الثلاثاء 07 ذو القعدة 1445 . 14 مايو 2024

الحلقة (763) - سورة النازعات 1-33

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين.

وبعد فيقول الله -تبارك وتعالى- بسم الله الرحمن الرحيم، {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}[النازعات:1] {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا}[النازعات:2] {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا}[النازعات:3] {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا}[النازعات:4] {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}[النازعات:5] {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}[النازعات:6] {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}[النازعات:7] {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}[النازعات:8] {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}[النازعات:9] {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}[النازعات:10] {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}[النازعات:11] {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}[النازعات:12] {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}[النازعات:13] {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}[النازعات:14]، سورة النازعات؛ وهي من القرآن المكي، يقول الله –تبارك وتعالى- {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}[النازعات:1] {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا}[النازعات:2] {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا}[النازعات:3] {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا}[النازعات:4] {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}[النازعات:5] {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}[النازعات:6]، يُقسِم الله -تبارك وتعالى- بهذه الأقسام المُتتابِعة، النازِعات؛ قيل النازِعات هم الملائكة، تنزِع أرواح الكفار، {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}[النازعات:1] {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا}[النازعات:2]، ناشطات في سيرِهِنَّ، ملائكة الله -تبارك وتعالى- في قيامهم بأمر الله -تبارك وتعالى- فإنما يقومون بأمر الله بهِمَّة ونشاط؛ بعزيمة وجِد، لا يتوانون عن أمر الله -تبارك وتعالى-، {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا}[النازعات:3]، هذا كذلك من سبْحِها في جو السماء؛ بين السماء والأرض.

{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا}[النازعات:4]، هذا أيضًا من فعل الملائكة فإنهم يتسابقون في أداء ما يأمرهم الله -تبارك وتعالى- به؛ وفي نقل ذِكْر العباد إلى ربهم -سبحانه وتعالى-، كما جاء في الحديث «أن النبي -صلوات الله والسلام عليه- صلَّى يومًا وسمِعَ في صلاته بعد أن قال سمِعَ الله لِمَن حَمِدَه قائلًا يقول ربنا ولك الحمْد؛ حمْدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلمَّا انتهى النبي من صلاته قال مَن الذي قال آنفًا هذه المقالة؟ فقال أنا يا رسول الله؛ وما أردت بهذا إلا الخير، فقال النبي لقد رأيت بضعة عشر ملَكًا يبتدرونها إلى السماء؛ أيُّهم يُوصِلُها»، ومعنى يبتدرونها يعني كلٌ منهم يُبادِر الأخر من الملائكة لرفع هذه المقالة التي فيها ثناءٌ ومدْح لله -تبارك وتعالى- إلى الرب -تبارك وتعالى-؛ الذي إليه يصعَد الكَلِم الطيب، يصعد الكَلِم الطيب بهذه الملائكة التي تُصْعِد كلام أهل الإيمان إلى الرب -تبارك وتعالى-؛ وإن كان الرب -تبارك وتعالى- أعلم من ملائكته بشئون عباده، كما في الحديث «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار؛ يجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيعرُج الذي باتوا فيكم فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون ربي أتيناهم وهم يُصَلُّون وتركناهم وهم يُصَلُّون»، {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا}[النازعات:4] {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}[النازعات:5]، الملائكة تُدبِّر الأمر كما أمَرَهم الله -تبارك وتعالى-، فإن الله -تبارك وتعالى- قد أقامهم في شئون هذا الخلْق؛ مَلَك موكَّل بالمطر، مَلَك موكَّل بالزرع، مَلَك موكَّل بالأرحام، مَلَك الأرحام يقول «أي ربي ما أجله؟ ما عمله؟ شقي أو سعيد؟ ذكر أو أُنثى؟»، فكل شيء من خلْق الله -تبارك وتعالى- وكَّلَ الله -تبارك وتعالى- به ملائكة كالموت، كما قال الله في شأن الموت {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}[السجدة:11].

قال -جل وعلا- {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}[النازعات:6] {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}[النازعات:7]، يوم القيامة ترجُف الراجفة، الرَّجف هو الحركة الشديدة، وهذه الراجفة؛ زلزال الأرض الذي هو زلزالها العظيم، ترجُف رجفة عظيمة جدا بها يتهدَّم كل ما عليها؛ تتفجَّر بحارها في أنهارها، تُنسَف الجبال التي على الأرض، {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ}[الحاقة:13] {وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}[الحاقة:14]، {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ}[الانفطار:1] {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ}[الانفطار:2] {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}[الانفطار:3] {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ}[الانفطار:4]، {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}[النازعات:6]، يعني هذا الزلزال الأول من النفخ في الصور؛ عند النفخة الأولى في الصور، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}[النازعات:7]، تتبعُها في النفخة الثانية الرادفة التي تردِفُها وهي النفخة الثانية؛ عندما يقوم الناس لرب العالمين -سبحانه وتعالى-، قال -جل وعلا- {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}[النازعات:8]، قلوب؛ وهي قلوب الكفار، يومئذٍ؛ في هذا اليوم، واجِفة؛ يعني مُرتَعِبة شديدة الرعب، خائفة أشد الخوف، وذلك مما تُبشَّر به من العذاب في هذا اليوم، يُقال للكافر هذا يومك الذي كنت توعَد فيسوَد وجهه ويبقى قلبه يرجُف من شدة الخوف؛ وهذا قبل أن يُلقى في النار -عياذًا بالله-.

{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}[النازعات:8] {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}[النازعات:9]، أبصار هؤلاء الكفار خاشعة؛ ذليلة، لا ينظرون وإنما أبصارهم ذليلة من الخِزي؛ والعار، والشنار الذي يتجلَّلهم في هذا اليوم العصيب -عياذًا بالله-، {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}[النازعات:9]، ثم قال -جل وعلا- {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}[النازعات:10] {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}[النازعات:11]، هذه مقالتهم الفاجرة يوم كانوا في الدنيا، {........ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}[النازعات:10]، مردودون مرة ثانية ونعود إلى الأرض مرة ثانية؛ ونُخلَق خلْق أخر وخلْق جديد، {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}[النازعات:11]، يعني أئِذا كُنَّا عِظامًا نخِرَة نُعاد للحياة مرة ثانية؟ والعظام النخِرَة هي التي نخَرَها البِلى وأصبحت خلاص؛ جفَّت ودخل البِلى إلى داخلها، {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}[النازعات:11]، مُتفتتة وهاوية، نعود؛ وتعود أجسادنا، وتعود عظامنا، ونعود خلْق أخر مرة ثانية؛ هذا استبعادهم، {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}[النازعات:12]، قالوا؛ أي وهم في الدنيا مُكذِّبين، تلك إذًا؛ لو كان هذا، كَرَّة؛ رَجعة، خاسرة؛ يعني أنها إما خاسرة لأنهم مُكذِّبون بها، أو أنها خاسرة بالنسبة إليهم سيخسروا إذا كان بالفعل سيعودون إلى الحياة مرة ثانية.

قال -جل وعلا- {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}[النازعات:13]، فإنما؛ يعني هذا الأمر الذي استبعدوه واستعظموه من يوم القيامة أمر بالنسبة إلى الله -تبارك وتعالى- يسير، {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}[النازعات:13]، الزجرة؛ النهرَة، قُم فخلاص؛ هذا يقوم، فهي زجرة واحدة؛ نفخة واحدة في الصور، {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}[النازعات:14]، بمجرد هذه النفخة التي تأتيهم تزجُرُهم فتُخرِجهم من قلب القبور قائمين على أرجُلِهِم في هذه الحياة، {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}[النازعات:13] {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}[النازعات:14]، الساهرة؛ ظهر الأرض، وإذا؛ إذا الفُجائية، يعني على طول بمجرد هذه النفخة الثانية في الصور فإذا هم قائمون لرب العالمين -سبحانه وتعالى- بظهر هذه الأرض، هذه مُقدِّمة هذه السورة فانظر أولًا إقسام الله -تبارك وتعالى- بهؤلاء الملائكة العِظام؛ الذي أقامهم الله -تبارك وتعالى- في هذا الخلْق على هذا النحو، ثم بيان حال المُكذِّبين بهذا؛ وأن هذا لا يكون، كيف يكون؟ يقول كيف يُتَصوَّر هذا؟ كيف يُتَصوَّر أننا بعد أن نكون عظام على هذا النحو أن نعود مرة ثانية؟ ثم يُبيِّن الله سهولة هذا الأمر ويُسرَه عليه؛ فإنما هي نفخة واحدة في الصور فإذا هم على هذا النحو.

ثم قال -جل وعلا- {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}[النازعات:15]، تقرير بأن الله -تبارك وتعالى- قد أخبر محمدًا -صلوات الله والسلام عليه- في ما أنزله من القرآن بحديث موسى النبي؛ نبي بني إسرائيل -عليه السلام-، {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}[النازعات:15]، ففيه عِبرة؛ وفيه آية، وفيه بيان لِقُدرة الله -تبارك وتعالى- وعظَمَته؛ وأنه يُحوِّل الأمر كما يشاء -سبحانه وتعالى-، {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}[النازعات:15] {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}[النازعات:16]، اذكر إذ ناداه؛ نادى الله -تبارك وتعالى- موسى عبده، إذ ناداه؛ نادى موسى، ربه؛ الذي ناداه، بالواد المُقدَّس طوى؛ اسم الوادي، الوادي اللي هو مجرى الماء الذي يكون بين جبلين، المُقدَّس؛ المُنزَّه، وذلك أن الله -تبارك وتعالى- جعله مكانًا طاهِرًا اختاره الله -تبارك وتعالى- ليُقيم موسى فيه بين يديه؛ ويُكلِّمَه، ويُناديه، ويُحمِّلَه رسالته، {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}[النازعات:16] {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}[النازعات:17]، هذه رسالة الله -تبارك وتعالى- التي حمَّلَها الله موسى إلى فرعون، قال الله {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}[النازعات:17]، يعني فرعون تجاوز الحد؛ تجاوز حدَّه، مُجر؛ قال للناس أنا ربكم الأعلى، استعبد الناس هذا أولًا في أنه دعى الناس إلى عبادته؛ وسخَّرَ الناس له فزاد فيه، وكان من تسخير الشعب له أنه كان يعيش عشرات السنين ليبني قبرًا للملِك؛ مجرد قبر، حتى أنه لن ينعَم فيه وما هو قصر سيعيش فيه ويفرح به مدة الدنيا... لا، قبر؛ مُجرد قبر في عقيدة تافهة، فسُخِّرَ الناس؛ هذا تسخير، كذلك إذلال الناس، {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[القصص:4]، ما أنزلوه من البلاء؛ ومن السُخرَة، ومن العبودية في بني إسرائيل وتحميلهم ما حمَّلوهم به من العذاب المُهين وكذلك ما ظلموهم به؛ من قتل الذُّريَّة وترك النساء أحياء، يعني طغى بكل معاني الطُغيان.

{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}[النازعات:17] {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}[النازعات:18]، انظر هذه الدعوة بهذا الكلام الطيب الذي يأتي في صورة العرض؛ وليس الأمر والفرض، وإنما بصور عرض {........ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}[النازعات:18]، هل تُريد إلى أن تتزكَّى؟ تُزَكِّي نفسك وتكون نفسك طيبة؛ طاهرة، نقية، رجل أمين خائف من الله -تبارك وتعالى-؛ قائم بأمره، صادق، مُصدِّق بالحق، تسير على طريق الهُدى، تبتعد عن الظلم وعن الطُغيان، {........ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}[النازعات:18]، أدعوك إلى زكاة نفسك وطهارتها، {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}[النازعات:18] {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}[النازعات:19]، انظر الدعوة العظيمة، أهديك؛ أُرشِدَك، إلى مَن؟ إلى ربك، ليس إلي؛ ولا إلى طريقي، ولا إلى طريق بني إسرائيل، ولا أن تكون معنا... لا، وإنما أهديك وأُرشِدَك إلى ربك؛ إلهك، خالقك، بارئك، مُصوِّرك، المُتفضِّل عليك -سبحانه وتعالى-، فأهديك إلى ربك؛ والهداية إلى الله -تبارك وتعالى-، هذا ربك الذي خلَقَك؛ الذي سوَّاك، الذي يرزُقَك، الذي يرعاك، فأهديَك إلى الله الذي نسيته؛ طغيته، وضعت نفسك في مقامه؛ أنك تتألَّه على الناس، وتدعوا الناس إلى عبادتك، وظلمت نفسك وظلمت الناس بهذا، أنا أدعوك وأهديك إلى ربك فتخشى؛ تخافه، تخاف عقوبته -سبحانه وتعالى- فإنه يُنزِل عقوبته بالمُتغطرسين؛ بالمجرمين، وأنت الآن في هذا الحال مُتغَطرِس؛ مُجرم، مُعطي نفسك ما ليس لها؛ تجعل نفسك إليه وأنت لست بإله، {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}[النازعات:19].

ثم قال -جل وعلا- {فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى}[النازعات:20] {فَكَذَّبَ وَعَصَى}[النازعات:21]، أراه؛ يعني أرى موسى فرعون، الآية الكبرى؛ آيات عظيمة، عصا؛ عود حطب من شجرة جافة، الله -تبارك وتعالى- سأل موسى {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}[طه:17] {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}[طه:18]، عصا من العصوات، {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى}[طه:19] {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}[طه:20]، في التو واللحظة بمجرد ما تقع على الأرض تقع حيَّة تسعى؛ ثُعبان مُبين، فهذي آية كبرى؛ وهذه الآية ذهب بها موسى إلى فرعون، وهذا موسى رجل أسمر؛ آدم، أسمر، يضع يده فقط يُخفيها في جيبه ثم يُخرِجها فتخرُج يد بيضاء كأنها لرجل أبيض، تبقى هذه يد سمراء كما هي وهذه يد بيضاء، في التو واللحظة يتغير الجِلد؛ لا بسنين من المُعالَجة، ومن، ومن، ومن ...، فالله -تبارك وتعالى- أرى فرعون الآية الكبرى؛ آية على هذا النحو، آية؛ دليل ناصع، دليل واضح على أن هذا العبد موسى هو رسول من الله -تبارك وتعالى-؛ وأن هذا أمر لا يقدِر عليه إلا الله -تبارك وتعالى-، وأنه ما في بشر يستطيع أن يقلِب الأعيان على هذا النحو؛ يقلِب العصا حيَّة، ويقلِب اليد السمراء إلى بيضاء في لمح البصر، ما في هذا؛ هذا لا يكون، فهنا الله -تبارك وتعالى- يقول {فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى}[النازعات:20] {فَكَذَّبَ وَعَصَى}[النازعات:21]، إجرام، تمثَّل فيه الإجرام بمعناه الأكبر، {فَكَذَّبَ ........}[النازعات:21]، عَرِف أن هذا صدق وعَرِف أن هذا آية من الله -تبارك وتعالى- ولكنه كذَّبها، {........ وَعَصَى}[النازعات:21]، عصى الأمر الإلهى أن يُطيعَه؛ وبدأ يُجادِل بالباطل.

قال -جل وعلا- {فَكَذَّبَ وَعَصَى}[النازعات:21] {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى}[النازعات:22]، لم يكتفِ بالتكذيب في نفسه بل أراد أن يصُدَّ الجميع عن دين الله وعن طريق الله -تبارك وتعالى-، أدبرَ؛ عن الحق، يسعى؛ يجِد ويجتهد، في ماذا؟ في الصَّد عن سبيل الله وفي محاربة آيات الله -تبارك وتعالى-، ألَّبَ مَن حوله وقال لهم {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى}[طه:63]، ثم حرَّضَهم فقال {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى}[طه:64]، وبدأ يُحارِب بكل ما أوتي من قوة ويُدبِّر التدبير تلوا التدبير ليمحوا وليُبطِل آيات الله -تبارك وتعالى-، قال -جل وعلا- {فَكَذَّبَ وَعَصَى}[النازعات:21] {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى}[النازعات:22] {فَحَشَرَ فَنَادَى}[النازعات:23]، حشر الشعب ونادى فيه، {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}[النازعات:24]، فقال لهم؛ لهذا الشعب، {........ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}[النازعات:24]، أنا ربكم؛ إلهكم، معبودكم، قال {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}، بالدعاوى الكاذبة؛ أن هذه الشمس هي أكبر الموجودات، وأن هذه الشمس هي التي خلَقَته، وأنه مخلوق من هذه الشمس إله؛ هذا من الشمس، وأما الباقين ها دول أولاد الطين؛ أولاد الأرض، أما هو ابن هذه الشمس التي في السماء؛ وأنه هو الرب، وأنه لا يُعبَد إلا هو فهو الذي له الأمر، {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}، وقال {........ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ}[الزخرف:51]، مَن هذا موسى؟ {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ}[الزخرف:52] {فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ........}[الزخرف:53]، أي لتُغنيَه، {أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ........}[الزخرف:54]، فهذا المجرم علا في الأرض؛ وتكبَّر، وقال للنار {........ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}[النازعات:24]، ربكم؛ سيدكم، والآمر فيكم، وبالتالي إلهكم الذي تُعظِّمونه وتعبدونه، الأعلى؛ الذي لا أعلى مِنِّي، أنا العلي العظيم عليكم.

قال -جل وعلا- {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى}[النازعات:25]، هذا الذي لم يُفلِح معه لا الآيات المرئية؛ ولا النِّذارة، ولا آيات الله -تبارك وتعالى- المسموعة، ولا أي وعظ أفاد فيه فتجبَّر هذا التجبُّر، عند ذلك لم يبقَ له إلا عقوبة الرب -تبارك وتعالى-، قال -جل وعلا- {فَأَخَذَهُ اللَّهُ}، أخذه؛ إهلاكه، وذلك أن الله -تبارك وتعالى- أخذه وجنوده وألقاهم في البحر، {........ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى}[النازعات:25]، نكال؛ العذاب، يعني نكَّل الله -تبارك وتعالى- به هذا التنكيل؛ عذَّبَه هذا العذاب بالغرق وحيث الإذلال، ليكون بعد ذلك يغرق ثم يدخل إلى نار جهنم -عياذًا بالله-، {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر:46]، {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى}[النازعات:25]، ثم قال -جل وعلا- {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}[النازعات:26]، إن في ذلك مما ذُكِر؛ مما ذكَرَه الله -تبارك وتعالى- من شأن فرعون، هذا أعظم طاغية وجِدَ في الأرض؛ وأُوتي من المُلك، ومن السلطان، ومن الجبروت، ومن التصرُّف في الخلْق ما لم يؤتَه غيره، وفجر الفجور كله، وناوء الرب وعانده بكل ما أُوتي من قوة؛ ودهاء، ومكر، وحيَل، وانظر صنيع الله -تبارك وتعالى- فيه؛ فهذا جعله الله -تبارك وتعالى- آية لكل مُكذِّب، يعني انظر هذا؛ لن تكون كفرعون، لن تكون أيها المُكذِّب مهما كنت كفرعون، انظر صنيع الله -تبارك وتعالى- فيه {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى}[النازعات:25] {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً ........}[النازعات:26]، لكن {لِمَنْ يَخْشَى}، إن في ذلك؛ في كل هذا الذي قصَّه الله -تبارك وتعالى- في شأن فرعون، لعِبرَة؛ العبرة هي النظر، والاعتبار، والنظر لِما بعد الأمر؛ يعني النظر في عَقِب الأمر، العبور على المشهد الحاضر إلى ما ورائه؛ ما وراء هذا المشهد، ما وارء قصة فرعون؛ ما ورائها من العِبَر؟ ورائها من العِبَر انظر صنيع الله -تبارك وتعالى- في المُتكبِّرين المُتغَطرِسين؛ وانظر أن الله -تبارك وتعالى- لن يُفلِت منه أحد مهما كان، وانظر، وانظر وانظر ...؛ من العِبَر العظيمة، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً ........}[النازعات:26]، لكن {لِمَنْ يَخْشَى}، مَن يخاف الله –تبارك وتعالى- ومَن يتقيه، أما الذي لا يغشى؛ السادِر، الغافل، فإنه لا يعتبر، كم هذه الآيات تُتلى؛ وتُقرأ؟ وينظر إليها ولا يتعِظ ولا يعتبِر، فالعِبرَة فقط إنما هي لأهل الخشية من الله -تبارك وتعالى- الذين يخافون أن يصنعوا صنيع فرعون فيُنكِّل الله -تبارك وتعالى- بهم نكالًا؛ يخافون من هذا، خلاص؛ يرتَدِع، يرى أن هذا صنيع الله -تبارك وتعالى- في الكافر فيستقيم على أمر الله؛ وهذا صنيعه بالمؤمن فيسير على طريق أهل الإيمان، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}[النازعات:26].

ثم قال -تبارك وتعالى- مُخاطِب هؤلاء الكفار؛ المُعاندين، المُكذِّبين، {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ........}[النازعات:27]، أأنتم؛ يعني أيها المُكذِّبون، {أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ}، السماء أعظم من خلْق الإنسان، ما الإنسان بجوار هذه السماء؟ الإنسان جزء صغير يعيش على كوكب صغير جدًا هو الأرض، هذا الكوكب الصغير جزء صغير من هذه الكواكب والمُلْك المُترامي الأطراف الذي لا نهاية له، ما الأرض بكل ما عليها من البشر في مجرة واحدة من هذه المجرات وآلاف هذه النجوم؟ ثم ما هذه المجرة من ملايين غيرها من المجرات؟ ثم ما هذه المجرات في السماء الأولى؟ ثم ما السماء الأولى في الثانية؛ في الثالثة، في ما بعدها، في عرش الله، في كرسيه؟ يعني ما أنت يا أيها الإنسان الصغير؛ هذا الكائن الصغير هذا التائه في هذه الأرض؟ {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ........}[النازعات:27]، لا شك أن هذه السماء بهذه العظمة أعظم في الخلْق وفي الإتقان من خلْق هذا الإنسان الضعيف، {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ........}[النازعات:27]، قال -جل وعلا- {بَنَاهَا}، الله -سبحانه وتعالى- خلَقَ هذا الخلْق الذي هو أعظم من الإنسان وهي السماء، بناها الله -تبارك وتعالى- بناء في غاية الإحكام، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ}[الذاريات:7]، مُحكَمَة إحكام عظيم جدًا، فكل كوكب فيها وكل جُزيء إنما يسير بحُسبان؛ بنظام دقيق، وهذه السماء جعلها الله -تبارك وتعالى- سقف محفوظ لا يمكن اختراقها، هؤلاء الإنس والجِن لا يمكن أن يخترِقوا وأن يخرجوا من أقطار السماوات والأرض إلا بأمر إلههم ومولاهم -سبحانه وتعالى-، وقد وسَّعها الله -تبارك وتعالى- هذه التوسِعَة العظيمة، {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا}[النازعات:27]، بناها الله -تبارك وتعالى-.

{رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}[النازعات:28]، رفع سَمْكَها؛ سماكتها وبنائها، فسوَّاها؛ جعلها مُستوية قائمة في غاية الإتقان، والحُسْن، والجمال، وكذلك المتانة والصلابة، {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}[النازعات:28]، السَّمْك؛ البناء، {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}[النازعات:29]، أغطش ليلها؛ سوَّدَه، يعني جعل ليلها مُظلِم، وأخرج ضُحاها؛ جعل ضُحى السماء ضُحى ونور، فانظر هذه السماء التي فوقنا؛ سماء هذه الأرض، انظر في وقت النهار كيف تكون ضُحى؛ مُشرِقة ومُضيئة، وفي وقت الليل تكون سوداء مُعتِمَة، فهذا الذي لوَّنها في الليل وأنارها في النهار على هذا النحو هو الله -سبحانه وتعالى-؛ الرب، الإله الذي لا إله إلا هو -سبحانه وتعالى-، {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}[النازعات:29].

ثم قال -جل وعلا- {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}[النازعات:30]، هذه الأرض بعد ذلك؛ يعني وراء هذا، وبعد هذا إضافة إلى خلْق هذه السماء كذلك الأرض هي من خلْقِه -سبحانه وتعالى-، قال {دَحَاهَا}، الدَّحوا هو أنه كوَّرَها على هذا النحو الذي هي عليه، هذا دحوا الأرض؛ دحاها الله -تبارك وتعالى- فجعلها هذه الكرة على هذا النحو، ثم {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}[النازعات:31]، أخرج من هذه الأرض مائها اللي هو فيها؛ يُفجِّره الله -تبارك وتعالى- من باطِنها إلى ظاهِرها، ثم يجعله دورة فتخرج المياه بخارًا إلى السماء فيتكثَّف ويصبح سُحُب، ثم ينزل في بطنها، ثم تُخرِجه الأرض وهكذا ...، {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}[النازعات:31]، نباتها الذي ترعى عليه أنعام أهل الأرض وتأكله حيواناتها، فهذا تقدير العزيز العليم -سبحانه وتعالى-؛ القوي، العظيم، {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}[النازعات:31] {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}[النازعات:32]، الجبال أرساها الله -تبارك وتعالى-، أرساها؛ أرسى الأرض، أو أرساها؛ أرسى الجبال، فجعل الجبال راسية لا تتزلزل ولا تتحرَّك في الأرض، وكذلك جعل الجبال مراسي وأوتاد أمسكت هذه الأرض على أن تميد بالناس، {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}[النازعات:32]، ثم قال -جل وعلا- {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}[النازعات:33]، يعني أن الله -تبارك وتعالى صنع ذلك وفعل هذا كله؛ يعني خلْق السماء، وخلْق الأرض ودحوها، وإخراج الماء والنبات، كل هذا متاعًا لكم؛ تمتَّعوا فيه، مُتعة بهذه الحياة؛ بالطعام، والشراب، والنوم، والحركة، هذه كلها متاعًا لكم ولأنعامكم، عندما تعيش كذلك أنعامكم على هذه الأرض مُمتَّعَة بالماء الذي فيها؛ بالنبات الذي فيها، {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}[النازعات:33]، وبهيمة الأنعام هي هذه الثمانية أزواج التي خلَقَها الله -تبارك وتعالى- للناس لمنافعها؛ لألبانها، ولحومها، وكذل في ركوب ما يُركَب منها، وبعد ذلك في جلودها، في المنافع الأخرى العظيمة التي جعلها الله -تبارك وتعالى- في هذه الأنعام، {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}[النازعات:33].

ثم قال -جل وعلا- {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى}[النازعات:34] {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى}[النازعات:35] {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}[النازعات:36] {فَأَمَّا مَنْ طَغَى}[النازعات:37] {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}[النازعات:38] {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات:39] {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}[النازعات:40] {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات:41] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}[النازعات:42] {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}[النازعات:43] {إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا}[النازعات:44] {إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا}[النازعات:45] {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}[النازعات:46].

إلى هذه الآيات -إن شاء الله- نأتي في الحلقة الآتية، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، والحمد لله رب العالمين.