الحمد لله ربِّ العالمين, وأُصَلِّى وأُسَلِّم على عبد الله ورسوله الأمين وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهديه وعَمِلَ بسنته إلى يوم الدين.
وبعد فيقول الله تبارك وتعالى : {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران:52], {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:53], {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران:54], {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}[آل عمران:55].
يُخْبِرُ -سبحانه وتعالى- عباده فيما قصَّ عليهم مِن نبأ عيسى -عليه السلام- وكيف أنه أتى بنى إسرائيل بهذه الآيات البينات قال -جلَّ وعَلا- : {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ}[آل عمران:49], {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}[آل عمران:50], {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}[آل عمران:51], دعوة عيسى -عليه السلام- المُؤَيَّدَة بهذه الآيات المعجزات مِن الله -تبارك وتعالى- الواضحة البينة التي تحمل الخير لبنى إسرائيل وترشدهم إلى الهُدى وهذا نبي منهم أُرْسِلَ إليهم ولكنهم مع ذلك قابلوه بالكفر والعناد، كفروا به وقالوا فه وفى أمه قولاً عظيماً -عليه السلام-، وعند ذلك لما رأى عيسى أن قد أُحيط به وأنَّ اليهود يسعون في دَمِهِ بكل سبيل إلى الحاكم الروماني واتخذوا قرارهم بأنه كافر مُهَرْطِق وأنه لابد مِن إزالته وقتله، {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}, مِن بنى إسرائيل على هذا النحو بدأ يطلب النصرة حتى يَقُومَ هذا الدين وحتى يبقى مِن بعده إنْ استطاع أعداؤه أنْ يقتلوه.
قال -جلَّ وعَلا- : {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ........} [آل عمران:52], أي قال لأصحابه والذين آمنوا معه : {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}, طلب منهم الذى يتطوع ويقوم بنصر الله -تبارك وتعالى- بنصر هذا الدين وبالقيام معه كما طلب نبينا محمد -صلوات الله والسلام عليه- النصرة مِن الأنصار وقام الأنصار معه فسُمُّوا أنصاراً بذلك.
{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}، الحواريون أنصار عيسى -عليه السلام- وقيل أنهم كانوا عامتهم مِن صيادي الأسماك آمنوا به وآثروه وتركوا عملهم والتفوا حوله وانتقلوا معه حيث انتقاله كان سراً مِن بلدة إلى بلدة يدعوا إلى الله -تبارك وتعالى- فالتفوا حوله وتعاهدوا معه أو عاهدوه على نصرة الله -تبارك وتعالى- والقيام بالدين ، قالوا : {نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران:52], اشهد علينا حضوراً الآية وهذه الشهادة يكون بها يوم القيامة شهيداً عليهم كذلك، {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}, مسلمون هنا بمعنى منقادون مستسلمون لله -تبارك وتعالى- خاضعون لأمره.ِ
ثم دعوا الله -تبارك وتعالى- فقالوا : {رَبَّنَا}, هذا مِن دعاء الحواريين،{رَبَّنَا}, أي يا ربنا, {آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}, والذى هو عيسى المرسل إليهم -عليه السلام- {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}، أكتبنا مع الشاهدين على الخلق وعلى العباد وذلك أنَّ المؤمن القائم بأمر الله -تبارك وتعالى- يُسْتَشْهَد كما قال الله -تبارك وتعالى- في أمة محمد : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}، أي الذين يشهدون لك بالحق في هذه الدنيا ويشهدون كذلك بالحق في الآخرة يشهدون على مَن كان معهم على طريقتهم يشهد بعضهم لبعض ويشهدون على مِن عصاهم بالنار, إذن خلاصة دعوة عيسى الآن أنَّ الفئة التي آمنت به كانت فئة قليلة مِن بنى إسرائيل والغالبية العظمى كذبته وعاندته وسَعَت في قتله بكل سبيل.
قال -سبحانه وتعالى- : {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران:54], {وَمَكَرُوا}, أي اليهود وذلك المكر هو التدبير بالخفاء للعدو، مَن دَبَّرَ لعدوه بالخفاء مكيدةً أو خدعةً أوشراً يوصله بالخفاء هذا هو معنى المكر, فقد بدأ اليهود في تدبير مؤامرتهم للتخلص مِن عيس عليه السلام ولما كانوا في ذلك الوقت تحت حُكْم الرومان الذين كانوا يحكمون فلسطين في جملة ما يحكمون مِن ممالك العالم فقد كان البحر الأبيض المتوسط يسمى بحر الروم وهو عبارة عن بحيرة رومية كل الممالك التي حول البحر الأبيض يحكمها الرومان كان بما فيها بلاد الشام، فلسطين التي بعث فيها عيسى واليهود يسكنون في أرض فلسطين ولكن كانوا تحت حُكْم الرومان وكان الرومان يعطونهم حكماً ذاتياً فيما بينهم للأمور والمشاكل التي تخصهم وأما الحُكم العام والسلطة العامة فقد كانت بيد الرومان، مَكَرَ رؤساء اليهود كما جاء في الإنجيل بعيسى بأنْ اتخذوا قراراً الذين هم رؤساء الكهنة بقتله ورفعوا أمره إلى السلطان الروماني ليقتله، بَحَثَ السلطان الروماني عنه وتقصى عنه ولم يجد فيه أي ضرر ولا أي شر على مملكته فرفع إلى القيصر شأنه وأخبر بأنَّ هؤلاء يريدون أنْ يقتلونه وليس فيه شيء مِن الشر، فمَكَرَ اليهود مكر أكبر وقالوا نُرْسِل إلى القيصر ونشكو له الحاكم الروماني وكان الحاكم الروماني وكان في وقتها بيلاطس ونقول أنه يَدَع ناس مِن المخربين الذين يخربون حُكْم القيصر في أرض فلسطين، فخشى بعد ذلك الحاكم الروماني حاكم الإقليم أنْ يناله غضب القيصر فبدأ يسعى في القبض على عيسى بن مريم -عليه السلام-.
قال جلَّ وعَلا: {وَمَكَرُوا}، أي بعيسى ليقتلوه, {........وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[آل عمران:54]، أي دَبَّرَ الله -تبارك وتعالى- لهم في الخفاء تدبيراً ليحبط مكرهم ولينصر دينه ويُعِزَّ رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكان مِن تدبير الله -تبارك وتعالى- بهم أنَّ الله -تبارك وتعالى- ألقى شَبَهَ عيسى على آخر فقبضوا هذا الآخر وأخذوه للصَّلب ظانين أنه عيسى بن مريم وأما عيسى فإنَّ الله - تبارك وتعالى- أنجاه {وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، المكر السيء ليس مِن صفة الرَّب -تبارك وتعالى- \, وأما المكر المنسوب إلى الله -تبارك وتعالى- إنما هو تدبيره -سبحانه وتعالى- بالخفاء لإيقاع الشر بأهله بهؤلاء الماكرين الخبثاء الذين يمكرون المكر السيء، وأما إذا كان هناك التدبير الحسن فإنه ليس مكراً سيئاً وإنما هو مِن التدبير الحسن الذى يُمْدَحُ به الفاعل، والله -تبارك وتعالى - لا يتصف بأنه يمكر مكراً سيئاً وإنما تدبير الله -تبارك وتعالى- الذى دَبَّره لهؤلاء لإيقاعهم في شر أعمالهم.
كما قال -تبارك وتعالى- : {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}, فالمكر المنسوب إلى الله -تبارك وتعالى- هنا الذى نسبه الله -تبارك وتعالى- نفسه هو تدبيره أنْ يوقع الشر خفاءً وظن هؤلاء أنهم ينصرون ولكن وقع الأمر على خلاف ما يظنون، وقد جاء هذا في القرآن في إبطال الله مَكر الماكرين كما قال الله - تبارك وتعالى- في شأن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30], فقد مكرت قريش في كيفية الخلاص مِن النبي محمد -صلوات الله والسلام عليه- وذلك باجتماعهم في دار الندوة ومجيء الشيطان لهم حضر اجتماعهم في صورة شيخ مِن أهل نَجْد وقال قائل منهم ننفى النبي خارج مكة ونستريح منه، فقال لهم ذلك الشيطان وهو في صورة هذا الشيخ : (هذا ليس بالرأي، لو أخرجتموه ليوشكنَّ أنْ يجتمع أنصاره حوله ثم يأتيكم فيغزوكم في عُقْرِ داركم، أنظروا لكم رأى آخر)، فقالوا نُثْبِتُهُ نسجنه في مكة ولا نَدَعُ أحداً يأتيه ولا هو يصل بأحد، فقال : إنَّ هذا ليس بالرأي، يوشك أنْ يخرج منه ولا يَدَعُوهُ أنصاره وبنو هاشم لتسجنوه على هذا النحو وليوشكن أنْ يخرج مِن بين أيديكم ثم ينتشر دينه، فقال أبو جهل : أنا عندي الرأي، الرأي عندي أنْ نختار مِن كل قبيلة شاباً قوياً ويضربوا محمد ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل ولا يستطيع بنو هاشم وبنو المطلب أنْ يثأروا له وذلك أنه قد تفرق دمه، أي لا يستطيع بنى هاشم أنْ يقاتلوا كل بطون قريش وكل القبائل المحيطة بها، فعند ذلك يتفرق دمه، فقالو هذا هو الرأي، فهذا مكر وعزموا على هذا الأمر وفى الليلة التي عزموا فيها على قتل النبي على هذا النحو الله -تبارك وتعالى- ألقى عليهم النوم، وأخرج نبيه مِن بين أظهرهم، وتخفى النبي ثلاثة أيام في غار ثَوْر بعد ذلك خلص منهم سليماً معافاً إلى المدينة ثم أيده الله -تبارك وتعالى- بنصره بالمؤمنين ثم غزا النبي -صلى الله عليه وسلم- قريشاً بعد ذلك في عُقْرِ دارها في مكة وانتصر وفتح الله -تبارك وتعالى- عليه وأهلك كل أعدائه بعد.
فهذا نسب المكر إلى الله ولا شك أنَّ هذا التدبير الذى دبره الله -تبارك وتعالى- تدبيرٌ حسن، كل قضاء الله -عزَّ وجلَّ- الذى قضاه هنا بإهلاك هؤلاء الظالمين تدبير حسن مِن سبيله مكر لكن ليس المكر السيء، كذلك في القرآن كذلك قول الله - تبارك وتعالى- عن القوم قوم صالح الذين مكروا به وكيف أنَّ الله -تبارك وتعالى- أنجاه منهم, قال جلَّ وعَلا : {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} [النمل:48]. {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [النمل:49], {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [النمل:50], {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} [النمل:51].
فهذه صورة أخرى مِن مَكْرِ الله -تبارك وتعالى- بهؤلاء الماكرين الظالمين، قوم صالح، قبيلة ثمود، فإنهم أرادوا التخلص منه فكذلك دبروا في الخفاء تسعة رهط، تسعة يشكلون رهط مِن المفسدين المجرمين مِن القبيلة وهو أنْ يُبَيِّتُوا صالح وأهله يهجم عليه في البيات ليلاً فيقتلوه هو وأهله ويكون الأمر ظُلمة ثم إذا أشير إليهم يقولون : {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ}, وذلك أنَّ الأمر كان أمراً بليل، فيحلفوا أنهم ما شاهدوه.
الله يقول : {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [النمل:50], أي مَكَرَ هؤلاء التسعة رهط المفسدين مِن ثمود مكراً بالليل تدبيرهم الخفاء هذا المكر السيئ بنبي الله العبد الصالح "صالح" {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [النمل:50], {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} [النمل:51], الله -تبارك وتعالى- أخبر صالح بما يحاط به وأَمَرَهُ أنْ يخرج هو وأهله المؤمنون معه من القرية، ثم أَرْسَلَ الله -تبارك وتعالى- ملكاً صاح فيهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر، فهذا تدبير الله -تبارك وتعالى- وتلك تدبيرهم، هنا الله -تبارك وتعالى- يخبر أنَّ هذا تدبيره، قال جلَّ وعَلا : {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}, أي منيمك، الوفاة هنا بمعنى النوم وتأتى الوفاة الأخذ وافياً، تأتى الوفاة بمعنى الموت وتأتى بمعنى النوم، في النوم كقول الله -تبارك وتعالى- : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى........} [الزمر:42], فهذه الوفاة بمعنى الموت وتوجد وفاة بمعنى النوم {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ}, {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}, أي ينيمكم، فالله هو الذى ينيمنا بالليل لأنَّ النوم وفاة ولكنها كما يقال : الوفاة الصغرى.
{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}, أي منيمك, {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}, أي في السماء, {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}, لا ينالونك، يطهره الله - تبارك وتعالى- مِن الذين كفروا أنْ ينالوه بضربهم وتعذيبهم وفعلهم, وانظر ماذا صنعوا بششَبَهِهِ فإنهم قد أهانوه إهانة عظيمة جداً كما جاء في الإنجيل أنهم ألبسوه هذا اللباس الأرجواني الذى يُلْبَسُهُ مَن يحكم عليه بالقتل ثم هذه كانت مَن عادة الرومان أنْ يَلْبَسَ المحكوم عليه بالإعدام أو بالقتل لباساً أرجوانياً ثم يحمل صليبه الذى يصلب عليه هو الذى لابد أنْ يحمل صليبه ثم يقاد في وسط المدينة حتى يراه الناس جميعاً يحتشدون، ثم يُعَلِّق الناس عليه وهو خارج إلى هذا فكانوا كما جاء في الإنجيل أنَّ الناس الذين التفوا بحول هذا الشبيه الذى ألقى الله - تبارك وتعالى- شبه عيسى -عليه السلام- كانوا يبصقون في وجهه ويصفعونه على قفاه ويقولون له : يا ملك اليهود أنقذ نفسك، أنت جئت تخلص اليهود أين أنت خلص نفسك الآن، ثم بعد ذلك لما ذهب إلى مكان الصلب سَمَّرُوا يديه بالمسامير على جانبي الصليب ورجليه كذلك بالمسامير ثم رفعوا الصليب إلى أعلى بعد هذا الصلب ثم استغاث بهم أنْ اسقوني فأخذ أحدهم قطعة مِن الإسفنج وغمسها بالخل ووضعها على طرف حربته ثم دفعها إليه وهذا زيادة في النِّكاية، ثم لمَّا لم يتضرر ضربوه بحربة في جنبه حتى قُتِلَ وهو على صليبه فهذا قول الله له : {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، لا يمكن أنْ يُخَلِّى الله -تبارك وتعالى- رسوله لينال مثل هذا الإذلال على خشبة الصَّلب، فكان مِن تدبير الله - تبارك وتعالى- أنْ أنقذ عبده ورسوله أنْ يلاقى هذا الخزي وهذه الإهانة خاصة وأنَّ هذا رسول الله، أي هو رسوله ومِن سُنَّةِ الله -تبارك وتعالى- أنْ ينصر رسله, {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر:51].
وقال -تبارك وتعالى- : {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:76], هذا تحدى للرَّب -جلَّ وعَلا-، {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ}، أرض مكة، هذا بالنسبة لكفار مكة، {لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا}, يخرجوك غصب هذا مما كان دبروه فيه، فالله يقول : {وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا}، أي لو أخرجوك مِن مكة لأزالهم الله -تبارك وتعالى- بعذاب ماحِق في التو واللحظة, {وإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا........}[الإسراء:76], {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} [الإسراء:77].
هذه سنة الله -تبارك وتعالى- في رسله لا يُخَلِّيْهِم ولا يتركهم لأعدائهم ليهينوهم ويعذبوهم على هذا النحو، نعم يقع هذا لأفراد المؤمنين وهذا ابتلاء وامتحان مِن الله -تبارك وتعالى- لإعلاء منزلته، أما للرسل فإنهم لابد أنْ ينجيهم الله -تبارك وتعالى-، قال جلَّ وعَلا : {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}[يونس:103], {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ........} [آل عمران:55], {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوك}, أي مِن أنصارك, {َفَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}, وقد كانوا, أي هذه الفئة التي آمنت بعيسى نصرها الله -تبارك وتعالى- وأعزها وانتشر دينها أي انتشر الدين في كل مكان وعاد اليهود إلى الخِسَّة والحقارة وأصبحوا أذلة كما كانوا وعادوا إلى الذُّل وعاد الذين اتبعوا عيسى فوق هؤلاء اليهود يستذلونهم ويستعبدونهم في كل مكان، ثم جاء الأتباع الحقيقيين بعد ذلك لعيسى -عليه السلام- وهى أُمة محمد -صلوات الله والسلام عليه- فأعزها الله -تبارك وتعالى- ونصرها وبقى ذُلِّ اليهود أبداً وإلى قيام الساعة, ولا يقوم لهم أمر إلا ويُقِيمُ الله -تبارك وتعالى- لهم مَن يقمعهم، {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}[الأعراف:167]، {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ}, أي مِن النصارى المخلصين وكذلك مِن أُمة محمد -صلى الله عليه وسلم- {........فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران:55], {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ}, أي في يوم القيامة, {فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}, ثم بَيَّن الله -تبارك وتعالى- نتيجة هذا الحُكم الذى سيحكم الله -تبارك وتعالى- فيه بين هؤلاء المختلفين في شأن عيسى، قال جلَّ وعَلا : {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}, أي مِن هؤلاء اليهود الذين اتهموا عيسى بما اتهموه به وكذلك الذين قالوا في عيسى مالم يقله وما ليس هو الحق مِن أنه الله أو ابن الله المتصرف في هذا الكون، {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [آل عمران:56].
أَخْبَرَ -سبحانه وتعالى- بأنه سيعذب هؤلاء الكافرين عذاباً شديداً في الدنيا والآخرة، العذاب الشديد في الدنيا بالهزيمة والقوارع التي يقرعهم الله -تبارك وتعالى- بها بين الحين والآخر وفى الآخرة إلى النار, {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}، لن ينصرهم الله - تبارك وتعالى- وقد كان، فإنَّ الله -تبارك وتعالى- أعزَّ رسوله محمد -صلوات الله والسلام عليه- وأذلَّ النصرانية واستطاع المسلمون في سنوات قليلة أنْ يزيلوا عرش الكنيسة الشرقية وبقيت الكنيسة الغربية لابد قبل قيام الساعة أنْ يزيلها الله -تبارك وتعالى -.
{........فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [آل عمران:56], {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}[آل عمران:57], {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا}, عيسى -عليه السلام- آمنوا بالله وبعيسى كما أرسله الله - تبارك وتعالى- أنه عبده ورسوله, {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ},يوفيهم أي يعطيهم أجرهم وافياً كاملاً، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، هنا أيضاً هذا تعقيب جزاء أهل الإيمان بأنَّ الله لا يحب الظالمين ولذلك فَعَلَ فيهم الرب - تبارك وتعالى - ما فَعَلَ، ثم قال جلَّ وعَلا : {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} [آل عمران:58], ذلك الذى أنزله الله -تبارك وتعالى- عليه في شأن عيسى, {نَتْلُوهُ عَليْكَ}، نقرأه عليك, {مِنَ الآيَاتِ} البيَّنات الواضحات، والآية هي العلامة الواضحة البيِّنة، {وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ}، الذِّكْر، القرآن ذِكْر، وذلك لأنه تذكير بالله -تبارك وتعالى- وبآلائه وبآياته، {الْحَكِيمِ} ، الذى يضع كل أمر في نصابه، ثم قال جلَّ وعَلا : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ........} [آل عمران:59], مثل عيسى في الخلق وأنه وُجِدَ مِن أُنثى دون ذَكَر مِن أُمِّهِ فقط وليس له أب، {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ........} [آل عمران:59], أي مَن أراد أنْ يرى معجزة في الخَلْقِ فلينظر آدم فإنَّ آدم خَلَقَهُ الله -تبارك وتعالى- بغير أنثى وبغير ذَكَر، بل خَلَقَهُ الله -تبارك وتعالى- خلقاً مستقلاً مِن طين هذه الأرض، {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ}، هذا آية وهذا آية، {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} الذى هو آدم, {ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، {قَالَ لَهُ كُنْ}, بمعنى كن بشراً سوياً فكان كما أمر الله -تبارك وتعالى-, وكذلك عيسى قال له الله -تبارك وتعالى- كن فكان، فهو كلمة الله -تبارك وتعالى- {وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا}, كما قالت الملائكة لمريم -عليها السلام- لما {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} [مريم:20], {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} [مريم:21], أمراً قد قضاه الله -تبارك وتعالى- في السماء ولابد أنْ يكون فهو مخلوق بكلمة الله -تبارك وتعالى -.
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}، أي هذا هو الحق مِن الله – تبارك وتعالى - {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}، ما نَزَلَ إليك في شأن عيسى هو الحق وهو مِن ربك يا محمد، خالقك وبارئك رب هذه السماوات والأرض -سبحانه وتعالى-، {........فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران:60]،لا تكن مِن الشاكين في هذا الذى أنزل إليه فإنه مِن ربك مِن الله -سبحانه وتعالى - .
{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران:61]، {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ}، مَن جادلك وأَلقى بما عنده من الحُجَجِ الواهية الباطلة ,{فِيهِ}، في شأن عيسى, {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}, هذا العلم القرآن الكريم المنزل مِن الله -تبارك وتعالى- في شأنه فقل لهم, {تَعَالَوْا}، أقدموا، {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}، أنا أدعوا أولادي وأنتم تدعون أولادكم والأبناء الذكور، {وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ}، ندعوا كذلك نسائنا ونسائكم, بناتنا ونسائكم, {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} ، أنا أقدم نفسى الذى هو النبي -صلوات الله والسلام عليه-، وتعالوا أنتم قدِّموا أنفسكم, {ثُمَّ نَبْتَهِلْ}, نطلب البُهلة والبُهلة هي الهلاك، أي نطلب أنْ يهلك الله الكاذب منا أنا أو أنتم، {فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}، نجعل لعنته هلاكه وطَرْدَهُ مِن رحمته على الكاذبين، وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الوفد الذى جاء مِن النصارى، وَفْد نَجْرَان والذى مكث ثلاثة أيام يجادل النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن عيسى وأنهم كما يدَّعون فيه أنه هو الله أو ابن الله جاء ابن الله ليحمل خطايا البشر كما جاء عندهم فيما يُسمَّى بالأمانة النصرانية، جلسوا يناقشوا النبي ثلاثة ليال في هذا الأمر وهذه الآيات كلها نزلت بشأن هذا الوفد الذى جاء يناقش في هذا الأمر، فكان ختام هذا الأمر أنْ دعاهم إلى هذه المباهلة، ما رأيكم أنْ نحتكم إلى الله؟ أي إذا كنا الآن لم تقبلوا كلام الله المنزل علىّ, على عبده ورسوله محمد في شأن عيسى والله يقص الحق وأنتم تقولون أنَّ الحق هو الذى معكم وهذه فرى أخترتموها، فتعالوا نحتكم إلى الله -سبحانه وتعالى- فيأتي النبي بنفسه ، النبي خرج وأخذ ابنته فاطمة -عليها السلام- وأخذ الحسن والحسين هذا مِن أولاده وقال لهم تعالوا هاتوا أبنائكم ونسائكم ونخرج إلى مكان خارج وندعوا الله -تبارك وتعالى- أنْ يهلك الكاذب مِنا، فجاء هؤلاء القوم لما رأوا هذا الأمر نكلوا عنه، وقال بعضهم لبعض إنْ باهلتموه استأصلكم الله – تبارك وتعالى - فقالوا يا محمد نصالحك على ما ترى فصالحوه على أنْ يدفعوا الجِزية للنبي -صلوات الله والسلام عليه- وأنْ يعودوا وأنْ يبقوا على دينهم، صالحهم النبي على هذا الأمر.
لعل لهذا الأمر زيادة في الحلقة الآتية إنْ شاء الله, أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم مِن كل ذنب, وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.