّرَت أقدامهم، واحتبس الله -تبارك وتعالى- عجِز هذه السورة؛ آخر هذه السورة سنة، ثم إن الله -تبارك وتعالى- أنزل بعد ذلك {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المزمل:20].

ونأتي -إن شاء الله- إلى تفصيل معاني هذه الآية -إن شاء الله- في الحلقة الآتية، استغفر الله لي ولكم من كل ذنب، والحمد لله رب العالمين.